ورشة صغيرة بلوس أنجلوس تحفظ ذاكرة نجوم السينما في القوالب القديمة
تاريخ النشر: 26th, October 2025 GMT
في ورشة لصنع الأحذية في لوس أنجلوس، يشرف رجل يقول إن مهنته باتت في طريقها إلى الزوال، على آثار أقدام شخصيات صنعت تاريخ هوليود.
تضم صناديق مكدّسة بعضها فوق بعض بهت لونها مع مرور الزمن قوالب على أشكال أقدام مختلف الشخصيات التي لعبت دورا في عاصمة الترفيه الأميركية على مدى أكثر من نصف قرن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أحمد داش.. تجربة تمثيلية تنضج في صمتlist 2 of 2فضل شاكر يمثل أمام محكمة الجنايات في بيروت وسط إجراءات مشددةend of list
فتتضمن المجموعة قالب قدم إليزابيث تايلور إلى جانب بيتر فوندا، وتوم جونز، وهاريسون فورد.
وتتضمن كومة أخرى قوالب لأقدام شارون ستون، وليزا مينيلي، وغولدي هاون، إلى جانب سيلفستر ستالون، وأرنولد شوارزنيغر.
ويقول صانع الأحذية كريس فرانسيس الذي يحتفظ بقوالب أقدام المشاهير هذه "هناك شيء من الجميع هنا".
وصل فرانسيس إلى المجموعة قبل عدة سنوات بعد وفاة الإيطالي باسكواله دي فابريتسيو الذي عُرف بـ"صانع أحذية النجوم".
ويقول إن "دي فابريتسيو صانع (أحذية) للجميع، من أصحاب الكازينوهات مرورا بالممثلين والمؤدين في فيغاس وبرودواي وهوليود، وصولا إلى (الأحذية التي استخدمت في) الأفلام. لكل من يمكن أن يخطر في البال ممن قدّم عروضا من ستينيات القرن الماضي حتى العام 2008".
وتتضمن بعض الصناديق القديمة تذكارات أو إهداءات من عدد من نجوم الصف الأول.
وتتضمن أخرى على غرار صندوق ساره جيسيكا باركر أو نجمة "ساوند أوف ميوزيك" (Sound of Music) جولي أندروز رسوما لإنتاجات تلفزيونية أو سينمائية.
"قطع فريدة"كانت هوليود في الماضي المكان المثالي لأي صانع أحذية، بحسب فرانسيس، نظرا لحدة المنافسة فيها على الإبداع والتميز.
ويؤكد أن "المشاهير كانوا يتباهون بالمبالغ التي يدفعونها مقابل زوج من الأحذية وأرادوا على الدوام قطعا فريدة"، بينما أنزل صندوقا يحمل قوالب لآدم ويست الذي لعب دور "باتمان" (Batman) في السلسلة التلفزيونية الأصلية في ستينيات القرن الماضي.
إعلانبدأ فرانسيس رحلته في عالم تصميم الأزياء وحصل على أول عرض له عندما اكتُشف وهو يحوك معطفا من الجلد على مقعد حديقة، ويقول ضاحكا "من السهل هنا في لوس أنجلوس أن تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب".
لكن اهتمامه الحقيقي كان بالأحذية التي بدأ يتدرّب عليها في مطبخ منزله، فيعلق "كانت بدائية نوعا ما في البداية. كنت فقط أُعلم نفسي كيفية صنعها".
وبحثًا عن شخص يعلمه هذا الفن، بدأ فرانسيس رحلة البحث في أنحاء لوس أنجلوس عمّن يدرّبه، "كانوا جميعا كبارا في السن من الأرمن والروس. جميعهم من العالم القديم، من بلدان مثل إيران وسوريا".
ويضيف "إما أنهم لم يرغبوا في الحديث وإما أنهم لم يتحدثوا الإنجليزية بطلاقة. لذا كان عليك فقط المراقبة والتعلّم عبر التكرار".
ويوضح أن "الأحذية لا ترحم. إذا نسيت خطوة أو قصصت زاوية ما (بالخطأ)، ينعكس الأمر سلبا على الخطوات العشرين التالية. لذا، يتعيّن أن يكون كل شيء دقيقا طوال الوقت".
