بوابة الوفد:
2025-12-14@21:05:18 GMT

جشع التجار يهزم المواطن

تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT

ﻣﻮاﻃﻨﻮن: »اﻟﻔﺮاخ واﻟﻠﺤﻤﺔ ﺣﻠﻢ ﺻﻌﺐ المنال«ﺿﻐﻮط اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺟﺪل داﺋﻢ ﺑين اﻟﺰوﺟين

 

فى ظل تكرارقرارات رفع أسعارالوقود فى الآونةالأخيرة، باتت الزياداتالاقتصادية تطال كلمفاصلالحياة اليومية، منالمواصلات  والنقل إلىالمواد الخام وتكاليفالتشغيل داخل البيوت،هذهالزيادات لم تمرمرورًا عابرًا، بلمستحياةالأفراد العاديين الذينيعيشون حالة شظف،ويحاولون جاهدين الموازنةبينطموحات أطفالهم ودخليومىغيرمستقر، لقد أصبحلهيبالأسعار كالنار التىتشتعلفىالبيوت من  الداخل،تجمعبينالقلقوالضغوط فى حائطواحديصعباختراقه،

فىهذاالتحقيق، نسلط الضوءعلىشهادات حية لعشراتالأسروالعمال والمواطنين الذينيرونأنكفاحهم اليومى لميعدفقطمنأجللقمةالعيش،  بل منأجلالكرامة فى وجهتجارمتعطشين للربح، ووسطاءينهشون ما تبقىمنالأملفىجيوبالناس،

داخل إحدى الشقق البسيطة بالقاهرة، يقف سعيد أمام أبنائه الذين يسألونه عن نزهة بسيطة أو هدية صغيرة، لكنه لا يملك إلا التهرب بجملة معتادة: «إن شاء الله فى الإجازة»، الحقيقة، كما يقول، إن الجيب فارغ، تمر ساعات وهو يحسب الجنيهات المتبقية قبل أن يقرر إذا ما كان بإمكانه شراء شيء بسيط، وفى الوقت نفسه، تعيش نسرين وضعًا مشابهًا، إذ حاولت مرة تجهيز وجبة من  الدجاج، وعندما علمت ابنتها بالسعر المرتفع، انفجرت باكية وسألت سؤالًا مؤلمًا: «ليه كل حاجة غالية يا ماما؟»، ذلك السؤال  كان كالسهم الذى يغرز فى قلب الأم، ويذكّرها بأن قدرة الأم على العطاء لا تنفصل فى ذهن طفلها عن كرامتها،

وفى داخل البيوت، كثيرًا ما تتحول ضغوط الإنفاق اليومى إلى جدال دائم بين الزوجين، سماح، ربة منزل، تروى كيف يتهمها  زوجها بالإسراف وعدم التوفير، بينما هى ترى أن الأسعار نفسها لم تترك لها مجالًا لتكون اقتصادية، وتقول إنهم أحيانًا يتخاصمون ليلًا بسبب تعبير جارح أو اختلاف فى نظرة الميزانية، أما رفيق، العامل اليومى، فيحكى عن لحظات غضب حين يعود متعبًا ليجد الكهرباء مُهدرة والطعام غير كافٍ، بالنسبة له، المال لم يعد مجرد وسيلة، بل دليل تقدير وتعبير عن الجهد المبذول، وإنكاره يولد شعورًا عميقًا بالغضب والإحباط،

فى الأسواق، الصورة ليست أفضل حالًا، منى، بائعة فى كشك صغير، تتحدث عن الضغوط التى يفرضها التجار الكبار لرفع الأسعار، إذا رفضت، يقللون الكمية أو يتهمونها بالجشع، أما البائع الصغير، فهو بين نارين: إما أن يرفع السعر ويخسر زبائنه، أو أن يرفض ويرفضه المورد، يروى أحدهم كيف أُجبر على شراء الكرتونة بسعر مرتفع، وأُبلغ بأنه لا يجوز له البيع بسعر أقل من التاجر الكبير، وإذا خالف، يُعاقب بعدم التوريد فى المرات القادمة،

وتُستخدم حجة «العرض والطلب» لتبرير كل ارتفاع، أبو كريم، أحد المستهلكين، يقول إنه ناقش أحد التجار حول الزيادات المفاجئة، فقيل له إن هذه هى «أسعار السوق»، لكنه يرى أن تبرير كل شيء بالسوق نوع من المراوغة، الأسعار تُرفع أحيانًا قبل أن تعلن الدولة زيادات رسمية، وبعض التجار يخزنون البضائع عمدًا ليقللوا المعروض ويهيئوا الأجواء لرفع الأسعار لاحقًا،

أما عمال اليوم الواحد، فمعاناتهم صامتة ومستمرة، محمود، أحدهم، يقول إنه يعمل فى البناء أو النظافة أو النقل حسب الفرص المتاحة، وفى بعض الأيام لا يحصل على أى دخل، وفى أيام أخرى يعود إلى بيته بـ 50 جنيهًا لا تكفى شيئًا، يروى أيضًا كيف عُرض عليه العمل دون تحديد أجر مسبق، ثم انتهى اليوم دون أن يتلقى شيئًا، أما عصام، فيتنقل بين عدة وظائف فى اليوم، من السواقة إلى العمل فى ورشة، لكن دخله لا يكفى حتى ثمن المواصلات، كمال، عامل آخر، يحكى عن لحظة ألم حين اضطر إلى إرسال ابنه إلى المدرسة دون مصروف، مكتفيًا بقطعة خبز، وشعر حينها أنه يطفئ نور حلم صغير فى عيون طفله،

فى المقابل، تُولد المعاناة نوعًا من التضامن، هدى، أم لثلاثة أطفال، تقول إنها اتفقت مع جيرانها على شراء سلع بالجملة وتقسيمها، وحتى الطهى المشترك بات وسيلة لتوفير الغاز، كذلك، انتشرت أفكار المقاطعة الجزئية كنوع من الضغط على التجار، رغم صعوبة تنفيذها مع المواد الأساسية، حسناء تتحدث عن تخفيف الالتزامات الاجتماعية، ورفضها حضور دعوات لأنها لم تعد قادرة على تحمّل التكاليف، أما أمينة، فتشارك تجربتها مع العائلة فى تنظيم «ديش بارتي» حيث يجلب كل شخص طبقًا مشتركًا، مما يُخفف العبء عن المضيف، ويُعيد روح المشاركة والبساطة،

الأرقام تعكس بوضوح ما يشعر به الناس، الزيادات الأخيرة فى أسعار الوقود تراوحت بين 12% و33%، مما أدى إلى زيادة فى تكاليف النقل بنسبة تقارب 20%، التضخم بدوره التهم القدرة الشرائية للناس، بينما بقيت الرواتب شبه ثابتة، بعض الأسواق شهدت تراجعًا حادًا فى حركة البيع، وصار الباعة يبيعون بمبالغ بسيطة لا تكفى حتى لتغطية الإيجار أو الكهرباء،

فى عمق هذه الأزمة، تقف عدة عوامل متشابكة، الحكومة، ضمن خططها للإصلاح المالى، بدأت بتقليص دعم المواد البترولية لتقليل العجز، مما أدى إلى تحميل المواطن النهائى تكلفة الزيادات، فى المقابل، لا تتواكب الرواتب مع معدل التضخم، مما يخلق فجوة متزايدة فى القدرة الشرائية، أما السوق، فباتت ساحة احتكار واستغلال، حيث تُخزّن السلع وتُرفع الأسعار وفقًا لتوقعات الجشع لا ضرورات الواقع، فى ظل غياب شبكة حماية اجتماعية قوية، يواجه الفقراء يومهم بلا سند، والعامل بلا تأمين، والمستهلك بلا حماية،

«ميزانية الربع كيلو» أصبحت واقعًا يعيشه الملايين.

 فى سوق شعبى بالدقى، كانت «أم أحمد» تتنقل بين البائعين بحثًا عن أقل سعر للحوم، وتقول: «كنت أشترى كيلو لحم أسبوعيًا، أما الآن فلا أقدر على أكثر من ربع كيلو، أقطّعه وأضيفه للخضار حتى يكفى الأسرة».

هذا التحول فى العادات لم يقتصر على أسرة واحدة، بل أصبح نمطًا عامًا. كثيرون اتجهوا نحو تقليل الكميات التى يشترونها، والاعتماد على مصادر بروتين أرخص مثل العدس والفول، لتوفير وجبات مشبعة بأقل تكلفة.

«عم حسن»، سائق وأب لثلاثة أطفال، يقول: «ربع كيلو لحمة يخلينى أحس إنى ما حرمتش عيالى، والباقى بنعتمد فيه على البقوليات».

