فضل قراءة القرآن في أي وقت.. وأحكام سورة البقرة
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
طرح أحد المتابعين الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال البث المباشر سؤالًا حول ما إذا كانت قراءة القرآن ليلاً أفضل أم بعد صلاة الفجر وحتى شروق الشمس، وأيهما أكثر ثوابًا.
وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، موضحًا أن قراءة القرآن في أي وقت من اليوم عبادة عظيمة، وأن الأجر يتحدد بقدر الإخلاص والتدبر لمعاني كلام الله عز وجل.
وأضاف أن الأفضل في هذا الأمر هو المداومة بما يقدر عليه المسلم وبنية صافية لوجه الله تعالى، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى».
وأشار إلى أنه إذا كان القارئ يستطيع أن يواظب على القراءة بعد الفجر فذلك خير، أما إن كان وقته الأنسب هو الليل قبل النوم فلا بأس، فالمهم هو الاستمرارية وعدم الانقطاع.
وخلال البث ذاته، ورد سؤال آخر من أحد المتابعين حول الأفضل للمتوفى: إقامة سرادق عزاء مع قراءة القرآن الكريم أم عمل صدقة جارية للفقراء والمساكين.
وأوضح أمين الفتوى أن الأولى تنفيذ وصية المتوفى إن كان قد أوصى بذلك، سواء بإقامة السرادق أو إخراج الصدقة، شرط أن تكون الوصية مطابقة للشريعة وغير مخالفة لأحكامها.
وفي تصريح آخر، أكد الدكتور حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاستماع إلى سورة البقرة لا يغني عن تلاوتها، موضحًا أن المداومة على قراءتها عبادة عظيمة تنال بها البركة والشفاعة يوم القيامة، بينما الاكتفاء بالسماع فقط يعد نقصًا في الأجر.
وأشار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»، مؤكدًا أن البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة العظيمة لا يدخله الشيطان ثلاثة أيام كاملة.
وشدد على أن الغرض من نزول القرآن هو التلاوة والعمل به، وأن الاكتفاء بالاستماع دون القراءة يشبه النظر إلى الدواء دون تناوله، فلا تتحقق الفائدة المرجوة. لذلك نصح المؤمنين بأن يجعلوا من تلاوة القرآن عادة يومية لا تنقطع، ولو بقدر يسير، طلبًا للثواب والبركة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن قراءة القرآن صلاة الفجر الصدقة الجارية سورة البقرة قراءة القرآن سورة البقرة
إقرأ أيضاً:
حكم تكرار السورة بعد الفاتحة في كل ركعة.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ماحكم تكرار السورة بعد الفاتحة في كل ركعة؟.
وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: ذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه لا بأس للمصلي أن يكرر السورة من القرآن التي قرأها في الركعة الأولى؛ فعن معاذ بن عبد الله الْجُهَنِيِّ أن رجلًا من جُهَيْنَةَ أخبره: "أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ﴾ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا، فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا".أخرجه أبو داود في “سننه”.
وذهب المالكية إلى كراهية تكرار السورة، وقال بعضهم: هُوَ خِلافُ الأَوْلَى.
حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه : ما حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة : قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة تجزئ في حصول السُّنَّة متى كانت الآية طويلة وكان البعض الذي تمت قراءته مفيدًا، والأَولَى أن يُؤتى بالآية كاملة أو بإحدى السور القصار.
حكم قراءة السورة بعد الفاتحة في الصلاة
ونوهت انه من المقرَّر شرعًا أنَّه يستحبُّ قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الصلاة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: «فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ، وَمَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ، وَمَنْ زَادَ فَهُوَ أَفْضَلُ» أخرجه الشيخان في "صحيحيهما"؛ قال الإمام النَّوويُّ في "شرح مسلم" (4/ 105، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه دليلٌ لوجوب الفاتحة، وأنَّه لا يُجزي غيرها، وفيه استحبابُ السورة بعدها، وهذا مُجمَعٌ عليه في الصبح والجمعة والأُوليَيْنِ مِن كلِّ الصلوات، وهو سنَّةٌ عند جميع العلماء] اهـ.
كما نقل الإمام ابن قدامة الإجماع على ذلك؛ فقال في "المغني" (1/ 354، ط. مكتبة القاهرة): [لا نعلم بين أهل العلم خلافًا في أنَّه يسن قراءة سورة مع الفاتحة في الركعتين الأوليين من كلِّ صلاة] اهـ.
حكم قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة
أمَّا قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة؛ فقد اختلف الفقهاء في كفايتها في حصول السنة، وكان خلافهم على النحو التالي:
فذهب جمهور الفقهاء؛ من الحنفية في قول والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة تجزئ في حصول السنة، بشرط أن تبلغ بعض الآية قدر ثلاث آيات قصار عند الحنفية، وأن تفيد معنى عند الشافعية؛ وفي قول عند الحنفية أنَّ قراءة بعض آية لا يجزئ في حصول السنة.
قال الإمام ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (1/ 459، ط. دار الفكر): [لو قرأ آية طويلة كآية الكرسي أو المداينة؛ البعض في ركعةٍ والبعض في ركعةٍ اختلفوا فيه على قول أبي حنيفة، قيل: لا يجوز؛ لأنَّه ما قرأ آية تامة في كل ركعة، وعامَّتهم على أنَّه يجوز؛ لأنَّ بعض هذه الآيات يزيد عن ثلاث قصار أو يعدلها فلا تكون قراءته أقل من ثلاث آيات، وهذا يفيد أنَّ بعض الآية كالآية في أنَّه إذا بلغ قدر ثلاث آيات قصار يكفي] اهـ.
وقال الإمام الخرشي المالكي في "شرح مختصر خليل" (1/ 274، ط. دار الفكر): [وأفاد: أنَّ ما كان أقل من آية لا يكفي إلَّا أن تكون الآية طويلة كآية الدَّين فيكفي بعضها الذي له بال] اهـ.
وقال العلامة شهاب الدين الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج" (1/ 491، ط. دار الفكر): [(ويُسن) لإمامٍ ومنفردٍ (سورة) يقرؤها في صلاته (بعد الفاتحة) مكتوبة ولو منذورة خلافًا للإسنوي، أو نافلة: أي: قراءة شيءٍ من القرآن آيةٍ فأكثر، والأكمل ثلاث، والأوجه: حصول أصل السنة بما دون آية إن أفاد] اهـ.
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (2/ 120، ط. دار إحياء التراث): [الصحيح من المذهب: أنَّ قراءة السورة بعد الفاتحة في الركعتين الأوليين سنة، وعليه الأصحاب، وعنه: يجب قراءة شيء بعدها، وهي من المفردات، قال في "الفروع": وظاهره ولو بعض آية؛ لظاهر الخبر، فعلى المذهب: يكره الاقتصار على الفاتحة] اهـ.
وأوضحت بناءً على ما سبق: إن قراءة بعض آية بعد الفاتحة في الصلاة يجزئ في حصول السنة متى أفاد البعض معنى وكانت الآية طويلة، والأولى أن يؤتى بالآية كاملة أو بإحدى السور القصار.