إنتاج بكميات كبيرةلكن في عالم متغيّر، لم يعد هذا النوع من العمل الحرفي المتقن يحظى بكثير من التقدير. وبينما كان من الممكن في الماضي لبيرت رينولدز، أو روبرت دي نيرو، أن ينفقا آلاف الدولارات بكل سعادة على زوج من الأحذية يدوي الصنع، فإن القطاع كله تحوّل تماما.
ويقول فرانسيس "أجد أن المزيد والمزيد من المشاهير يريدون الحصول على الأحذية بدون مقابل، وهو أمر يقتل صانعي أحذية مثلي".
يتمنى في بعض اللحظات لو عمل بنصيحة بعض صانعي الأحذية القدامى الذين علّموه الحرفة وانضم إلى فرقة موسيقية، نظرا إلى مظهره كنجم روك.
ويضيف "عندما بدأت، قال (أحد الأشخاص) لم تريد أن تصبح صانع أحذية؟ يمكن شراء الأحذية مقابل 20 دولارا في هذه الأيام".
ويشير فرانسيس (48 عاما) إلى أن بعض صانعي الأحذية القدامى تخلوا عن سعيهم لصناعة أحذية من الصفر وبات عملهم يقتصر على إصلاح الأحذية المنتجة بكميات كبيرة والتي قضت على مهنتهم.
ويختم "كمهنة، بات استمرارها صعبا جدا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
أزهري: الانفتاح مطلوب.. لكن بضوابط تحفظ القيم والمجتمع
أكد الشيخ محمد الملاح، الباحث في الأزهر الشريف، أن مفهوم الانفتاح الاجتماعي يجب ألا يُنقل عن النماذج الغربية دون مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع المصري والعربي، موضحًا أن الانفتاح الحقيقي لا يتعارض مع التطور أو الحرية، لكنه يحتاج إلى ضوابط تحفظ القيم وتوازن بين الحقوق والواجبات.
وأوضح الملاح، خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أنه ليس ضد انخراط المرأة في العمل أو الحياة العامة، بشرط أن يكون ذلك في إطار من الاحترام والالتزام، وأن يكون الهدف من العمل إما المشاركة في دعم الأسرة ماديًا أو تحقيق الذات بصورة منضبطة.
وأضاف أن الإفراط في الانفتاح دون حدود يؤدي إلى مشكلات اجتماعية وأخلاقية، قد يكون ضررها أكبر من نفعها، مؤكدًا أن القيم الإسلامية لا ترفض مشاركة المرأة في الحياة العامة، لكنها تدعو إلى التوازن بين الانفتاح وضوابط الأخلاق.
وشدد الباحث الأزهري على أن المجتمع يحتاج إلى وعي يميّز بين الانفتاح البنّاء والانفلات المضر، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي دعا إلى العمل والعلم والانفتاح ولكن في إطار من الاحترام للأسرة والآداب العامة.
باحث أزهري: نقل النماذج الغربية دون وعي ثقافي خطر على الأسرة المصرية
كما قال العلاج إن الانفتاح المجتمعي ليس مرفوضًا في ذاته، وإنما يجب أن يكون منضبطًا بضوابط القيم والدين والعرف، موضحًا أن الانفتاح غير المقيد يؤدي إلى فوضى سلوكية واجتماعية، ضررها يفوق نفعها.
وأضاف أن مصر ليست ضد التطور أو الحرية أو تمكين المرأة في مختلف المجالات، بل تؤيد ذلك طالما كان في إطار الاحترام والمسؤولية والوعي الثقافي، مشيرًا إلى أن تقليد النماذج الغربية دون دراسة أو تهيئة فكرية للمجتمع يمثل خطرًا على البنية الأخلاقية والأسرية المصرية.
وأوضح الملاح أن الإسلام منح المرأة حرية العمل والمشاركة في الحياة العامة، لكن وفق ضوابط تحميها وتحافظ على التوازن الأسري، مؤكدًا أن الانفتاح الحقيقي هو الذي يرفع وعي المجتمع ويصون قيمه، لا الذي يهدمها تحت شعار الحداثة.