فى البيوت، أصبحت مهمة إعداد الطعام عبئًا نفسيًا قبل أن تكون اقتصاديًا. تقول «منى»، ربة منزل: «بدل الطبخ المتنوع، بقيت أكتفى بطبق رئيسى وخضار بسيط، نحاول نطوّل بالكميات بأى طريقة».

البقالون لاحظوا بدورهم تغيرات واضحة فى سلوك الزبائن. يشير أحدهم: «الناس بقت تسأل عن السعر قبل ما تشترى، ويطلبوا كميات صغيرة جدًا، أحيانًا حبة واحدة من الفاكهة».

الضغوط الاقتصادية تجاوزت الجانب المادى، لتطال الجوانب النفسية والاجتماعية. «محمد»، موظف حكومى، عبّر عن شعوره بالحزن: «أطفالى بيطلبوا حاجات بسيطة، وما بقدرش أحقق لهم كل شيء، بقيت أحسب كل جنيه». رغم هذه الضغوط، ظهرت بعض مبادرات التضامن. تقول «هدى»، أم لثلاثة أطفال: «بنتشارك أنا وجيرانى فى شراء كميات أكبر، وبنطبخ سوا عشان نوفّر غاز وكهرباء».

لم تعد المعاناة محصورة فى محدودى الدخل فقط، بل طالت الطبقة المتوسطة أيضًا. «أبو سامي»، موظف فى شركة حكومية، يقول: «بتنقل بين الأسواق عشان ألقط العروض، أوقات بستنى تخفيضات عشان أشترى رز أو زيت».

حتى اللقاءات الاجتماعية والعزائم بدأت تتأثر. تقول «أمينة»: «بقينا نعمل ديش بارتى، كل واحد يجيب معاه طبق، وده خفف علينا كتير، وخلانا نحافظ على اللمة رغم الظروف».

فى المقابل، لم يقف البعض مكتوفى الأيدى أمام موجات الغلاء المتلاحقة، بل بدأوا البحث عن حلول مبتكرة داخل نطاق إمكانياتهم المحدودة، تقول «إيمان»، موظفة فى إحدى المدارس: «اتعلمت أعمل الجبنة فى البيت، وأخبز العيش بدل ما أشتريه، مش بس عشان أوفر، كمان عشان أضمن الجودة»، وتضيف أن هذه العادات لم تكن جزءًا من يومها العادى، لكنها تحولت إلى ضرورة مع الوقت.

فى أسواق الخضار، تغيّرت المشاهد، البائعون اعتادوا على سماع جملة: «عايز بنص جنيه بس»، أو «هات لى اتنين بس من دول»، فى إشارة إلى الخضار أو الفاكهة، حتى أن بعضهم بدأ يعرض الكميات حسب القدرة الشرائية الجديدة، مثل «كيس خضار بجنيه»، أو «طبق عدس صغير بـ 5 جنيه».

فى إحدى عربات الفول، كان «سامي»، شاب ثلاثينى، ينتظر دوره، وعندما سُئل عن وجبته اليومية قال: «فطار فول، غدا فول، عشا عدس»، وضحك ثم أضاف: «المهم نعيش ونضحك، بدل ما نغرق فى الهم»، هذه الروح الساخرة صارت وسيلة للتعايش، لكنها لا تخفى حجم الألم الداخلى  الذى يشعر به كثيرون.

تغير النمط الغذائى امتد حتى إلى أطفال المدارس، حيث تقول معلمة فى مدرسة ابتدائية: «لاحظنا أن كتير من الطلاب بيجوا بدون سندويتشات، أو معاهم قطعة صغيرة جدًا من الخبز»، وتحكى عن طفلة طلبت أن تشرب من زجاجة ماء زميلتها لأنها لم  تحضر حتى زجاجة خاصة بها. الجانب النفسى يتفاقم أيضًا، مع شعور متزايد لدى الآباء والأمهات بالعجز أمام متطلبات أبنائهم،  «سعيد»، يعمل فنى صيانة، يقول: «ابنى طلب منى جزمة جديدة، وما قدرتش أقول له لأ، فقلت له نستنى شوية لحد ما ينزل عليها خصم، قلبى اتكسر لما شفته ساكت بس زعلان»، مشهد يتكرر فى آلاف البيوت، حيث يتحول كل طلب بسيط إلى عبء نفسى وقرار اقتصادى صعب.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مواطنون ذلك السؤال ﺑين اﻟﺰوﺟين وتقسيمها مصروف

إقرأ أيضاً:

انتصار الحبسية.. فنانة تنسج حكايات الماضي في صورة

تتجه عدسة المصوّرة الفوتوغرافية العُمانية إنتصار الحبسية إلى عيون الناس، تبحث عن الحكايات في نظراتهم، عن تاريخ حافل بالذكريات، وكأنها تريد أن تروي سيرة إنسان من خلال تفاصيل حياته اليومية، عاداتهم، تقاليدهم، وموروثهم المادي وغير المادي.

كلُّ لقطة تصنعها ليست مجرد صورة عابرة تُنشر في صفحاتها الافتراضية فحسب، بل تكون بمثابة شهادة على حياة بسيطة، مليئة بالذكريات، وبالقصص التي تحكي حضارة شعب.

انتظار لحظة الالتقاط، اختيار الزاوية، ترتيب المشهد أو التقاطه عفويًا، كلها عناصر ترافقها في رحلتها اليومية مع آلة التصوير التي لا تتوقف عن العطاء، ولو أخذت فترة من الاستراحة.

تقول انتصار: "بعض المشاهد عفوية فعلا، ولكن لا غنى عن صناعة المشاهد، خاصة تلك التي تُحاكي أيام الأسلاف الغابرة والتي عفا عليها الزمن، نصنع المشهد لنوثق برؤيتنا الفنية قدر الإمكان، لنقول: هكذا كانت حياتنا البسيطة الجميلة، وهكذا كانت أمهاتُنا يلبسن، وأطفالنا يتزينون، هكذا كانت البيوت والجدران ذات يوم مضى".

بدأت إنتصار الحبسية رحلتها مع التصوير منذ أيام المدرسة، حين كانت تلتقط الصور باستخدام الهاتف المحمول آنذاك.

تقول مصوّرتنا: "بعد أن اشترت لي والدتي آلة تصوير، بدأت أصوّر حياة الناس والأطفال بشكل خاص، ومع الوقت تعمّقت في هذا مجال التصوير الضوئي وشاركت في مسابقات ومعارض محلية ودولية".

ومع مرور الوقت، قررت أن تحوّل شغفها إلى مهنة حقيقية وتستثمر في موهبتها وشغفها: "من ثم قررت أن أدخل عالم الأعمال لأطوّر نفسي أكثر فأكثر، والحمد لله نسعى دوما لإبراز قدراتنا، وإثبات أنفسنا أمام الآخرين بأن تجاربنا الضوئية تصنع لهم الذكرى الجميلة".

كانت أول تجربة لها بالتصوير الاحترافي في سوق مطرح، حيث شدّها حيوية الناس ومحلات سوق مطرح التقليدية الباقية إلى اليوم، وحَرّك بداخلها شعور بأن لديها ما تُصوّره وتوثقه، في بيئة غنية بالتفاصيل المكانية والحيوية، من تفاصيل معمارية وحياة الناس.

تقول: "كانت أول تجربة لي في سوق مطرح، حيث لفت انتباهي حيوية الناس والأسواق القديمة، وشعرت حينها أنني أريد أن أسجّل هذه اللحظات التي لا تُعَوَّض".

يغلب على انتصار الحبسية ميولها نحو تصوير الحياة اليومية، خصوصا المشاهد المرتبطة بالبساطة والماضي العُماني، لأنها تمنح الصور صدقًا ودفئًا إنسانيًا. تقول: "اللحظات اليومية تكون طبيعية وغير مصطنعة، والناس فيها يكونون على حقيقتهم، هذا يعطي الصورة إحساسًا حيًا وقريبًا للقلب ويحكي قصتهم وثقافتنا العُمانية".

يمكن للمتابع من خلال صورها أن يرى الأم التي تمشط شعر ابنتها خصلة تلو الأخرى، لتتشكل جديلة متقنة تزين رأس الفتاة، أو الحِرَفيةَ القديمة التي ما زالت بعض النساء يفخرن بها وهي تغزل الخيوط، وكل ذلك يصنع لدى المشاهد إحساسًا بالألفة والحنين للماضي الجميل.

تركز إنتصار الحبسية وتصبّ تركيزها على ملامح الأشخاص وتعابير وجوههم، فهي ترى في كل ابتسامة أو عبوس أو نظرة قصصًا كاملة: "أبحث عن ملامحهم وتعابيرهم وقصصهم ومشاعرهم، كل تفصيلة في الوجه تحكي جانبًا من حياتهم". هكذا تعلّل انتصار سبب تركيزها بالملامح. اختيارها بين اللقطة العفوية والمعدّة مسبقًا يعتمد على طبيعة المكان والأشخاص، إذ تقول: "يعتمد الأمر على المكان والأشخاص، بعض اللقطات تكون عفوية وبعضها أصنع تكوينها لأجل المشهد المناسب".

تعتمد إنتصار في أعمالها على كاميرا نيكون 850 وعدسة 24-70، لكنها تؤكد أن الأدوات ليست كل شيء، قائلة: "المهم هو كيف يستخدم الشخص المعدات، فالإبداع لا يقتصر على التكنولوجيا".

يمكن للأداة الجيدة أن تساعد، لكنها لا تستطيع نقل الإحساس والتقنية والعمق البصري الذي يصنعه الفنان بيده وروحه وعينه الحساسة للفن.

مسيرة مصوّرتنا انتصار الحبسية مليئة بالإنجازات، وعضويتُها في الجمعية العمانية للفنون فتحت لها آفاق المشاركات الدولية والمحلية، ونالت عدة جوائز على المستويين، إضافة إلى تكريم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب بمناسبة يوم الشباب العُماني.

وتصف مشاركاتها في المعارض المحلية والدولية بأنها "تعزز الخبرة من خلال التفاعل المباشر مع المصورين والمنافسين، سواء داخل السلطنة أو خارجها".

قد يجد الفنان نفسه ذات يوم أنه قدم كل ما لديه، فيصاب بنوع من الإحباط، وذلك الأمر ذاته الذي لامس إحساسَ انتصار الحبسية، فانقطعت عن التصوير فترة من الزمن، إلا أن هذا التوقف لم يكن سوى استراحةَ محارب، استراحةَ فنان أخذ من الإجازة وقتا كافيا لإعادة ترتيب أوراقه. ما يثبت أن الشغف المتحالف مع انتصار لا يزال باقيًا ومشتعلًا، مُتَوقدا بحرارة لا تهدأ، وهو المحرك الحقيقي في رحلتها، فهو يجمع بين الرغبة في التعبير، تحدي النفس، تطوير المهارة، والاحتفاظ بالذكريات.

تقول: "الاهتمام والتفاعل الإيجابي مع التصوير، والفرص الإبداعية المتعددة، والشعور بالإنجاز، كل هذا يسهم في الحفاظ على استمرارية شغفي بالتصوير".

بهذا المزج بين الحس الإنساني والعمق البصري، تحوّل إنتصار الحبسية تفاصيلَ الحياة اليومية إلى لحظات تنطق بالجمال، وتثبت أن الصورة -إلى جانب تعريفها البسيط بأنها "محتوى بين إطار"- فإنها كذلك وسيلة لرواية الإنسان والزمان والمكان برؤية فنية متفردة.

وفي كل معرض تشارك فيه أو مسابقة تُنظَّم، أو جلسة تصوير تُعِدُّ لها، يظل حضورها دليلا على أن التصوير بالنسبة لها لغة تعكس روح الإنسان وعلاقته بأرضه وتراثه، ولغة وافرة بلا كلمات ولا

صوت.

مقالات مشابهة

  • في باب العمارة.. والدة طفلة الشيبسي: رجع يقول محصلش وضربناه علقة موت
  • عمرو الليثي: الكلمة قد تبني إنسانًا أو تهدم أمة
  • هل تتغيّر كتب المدارس قريبا؟ أورانوس ونبتون قد يكونان كوكبين صخريين
  • خبراء علم الأنساب يساعدون الأميركيين على تتبّع جذورهم في إيطاليا
  • اسعار الفاكهه اليوم الأحد 14ديسمبر 2025 فى المنيا
  • إغراءات من العيار الثقيل.. لماذا قد يقول محمد صلاح «نعم» للدوري السعودي؟
  • عشان الشتاء ... طريقة عمل شوربة الحريرة
  • اسعار الفاكهه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا
  • اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا
  • انتصار الحبسية.. فنانة تنسج حكايات الماضي في صورة