جاء الهجوم الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليخلق حالة من القلق والتوتر لدى كثيرين من سكان قطاع غزة خشية العودة إلى حالة الحرب، أو على الأقل الدخول في حالة تشابه الحالة اللبنانية من استمرار لاستهداف عناصر حزب الله في كل الساحة اللبنانية، مما يعني استحالة تحسن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، وأن على سكان قطاع غزة الذين عانوا الويلات خلال حرب الإبادة؛ الانتظار طويلا حتى تستقر الأوضاع.



هذا الحادث الذي تم خلاله استهداف عنصرا قياديا من الجهاد الإسلامي، بالادعاء أنه كان يخطط لعملية ضد جيش الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد القيادي وشقيقه، وإصابة 3 أشخاص آخرين بجراح. حركة الجهاد الإسلامي من جهتها رفضت الادعاءات الإسرائيلية جملة وتفصيلا، وأكدت على الالتزام التام بمتطلبات وقف لإطلاق النار، ورفض تقديم أي ذرائع للاحتلال للعودة لعدوانها على قطاع غزة، واعتبرت الهجوم محاولة إسرائيلية لتبرير التهرب من تنفيذ استحقاقات وقف إطلاق النار حسب مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب.

ما هي دوافع نتنياهو؟
التبرير الإسرائيلي للهجمات في لبنان واستهداف عناصر من حزب الله؛ بتهمة التدريب والتصنيع والتخزين الأسلحة، أي الاستعدادات البعيدة، وهو ما يشير إلى أن العمليات في لبنان مستمرة ولن تتوقف. لكن في غزة تم ربط الهجوم بتهمة الاستعداد اللحظي والتخطيط للهجوم على القوات الإسرائيلية واختراق التهدئة
شكلت جملة من القضايا عوامل ضغط سياسي تحرج نتنياهو أمام الجمهور الإسرائيلي:

أولا: قضية جثث الأسرى الإسرائيليين، ولذلك نتنياهو يحاول أن يمارس ضغط نفسيا بخلق حالة الارتباك في الشارع الفلسطيني عبر القيام بهذا الاستهداف، للضغط على حماس للإسراع بتسليم الجثث التي بحوزتها، وكذلك إرضاء للشارع الإسرائيلي الذي عمل نتنياهو وماكينته الإعلامية على إثارته باعتبار ذلك التزاما أخلاقيا من الدولة تجاه مواطنيها، بالرغم من أن سلوك نتنياهو وجيشه خلال الحرب يثبت عكس ذلك.

ثانيا: الموقف السياسي العام وصورة نتنياهو بعد الحديث عن الدور الأمريكي، خاصة تشكيل مركز المراقبة والتوجيه في كريات جات بالقرب من قطاع غزة، والذي أدى إلى حملة هجومية من المعارضة الإسرائيلية عبّر عنها الكاتب الإسرائيلي "بن كسبيت" بشكل واضح في تغريده له على موقع إكس؛ اختصر فيها المشهد السياسي في إسرائيل، مع تحميل نتنياهو جملة من الاتهامات مع كل مناورة سياسية يقدم عليها من خلال ربطها بالوضع في قطاع غزة لما بعد وقف إطلاق النار، باعتبارها تأتي ضمن سياسة "صرف الانتباه عن غزة، عن تعافي حماس، عن توافد العالم أجمع على كريات غات لإدارة شؤوننا، عن تحويلنا إلى محمية، عن حقيقة أن حكومة يمينية شاملة ستُنهي ولايتها دون ضمّ شبرٍ واحد، لا في يهودا والسامرة، ولا في غور الأردن، ولا في معاليه أدوميم، ولا في غزة. دون تجديد الاستيطان في غزة، دون الحدود الشمالية أو الجنوبية، دون الهجرة الطوعية، ودون تجنيد الحريديم، بدون حكم، بدون أمن شخصي، مع مذبحة جنونية لـ2000 إسرائيلي، وإخوان مسلمين (قطر وتركيا) في فنائنا الخلفي."

وهذا المشهد رد عليه نتنياهو سياسيا في اجتماع مجلس الوزراء؛ بالقول إن "إسرائيل مستقلة وسياستنا والأمنية بيدنا، ونحن من سيحدد أي القوات غير مقبولة لنا بشأن القوات الدولية". أما الرد العملي فكان عبر عملية الهجوم على عنصر من المقاومة في النصيرات بذريعة التخطيط للقيام بعملية.

السؤال الآن: هل سيستمر نتنياهو بإعطاء الضوء الأخضر للجيش بتكرار هذه الهجمات؟

الجواب يمكن أن يكون من شقين أو جانبين، الأول سياسي مرتبط بشخص نتنياهو، وهذا يعني أن نتنياهو لن يمل من البحث عن مبررات لاختراق التهدئة، لكنه سيكون محاصرا بالموقف الأمريكي الرافض لانهيار وقف إطلاق النار؛ لأن مسألة الوضع في غزة أصبحت مسألة شخصية للرئيس ترامب، ونتنياهو لا يمكنه أن يدخل في مواجهة مع الرئيس ترامب، لكن لا يُستبعد أن يعطي ترامب لنتنياهو متنفسا ولو محدودا باختراق التهدئة لمواجهة الضغوطات الداخلية أمام المعارضة الإسرائيلية.

