شهدت ليلة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان، تقديم فقرات فنية متنوعة لثماني فرق للفنون الشعبية.

وتأتي الفعاليات، التي تنظمها محافظة أسوان بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة والآثار، في إطار استقبال الحدث الفلكي الفريد الذي يشهد تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس بمعبده الكبير صباح الأربعاء، في مشهد يتكرر مرتين فقط كل عام، يومي 22 فبراير و22 أكتوبر.

وقدّمت الفرق المشاركة، وهي فرق أسوان والأقصر وملوي وسوهاج وكفر الشيخ وبورسعيد والعريش والأنفوشي، عروضها أمام ساحة معبدي رمسيس بأبو سمبل، وسط حضور كل من ممثل محافظة أسوان، والدكتور فهمي محمود الأمين مدير الإدارة العامة للآثار المصرية واليونانية والرومانية بأسوان، والفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية، ومحمود عبد الوهاب مدير عام إقليم جنوب الصعيد الثقافي، ويوسف محمود مدير عام ثقافة أسوان.

وتستمر الفعاليات داخل المعبد وفي سوق المدينة السياحية حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، حيث يتابع الحضور الظاهرة الفلكية النادرة التي تجسد عبقرية المصري القديم في علوم الهندسة والفلك، وتُعد من أبرز الأحداث السياحية على أجندة الفعاليات الدولية.

وكان معبد رمسيس الثاني بمدينة أبو سمبل السياحية جنوب أسوان قد شهد أمس انتعاشة ملحوظة في الحركة السياحية، وذلك قبل ساعات قليلة من حدوث الظاهرة الفلكية الفريدة التي تتمثل في تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، والتي ينتظرها الزوار من مختلف دول العالم.

وجاء ذلك خلال استعدادات الأجهزة التنفيذية والأمنية والسياحية لاستقبال الحدث العالمي الذي يتجدد مرتين كل عام في 22 أكتوبر و22 فبراير، حيث تم رفع كفاءة الخدمات داخل المنطقة الأثرية، وتكثيف أعمال النظافة والتجميل، إلى جانب تجهيز أماكن انتظار الحافلات وتوفير وسائل الراحة للزائرين.

وأكد الدكتور الأثري أحمد مسعود، مدير معبد أبو سمبل، أن نسب الإشغال داخل الفنادق والبواخر السياحية ارتفعت بشكل كبير خلال الساعات الماضية، مع تزايد أعداد الوفود القادمة من مختلف الجنسيات لمتابعة الظاهرة الفريدة التي تجسد عبقرية المصري القديم في علم الفلك والهندسة المعمارية.

طباعة شارك أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان رمسیس الثانی

إقرأ أيضاً:

الشمس لا تخطئ موعدها على وجه رمسيس الثاني.. مصر تستعد لظاهرة فريدة بمعبد أبو سمبل


