يعقد الجامع الأزهر السبت المقبل، المجلس الحديثي لقراءة كتاب "عمدة الأحكام" للإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي- رحمه الله، وذلك بحضور الدكتور مصطفى أبو عمارة، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر.
 

الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات الثلاثة المتممة للعشر.. اليوم تشييع جثمان الدكتور أحمد عمر هاشم من الجامع الأزهر متجهًا لمرقده الأخير بمسقط رأسه ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الحياة الزوجية لا يصلحها إلا الود والتزام منهج النبي

وعلى صعيد اخر، عقد الجامع الأزهر الأربعاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى السيرة النبوية، تحت عنوان: "مكانة الزوجة في السنة المطهرة".

جاء ذلك بحضور كل من أ.د علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، وأ.د نادي عبد الله محمد، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وأدار الأستاذ إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم.

في مستهل الملتقى، أوضح الدكتور نادي عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، وضع منهجًا عمليًا في التعامل مع زوجاته، ليعلمنا كيف نحقق الاستقرار الأسري، وكان منهجه صلى الله عليه وسلم، يراعي طبيعة المرأة التي جبلت عليها قبل أن تكون زوجة، وكان الأساس في هذا المنهج  هو البعد الإنساني في تعامله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، هذا التعامل الذي انعكس في مساندة السيدة خديجة له عندما أخبرها صلى الله عليه وسلم بأمر الوحي : "فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق"، وهذا الخطاب من السيدة خديجة هو نتيجة منهج إنساني في التعامل من قبل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته رضي الله عنهم.


وشدد فضيلة الدكتور نادي عبد الله، على أن التعامل مع الزوجة يجب أن يكون من منطلق الشرع، قال تعالى :" وعاشروهن بالمعروف"، سواء كان هذا المعروف قولًا أو فعلًا، محذرًا من السلوكيات السلبية التي انتشرت في بعض المجتمعات، من الإيذاء البدني أو اللفظي للزوجات، وهؤلاء الذي يؤذون زوجاتهم يفتقدون إلى أدنى درجات المروءة، لأنهم بذلك خالفوا منهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي ما ضرب امرأة قط، بل كان صلى الله عليه وسلم يعاملهن بالرفق واللين والرحمة، كما أن هذا السلوك (إيذاء الزوجة) من مساوي الأخلاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"، كما أن التعامل بالمعروف بين الزوجين ينعكس على الأسرة وانتشار المودة والسكينة بين الزوجين.

وبين فضيلة الدكتور نادي عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم، رغم انشغاله ببناء دولة دعوًة وتعليمًا ونهضة ورقيًا، إلا أنه لم يكن ينشغل عن زوجاته، بل كان يعاملهن بالحسنى واللطف، فكان يظهر ذلك لهن من أجل أن يبث في قلوبهن الطمأنينة والهدوء الذي تحتاج إليه المرأة بفطرتها، فكان صلى الله عليه وسلم يقول للسيدة عائشة إني أعلم متى تكون راضية ومتى تكون غاضبة منها، عندما تكون راضية تقول "لا ورب محمد"، وعندما تغضب تقول "لا ورب إبراهيم". فتقول عائشة رضوان الله عليه "والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك"، حالة من الود بين الزوجين، وهذا ما نحتاجه في بيوتنا اليوم، والسيرة النبوية عندما تحكي لنا هذه المشاهد العملية من حياة النبي صلى الله وسلم، من أجل أن تربي أمته على هذا المنهج الإنساني الراقي في التعامل بين الزوجين، محذرًا من خطورة إفشاء أحد الزوجين اسرار الحياة الزوجية، لأن هذا السلوك يؤدي إلى هدم الأسرة، كما أنه يعد خيانة للميثاق الغليظ الذي قطعه كل من الزوجين للآخر، ويجب على الرجل أن ينظر إلى زوجته نظرة شفقة ولطف، لأن هذا السلوك يؤدي إلى حالة من الود بين الرجل وزوجته.


من جانبه أكد فضيلة الدكتور علي مهدي، أن هناك فطرة أساسية جبلت عليها المرأة يجب على الزوج مراعاتها، وهي حاجتها الفطرية إلى من يحتويها ويوفر لها الحماية والحفظ والتوجيه، مشددًا على أن هذا الاحتياج يفرض على الرجل ضرورة القيام بالتقويم والدعم الدائم لزوجته؛ فهو لا يقوم بدور الزوج فحسب، بل يمثل أيضًا السند الأبوي والأخوي، وهذا هو سر قوة ومتانة العلاقة الزوجية، لأن المرأة لا تشعر بالقيمة الحقيقية للرجل إلا إذا استشعرت كل هذه المعاني فيه؛ لأن فطرتها تقتضي حاجتها الدائمة إلى هذا الشعور بالأمان، مشيرًا  إلى أن ما تظهره المرأة من قوة وصلابة في بعض الأحيان ما هو إلا مظهر خارجي، بينما يظل قلبها رقيقاً كقلب الطفل، وفي حقيقة الأمر هي كيان ضعيف بطبعه يحتاج إلى الرجل الذي يشعرها دائمًا بأنه لها سندًا ومعينًا ودرعًا واقيًا.


وفسر فضيلة الدكتور علي مهدي، أن طلبات النساء المتكررة لأزواجهن بمرافقتهن في كثير من الأمور وقضاء بعض المصالح لهن، تأتي نتيجة لفطرتهن التي تحتاج دائمًا إلى الشعور بوجود سند وداعم يقف بجانبها، حتى في صغار الأمور، وهذا الاحتياج الفطري لا يقلل من شأن المرأة، بل هو دعوة للرجل للاضطلاع بدوره كعمود للأسرة وكداعم نفسي واجتماعي لزوجته، وما نشهده من سلوكيات منافية مثل تطاول بعض الزوجات على أزواجهن، يتعارض مع طبيعة المرأة وما يجب أن تكون عليه؛ لأن اللين وحسن العشرة هي من الفطرة السليمة التي جبلت عليها المرأة، مشدداً على أن العلاقة الزوجية الناجحة تقوم على تكامل الأدوار بين الرجل الذي يوفر السند والحماية، والمرأة التي تجلب المودة والسكينة للبيت.


وفي ختام الملتقى حذر فضيلة الدكتور علي مهدي، من استخدام الأطفال كأداة ضغط أو دروع بشرية في الخلافات الزوجية، أو أن يُجرئ أحد الأبوين الأبناء على التطاول على الطرف الآخر أو عدم احترامه، فهذه الممارسات تدمر نفسية الطفل، وتزرع فيه بذور التمرد والشقاق الأسري، وتنتهك قدسية العلاقة الزوجية، لأن العلاقة الزوجية هي علاقة مقدسة يجب الحفاظ عليها بكل السُبل، واستمرار الحياة الزوجية القائمة على المودة والرحمة يتطلب العفو والصفح المتبادل بين الزوجين، مع ضرورة مراعاة الظروف والأحوال المعيشية والنفسية للطرف الآخر، فـ بالحب وحده تبنى البيوت وتدوم.


يُذكر أن ملتقى "السيرة النبوية" الأسبوعي يُعقد الأربعاء من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، بهدف استعراض حياة النبي محمد ﷺ، وإلقاء الضوء على المعالم الشريفة في هذه السيرة العطرة، وبيان كيفية نشأته وكيف كان يتعامل مع الناس وكيف كان يدبر شؤون الأمة، للوقوف على هذه المعاني الشريف لنستفيد بها في حياتنا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر أحمد الطيب شيخ الأزهر الضويني وكيل الأزهر النبی صلى الله علیه وسلم العلاقة الزوجیة السیرة النبویة فضیلة الدکتور الجامع الأزهر نادی عبد الله بین الزوجین الأزهر ا علی مهدی منهج ا أن هذا

إقرأ أيضاً:

في مشهد مهيب بأسيوط.. تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن

شهدت قرية بني عدي بمحافظة أسيوط مشهدًا مهيبًا لتكريم كوكبة من الفائزين في المسابقة الكبرى لـ حفظ القرآن الكريم​ خلال احتفالية كبرى، والتي أشرف عليها الجامع الأزهر، ونظمتها جمعية بني عديات، وذلك تحت رعاية كريمة لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن

​أظهرت المسابقة إقبالًا هائلًا وغير مسبوق، حيث تقدم للاختبارات ما يقرب من ١٠٠٠ متسابق من دارسي فروع الرواق الأزهري المختلفة، مما يعكس الشغف الكبير لأهالي الصعيد باتصالهم بكتاب الله. وبعد عمليات تقييم دقيقة وشاملة استمرت على مدار أربعة أيام متتالية، أسفرت النتائج عن فوز ٢٠٠ متسابق تميزوا بإتقانهم وجودة حفظهم لكتاب الله.

وجرت هذه الاختبارات وفقًا لأعلى معايير الدقة والشفافية التي يتبعها الجامع الأزهر، حيث أشرف عليها بشكل مباشر الجامع الأزهر الشريف بالتعاون الوثيق مع قطاع المعاهد الأزهرية لضمان سير العملية وفق الضوابط الشرعية والعلمية المقررة.

حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسيهل يجوز تعليق الدعاء على المشيئة؟.. الأزهر يحذر من خطأ نهى عنه النبي

​لضمان إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الدارسين بمختلف مستوياتهم، تم تقسيم المسابقة إلى خمسة مستويات رئيسية شملت جميع مراحل حفظ القرآن الكريم، وهي:

​حفظ ربع القرآن الكريم و​حفظ ثلث القرآن الكريم و​حفظ ثلاثة أرباع القرآن الكريم و​حفظ نصف القرآن الكريم و​حفظ القرآن الكريم كاملًا مع إتقان التلاوة والأحكام

واشتملت المسابقة على مستويين في حفظ الأحاديث النبوية ومستوى في السيرة النبوية، ​وأكد المشرفون أن الهدف لم يكن مجرد الحفظ الكمي، بل التركيز على الإتقان والجودة في الأداء، وهو ما ميز المتسابقين الفائزين.

و​تصدر منصة التكريم كل من الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، والشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف، والدكتور على محمود رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسيوط الأزهرية والذين قاموا بتقديم الجوائز وشهادات التقدير للفائزين، في لفتة تؤكد على اهتمام القيادات الأزهرية المباشر بمثل هذه المبادرات.

​وفي كلمة له خلال الاحتفالية، أكد الدكتور هاني عودة على أن الرواق الأزهري ليس مجرد مكان للحفظ، بل هو "منارة لنشر الوعي والفكر الوسطي المستنير الذي يتبناه الأزهر الشريف"، مشددًا على أن العناية بالقرآن الكريم هي ركيزة أساسية للحفاظ على هوية الأمة.

​وتابع مدير الجامع الأزهر: إن هذه المسابقات تعد حافزًا للشباب والأجيال القادمة على التمسك بكتاب الله، وأن الإقبال الكبير في أسيوط يعكس الاهتمام الديني الراسخ في صعيد مصر، مؤكدًا أن الأزهر سيواصل تقديم كافة أشكال الدعم لفروع الرواق الأزهري.

طباعة شارك تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن مسابقة بني عدي الكبرى القرآن حفظ القرآن

مقالات مشابهة

  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات برواية الإمام قالون عن الإمام نافع.. اليوم
  • حوار الوفد مع الدكتور مبروك عطية عن ما لايذكرمن السيرة المطهرة وسبب ذلك
  • مدير عام الجامع الأزهر يتفقد الدراسة بالأروقة الأزهرية في صعيد مصر
  • حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
  • مدير عام الجامع الأزهر يتفقد الدراسة بأروقة الصعيد
  • في مشهد مهيب بأسيوط.. تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن
  • القيامة اقتربت.. أحمد كريمة: كثرة الخبث من علامات الساعة
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية قالون.. اليوم