أذكار المساء.. عبادة تحفظ النفس وتملأ القلب سكينة
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
أذكار المساء اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لما تحمله من فضل عظيم وأثر طيب في النفس، فالذكر عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، وتمنحه راحة القلب وطمأنينة الروح، كما أنها حصن يحميه من الشرور والهموم.
أذكار المساءوتتضمن أذكار المساء مجموعة من الأدعية النبوية التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»، و*«اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك…»*، وكذلك «رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا»، وهي من الأذكار التي تكفِّر الذنوب وتجلب رضا الله تعالى.
كما ورد في السنة أن من قال أذكار المساء موقنًا بها ومات ليلته دخل الجنة، وأن هذه الأدعية تحفظ المسلم من السوء وتدفع عنه الهم والغم. ومن الأذكار الواردة أيضًا: «اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر»، و*«حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم»، و«بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم»*.
ولا تقتصر أذكار المساء على الذكر فقط، بل تشمل أدعية للتحصين والوقاية من الحسد والسحر والعين، ومنها قوله تعالى: ﴿وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾، والدعاء النبوي: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق».
أما عن وقتها، فقد أوضح العلماء أن أفضل وقت لترديد أذكار المساء يبدأ من بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، وإن لم يتمكن المسلم من قولها في هذا الوقت، فله أن يقولها حتى ثلث الليل.
ويؤكد علماء الدين أن المحافظة على الأذكار اليومية تُعد من أسباب رضا الله ومغفرته، كما أنها تجلب السكينة للنفس، وتنير الوجه، وتشرح الصدر، وتبارك في العمر والرزق، وتكون وقاية للعبد من الشرور والمكروهات، لتظل أذكار المساء طوق نجاة وطمأنينة لكل قلب مؤمن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أذكار المساء المساء أذكار الأدعية النبوية الذكر اللهم
إقرأ أيضاً:
عبادة الصادقيين.. كيف كان النبي يقوم الليل؟
صلاة قيام الليل تُظهر صدق الإيمان وصفاء القلب، وقد أثنى الله تعالى على أهلها في القرآن الكريم في قوله عز وجل: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا»، دلالة على مكانتهم العالية عند الله، وأنهم من صفوة عباده المؤمنين الذين يحيون ليلهم في طاعة وخشوع.
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أقام الليل وأحسن القيام فيه. فقد ورد في الصحيحين أن النبي كان يبدأ صلاته قبل منتصف الليل بقليل أو بعده بقليل، وكان يحرص على المداومة عليها بانتظام. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سأل السيدة عائشة رضي الله عنها: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: "الدائم"، قال: "فأيَّ حين كان يقوم؟"، قالت: "كان يقوم إذا سمع الصارخ"؛ أي إذا سمع صوت الديك في النصف الثاني من الليل.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل ركعتين ركعتين ويختمها بركعة الوتر، ولم يزد في قيامه في رمضان أو غيره على إحدى عشرة ركعة، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
ورغم مغفرة الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان النبي يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام، فيسأله الصحابة عن سبب ذلك فيقول: «أفلا أكون عبدًا شكورًا». وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قولها: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فلما كثر لحمه صلى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع».
فضل قيام الليل
قيام الليل عبادة تجمع بين الخلوة بالله والتضرع بين يديه، وتُظهر إخلاص العبد وصدق محبته لله. وقد رغّب الله تعالى عباده بهذه العبادة، وعدّها من صفات المتقين وعباد الرحمن.
أولًا: قيام الليل من علامات الصالحين وأهل الإيمان الخالص، وهو سلوك لا يوفق إليه إلا من أحبه الله وشرح صدره له.
ثانيًا: وعد الله القائمين بالليل بالمقام المحمود والمنزلة الرفيعة في الجنة، لما يبذلونه من جهد في العبادة والطاعة.
ثالثًا: من فضائل قيام الليل أنه ساعة استجابة للدعاء، ففي الليل ساعة لا يوافقها عبد يدعو الله فيها إلا استجاب له.
رابعًا: قيام الليل باب من أبواب المغفرة والرحمة، ودليل على شكر العبد لربه على نعمه، ووسيلة لمحو الذنوب والخطايا.
خامسًا: هو أفضل صلاة بعد الفريضة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم».
كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ تهجده بدعاء عظيم يفيض إيمانًا وتوحيدًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد، أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت».