الثورة / قضايا وناس

في الوقت الذي تخوض فيه الدول معارك شرسة لاستعادة تراثها المسلوب، تظل الآثار اليمنية التاريخية تتصدر قوائم المزادات العالمية، فلا يمر شهر إلا وتعلن مزادات عالمية في عواصم أوروبية عن بيع قطع أثرية يمنية نادرة، وآخرها الإعلان عن عرض قطعة أثرية نادرة عبارة عن تمثال لرأس أميرة من مملكة سبأ يعود للقرن الأول قبل الميلاد للبيع في مزاد بفيينا نوفمبر القادم.


هذه القطعة التي يبلغ ارتفاعها 18.5 سم ووزنها 4 كيلوجرامات، كانت تستخدم كنصب تذكارية أو علامات قبور في الممالك اليمنية القديمة، وفق ما كشفه الخبير والمتتبع للآثار اليمنية عبدالله محسن على صفحته في فيس بوك نهاية الأسبوع الماضي.
وتكشف وثائق المزاد أن ملكية القطعة تعود لتاجر قطع فنية باريسي يدير غاليري «ساماركاند» الذي يزود متاحف كبرى مثل اللوفر ومتحف المتروبوليتان، مما يؤكد تعامل جهات دولية مرموقة مع هذه السوق المشبوهة التي تنهب إرث بلد يشهد عدوانا غير مسبوق.
حكومة المرتزقة.. بين التقصير والمسؤولية
تتحمل حكومة مرتزقة العدوان المسؤولية الكاملة عن ضياع تاريخ اليمن الحضاري، وذلك للأسباب التالية:
أنها لم تتحرك بشكل جاد لاستعادة آثار اليمن المهربة والمنهوبة، على عكس دول مثل العراق وسوريا والعديد من الدول التي نجحت في استعادة أجزاء مهمة من تراثها المسلوب.
غياب الخطط والاستراتيجيات، حيث لا توجد برامج واضحة أو خطط عملية لدى هذه الحكومة لمتابعة واستعادة الآثار المهربة، رغم استمرار ظهورها في المزادات العالمية.
شبهات التورط وعلاقات التهريب
إلى جانب الصمت المريب تدور شكوك كبيرة حول تورط مسؤولين في حكومة مرتزقة العدوان في عمليات تهريب الآثار، حيث أكدت تقارير متعددة وجود علاقات بين مسؤولين وعصابات تهريب الآثار في السعودية والإمارات.
تحرك صنعاء
في مقابل صمت حكومة مرتزقة العدوان، تقوم الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء بواجبها في الدفاع عن التراث اليمني من خلال:
– إصدار القوائم الدورية للآثار المهربة، حيث أصدرت مؤخراً «القائمة 29» التي تضم 43 قطعة أثرية معروضة في مزادات ومتاحف خارجية.
تصنيف القطع المهربة إلى مجموعات منهجية تشمل قطعاً ضبطت في ألمانيا عام 2013م، وقطعاً غير معروفة المصدر، وقطعاً واردة في مجموعات خاصة، وقطعاً معروضة في مزادات ومتاحف خارجية.
– مطالبة الجهات الدولية بوقف هذه المزادات لمخالفتها القوانين الدولية وإعادة الحق لأصحابه.
ختاماً، فإن استمرار عروض الآثار اليمنية في المزادات العلنية يمثل جريمة بحق التاريخ الإنساني، وتتحمل حكومة مرتزقة العدوان المسؤولية الأكبر في هذا الملف بسبب تقاعسها المشبوه وعدم اتخاذها إجراءات عملية لاستعادة هذا التراث.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خطر صحي يهدد اليمن: منظمة الصحة العالمية تصدر تحذيراً عاجلاً

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا جديدًا بشأن تزايد خطر انتشار فيروس شلل الأطفال في اليمن، داعيةً إلى تعزيز حملات التطعيم وتكثيف الجهود لحماية جميع الأطفال.

وأكدت المنظمة في بيانها أن شلل الأطفال، وهو مرض يمكن الوقاية منه بسهولة بلقاح بسيط، ما يزال يُشكّل تهديدًا خطيرًا للأطفال في اليمن، في ظل استمرار الأزمات الصحية المتداخلة التي تشهدها البلاد، مثل الكوليرا والحصبة والدفتيريا وسوء التغذية الحاد، إلى جانب تدهور الخدمات الصحية الأساسية.

وذكرت المنظمة أن اليمن يواجه منذ عام 2021 تفشيًا متواصلًا لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط الثاني، حيث تم تسجيل 29 حالة إصابة مؤكدة خلال عام 2025، مقارنة بـ 187 حالة في 2024 توزعت على 15 محافظة. وأوضحت أن معظم الإصابات المسجلة هذا العام جاءت من المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، مقابل حالة واحدة فقط في المناطق الخاضعة للحكومة.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور سيد جعفر حسين، إن تفشي شلل الأطفال المشتق من اللقاح يضاعف الضغوط على النظام الصحي المنهك في البلاد، مؤكدًا أن القضاء على المرض ممكن حتى في ظل الظروف الإنسانية الصعبة، إذا ما توفّر التمويل الكافي والتعاون بين الشركاء والسلطات الصحية.

وأضاف جعفر أن نجاح جهود الاستئصال يتطلب استثمارًا مستدامًا وضمان وصول الفرق الصحية إلى جميع المناطق دون قيود، مشددًا على ضرورة استمرار الشراكة بين الجهات الوطنية والدولية.

ودعت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى توفير الموارد والدعم التشغيلي اللازمين لتعزيز أنظمة التحصين الروتيني، وتنفيذ حملات وطنية شاملة لتطعيم كل الأطفال دون سن الخامسة، وحماية العاملين الصحيين الميدانيين وتسهيل وصولهم إلى جميع المحافظات.

وأشارت الإحصاءات الأممية إلى تسجيل 451 حالة إصابة بشلل الأطفال في اليمن منذ عام 2021، غالبيتها في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما يعكس تدهور المنظومة الصحية والعراقيل التي تضعها الجماعة أمام حملات التطعيم.

كما حذّرت الحكومة اليمنية مرارًا من استمرار الحوثيين في منع اللقاحات، مؤكدة أن ذلك يُفاقم انتشار الأوبئة ويهدد سلامة الأطفال داخل البلاد وفي الدول المجاورة، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط لرفع القيود المفروضة على حملات التحصين وإنقاذ أرواح الأطفال من خطر الشلل الدائم.

مقالات مشابهة

  • وزيرة  الدولة بالرعاية الاجتماعية: المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحدث في الفاشر
  • موظفو الأمم المتحدة.. من جواسيس لأمريكا وإسرائيل إلى سَرَقْ لآثار اليمن
  • فرقة "القات" اليمنية الإسرائيلية.. موسيقى اليمن في جولة عالمية تشمل حفلاً بأحد أشهر مصانع "الجعة" بأمريكا (ترجمة خاصة)
  • العدو الصهيوأمريكي وأدواته يشعلون معركة جديدة في اليمن .. والشعب متأهب للرد
  • من شعارات ’’التحالف دمّر اليمن’’ .. إلى تبرير العدوان وموالاة العدو الإسرائيلي
  • خطر صحي يهدد اليمن: منظمة الصحة العالمية تصدر تحذيراً عاجلاً
  • الصحة العالمية تُحذر من استمرار تفشي فيروس شلل الأطفال في اليمن
  • حرب البحث عن الذرائع الكاذبة.. رسالة شكر إلى اليمن العظيم
  • تمثال أميرة سبأ في مزاد فيينا.. ذاكرة اليمن المنهوبة تُباع في العلن