تزامناً مع يوم الرسائل العالمي .. “الدارة” تنشر رسائل نادرة للملك عبدالعزيز
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
المناطق_واس
نشرت دارة الملك عبدالعزيز وثائق تاريخية نادرة يصل عمر بعضها إلى 100 عام تقريباً، تتضمن رسائل الملك عبدالعزيز إلى والده الإمام عبدالرحمن الفيصل – رحمهما الله- وإلى بعض أخواته، وأخرى إلى بعض المسؤولين في الجهات الحكومية.
وتضمنت الوثائق رسالة جوابية إلى والده بعثها الملك عبدالعزيز إلى الإمام عبدالرحمن عام 1338هـ، أظهرت تقديره وتبجيله لوالده، خبره فيها عن وصول رسائله، وعن أحواله وأحوال من معه، ورسالة أخرى بعثها عام 1344، تشعره أنهم بخير وأن الأخبار جيدة، ويطمئنه عن أحوال البلاد والعباد وأنهم بفضل الله في صحة وعافية.
ويُنبىء التأمل في سيرة الملك عبدالعزيز بعُمق محبته لوالده الإمام عبدالرحمن الفيصل- رحمهما الله-، وبعلاقة تكاملية خاصة بينهما تجلت إبان مراحل استرداد الحكم وبناء الدولة، قوامها التقدير المتبادل والتكامل الوثيق والإيثار والبرُّ الخالص، لإيمان والد المؤسس بهمة ابنه وحكمته وشخصيته القيادية الاستثنائية، والتي يظهر بعضها بوضوح في هذه الرسائل.
وفي جانب الأسرة، حرص الملك عبدالعزيز -رحمه الله- على تعظيم قيم العائلة والتواصل وصلة الأرحام، ولم تمنعه مسؤوليات الحكم وبناء الدولة عن الاهتمام بها، ونشرت الدارة ثلاث رسائل يتجلى فيها تقدير المؤسس لأخواته موضي وحصة والجوهرة.إذ أولى صلة الأرحام أهمية خاصة في حياته، واستأثرت أسرته بجانب مهم من سيرته الخالدة، فلم تمنعه مسؤولية الحُكم وملاحم توحيد الدولة، عن تواصله مع أخواته والسؤال عن أحوالهن، واطلاعهن على أحواله وأحوال البلاد والعباد، برسائل خاصة كان يبعثها لهن من مواقع مختلفة، من بينها رسالة بعثها إلى أخته موضي بنت عبدالرحمن الفيصل عام 1343، يُطمئنها عن أحواله وأحوال من معه، ويسأل عن حالها وحال والده وإخوته، ويخبرهم بدخول مكة، ورسالة إلى أخته حصة بنت عبدالرحمن الفيصل، يطمئنها عن أحواله وأحوال من معه. ويخبرها فيها بعد السؤال عن أحوالها وأحوال أسرته، بالأجواء الجميلة في الحج وطمأنينة وسلامة الحجاج عام 1346 هـ فيما تضمنت رسالته إلى أخته الجوهرة بنت عبدالرحمن الفيصل إفادة عن أحوالهم وأحوال الرعية وأنها مطمئنة ومستقرة مستبشرة بحكمه وتطبيق الشريعة، وبعثت عام 1347هـ.
كما نشرت الدارة تزامناً مع يوم الرسائل العالمي الذي يوافق الأول من سبتمبر، مجموعة أخرى من الوثائق تتضمن رسائل أبرزت إنسانية الملك عبدالعزيز ، واهتمامه كثيراً بالتفاصيل الدقيقة في شؤون الناس واحتياجاتهم، تجلت خلالها إنسانيته وبلاغته في خطاباته التي وجهها منذ قرن تقريباً إلى المسؤولين والأمراء لمراعاة مستلزمات وحقوق الناس والعناية بهم وتأمين احتياجاتهم، ومنها رسالة بعثها إلى صالح بن عبدالواحد لإرسال الطبيب محمود حمدي لإجراء الفحص على الحجاج في عام 1924م، ورسالة بعثها إلى أحد المسؤولين بخصوص تأمين البيوت لبعض الأئمة والمؤذنين عام 1931م، ورسالة إلى عبد الله الخالد وعبد الرحمن بن عودان وجه فيها بتوزيع صدقة للفقراء وتخصيص ثقاة يتولون توزيعها عام 1942م، ورسالة يأمر فيها بتوزيع مصاريف الحج على الفقراء والمساكين عام 1941 م، وأخرى يأمر فيها بصرف المخصص السنوي لشهر رمضان، وتسديد طلبات للخويا 1936م.
ويأتي نشر هذه الرسائل استذكاراً للجوانب الإنسانية العظيمة في حياة مؤسس هذه البلاد، وفي سياق جهود دارة الملك عبدالعزيز في توثيق وحفظ هذه الرسائل، التي تمت معالجتها وترميمها وتهيئتها للحفظ والعناية بها، عبر مركز الملك سلمان للترميم والمحافظة على الوثائق التاريخية وفق أحدث الأساليب والتقنيات.
وتمتلك الدارة نتاجًا ضخمًا من الوثائق التاريخية المماثلة والرسائل النادرة ذات الصلة بالتاريخ الوطني، وأرشيفاً متكاملاً للوثائق للصور والأفلام التاريخية؛ وتشكل اليوم قاعدة معلوماتية لا غنى لأي باحث أو مختص عن الرجوع إليها والاستفادة منها في جميع الدراسات التي تعتمد على المواد الأرشيفية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الملک عبدالعزیز
إقرأ أيضاً:
منظمة دولية تنشر الملف الأسود للحوثيين وانتهاكاتهم بحق الأئمة والخطباء وتكشف تفاصيل وأرقام وأسماء المتورطين في تصفية الشيخ حنتوس
أدانت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، ومقرها لاهاي في هولندا، مقتل معلّم القرآن الكريم الشيخ صالح حنتوس (72 عاماً) وإصابة اثنين من أبناء شقيقه وزوجته، جراء هجوم مسلّح شنّته جماعة الحوثي باستخدام عربات وآليات عسكرية على منزله في قرية بني نفيع بمنطقة السلفية في محافظة ريمة، غرب اليمن.