تستعد مصر فجر غد ، لأحد أكثر المشاهد التاريخية سحرا وإبهارا، حين تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس في معبده بمدينة أبو سمبل، في حدث فلكي فريد ينتظره آلاف الزوار من المصريين والسياح مرتين كل عام، ليشهدوا لحظة تُمزج فيها العلم بالأسطورة، والفلك بالخلود.
في تلك الدقائق القليلة، تخترق أشعة الشمس الممر الصخري الممتد بطول 200 متر داخل المعبد، لتضيء وجوه رمسيس الثاني واثنين من آلهة مصر القديمة (رع حور آختي وآمون رع) بينما تظل تماثيل الإله الرابع بتاح في الظل، إذ يعد إله الظلام في العقيدة المصرية القديمة. 
مشهد مهيب يعيد للذاكرة عبقرية الفراعنة في علوم الفلك والهندسة والنحت، الذين رسموا حركة الشمس على مدار العام بدقة مذهلة منذ أكثر من 33 قرنا من الزمان.
وفجر غد، حين تبدأ أشعة الشمس في الزحف داخل المعبد، تصمت الحشود مبهورة أمام المشهد الفريد، في لحظة تمتزج فيها هيبة المكان بروعة الزمان، يلتقي الحاضر بالماضي، ويشعر كل من يشاهد الحدث بأنه جزء من حضارة لا تزال تنبض بالحياة رغم مرور آلاف السنين.
تستمر الظاهرة نحو 25 دقيقة فقط، لكنها تختصر آلاف السنين من المعرفة، إذ تؤكد أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد بناة للأهرامات والمعابد، بل كانوا علماء فلك ومهندسين وفنانين سبقوا عصرهم بقرون.
وحول أسباب تعامد الشمس في هذين اليومين فقط، توجد روايتان؛ الأولى تقول إن التصميم الفلكي للمعبد جاء لتحديد بداية الموسم الزراعي وخصوبة الأرض، والثانية تشير إلى أن التاريخين يتوافقان مع يوم ميلاد رمسيس الثاني ويوم تتويجه على العرش.
يعد معبد أبو سمبل واحدا من أروع الإنجازات المعمارية في التاريخ الإنساني، فهو ليس مجرد صرح حجري، بل رسالة خالدة عن عظمة مصر القديمة.
شيد المعبد، الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد خلال حكم الأسرة التاسعة عشرة، ليخلد انتصاراته في معركة قادش، ويظهر قوته وتأليه ذاته، كما شيد إلى جواره معبدا أصغر لزوجته المحبوبة الملكة نفرتاري تكريما لها وللإلهة حتحور، ربة الجمال والحب والموسيقى.
واجهة المعبد الكبير تثير الدهشة: 4 تماثيل عملاقة للملك رمسيس الثاني، يبلغ ارتفاع الواحد منها 22 مترا، منحوتة مباشرة في الصخر، تبتسم بثقة كأنها تحرس النيل إلى الأبد، أما داخل المعبد، فتمتد القاعات المزينة بالنقوش التي تحكي بطولات الملك في المعارك، وتؤكد كيف بلغ فن النحت والتخطيط لدى المصريين القدماء أوجه في هذا العصر الذهبي.
وإلى الشمال من المعبد الكبير، يقع معبد نفرتاري، المنحوت في الصخر ذاته، حيث تتساوى تماثيل الملكة تقريبا مع تماثيل الملك، في مشهد نادر يعكس تقدير المرأة في الحضارة المصرية القديمة ومكانتها إلى جوار الملك في الحياة والخلود.
قصة معبد أبو سمبل لم تتوقف عند بنائه، بل كتبت له حياة جديدة بعد آلاف السنين في واحدة من أعظم عمليات الإنقاذ الأثري في التاريخ الحديث.
ففي ستينيات القرن الماضي، ومع بناء السد العالي في أسوان، كان المعبد مهدداً بالغرق تحت مياه بحيرة ناصر، عندها أطلقت منظمة اليونسكو عام 1959 نداء دوليا لإنقاذ آثار النوبة، واستجابت مصر سريعا لتبدأ ملحمة علمية وإنسانية غير مسبوقة.
ففي عام 1964، اجتمع فريق دولي من علماء الآثار والمهندسين والفنيين من أكثر من 50 دولة، ليبدأ مشروع نقل المعبدين الكبير والصغير إلى موقعهما الجديد على ارتفاع 65 مترا فوق مستوى البحيرة، وعلى بعد 200 متر من موقعيهما الأصليين.
تم تقطيع المعبدين إلى نحو ألف كتلة ضخمة، يصل وزن الواحدة منها إلى 30 طنا، باستخدام أحدث تقنيات القطع والنقل في ذلك الوقت، ثم أعيد تركيبها بدقة مذهلة لتطابق الوضع الأصلي من حيث الزوايا واتجاهات الشمس. 
واستغرقت عملية نقل المعبدين نحو ست سنوات من العمل المتواصل، وانتهت عام 1968، لتصبح إحدى أعظم معجزات الهندسة الأثرية في القرن العشرين.
وخلال تلك الملحمة، قام مركز تسجيل الآثار المصرية بتوثيق كل نقوش المعبدين بالتصوير والرسم والرفع المعماري، لتبقى السجلات محفوظة كوثيقة خالدة لتلك العملية التي أنقذت جزءا من روح مصر القديمة من الغرق الأبدي.
منذ أن رصدت الكاتبة البريطانية إميليا إدواردز ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني لأول مرة عام 1874 ودوّنتها في كتابها الشهير «ألف ميل فوق النيل»، أصبحت ظاهرة تعامد الشمس في أبو سمبل حدثاً عالمياً يتابعه العلماء والسياح على حد سواء.
وقبل عملية النقل، كانت الظاهرة تحدث في 21 أكتوبر و21 فبراير، لكنها تغيّرت يوماً واحداً بعد إعادة تركيب المعبد لتصبح في 22 أكتوبر و22 فبراير، وهو ما يعكس دقة مذهلة في حسابات المصريين القدماء.
واليوم، يقف معبد أبو سمبل شامخاً على ضفاف بحيرة ناصر، مدرجاً ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تحت مسمى "آثار النوبة"، الممتدة من أبو سمبل حتى جزيرة فيلة، ويظل المعبدان الكبير والصغير رمزين للحب والعبقرية والإرادة: حب رمسيس لنفرتاري، وعبقرية المصري في العمارة والفلك، وإرادة أمة أنقذت تراثها من الغرق.
ومع كل شروق شمس يتعامد على وجه رمسيس، تتجدد رسالة الحضارة المصرية للعالم: أن الشمس قد تغيب عن الأفق، لكنها لا تغيب أبداً عن مصر لأنها أرض الخلود والنور الأول.

طباعة شارك مصر المشاهد التاريخية الملك رمسيس الثاني

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات مهرجان تعامد الشمس أمام معبدي أبو سمبل جنوب أسوان.. شاهد
  • مدينة أبوسمبل تشهد انتعاشة سياحية قبل ساعات من ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني.. شاهد
  • ظاهرة فلكية فريدة من نوعها.. تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس بأسوان | القصة الكاملة
  • الشمس لا تخطئ موعدها على وجه رمسيس الثاني.. مصر تستعد لظاهرة فريدة بمعبد أبو سمبل
  • موعد تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل
  • حدث فريد يتوافد السياح من أجله.. آثار أبو سمبل تستعد لاستقبال ظاهرة تعامد الشمس
  • الأسرار الفلكية وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل
  • أبوسمبل تتزين لاستقبال المشاركين في مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس.. صور
  • أسوان: مدينة أبو سمبل السياحية تتزين لإستقبال المشاركين لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس