عبادة الصادقيين.. كيف كان النبي يقوم الليل؟
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
صلاة قيام الليل تُظهر صدق الإيمان وصفاء القلب، وقد أثنى الله تعالى على أهلها في القرآن الكريم في قوله عز وجل: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا»، دلالة على مكانتهم العالية عند الله، وأنهم من صفوة عباده المؤمنين الذين يحيون ليلهم في طاعة وخشوع.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أقام الليل وأحسن القيام فيه. فقد ورد في الصحيحين أن النبي كان يبدأ صلاته قبل منتصف الليل بقليل أو بعده بقليل، وكان يحرص على المداومة عليها بانتظام. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سأل السيدة عائشة رضي الله عنها: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: "الدائم"، قال: "فأيَّ حين كان يقوم؟"، قالت: "كان يقوم إذا سمع الصارخ"؛ أي إذا سمع صوت الديك في النصف الثاني من الليل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل ركعتين ركعتين ويختمها بركعة الوتر، ولم يزد في قيامه في رمضان أو غيره على إحدى عشرة ركعة، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
ورغم مغفرة الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان النبي يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام، فيسأله الصحابة عن سبب ذلك فيقول: «أفلا أكون عبدًا شكورًا». وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قولها: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فلما كثر لحمه صلى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع».
فضل قيام الليل
قيام الليل عبادة تجمع بين الخلوة بالله والتضرع بين يديه، وتُظهر إخلاص العبد وصدق محبته لله. وقد رغّب الله تعالى عباده بهذه العبادة، وعدّها من صفات المتقين وعباد الرحمن.
أولًا: قيام الليل من علامات الصالحين وأهل الإيمان الخالص، وهو سلوك لا يوفق إليه إلا من أحبه الله وشرح صدره له.
ثانيًا: وعد الله القائمين بالليل بالمقام المحمود والمنزلة الرفيعة في الجنة، لما يبذلونه من جهد في العبادة والطاعة.
ثالثًا: من فضائل قيام الليل أنه ساعة استجابة للدعاء، ففي الليل ساعة لا يوافقها عبد يدعو الله فيها إلا استجاب له.
رابعًا: قيام الليل باب من أبواب المغفرة والرحمة، ودليل على شكر العبد لربه على نعمه، ووسيلة لمحو الذنوب والخطايا.
خامسًا: هو أفضل صلاة بعد الفريضة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم».
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ تهجده بدعاء عظيم يفيض إيمانًا وتوحيدًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد، أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قيام الليل صلاة قيام الليل فضل قيام الليل الليل قيام کان النبی صلى الله علیه وسلم قیام اللیل رضی الله
إقرأ أيضاً:
هل اعتمر النبي أكثر من مرة؟.. العلماء يوضحون
أجمع العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر بعد الهجرة أربع عمر، وكانت جميعها في شهر ذي القعدة، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي مع حجته: عمرة من الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة.
رواه البخاري (الحج/1654) ومسلم (الحج/1253).
وقال ابن القيم: اعتمر بعد الهجرة أربع عمر كلهن في ذي القعدة.
الأولى: عمرة الحديبية، وهي أولاهن سنة ست، فصده المشركون عن البيت، فنحر الهدي بالحديبية، وحلق هو وأصحابه رؤوسهم، وحلوا من إحرامهم، ورجع إلى المدينة.
الثانية: عمرة القضية في العام المقبل، دخل مكة فأقام بها ثلاثًا ثم خرج بعد إتمام عمرته.
الثالثة: عمرته التي قرنها مع حجته.
الرابعة: عمرته من الجعرانة لما خرج إلى حنين، ثم رجع إلى مكة فاعتمر من الجعرانة داخلًا إليها.
وقال: لا خلاف أن عمراته لم تزد على أربع.
يراجع "زاد المعاد" (2/90-93).
وقال النووي: قال العلماء إنما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم هذه العمر في ذي القعدة لفضيلة هذا الشهر، ولمخالفة الجاهلية في ذلك، فإنهم كانوا يرون الاعتمار في ذي القعدة من أفجر الفجور، ففعله صلى الله عليه وسلم مرات في هذا الشهر ليكون أبلغ في بيان جوازه فيه، وأوضح في إبطال ما كانت الجاهلية تعتقده.