مارك سافايا.. من زراعة القنب الهندي إلى الدبلوماسية الأميركية
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
مارك سافايا، مستثمر أميركي من أصل عراقي، ينتمي إلى الطائفة الكلدانية المسيحية، وُلد في العراق عام 1983 واستقرت عائلته في ولاية ميشيغان الأميركية في تسعينيات القرن الـ20. أسس سافايا شركة "ليف آند باد" المتخصصة في زراعة وبيع القنب (الماريغوانا) الطبي، وأصبح من أبرز رواد هذا القطاع في الولاية.
عُرف بانتمائه إلى الحزب الجمهوري ودعمه لسياسيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عينه في أكتوبر/تشرين الأول 2025 مبعوثا خاصا إلى العراق.
وُلد مارك سافايا في العراق عام 1983 لعائلة تنتمي إلى الطائفة الكلدانية، وهي جماعة مسيحية شرقية تتبع الكنيسة الكاثوليكية، وأصولها تعود إلى بلاد الرافدين.
هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الـ20، واستقرت في منطقة ديترويت بولاية ميشيغان، التي تحتضن أكبر جالية كلدانية خارج العراق.
نشأ سافايا في بيئة معروفة بنجاحها في قطاعات التجارة والتجزئة، فمال منذ صغره نحو التجارة والأعمال الحرة.
بعد تخرجه من الجامعة، أمضى سافايا سنوات في إدارة وامتلاك العديد من المتاجر الصغيرة ومحطات الوقود، وأسس مشاريع خاصة في مجال الزراعة الحديثة والتقنيات الحيوية المرتبطة بها.
ويصف نفسه بأنه "رائد أعمال يسعى إلى إحداث فرص عمل حقيقية وتوسيع الابتكار في مجالات الزراعة الداخلية والتقنيات المستدامة".
دخل سافايا عام 2008 صناعة القنب الهندي ضمن برنامج مقدمي الرعاية الطبية الأميركي، الذي يسمح بزراعة كميات محدودة منه لاستخدامه في تخفيف الأعراض الناتجة عن حالات مرضية معينة.
ومع تقنين القنب للاستخدام الترفيهي في ولاية ميشيغان عام 2018، أسس سافايا شركة "ليف آند باد"، التي أصبحت واحدة من أبرز شركات الماريغوانا في المنطقة.
إعلانوقد استثمر ملايين الدولارات في بناء وتجهيز منشآت متقدمة لزراعة ومعالجة القنب، بما في ذلك مجمع ضخم في ديترويت وآخر في سنتر لاين.
وسيطرت شركته على سلسلة الإنتاج بأكملها في المنطقة، من زراعة بذور القنب إلى معالجة النباتات وبيع المنتج النهائي للمستهلك في جميع أنحاء الولاية.
ولفتت أعماله التجارية الانتباه محليا بسبب إعلاناته الجريئة على اللوحات الإعلانية على طول الطريق الرئيسية، مما أثار نقاشا مطولا في مجلس مدينة ديترويت عام 2024 بسبب "الانتشار المفرط" لإعلانات القنب.
ودعت عضو المجلس أنجيلا ويتفيلد كالواي حينها إلى تقييد هذه الإعلانات، وأحالت البلدية الملف إلى الدائرة القانونية لصياغة قوانين للإعلانات التجارية قرب المدارس ودور الحضانة.
عُرف سافايا بتأييده سياسات الرئيس ترامب، وكان من أبرز الناشطين في حملته الانتخابية في ولاية ميشيغان عامي 2020 و2024، إذ أسهم في حشد أصوات الجاليات العربية والمسلمة لصالح المرشح الجمهوري.
وبنى سافايا علاقته المباشرة والقوية بالرئيس عبر اشتراكه في نادي "مارالاغو" الخاص بترامب في فلوريدا.
وتشير مصادر إلى أنه تبرع في يونيو/حزيران 2020 بمبلغ 10 آلاف دولار لحركة "ماغا" (حركة لنعد مجد أميركا)، التي تدعم ترامب.
وأفادت تقارير أنه كان له دور مهم في تعزيز التواصل بين حملة ترامب والجاليات الكلدانية والعربية، وهذا جعله يحظى بثقة دوائر صنع القرار داخل الحزب الجمهوري.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلن ترامب تعيين سافايا مبعوثا خاصا إلى العراق، قائلا في منشور على منصته "تروث سوشيال" إن "فهم سافايا العميق للعلاقة بين واشنطن وبغداد وروابطه في المنطقة سيسهم في تحقيق مصالح الشعب الأميركي".
وأشاد ترامب بدور سافايا في حشد أصوات المسلمين الأميركيين في ولاية ميشيغان أثناء حملته الانتخابية عام 2024.
وفي منشور على منصة إكس، أكد سافايا أنه "ملتزم بتعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والعراق بقيادة الرئيس ترامب وتوجيهاته".
وتعليقا على تعيينه، قالت الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيث تسوركوف، التي أفرج عنها بعد 903 أيام من الأسر لدى حزب الله اللبناني، إنها "تهنئ مارك سافايا على هذا التعيين المهم"، مشيرة إلى أنه "أدى دورا محوريا في تحريرها دون أي مقابل".
وأضافت أن "هذا التعيين خبر سيئ للغاية لكل من يخدم مصالح إيران في العراق ويسعى لتقويض السيادة العراقية."
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی ولایة میشیغان مارک سافایا
إقرأ أيضاً:
مارك زوكربيرج يميل إلى الذكاء الاصطناعي المغلق ويستعد لإطلاق أفوكادو
بعد عامين من الظهور كأكبر داعم عالمي لنهج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، يبدو أن ميتا تُعيد رسم استراتيجيتها بالكامل. فمارك زوكربيرج، الذي كان يفاخر دائمًا بتمسكه بالشفافية والانفتاح في تطوير الذكاء الاصطناعي، بدأ مؤخرًا يلمّح إلى مسار جديد.. مسار مغلق، أكثر تحفظًا، وربما أكثر تنافسية. واليوم تتكشّف أبرز ملامح هذا التغيير عبر مشروع جديد يُعرف داخل الشركة باسم "أفوكادو"، والذي يُتوقع أن يُحدث تحولًا جذريًا في توجهات ميتا خلال الأعوام المقبلة.
"أفوكادو": المشروع السري الذي قد يطيح بفلسفة الانفتاحوفقًا لتقارير صادرة عن CNBC وبلومبيرغ، تعمل ميتا حاليًا على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد، قد يكون أول نموذج احتكاري للشركة منذ سنوات. ويوضح التقرير أن النموذج يتم تطويره داخل وحدة صغيرة تُدعى TBD، وهي جزء من فريق الذكاء الاصطناعي الفائق الذي يقوده ألكسندر وانغ، المسؤول الجديد الذي يفضل النماذج المغلقة ويضغط باتجاه الابتعاد عن سياسة الانفتاح السابقة.
ومن المقرر – بحسب المصادر – إطلاق "أفوكادو" في عام 2026، ليكون أول اختبار حقيقي لتحوّل ميتا نحو استراتيجية ذكاء اصطناعي أكثر صرامة وتحفظًا، خصوصًا بعد التعثر الذي واجهه مشروع Llama 4.
فوضى لاما 4.. السبب وراء التحول؟شهدت نماذج Llama 4 سلسلة من الانتكاسات خلال الأشهر الماضية، أدت إلى تأخير طرح النموذج “العملاق” لأكثر من مرة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بعض التنفيذيين، بمن فيهم وانغ، ناقشوا داخل الشركة إمكانية التخلي عن المشروع تمامًا بعد خيبة أمل من أداء النماذج التجريبية.
كما كشفت تقارير أخرى أن مطوري ميتا أنفسهم لم يكونوا راضين عن مخرجات لاما 4، الأمر الذي دفع إدارة الشركة للبحث عن مسار جديد بعيدًا عن الضجيج المرتبط بالمصادر المفتوحة، التي أصبحت مكلفة ومتعبة من الناحية الفنية والبحثية.
هذا التحول يُعتبر صادمًا لكثيرين، خاصة أن زوكربيرج كان قد كتب العام الماضي مذكرة مطوّلة بعنوان: "الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر هو الطريق الأمثل"، دافع فيها بشدة عن حرية التطوير والمشاركة. لكن يبدو أن سباق النماذج العملاقة أمام شركات مثل OpenAI وجوجل وأمازون بات يُشكّل ضغطًا حقيقيًا على ميتا.
فالشركة – كما تشير التقارير – تستعد لإنفاق 600 مليار دولار خلال السنوات القادمة لتمويل طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي. وهو استثمار ضخم يشير إلى رغبة زوكربيرج في ألا تتأخر ميتا عن منافسيها، حتى لو اضطرت للتراجع عن فلسفتها الإعلامية السابقة.
التحول نحو “أفوكادو” لم يأتِ وحده. بل رافقته تغييرات داخلية جذرية:
تسريح مئات الموظفين من وحدة FAIR التاريخية.
إعادة هيكلة الفرق البحثية لصالح فريق الذكاء الاصطناعي الفائق.
مغادرة يان ليكان، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا وأحد أشهر الأصوات المدافعة عن المصادر المفتوحة عالميًا.
ورحيل ليكان تحديدًا يحمل رسالة واضحة:
أن ميتا لم تعد الشركة التي تدافع عن الانفتاح المطلق في تطوير الذكاء الاصطناعي، وأن شيئًا ما يتغير بعمق داخل مختبراتها.
حتى الآن، لا توجد إجابة واضحة حول ما إذا كان مشروع "أفوكادو" سيُنهي رسميًا سلسلة لاما، أو سيعمل بالتوازي معها كنموذج احتكاري يُستخدم في منتجات معينة. لكن تصريحات زوكربيرج الأخيرة تُظهر أن الشركة قد تتبنى مزيجًا من النهجين: الانفتاح عندما يخدم مصالحها، والإغلاق عندما يتعلق الأمر بأبحاث متقدمة أو بتقنيات قد تغير سوق الذكاء الاصطناعي.
خطوات ميتا الأخيرة تكشف عن مرحلة جديدة أكثر توترًا في سباق الذكاء الاصطناعي. فالشركة التي رفعت شعار الانفتاح لسنوات بدأت الآن تراجع مواقفها تحت ضغط السوق، وفوضى التطوير، وشدة المنافسة.