صلاح وكبرياء «الأساطير» في ليفربول: «لو تكلمت ستشتعل النيران»!!
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
معتز الشامي (أبوظبي)
لم يكن تعيين الهولندي أرني سلوت مدرباً لليفربول عام 2024 صدفة، بل جاء نتيجة رؤية المدير الرياضي ريتشارد هيوز الذي أراد مدرباً يعرف كيف يتعامل مع مرحلة الانتقال ما بعد يورجن كلوب، بينما كانت خبرة سلوت السابقة مع فينورد في إعادة بناء الفريق من الصفر خلال موسمي 2022 و2023، سبباً رئيساً لاختياره، بعد أن نجح في قيادة النادي الهولندي إلى لقب الدوري رغم التغييرات الجذرية في التشكيلة.
لكن تجربة سلوت في «أنفيلد» حملت تحدياً مختلفاً تماماً في إدارة نجم بحجم محمد صلاح، أحد أبرز أساطير النادي في العصر الحديث، واللاعب الذي يمثل أيقونة جماهيرية واقتصادية وفنية يصعب المساس بها.
شرارة التوتر القديم
العلاقة بين صلاح والمدربين في ليفربول لم تخلُ من لحظات توتر، لكن الشرارة الأولى اشتعلت في مايو 2024 خلال آخر أسابيع عهد كلوب، عندما ترك صلاح على مقاعد البدلاء أمام وستهام، وردّ النجم المصري بغضب شديد قائلاً للصحفيين «لو تكلمت، ستشتعل النيران»، ورغم أن صلاح لم يكن «تابعاً» لكلوب، فإنه شعر بالإهانة حين تم تهميشه فجأة، واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع سلوت، الذي استبعده من تشكيلتين متتاليتين في دوري الأبطال، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ انضمامه إلى ليفربول عام 2017.
ليفربول يتألق بدونه
خلال الفوز الكبير على آينتراخت فرانكفورت 5-1، ظهر ليفربول أكثر حرية وسرعة في غياب صلاح، ما فتح باب التساؤلات حول دوره في المنظومة الجديدة، وأداء الفريق الجيد تزامن مع صيام صلاح عن التسجيل في ست مباريات متتالية، واستمرار تراجع معدله التهديفي منذ الموسم الماضي، حين اكتفى بأربعة أهداف فقط في آخر 14 مباراة له.
إضافة إلى ذلك، لاحظ الجمهور أن صلاح أزال صورته بقميص ليفربول من حسابه في منصة «إكس»، ما فُسّر كرسالة غير مباشرة عن غضبه من وضعه الحالي.
بين الكبرياء والعقلانية
وفي سن الثالثة والثلاثين، يبدو صلاح أمام مفترق طرق، فعقده الجديد، الذي وُقع في أبريل ويمنحه راتباً قياسياً يبلغ 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، يجعله اللاعب الأعلى أجراً في تاريخ النادي، ويمنحه في نظره مكانة القائد داخل الملعب، لكن سلوت يرى الصورة بمنظور مختلف، فهو يحاول الموازنة بين احترام التاريخ وضمان مستقبل الفريق التكتيكي.
وأصبح المدرب الهولندي مطالب بالتعامل بذكاء مع نجم يتمتع بكبرياء طبيعي وإرث ضخم جعله من الأساطير، لكنه لم يعد بنفس الجاهزية البدنية السابقة، ومع اقتراب بطولة أمم أفريقيا في ديسمبر ويناير، فإن صلاح نفسه بحاجة إلى تقبل فكرة التناوب، كي يحافظ على جاهزيته لبقية الموسم.
درس هندرسون
وتبقى تجربة جوردان هندرسون مع ليفربول إنذاراً مبكراً لصلاح، حيث ظن القائد السابق أنه ما زال أساسياً حتى أخبره كلوب بأن الوقت حان للرحيل، لينتقل إلى السعودية ثم يعود مؤخراً إلى برينتفورد وهو في الخامسة والثلاثين ويستعيد بريقه.
ومع لقاء برينتفورد وليفربول المرتقب في لندن، قد يتبادل الصديقان العناق قبل المباراة، لكن السؤال الأهم، هل سيبدأ صلاح اللقاء من مقاعد البدلاء مجدداً؟
ويواجه أرني سلوت اليوم امتحان القيادة الأصعب في مشواره التدريبي، فإدارة غرفة الملابس في وجود نجم بحجم صلاح تتطلب توازناً بين الصرامة والذكاء النفسي، أما صلاح، فربما يدرك أن الحفاظ على مكانته في ليفربول لا يكون فقط بالأهداف، بل بقدرته على التأقلم مع الواقع الجديد في مسيرته المذهلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أرني سلوت ليفربول الدوري الإنجليزي البريميرليج محمد صلاح محمد صلاح ليفربول
إقرأ أيضاً:
مدرب ليفربول: لست قلقاً من ابتعاد محمد صلاح عن تسجيل الأهداف
تحدث الهولندي آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي عن الأزمة التي نشبت مؤخراً بعد استبعاد محمد صلاح من التشكيل الأساسي للفريق في مباراته امام اينتراخت فرانكفورت الألماني ببطولة دوري أبطال اوروبا.
ويواجه محمد صلاح انتقادات لاذعة خلال الموسم الحالي بسبب ابتعاده عن التسجيل وعدم ظهوره بالمستوى المعتاد منه طوال المواسم الماضية بقميص الريدز.
وقال ىآرني سلوت في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي لمباراة برينتفورد: “ آخر ما يمكن أن أقلق بسببه هو إبتعاد محمد صلاح عن التسجيل، سيعود لإحراز الأهداف مثلما إعتاد دائماً ” .
وتابع: “ في نهاية الامر صلاح انسان واللحظات التي يمر بها الآن يمكن لنا جميعاً أن نمر بها، لكننا لسنا معتادين على رؤيته يهدر فرصاً ولا يوجد لدينا من هو معتاد على الخسارة ”.
وأضاف سلوت: “ صلاح لعب طوال السنوات الماضية مع ألكسندر ارنولد وصنعا ثنائية مميزة وربما يكون هذا أحد اسباب تراجع مستواه لقد أبرمنا العديد من التعاقدات الصيف الماضي وعلى الجميع أن ينسجم ويجد روابط جديدة داخل الفريق ومحمد صلاح ليس استثناءاً ”.
وأتم: “ بالتأكيد سنمر بلحظات صعبة خلال الموسم الجاري، ولدينا العديد من المباريات القوية تنتظرنا لذلك فتحديد التشكيل الأمثل لكل مباراة يتوقف على المنافس الذي سنواجهه ”.