باحثون إسرائيليون يكشفون هوية السفينة الغارقة قبالة نهاريا منذ عام 1911
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
بعد أكثر من 114 عاما على غرقها، تبين أن السفينة الغامضة التي ظل الغواصون الإسرائيليون يطلقون عليها اسم "السفينة التركية" قبالة سواحل نهاريا، لم تكن تركية على الإطلاق، بل باخرة فحم بريطانية تدعى "أردو" غرقت خلال عاصفة في كانون الأول/ديسمبر عام 1911.
وبحسب تقرير نشره الصحفي الإسرائيلي يائير كراوس في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقع واي نت، فإن الاكتشاف جاء بالصدفة أثناء بحث أرشيفي أجراه البروفيسور إيهود (عودي) غاليلي، عالم الآثار البحرية المعروف، إلى جانب الباحث أمير وايزمان من مركز "أكوازوم"، حيث عثرا على وثائق لمحاكمة قبطان السفينة البريطانية، كشفت لأول مرة القصة الحقيقية للحطام الذي أصبح أحد أشهر مواقع الغوص في البحر الأبيض المتوسط.
يقول البروفيسور غاليلي: "نعرف عن هذه السفينة منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان الغواصون يطلقون عليها اسم السفينة التركية، دون معرفة السبب، إلى أن اكتشفنا الوثائق التي حددت هويتها بدقة".
وتقع بقايا السفينة على عمق يتراوح بين 9 و11 مترا تحت سطح البحر، وعلى مسافة 900 متر من شاطئ نهاريا، مغطاة بالنباتات البحرية الغنية والكائنات الصغيرة والرخويات والأسماك، مما جعلها وجهة مفضلة للغواصين، خاصة في الغوص الليلي.
وأوضح وايزمان أن السفينة، التي بنيت في غلاسكو عام 1894 وسجلت في أبردين، كانت بطول نحو 100 متر وتعمل بمروحة بخارية واحدة، وغادرت ميناء نيوبورت في إنجلترا في 6 كانون الأول/ديسمبر 1911 محملة بنحو 10 آلاف طن من الفحم متجهة إلى ميناء حيفا، وعلى متنها 22 بحارا بقيادة القبطان إرنست هاو.
لكن خلال العاصفة، أخطأ القبطان في الملاحة عندما ظن أن أضواء قرية "أخزيف" هي أضواء حيفا، فجنحت السفينة على شريط رملي قرب الساحل، لتتحول الرحلة إلى مأساة.
يقول غاليلي: "أنزل القبطان قارب نجاة لإرسال المساعدة من حيفا، لكنه بعد ساعات قرر مغادرة السفينة، فانقلب أحد القاربين وسط العاصفة وغرق سبعة بحارة، بينما تمكن الباقون من الوصول إلى الشاطئ".
وعقب الحادث، حوكم القبطان هاو في محكمة بريطانية عام 1912، حيث أدانته المحكمة بالإهمال في الملاحة وسحبت رخصته لمدة ستة أشهر، لكنها برأته من تهمة التسبب في وفاة البحارة، معتبرة أنه تصرف بكفاءة بعد وقوع الحادث.
أُعلنت السفينة "خسارة تامة"، وظلت بقاياها فوق سطح الماء حتى أوائل الستينيات، حين تقرر تفجيرها لأنها كانت تعيق حركة السفن الحربية الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، أصبح موقعها واحدا من أشهر مواقع الغوص في الاحتلال الإسرائيلي، ويعرف باسم "السفينة التركية" رغم أن أصلها لم يكن كذلك.
واختتم وايزمان قائلا: "في التسعينيات، كُتب عن السفينة دون تدقيق علمي، والآن بعد توثيقنا للحقائق والصور الأرشيفية من شركة لويدز البريطانية، أصبح من حقنا أن نعيد لها اسمها الحقيقي وتاريخها الأصلي.. إنها ليست تركية، بل بريطانية تدعى أردو غرقت قبل أكثر من قرن قبالة نهاريا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية السفينة بريطانيا تركيا سفينة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
شركة أسلحة بريطانية توقف طائرات إغاثة في شرق أفريقيا وسط أزمة غذاء حادة
قررت شركة "بي أيه إي سيستمز" ( BAE Systems)، أكبر مصنّع أسلحة في بريطانيا، سحب الدعم عن أسطول من الطائرات الذي كان يُقدّم مساعدات غذائية حيوية إلى بعض من أفقر دول العالم، بما في ذلك جنوب السودان، الصومال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وجاء القرار، وفق تقرير لصحيفة "الغارديان" اليوم، في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة عن أرباح قياسية تجاوزت 3 مليارات جنيه إسترليني هذا العام، مستفيدة من زيادة الإنفاق الدفاعي المرتبط بصراعات دولية مثل أزمة إسرائيل وغزة والحرب الروسية في أوكرانيا. وتبرّر BAE الخطوة بتركيزها على مشاريع جديدة مرتبطة بزيادة الإنفاق العسكري لدول الناتو بنسبة 5٪.
توقف رحلات الإغاثة وارتفاع المخاطر الإنسانية
وبقرارها الأخير، ألغت الشركة شهادة صلاحية الطائرة المتقدمة Advanced Turbo-Prop (ATP) التي كانت تستخدمها شركات شحن مثل EnComm Aviation الكينية لنقل المساعدات، ما أدى إلى وقف تشغيل أسطولها بالكامل. وتقدّر الطائرات التي كانت تعمل بين مارس 2023 وحتى الشهر الماضي أنها نقلت 18,677 طنًا من المساعدات إلى الصومال، جنوب السودان، تنزانيا، DRC، جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد.
وأكد جاكتون أوبولا، مدير EnComm Aviation، أن قرار BAE أدى إلى قطع خطوط حياة الناس الأكثر ضعفًا في شرق أفريقيا، مضيفًا: "الآن يواجه سكان المنطقة وضعًا إنسانيًا متصاعد الخطر بينما تركز BAE على مصالحها التجارية فقط".
وقد ألغيت عقود هامة، بما في ذلك اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي (WFP) لتوزيع الغذاء على 12 وجهة في الصومال، حيث يواجه حوالي 5 ملايين شخص مستويات أزمة حادة في الجوع.
ووفق "الغارديان" فقد كانت طائرة ATP مثالية للمهام الإنسانية، بفضل قدرتها على الهبوط في الممرات القصيرة والنائية وحملها حمولات تصل إلى 8.2 طن لكل رحلة. ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن طنًا واحدًا من المواد الغذائية (حبوب، بقوليات وزيوت) يغطي الاحتياجات اليومية لنحو 1,660 شخصًا.
ومنذ إعلان الشركة عن سحب الدعم، أغلقت EnComm عملياتها في كينيا، وتطالب الآن BAE بتعويضات بقيمة 187 مليون جنيه إسترليني بسبب "الإساءة في التمثيل والإفصاح"، معتبرة القرار بأنه أثر بشكل مباشر على حياة الملايين من المدنيين المحاصرين بالجوع والنزاع.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 4.6 ملايين شخص في الصومال يواجهون مستويات أزمة حادة في الجوع، مع 1.8 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. وفي جنوب السودان، يواجه 7.7 ملايين شخص انعدام أمني غذائي حاد، بينهم 2.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية. أما في DRC، فيعاني 27.7 مليون شخص من الجوع الحاد، لا سيما في المقاطعات الشرقية (North Kivu، South Kivu، Ituri وTanganyika) نتيجة النزاعات، النزوح، تغير المناخ وارتفاع أسعار الغذاء.
وكانت طائرات EnComm مخصصة لتقديم مساعدات غذائية إلى 11 وجهة في DRC، بما فيها مدينة جوما التي استولى عليها متمردو M23 المدعومون من رواندا في بداية العام.
ونقلت "الغارديان عن خبراء تأكيدهم أن خطوة BAE تمثل ضربة قوية لمجهودات الإغاثة الإنسانية في المنطقة، وتزيد من المخاطر على ملايين المدنيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات للبقاء على قيد الحياة. وتشير التحليلات إلى أن أرباح الشركة قد ترتفع أكثر هذا العام، مع استمرار التوترات الإقليمية وزيادة الإنفاق العسكري العالمي، في الوقت الذي تتراجع فيه أولوياتها تجاه المساعدات الإنسانية.
وأكدت BAE أنها لن تعلق على أي إجراءات قضائية محتملة، في حين أبلغت وكالة سلامة الطيران الأوروبية أن قرار سحب شهادة صلاحية طائرة ATP دائم ولا رجعة فيه، مما يترك المدنيين في مناطق النزاع شرق أفريقيا في وضع بالغ الصعوبة.