وسط إنكار رسمي.. هل تخرج مفاوضات واشنطن غير المباشرة بين طرفي الحرب باتفاق؟
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
الواثق البرير: التجارب السابقة أثبتت أن الهدن مع غياب اتفاق سياسي شامل تتحول إلى إعادة تموضع عسكري
التغيير: نيروبي _ أمل محمد الحسن
كشف مصدر سياسي مطلع ل”التغيير” عن اجتماع لدول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات ومصر) اليوم الجمعة في العاصمة الأمريكية واشنطن مشيرا إلى أن الاجتماع لم يتم على مستوى وزراء الخارجية لجهة أن ورقة الهدنة تم التوافق عليها سلفا بين دول الرباعية.
ووفق مصادر متطابقة تنعقد خلال يومي الخميس والجمعة مفاوضات غير مباشرة مع وفدي الجيش والدعم السريع في واشنطن.
وقال مصدر سياسي، فضل حجب اسمه، إن المفاوضات محصورة فقط في قيادات عسكرية من الطرفين مؤكداً عدم مشاركة أي مدني في التفاوض.
وكشف المصدر عن قيادة مبعوث البرهان الفريق الصادق إسماعيل محمود للوفد الذي يشمل رئيس جهاز الأمن والمخابرات أحمد إبراهيم مفضل ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الفريق ركن أحمد علي صبير.
نفي رسميمن جانبه أصدر مجلس السيادة بيانا ينفي فيه وجود أي مفاوضات في واشنطن بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فيما أصدرت وزارة الخارجية بيانا اليوم تشير فيه لزيارة وزير الخارجي محيي الدين سالم في إطار دعم وتعزيز العلاقات المشتركة.
ووفقاً لمصادر متطابقة يجري النقاش حالياً على إعلان هدنة لمدة 3 أشهر فيما يستمر القتال بشراسة في مدينة الفاشر بين الجيش والقوات المشتركة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.
وكان الدعم السريع أعلن وصوله أمس لمنزل والي الولاية مؤكدا أن 15 كيلو مترا تفصله عن مقر الفرقة السادسة مشاة، فيما نشرت صفحات الدعم السريع عدد من فيديوهات استسلام عساكر يتبعون للجيش والمشتركة خرجوا من مقر الفرقة .
في الاثناء؛ تستمر حرب المسيرات بين الطرفين، و على مدى أربعة أيام استهدف الدعم السريع بمسيرات مطار الخرطوم بينما استهدف الجيش السوداني مطار نيالا وعدد من المواقع المتفرقة في مناطق سيطرة الدعم السريع.
هدنة غير مجديةبينما يتم التشاور حاليا على الاتفاق على هدنة، يصفها الأمين العام لحزب الأمة الواثق البرير بأنها توقف مؤقت للعمليات القتالية ولا تعالج جذور الصراع ودوافعه السياسية. وقال البرير في حديثه ل”التغيير” إن التجارب السابقة أثبتت أن الهدن مع غياب اتفاق سياسي شامل تتحول إلى إعادة تموضع عسكري ومن ثم استئناف شرس للقتال.
وأضاف مستدركا: ” من الناحية الإنسانية، لا يمكن رفض الهدنة؛ فهي تمنح المدنيين المتضررين فرصةً للبقاء على قيد الحياة”.
وقطع البرير بأن الموقف الصحيح من الهدنة هو بالنظر إليها كمدخل لعملية سياسية شاملة لايقاف الحرب من جذورها وإعادة التوازن للسودان ووحدته وتفتح الطريق نحو سلام دائم وعدالة انتقالية شاملة.
وعدد الأمين العام لحزب الأمة أولويات المرحلة ابتداء من ضرورة إطلاق مسار تفاوضٍ وطنيٍ جامع تشارك فيه القوى المدنية والمجتمعية، ويستند إلى الإرادة الشعبية لا إلى توازنات السلاح.
وثانيا رفض تحويل الهدنة إلى أداةٍ للتوظيف السياسي أو العسكري. ومن ثم الدعوة إلى هدنةٍ سياسيةٍ شاملة تُبنى على اتفاقٍ حول مبادئ الدولة المدنية، وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وتحقيق العدالة الانتقالية. وأخيرا دعم أي مبادرةٍ إنسانية تضمن حماية المدنيين وإيصال الإغاثة دون شروط.
هل أمريكا جادة؟مسار المفاوضات التي بدأت وسط تكتم وتعتيم إعلامي كبيرين لم تكن الأولى من نوعها؛ حيث التي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان مستشار الرئيس ترمب للشؤون العربية والأفريقية مسعد بولس بسويسرا أغسطس الماضي.
وكان وزراء خارجية دول الرباعية أصدروا بيانا في 12 سبتمبر الماضي، يعبر عن خارطة الطريق التي رسمتها دول الرباعية بقيادة أمريكية لوقف الحرب في السودان، تبدأ بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تؤدي لوقف دائم لإطلاق النار تتبعها عملية انتقالية شاملة وشفافة واختتامها في غضون تسعة أشهر.
وربط العميد عادل عبد الكافي المستشار العسكري السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي، ومستشار لجنة الدفاع والأمن القومي للمجلس الأعلى للدولة، وجود إرادة أمريكية حقيقية لإنهاء الصراع باستخدام العقوبات ضد الأطراف التي تؤجج الصراع.
العميد عادل عبد الكافي: واشنطن يجب أن تثبت جديتها بوقف تدفق السلاح ل”حميدتي” من الأراضي الليبية
وقطع المستشار السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي بأن دعم السلاح والمقاتلين والوقود وحتى العلاج يتدفق للدعم السريع من الأراضي الليبية بعلم الولايات المتحدة الأمريكية معربا عن أسفه عن عدم توجيه واشنطن لإنذار لمعسكر الرجمة.
وأضاف: قوات الأفريكوم تجوب الأجواء وترسم الخرائط الأمنية والعسكرية وتمتلك معلومات استخباراتية عن حجم الدعم اللوجستي الذي يقدم ل”حميدتي” من الفيلق الروسي دون أن تتدخل واشنطن لوقف الدعم الذي يؤجج الصراع داخل السودان.
واتهم العميد عبد الكافي قوى إقليمية، لم يسمها، بإشعال الصراع داخل الأراضي السوداني لجهة أنها تسعى لتفتيت السودان وعدد من الدول الإفريقية في الساحل والصحراء والقرن الإفريقي.
ووصف عبد الكافي الهدنة بأنها مرحلة لإعادة ترتيب الصفوف للطرفين اللذان سيعملان على الإطاحة ببعضهما البعض مشيرا إلى تقدم الجيش بعد أن وصلته امدادات أسلحة منذ فترة قريبة واستحوذ على عدد من المناطق التي كان يسيطر عليها الدعم السريع.
و منذ بداية تسرب المعلومات حول وجود مفاوضات في واشنطن خرجت الكثير من الحسابات المحسوبة على الإسلاميين تبادر بالنفي والرفض.
فيصل محمد صالح: الخلافات بين الإسلاميين والبرهان ستصل لمرحلة “فك الارتباط“
وقطع وزير الإعلام الأسبق في حكومة الثورة، فيصل محمد صالح بأن موقف الإسلاميين المعلن ضد التفاوض وأنهم يراهنون على استمرار الحرب حتى القضاء على الدعم السريع.
وقال صالح في حديثه مع “التغيير” إن الخلافات بين الكتلة السياسية للإسلاميين وبين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حول التفاوض ستصل لمرحلة “فك الارتباط” بشكل ما.
وحول موقف الكتائب الإسلامية المشاركة في الحرب إلى جانب الجيش؛ أشار صالح إلى أن موقفها سيكون مختلفا من الموقف الإسلامي السياسي قاطعا بأنها سيكون تم اختراقها من قبل الاستخبارات العسكرية.
وأضاف: حال كان هناك قرار بالانسحاب من المعركة لن يكون موقفا موحدا لجميع القوات المقاتلة “سيكون قرار جزئي وتأثيره ضعيف بدرجة ما”.
من جانب قوات الدعم السريع هناك تعتيم كبير على الوفد المشارك في المفاوضات لكن رجحت مصادر مشاركة العميد عمر حمدان الذي كان ضمن وفد التفاوض في جدة لجهة أن المفاوضات محصورة على العسكريين فقط.
وفي 21 اكتوبر نشرت صفحات الدعم السريع حديثا مسجلا لقائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” حلله مراقبون بأنه كان خطابا تصعيديا شمل تهديدات لدولة جوار فيما لم يشر فيه إلى التفاوض مطلقا.
وحول لغة الخطاب قال وزير الإعلام الأسبق إن لغة حميدتي كانت غاضبة ربما بسبب وصوله معلومات حول تلقي الجيش لمساعدات أكبر من إمداد السلاح، معربا عن توقعه بأن تكون قواته تلقت ضربة كبيرة.
وقطع صالح بأن لغة حميدتي الغاضبة في خطابه الأخير لن تؤثر على موقف الدعم السريع التفاوضي، مشيرا إلى انهم حققوا نجاحات في حدود بالنسبة إليهم مرضية.
وأضاف: سيكون موقفهم التفاوضي إيجابي حتى في حال الاتفاق على هدنة أو وقف إطلاق نار.
الوسومالخارجية الرباعية السودان رفض هدنة واشنطن وفد وقف اطلاق النارالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الخارجية الرباعية السودان رفض هدنة واشنطن وفد وقف اطلاق النار
إقرأ أيضاً:
حميدتي يهدد والدعم السريع يهاجم سنار ومطار الخرطوم
هاجمت قوات الدعم السريع بالمسيرات مدينة سنار، بينما هدد قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) باستهداف أي طائرة أو مسيرة تقلع من مناطق سيطرة الجيش السوداني أو حتى من دولة جارة.
وجاء ذلك في ختام يوم حافل بالأحداث شهد مهاجمة مطار الخرطوم الدولي بالمسيرات وزيارة قام بها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للمطار.
وقال حميدتي إن أي طائرة أو مسيرة تنشط في مناطق سيطرة الجيش هي هدف مشروع وكذلك المطارات التي تقلع منها حتى لو كانت في دولة جارة، على حد قوله.
وأضاف حميدتي أن الدعم السريع سيستهدف الجيش من باب حق الدفاع الشرعي، مشيرا إلى أن قواته ستوقف استهداف الجيش بالمسيرات لمناطق الدعم السريع، ومؤكدا أنه لن يستهدف المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش.
غارات بالمسيراتوفي وقت سابق من الثلاثاء، قالت مصادر أمنية للجزيرة إن مُسيّرات للدعم السريع شنت غارات على مدينة سنار، كبرى مدن ولاية سنار واستهدفت منشآت مدنية وعسكرية، لكن المضادات الأرضية للجيش السوداني تصدت للهجمات.
كما أكد مصدر حكومي مطلع وآخر أمني للجزيرة أن الدعم السريع استهدف مطار الخرطوم الدولي بالمسيرات.
وبحسب المصدر الأمني فإن نحو 3 مسيرات هاجمت أطراف المطار محدثة أضرارا وإصابات محدودة، موضحا أن الدفاعات الأرضية تصدت للهجوم مما قلل من الأضرار.
البرهان: لا دور للمرتزقةوبشأن استئناف عمل المطار المقرر له الأربعاء، قال مصدر للجزيرة إن الأمر قيد النقاش. ويجري التداول حوله مع الجهات ذات الصلة.
من جانبه، قام رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بزيارة لمطار الخرطوم وأكد من هناك عزم الجيش على القضاء على التمرد في البلاد.
وأضاف البرهان أنه لن يكون هناك دور لمن وصفهم بالمرتزقة ومن يساندهم في مستقبل السودان، لكنهم يرحبون في الوقت نفسه بأي مبادرة للسلام المبني على الأسس الوطنية الراسخة.
مأساة الفاشرفي الأثناء، تتواصل المأساة في مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الثلاثاء، نزوح أكثر من ألف شخص من المدينة الواقعة غرب السودان خلال اليومين الأخيرين فقط وذلك جراء تفاقم انعدام الأمن.
إعلانوسبق للمنظمة أن أعلنت نزوح أكثر من 1500 شخص من المدينة بين 15 و19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، موضحة أن الوضع الأمني في المنطقة ما يزال متوترا ومتقلبا.
وحسب وكالة الأناضول للأنباء، فإن قوات الدعم السريع تحاصر مدينة الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، في حين يسعى الجيش السوداني لكسر الحصار عن المدينة، التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
في المقابل، اتهم حميدتي الجيش، الثلاثاء، بمنع المدنيين من مغادرة مدينة الفاشر لاستخدامهم دروعا بشرية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش و"قوات الدعم السريع" حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونا بين نازحٍ ولاجئ، وفقا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدّتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.