عبدالمؤمن محمد جحاف

في كُـلّ عام، تأتي الذكرى السنوية للشهيد لا كحدثٍ عابرٍ، بل كمحطةٍ إيمانيةٍ متجددةٍ تُعيد للأُمَّـة زخمها الثوري وتُلهب فيها جذوة الوعي والصمود.

هي مناسبةٌ في غاية الأهميّة، لأنها ليست مُجَـرّد استذكارٍ لأسماء خالدةٍ مضت، بل هي وقفة تزوُّدٍ بالعزم والإرادَة والاستعداد للتضحية في سبيل الله وفي سبيل قضايا الأُمَّــة الكبرى.

في هذه الذكرى، تُستحضر قداسة القضية التي ضحّى في سبيلها الشهداء، وتُستعاد سيرهم العطرة التي تُجسد قممًا من الإيمان والبصيرة والالتزام الأخلاقي.

فالشهداء لم يكونوا مُجَـرّد مقاتلين في الميدان، بل كانوا مدارس من الإيمان والوعي، حملوا القرآن في صدورهم، والحق في مواقفهم، والعزة في وجدانهم.

ومن خلال التمعّن في مسيراتهم وجهادهم وتضحياتهم، تتكشف لنا دروس عملية في الصبر، والصدق، والثبات على الموقف؛ دروسٌ لا تُستقى من الكتب، بل من دماءٍ سالت في ميادين الكرامة.

لكن الذكرى لا تقف عند حدود العاطفة، بل تمتد لتُعيد التذكير بالمسؤولية الجماعية تجاه أسر الشهداء؛ هذه الأسر التي دفعت أعزّ ما تملك دفاعًا عن الأُمَّــة.

وهنا تتجلّى ضرورة أن يكون المجتمع والدولة على قدرٍ من الوفاء والعناية والرعاية، بما يُترجم المعنى الحقيقي لقوله تعالى: “ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون”.

ولعلّ من أبرز معاني هذه المناسبة أَيْـضًا ترسيخ مفهوم الشهادة في سبيل الله وفق التقديم القرآني، لا كما يحاول الأعداء تشويهه.

فالشهادة في منطق القرآن ليست هزيمةً أَو خسارة، بل هي ذروة النصر الإلهي، حين ينتصر الدم على السيف، والإيمان على الطغيان.

وفي ظلّ ما تعيشه أمتنا اليوم من تحدياتٍ كبرى ومؤامراتٍ متواصلة، وما يواجهه الشعب اليمني من عدوانٍ وحصارٍ غاشم، تزداد الحاجة إلى إحياء هذه المناسبة بكل ما تحمله من معانٍ ودروس.

فهي تُبرز مظلوميةَ شعبٍ قاوم أقسى الظروف، وفي الوقت نفسه تُجسد صمودَه وإباءَه وثباتَه رغم كُـلّ محاولات الكسر والإخضاع.

الشهيد -في الوعي القرآني- هو منارةٌ تُضيء درب الأحياء، وذكراه ليست حزنًا، بل وعدًا بالاستمرار في الطريق ذاته حتى يتحقّق النصر الموعود.

ومن هنا، تتحول الذكرى السنوية للشهيد إلى تجديدٍ للعهد، وتأكيدٍ على أن الدماء الطاهرة لن تُنسى، وأن القيم التي استشهد لأجلها الأبطال ستبقى حيةً في ضمائر الأحرار إلى يوم الدين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی سبیل

إقرأ أيضاً:

بطولة الرماية السنوية تواصل المنافسات وسط مشاركة كبيرة

أبوظبي (وام)
تتواصل منافسات النسخة الرابعة عشرة من مسابقة الرماية السنوية في مختلف ميادين وأندية الدولة، وسط مشاركة كبيرة من الرماة من مختلف الأعمار والفئات، وإشادة كبيرة بالمستوى التنظيمي والتنوع في المسابقات التي يشهدها الحدث هذا العام.
وأعرب العديد من الرماة المشاركين، في المسابقة التي تقام في ميادين أبوظبي والظفرة والفجيرة وعجمان، عن سعادتهم بالمشاركة في النسخة الحالية، التي وصفوها بالأكبر والأكثر تنوعاً منذ انطلاق البطولة عام 2013، مؤكدين أن التنظيم الاحترافي، ووضوح أنظمة التسجيل والتحكيم عززا من متعة المنافسات، وأتاحا بيئة رياضية عادلة ومحفزة.
وأثنى المتسابقون على إضافة مسابقات رماية بندقية الشوزن لأول مرة، مؤكدين أنها شكلت فرصة جديدة لإبراز مهاراتهم في هذا النوع من الأسلحة، وفتحت المجال أمام هواة الرماية في الدولة لخوض تجربة تنافسية مختلفة.
وعبّروا عن تقديرهم للدعم الذي تقدمه اللجنة المنظمة، مؤكدين أن البطولة أصبحت منصة حقيقية لاكتشاف المواهب وصقل مهارات الشباب، ومناسبة سنوية ينتظرها المحترفون والهواة، لما توفره من فرص تنافسية وتجارب احترافية في بيئة آمنة ومجهزة بأفضل المرافق.
وأشار المشاركون إلى أن تنظيم المسابقات في أكثر من إمارة هذا العام، أتاح فرصاً أكبر للرماة من مختلف المناطق للانضمام إلى البطولة، الأمر الذي يساهم في تعزيز قاعدة ممارسي رياضة الرماية في الدولة.
من جهتها، أكدت اللجنة المنظمة، أن البطولة التي انطلقت منافساتها مطلع نوفمبر الماضي، تشهد إقبالاً متزايداً على التسجيل والمشاركة، ما يعكس الثقة التي اكتسبتها على مدار الأعوام الماضية، ويؤكد مكانتها كإحدى أهم البطولات المتخصصة في الدولة.
وأوضحت أن الفرق الفنية والتحكيمية تعمل وفق أنظمة إلكترونية متطورة تضمن دقة النتائج وسرعة المتابعة، مشيرة إلى أن مستوى الانضباط والتفاعل من المشاركين أسهم في إنجاح سير المسابقات اليومية، وتعزيز الروح الرياضية بين المتنافسين.
وتتواصل المسابقات، وفق الجدول المعتمد حتى الأول من فبراير 2026، حيث تُختتم البطولة بحفل رسمي لتكريم الفائزين والمتميزين بحضور كبار المسؤولين وممثلي الأندية المشاركة، وتوزيع الجوائز على مختلف الفئات، إلى جانب تكريم خاص للرماة الواعدين.

أخبار ذات صلة ختام ناجح لـ«جائزة أبوظبي الفضية» بمشاركة نخبة رماة العالم 18 متوّجاً في بطولة أبوظبي الدولية للشوزن بالعين

مقالات مشابهة

  • يمن العطاء الجهادي.. إرادة إيمانية لا تُقهر
  • ضوابط الإجازات السنوية للعاملين ومدد الراحة بقانون العمل
  • بطولة الرماية السنوية تواصل المنافسات وسط مشاركة كبيرة
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • البابا تواضروس: الكنيسة ليست للصلاة فقط بل لإيجاد المواطن الصالح
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • قُتِل في سبيل الاحتلال!
  • شاهد بالفيديو.. أول من دخل عليه بعد وفاته.. صاحبة الشقة التي يسكن فيها المذيع الراحل محمد محمود حسكا تكشف تفاصيل جديدة: “وجدته كأنه نائم”
  • مشروعية زيارة الأماكن التي تحتوي على التماثيل
  • أهمية الحفاظ على الآثار التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي