محمد مندور يكتب: سلماوي والشارقة والاحتفاء بثقافة مصر
تاريخ النشر: 25th, October 2025 GMT
حين أعلن معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 عن اختيار الكاتب والأديب المصري الكبير محمد سلماوي شخصية العام الثقافية، بدا هذا الاختيار وكأنه احتفاء مزدوج.. احتفاء برمز أدبي عربي ترك بصمته على الوعي الجمعي لأجيال من جانب.. واحتفاء بثقافة مصر التي لا تزال تمثل قلب العروبة الثقافي النابض ..
فهذا الاختيار يعكس لا شك تقديرا كبيرة من إمارة الشارقة التي أقول دائما أنها "تحب مصر".
فالكاتب الكبير محمد سلماوي يعد واحدا من أبرز الرموز الثقافية المصرية والعربية خلال نصف قرن من الزمن. فهو أديب وصحفي ومفكر جمع بين الحس الإنساني والوعي الوطني. فقد جسد سلماوي في كتاباته ومواقفه مفهوم المثقف العضوي الذي يربط الكلمة بالفعل ويربط فكره بخدمة قضايا مجتمعه سواء من خلال أعماله الأدبية أو مقالاته وأيضا مشاركاته الفاعلة في مؤسسات الثقافة العربية والدولية.. فقد حمل سلماوي راية التنوير المصري.. وحافظ على الرابط المشترك بين الهوية والحداثة.. وكذلك بين الأصالة والتجديد.
أرى بشكل شخصي كما يرى كل مصري وطني تجاه تكريم أبناء بلده .. أن تكريم سلماوي هو في جوهره تكريم لمصر الثقافية.. فمصر التي صدرت للعالم رموز في الفكر والثقافة والفن مثل نجيب محفوظ وطه حسين وسعاد حسني وأم كلثوم.. لا تزال تقدم للعالم رموزا تصنع الوعي والجمال والفكر. فالحقيقة التي لا خلاف عليها أن الثقافة المصرية ليست مجرد موروث فقط.. بل مشروع مستمر من الإبداع والتأثير.. فهي القوة الناعمة التي تفتح الأبواب بين الشعوب وتبني جسور الفهم والتسامح والتقارب.
فالثقافة جسد الأمة وروحها وعقلها .. واختيار محمد سلماوي شخصية العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب هو تكريم مضيئ في سجل الثقافة العربية... وهو تذكير بأن الكلمة لا تزال قادرة على صناعة المجد.. فكل الفخر لكل صناع الكلمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض الشارقة الدولي للكتاب محمد سلماوي إمارة الشارقة معرض الشارقة الدولی للکتاب محمد سلماوی
إقرأ أيضاً:
الدكتور محمد عبد الوهاب يكتب: هل يُعد قرار الفيدرالي بشراء السندات قصيرة الأجل بداية انتعاش اقتصادي عالمي؟
في خطوة مفاجئة تحمل بين سطورها الكثير من الرسائل، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدء شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار شهريًا، فهل نحن أمام تدخّل فني لضبط السيولة؟ أم أن هذه الخطوة تمهّد لانعطاف في الدورة الاقتصادية العالمية؟ في هذا المقال، نقرأ ما وراء القرار، ونحلّل إشاراته وتأثيره الحقيقي على الأسواق.
في 10 ديسمبر 2025، أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أنه سيبدأ في شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة نحو 40 مليار دولار شهريًا، اعتبارًا من 12 ديسمبر، بهدف ضمان وفرة السيولة في النظام المالي وتحقيق السيطرة الفعالة على أسعار الفائدة.
هذه الخطوة تأتي مباشرة بعد نهاية برنامج التشديد الكمي (QT) الذي خفّض ميزانية الفيدرالي من نحو 9 تريليونات دولار إلى نحو 6.6 تريليون دولار خلال السنوات الماضية.
القرار ذاته يحمل منحى فنيًا بحتًا وفق تصريحات باول، وهو ليس إعلانًا عن تغيير في السياسة النقدية،
لكنه إجراء يهدف لضمان وفرة الاحتياطيات لدى البنوك، بعد ضغوط متكررة في أسواق التمويل قصيرة الأجل.
من زاوية الأسواق المالية، يمكن قراءة هذا التحرك كتخفيف غير رسمي للسيولة:
- السيولة الإضافية قد تُسهّل الإقراض وتدعم أسواق المال.
- انخفاض الضغط على أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
- احتمالية تجنّب ارتفاعات مفاجئة في معدلات “ريبو” أو تمويل بين البنوك.
الإجابة على ما إذا كان هذا القرار يمثل بداية انتعاش اقتصادي عالمي ليست قطعية، بل ميسّرة بين إشارات إيجابية وحذر.
جانب التفاؤل:
- ضخ 40 مليار دولار شهريًا يعكس رغبة في منع اشتداد الضغوط السوقية قبل دخول الأسواق فترة تقلبات نهاية العام.
- هذا الإجراء قد يخفّف من تكلفة الاقتراض قصيرة الأجل ويمنح المستثمرين ثقة أكبر.
جانب الحذر:
- الخطوة لا تُصرح بأنها إجراء تحفيزي صريح بقدر ما هي تدبير تقني للحفاظ على الاستقرار.
- استمرار السيولة يتطلب مراقبة تأثيرها على التضخم قبل اعتبارها بوادر انتعاش حقيقي.
الخلاصة، فإن قرار الفيدرالي بشراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة نحو 40 مليار دولار شهريًا ليس إعلانًا عن دورة تحفيز جديدة،
لكنه يعكس رغبة البنك المركزي في الحفاظ على استقرار السوق واستمرارية السيولة. هذا التحوّل يمكن أن يكون إشارة مبكرة نحو تقليل مخاطر النظام المالي،
وقد يساهم في تهدئة الأسواق، لكنه ليس وحده كافيًا لإعلان بداية انتعاش اقتصادي عالمي. إنما هو خطوة استباقية قد تفتح المجال لتطورات إيجابية إذا تبعها تحسن في النمو والطلب العالمي.