ثنائية دوائية واعدة قد تغيّر مستقبل علاج سرطان القولون
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
تشير النتائج إلى أن الجمع بين هذين العقارين قد يمثل اتجاهًا واعدًا في علاج سرطان القولون والمستقيم، ويستحق المتابعة في التجارب السريرية المستقبلية.
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة برشلونة عن إمكانات علاجية واعدة تجمع بين عقاري Palbociclib وTelaglenastat في مواجهة سرطان القولون والمستقيم، والذي يعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم.
نُشرت الدراسة في مجلة Oncogene العلمية، وحددت للمرة الأولى آلية أيضية (استقلابية) حرجة تفسر مقاومة خلايا سرطان القولون والمستقيم لدواء Palbociclib، وهو أحد العلاجات المستخدمة حاليًا في حالات سرطان الثدي المتقدم.
قاد البحث البروفيسورة مارتا كاسكانتي (Marta Cascante)، أستاذة الكيمياء الحيوية والطب الحيوي الجزيئي في كلية الأحياء بجامعة برشلونة، وعضو معهد الطب الحيوي بجامعة برشلونة (IBUB) وشبكة البحوث الإسبانية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي (CIBEREHD)، إلى جانب الدكتور تيموثي إم. تومسون (Timothy M. Thomson) من معهد البيولوجيا الجزيئية في برشلونة (IBMB-CSIC) وCIBEREHD، والمدير الحالي لـ معهد البحوث العلمية والخدمات التكنولوجية المتقدمة في بنما (INDICASAT).
وشارك في الدراسة باحثون من جامعة برشلونة ومعهد فرانسيس كريك (Francis Crick Institute) في المملكة المتحدة، إلى جانب منصة المعلوماتية الحيوية التابعة لـ CIBEREHD، وكان الباحثان Míriam Tarrado-Castellarnau وCarles Foguet المؤلفين الرئيسيين للورقة البحثية.
Related الجراحة أم المناعة؟ كيف تؤثر إزالة الغدد اللمفاوية على فعالية علاج السرطان؟ثورة في علاج السرطان.. تقنية صينية لإنتاج ملايين الخلايا القاتلة للأورام بتكلفة منخفضةدراسة تكشف فجوة في التجارب السريرية لعلاج السرطان.. النمو الاقتصادي ليس العامل الحاسم آلية مقاومة معقدة وسبل تجاوزهايُستخدم دواء "بالبوسيكليب" Palbociclib في علاج سرطان الثدي المتقدم الإيجابي لمستقبلات الإستروجين (ER-positive) والسلبي لمستقبلات عامل نمو البشرة البشري 2 (HER2-negative).
وينتمي الدواء إلى فئة من المثبطات التي تستهدف الكينازات المعتمدة على السيكلين CDK4 وCDK6، وهما بروتينان يتحكمان في انقسام الخلايا ونموها.
ومع أن التجارب السريرية الأخيرة وسّعت استخدام الدواء ليشمل أنواعًا أخرى من السرطان مثل سرطان القولون والمستقيم، إلا أن مقاومة الخلايا السرطانية له ما زالت تمثل تحديًا علاجياً رئيسيًا.
توضح كاسكانتي، الرائدة في مجال الميتابولومكس (Metabolomics) والطب النظامي الموجّه للعلاج الشخصي، أن فريقها سبق أن حدّد آليات مقاومة تشمل فرط التعبير عن الإنزيم الأيضي Glutaminase. وتضيف قائلة:"كنا نعلم أن الخلايا السرطانية تعيد برمجة عملياتها الأيضية لتتغلب على تأثير مثبطات الكينازات، لكننا لم نكن نعرف ما إذا كانت هذه الآليات تمثل أهدافًا علاجية فعالة يمكن الجمع بينها وبين هذه الأدوية".
كيف يعمل المزيج الدوائي الجديد؟أظهرت الدراسة أن العلاج بـ Palbociclib يؤدي إلى إعادة برمجة أيضية في خلايا سرطان القولون والمستقيم التي تنجو من العلاج، ما يعزز من أيض الجلوتامين (Glutamine metabolism) والنشاط الميتوكندري داخل الخلية — وهي آليات تمكّن الخلايا من مواصلة النمو رغم العلاج.
ولمواجهة ذلك، قام الفريق بدراسة تأثير الجمع بين Palbociclib وTelaglenastat، وهو مثبط انتقائي لإنزيم Glutaminase، المسؤول عن تحويل الجلوتامين إلى جلوتامات.
وأظهرت النتائج أن هذا العلاج المزدوج يوقف التغيرات الأيضية التي تمكّن الخلايا من مقاومة العلاج الأساسي.
وقالت كاسكانتي: "العلاج المدمج يمنع الخلايا السرطانية من الدخول في حالة إعادة البرمجة الأيضية التي تُمكّنها من النجاة من العلاج الأول، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين فعالية العلاجات الحالية".
نتائج واعدة في النماذج الحيوانية والمعمليةبيّن الباحثان ميريام تارادو-كاستيلارناو (Míriam Tarrado-Castellarnau) وكارلس فوغيه (Carles Foguet)أن الدواءين ينتجان استجابات أيضية متكاملة، مما يجعلهما مثاليين لمواجهة التأثيرات التعويضية لكل منهما.
وجاء في الدراسة: "الجمع بين Palbociclib وTelaglenastat يؤدي إلى تأثير تآزري قوي يقلل من تكاثر الخلايا السرطانية ويمنع ظهور المقاومة الدوائية، سواء في التجارب المعملية (in vitro) أو في النماذج الحيوانية (in vivo)."
وختم الفريق البحث بالقول: "تشير النتائج إلى أن الجمع بين هذين العقارين قد يمثل اتجاهًا واعدًا في علاج سرطان القولون والمستقيم، ويستحق المتابعة في التجارب السريرية المستقبلية."
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا فرنسا حركة حماس حروب دونالد ترامب إسرائيل روسيا فرنسا حركة حماس حروب سرطان أدوية علاج دراسة دونالد ترامب إسرائيل روسيا فرنسا حركة حماس حروب سوريا الصحة فلاديمير بوتين غزة بريطانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سرطان القولون والمستقیم الخلایا السرطانیة التجارب السریریة علاج سرطان فی التجارب الجمع بین ن الخلایا فی علاج
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جديد يمهد لتطوير علاج فعال لأحد أكثر أنواع السرطان خطورة
اكتشف باحثون من جامعة ميشيغان الأمريكية آلية جزيئية جديدة قد تحدث نقلة نوعية في علاج سرطان البروستات، أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال.
وتظهر الدراسة أن نمو سرطان البروستات يعتمد على ما يعرف بـ "المحسنات الجينية" — وهي أجزاء من الحمض النووي تشبه "مفاتيح التشغيل" التي تفعّل الجينات المسببة للورم.
تمكّن فريق البحث، بقيادة الدكتور أرول تشينايان من مركز روجيل للسرطان بجامعة ميشيغان، من تحديد علامة كيميائية جديدة تعرف باسم أستلة الطرف الأميني للهيستون H2B (H2BNTac)، وهذه العلامة هي بمثابة "إشارة تشغيل" تستخدمها الخلايا لتفعيل المحسنات التي تحفّز نمو الورم.
وتبيّن أن بروتينين رئيسيين، هما p300 وCBP، يقومان بإضافة هذه العلامة إلى الحمض النووي، ما يساهم في تنشيط الجينات السرطانية، خاصة تلك التي يتحكم بها مستقبل الأندروجين بروتين ينظّم نشاط الهرمونات الذكورية داخل خلايا البروستات، ويعد محورا رئيسيا في تطور هذا السرطان.
بناء على هذا الفهم الجديد، طوّر الباحثون دواء تجريبيا جديدا يسمى CBPD-409، بالتعاون بين الدكتور تشينايان وزميله الدكتور شاومينغ وانغ، مدير مركز ميشيغان للابتكار العلاجي.
ويعمل هذا الدواء بطريقة مختلفة عن الأدوية التقليدية: فبدلا من تعطيل البروتينين p300 وCBP جزئيا كما تفعل العلاجات السابقة، يقوم CBPD-409 بتحليل البروتينين كليا وإزالتها من الخلية. ونتيجة لذلك، تتراجع العلامة الكيميائية H2BNTac، وينخفض نشاط مستقبلات الأندروجين التي تغذي الورم.
ويتميّز هذا الدواء بفعاليته العالية، كما يمكن تناوله عن طريق الفم، ما يجعله أكثر سهولة في الاستخدام مقارنة بالعلاجات الوريدية.
وأظهرت التجارب أن خلايا سرطان البروستات التي تحتوي على مستويات مرتفعة من العلامة H2BNTac كانت الأكثر استجابة للعلاج.
كما نجح الدواء في تقليص الورم في نماذج حيوانية لسرطان البروستات المقاوم للإخصاء، دون أن يحدث آثارا جانبية كبيرة.
ويقول الدكتور تشينايان: "بدأت دراستنا بهدف فهم الكيفية التي يؤثر بها الكروماتين التركيب الذي يلتف فيه الحمض النووي في سرطان البروستات، لكننا فوجئنا بأن إزالة بروتيني p300 وCBP توقف النشاط المحفّز للسرطان بشكل واضح".
ويضيف: "هذا النهج الجديد، الذي يعتمد على تحليل البروتين المستهدف بدلا من مجرد تثبيطه، يظهر قوة غير مسبوقة في كبح تطور الورم".
ومن جانبه، قال الدكتور وانغ: "النتائج التي حققناها في مرحلة ما قبل التجارب السريرية تعد مشجعة للغاية، وتفتح الطريق أمام تطوير علاج فعّال لمرضى سرطان البروستات المقاوم للإخصاء، أي الحالات التي لا تستجيب للعلاج الهرموني التقليدي".