#بلا_مجاملة
د. #هاشم_غرايبه
نالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا السابقة “ناليدي باندور” شهرة واسعة بعد موقفها الشجاع من عدوان الكيان اللقيط على غزة، فقد تجرأت دولة ولأول مرة على مقاضاة الكيان على جرائمه، الذي يتمتع بحماية مطلقة من الغرب، لدرجة تجريم انتقاده مهما فعل.
هذه الوزيرة اعتنقت الاسلام عند زواجها، ودرست الاسلام فأعجبت به أكثر، فحسن اسلامها، لم تكن تلبس الحجاب عند دخولها سلك الحكومة، لكنها عندما وجدت أنه متطلب شرعي لبسته، غير عابئة بما سيجره ذلك عليها من سخط معادي منهج الله، واتهامهم لها بالداعشية.
لذلك ثارت ثائرة الغرب على هذا الاختراق، واستنفرت أجهزته الإعلامية والاستخبارية، ومارسوا ضغوطا غير مسبوقة، لم يسلم منها حتى زوجها وأبنائها، ونجحوا في النهاية في عام 2024 في الضغط على رئيس الوزراء للاطاحة بها وتعين وزير خارجية مسيحي مكانها.
تقول في مقابلة ردا على اتهام جنوب افريقيا بأنها الذراع السياسي لحمـ.ـاس، إنها لا تعبأ بذلك وقناعاتها بصواب ما فعلته منطلق من مبادئ جنوب افريقيا في الدفاع عن حق أي شعب في حريته في تقرير مصيره، وخاصة ان كان ما ينتهك هذه الحرية نظام فصل عنصري كالذي عانت منه بلادها لعقود طويلة.
وتقول ان قناعاتها الشخصية تعزز موقف دولتها لأن عقيدتها الاسلامية تأمرها بذلك، وتستشهد بحديثين شريفين، الأول: “منْ أعانَ ظالمًا ليدحضَ بباطلهِ حقًّا، فقدْ برئتْ منهُ ذمةُ اللهِ و رسولِهِ”، والثاني: “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما”.
لا شك أن المرء سيشعر بالأسى حينما يقارن حديث الوزيرة هذا، مع تصريحات وزراء الخارجية العرب وزعماؤهم في قمة شرم الشيخ عندما لم يجرؤ أحدهم على تأييد جنوب أفريقيا لمحاكمة مجرمي الحرب، ولا حتى التنديد بأفعال الكيان اللقيط، واكتفوا بالقلق على مصير العملية السلمية، وأقصى طلباتهم كان السماح بوصول المساعدات الانسانية.
والسؤال الذي يقفز الى الذهن ازاء ذلك: هل حقا هم عرب وإلا أين دم العروبة؟
وهل هم مسلمون.. أليس من الأحرى أن يعرفوا أحاديث نبيهم ويفهموا مغزاها باكثر ممن لا يتكلمون العربية!؟.
وما هو موقف جماعة “طاعة ولي الأمر ولو جلد ظهرك”، هل ما زالوا متمسكين بموقفهم، بأن أنظمة الحكم اسلامية، فيما يؤكد نبينا صلى الله عليه وسلم ان الله بريء منهم ورسوله.
من الأحرى أن نتبع: نبينا أم شيوخ السلاطين!؟.
والحال كذلك هل افتاؤهم بجواز التحالف مع أعداء الأمة ومن احتلوا ديارها واستباحوا أقصاها واستخدموا قواعدهم العسكرية في بلادنا لدعم هذا المعتدي الظالم، هل كانت فتاويهم من الاسلام في شيء!؟.
لو لم يكن من منجز لعملية طوفان الأقصى غير كشف هؤلاء الذين كانوا يتخفون بالإسلام لكان ذلك كافيا.
فلم يعد بالإمكان تصديق القائلين بضرورة التحالف مع الشيطان الأكبر (أمريكا) وأتباعه (الدول الغربية)، فعلى ماذا يكون التحالف مع الشيطان؟ ومن أهو أشد خطرا منه ليعيننا عليه؟!.
لذا فليصمت أولئك المحذرين من الخطر الشيعي، فقد انكشف زيف ادعائهم، فالتشيع موجود منذ قرون، ونفهم مساوئه ونتعايش مع هذا الواقع، وخطورته محصورة في نشر فكرهم، والذي لا يقنع المسلم ولا يقدر على تغيير ثوابته، وهي محدودة كأحد الشروخ في الأمة، وليست أبدا بمثل خطورة الصهـ.ـونية الوجودي على الأمة بأكملها.
لذلك فمن ينفخ في هذه المرحلة في تأجيج الصراع السني الشيعي، إنما هو ليبرر موالاة من حذرنا الله عز وجل من موالاتهم، وهو مسعى خبيث يصب في خانة التطبيع الاستسلامي للعدو.
لا بد من تعريف عدو الأمة الأساسي بشكل صريح وبلا مجاملة، انه العدو ذاته طوال التاريخ، التحالف الصهيو – صليبي والذي يعتبر الكيان اللقيط مخفره المتقدم في قلب الأمة، وما توجيه السهام الى إيران أو تركيا أو غيرهما إلا تآمر من منافقي الأمة المعاصرين (معسكر التطبيع)، بقصد حرف الأنظار عن العدو الأول، لتسهيل اختراقه دفاعاتنا العقدية الجهادية التي أحيتها عملية الطوفان المجيدة. مقالات ذات صلة صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (6) 2025/10/25
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هاشم غرايبه
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على جنوب لبنان
أفادت وسائل إعلام لبنانية اليوم الخميس بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارة على جنوب لبنان مستهدفا بلدة عربصاليم، بمحيط المدرسة ومبنى البلدية.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على شرق لبنان باستخدام 5 مقاتلات نفذت غارات على 16 هدفا شرقي لبنان.
وأوضحت القناة الـ12 العبرية أن غارات سلاح الجو الإسرائيلي في وادي لبنان استهدفت موقع استراتيجي لإنتاج الأسلحة الدقيقة لحزب الله.
وطالت الغارات الإسرائيلية منطقة جرود جنتا على السلسلة الشرقية، من مرتفعات علي الطويل في جرد الهرمل، وامتدت لتشمل جرد شمسطار على السلسلة الغربية.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، خرق الهدنة الموقعة مع حزب الله في نوفمبر الماضي، مع استمرار تمركزه في عدة نقاط في جنوب لبنان.
وأعلن حزب الله بوقت سابق أنه مستعد للانسحاب من الأراضي اللبنانية الجنوبية حالة استلام قوات تابعة للجيش اللبناني النقاط الحدودية مع دولة الاحتلال وهو ما ترفضه إسرائيل.