ووصفت المنظمة في بيانها وصل موقع مأرب برس نسخة منه «ما جرى بأنه جريمة مروّعة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مؤكدة أن الهجوم الذي سبقه حصار للمنزل، واستُخدم فيه الرصاص الحي بشكل مباشر، أدى إلى مقتل الشيخ حنتوس، وإصابة عدد من أفراد أسرته، ويعكس انعدام المسؤولية الأخلاقية لدى القيادات الحوثية من مختلف المستويات.
وأشارت المنظمة إلى أن "صور الوحشية تجلّت في إطلاق النار على الشيخ حنتوس أثناء صعوده إلى سطح منزله، ومنع زوجته من الوصول إليه لإنقاذه، ما يؤكد القصد الجنائي في تصفيته".
وبحسب مصادر محلية، فقد شارك في الحملة العسكرية نحو 30 عربة حوثية، بإشراف مباشر من قيادات الجماعة في ريمة، يتقدمهم المحافظ المعين فارس الحباري، ومدير أمن ريمة حاشد الحباري، ومدير السلطة المحلية في السلفية فارس روبع، وبتوجيهات من رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الحوثي علي حسين الحوثي.
وحملت رايتس رادار قيادة جماعة الحوثي، وعلى رأسهم عبدالملك الحوثي، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، وكذلك عن سلامة المختطفين الذين اعتُقلوا على خلفية هذه الأحداث.
وذكرت المنظمة، نقلاً عن مصادر موثوقة، أن جماعة الحوثي قامت باعتقال 12 شخصاً من أقارب الشيخ حنتوس، لا يزال مصيرهم مجهولاً، وهم:
1. عبدالرحمن سعد حنتوس (42 عاماً)
2. أسامة عبدالرحمن حنتوس (25 عاماً)
3. سليمان عبدالرحمن حنتوس (20 عاماً)
4. حمزة سعد أحمد عبدالله حنتوس (19 عاماً)
5. أسد عبدالرحمن سعد أحمد عبدالله حنتوس (14 عاماً)
6. بسام عبدالرحمن سعد أحمد عبدالله حنتوس
7. أنس عبدالرحمن حنتوس (10 أعوام)
8. عبده صالح الحاج سعدون (50 عاماً)
9. ملاطف محمد غالب المسوري (25 عاماً)
10. عبدالمجيد يحيى عبده حنتوس (10 أعوام)
11. حميد منصور باقش (60 عاماً)
12. غمدان علي محمد حنتوس (10 أعوام)
وأكدت أن جماعة الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية من محافظات مجاورة لتنفيذ هذه العملية ضد مدنيين عُزّل، وهو ما يعكس تصعيداً خطيراً في سلوك الجماعة تجاه المخالفين لها.
وذكّرت رايتس رادار بالمفارقة الأخلاقية في مواقف جماعة الحوثي، حيث "تدّعي مناصرة القضية الفلسطينية، بينما ترتكب في اليمن انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب بحق مدنيين أبرياء، لا تختلف كثيراً عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة".
ودعت المنظمة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى الضغط على جماعة الحوثي لوقف انتهاكاتها، وضمان سلامة المختطفين، والإفراج الفوري عنهم، لا سيما المرضى والجرحى.
كما طالبت المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، باتخاذ خطوات عملية عاجلة لحماية المختطفين، داعية الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى تكثيف الضغوط لمنع تكرار هذه الجرائم، وإلزام الحوثيين باحترام المواثيق الدولية التي تجرّم المساس بحياة الإنسان وكرامته.
وشددت رايتس رادار على أن مثل هذه الانتهاكات تتكرر منذ سنوات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مستشهدة بحملات مماثلة استهدفت مدنيين في قيفة وخبزة بمحافظة البيضاء، والحيمة بمحافظة تعز، وأخيراً السلفية في ريمة.
735 انتهاكا حوثيا بحق الدعاة
وأكدت المنظمة أنها وثّقت أكثر من 735 انتهاكاً بحق فئة الأئمة والدعاة والخطباء ومعلّمي القرآن، توزعت على النحو التالي:
51 حالة قتل
118 حالة إصابة
560 حالة اختطاف واحتجاز
وجاء حُفّاظ القرآن في صدارة الضحايا بـ:
310 حالات اختطاف
20 حالة قتل
51 إصابة
تلاهم الخطباء بـ:
195 حالة اختطاف
16 قتيل
29 جريح
ثم أئمة المساجد بـ:
94 حالة اختطاف
10 قتلى
29 جريحاً
كما وثّقت المنظمة انتهاكات ضد:
العلماء: حالتا قتل، 4 جرحى، 5 مختطفين
المتخصصين في الفقه: حالة قتل، 5 جرحى، 4 مختطفين
المتخصصين في تفسير القرآن: حالة قتل، حالتا إصابة، 3 مختطفين.
وأشارت المنظمة إلى أن القاسم المشترك بين جميع الضحايا أنهم كانوا من المناهضين للتوجه الطائفي الذي تفرضه جماعة الحوثي، وأن معظمهم عرفوا بمواقفهم الداعمة للقضية الفلسطينية بوسائل سلمية متعددة.