الجانب الآخر هو التبرير الإسرائيلي للهجمات في لبنان واستهداف عناصر من حزب الله؛ بتهمة التدريب والتصنيع والتخزين الأسلحة، أي الاستعدادات البعيدة، وهو ما يشير إلى أن العمليات في لبنان مستمرة ولن تتوقف. لكن في غزة تم ربط الهجوم بتهمة الاستعداد اللحظي والتخطيط للهجوم على القوات الإسرائيلية واختراق التهدئة، وعليه يمكن اعتبار الحدث في ظل عدم وجود أدلة تثبت الرواية الإسرائيلية بأنه يأتي في سياق التبرير السياسي، وليس ضمن خطة عملياتية مستمرة للجيش في المنطقة الخضراء داخل قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة اللبنانية حزب الله نتنياهو حماس لبنان حماس غزة نتنياهو حزب الله قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: إسرائيل تتحكم في أمنها وستدافع عن نفسها بقدراتها

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن تل أبيب هي من ستقرر أي قوات دولية غير مقبولة بالنسبة لها في قطاع غزة.

واضاف :"إسرائيل تتحكم في أمنها وستدافع عن نفسها بقدراتها".

وأعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي عن زيارة يقوم بها يسرائيل كاتس للقيادة الشمالية والحدود اللبنانية برفقة مبعوثة الرئيس الأمريكي إلى لبنان.

ويأتي ذلك في إطار التصعيد غير المُبرر الذي تنتهجه إسرائيل تجاه لبنان. 

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

سماع دوي انفجارات في غزة بسبب الاحتلال.. ما القصة ؟ الهلال الأحمر في غزة يدعو إلى الضغط لدخول المساعدات الإنسانية بشكل مكثف

ودوت أربعة انفجارات مدينة غزة  نتيحة عمليات نسف لمبانٍ سكنية دبرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حيي الزيتون والشجاعية شرق المدينة.

واشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى أن هذه العمليات أدت إلى تصاعد ألسنة الدخان وانتشار رائحة البارود في أرجاء المدينة، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في أجوائها.

وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، مساء أمس السبت، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على القطاع إلى 68,519 شهيداً و170,382 مصاباً، منذ السابع من أكتوبر 2023

وأكدت وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية  فارسين أغابكيان شاهين، أهمية الدور الوطني لمختلف مكونات المجتمع الفلسطيني.

وشددت على ضرورة أن يعمل الجميع ضمن رؤية وطنية موحدة تكون بوصلتها منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وأكدت شوش بدروسيان، المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، على أن إسرائيل ستُحافظ على سيطرتها الأمنية الكاملة على غزة.

ويكشف هذا التصريح نوايا إسرائيل الحقيقية تجاه غزة بعد وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.

وأكملت بدروسيان قائلةً :" حماس لن يكون لها أي دور في حكم غزة مستقبلا".

وأضافت بدورسيان قائلةً إنهم نعمل على إعادة جميع جثامين المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وأوضحت :"لدينا 13 جثة لمحتجزين إسرائيليين في غزة".

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن قيام شاحنات إسرائيلية بنقل كميات ضخمة من النفايات ومخلفات البناء إلى داخل قطاع غزة عبر معبر "كيسوفيم"، لتفريغها في مناطق مدمّرة بفعل الحرب.

وأظهرت مشاهد مصوّرة، وفق التقرير، الشاحنات تتوغّل لمسافة تتراوح بين 200 و300 متر داخل أراضي غزة، وتلقي حمولتها على أطراف الطرق دون مواقع مخصصة، قبل أن تعود إلى إسرائيل لإعادة التعبئة مجددًا.

وأقرّ ضباط إسرائيليون بأن القرار صدر ميدانيًا بهدف تحويل غزة إلى ما وصفوه بـ"جبال من القمامة والمخلفات"، بينما يجري استخدام شركات خاصة لنقل النفايات وتنفيذ العملية بشكل متكرر.

وأضاف التقرير أن المنطقة الحدودية بين غزة وإسرائيل تشهد تراكمًا كبيرًا لنفايات البناء ومخلفات الجيش الإسرائيلي، الناتجة عن إنشاء قواعد عسكرية مؤقتة وسياجات وطرق إسمنتية أقيمت خلال الحرب الأخيرة على القطاع.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل تتحكم في أمنها وستدافع عن نفسها بقدراتها
  • استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بقرى وبلدات لبنان
  • نتنياهو: إسرائيل هي من ستقرر القوات الدولية المسموح بوجودها في غزة
  • نتنياهو: أوضحنا للولايات المتحدة بأننا لن نقبل بوجود قوات دولية في غزة
  • بعد رفضه الوجود التركي.. نتنياهو: إسرائيل ستحدد ما هي القوات الدولية المقبولة لنا لدخول غزة
  • نتنياهو: إسرائيل حددت "القوات الدولية التي لا تقبلها" في غزة
  • نتنياهو: إسرائيل ستحدد القوات الدولية التي لا نقبل بوجودها
  • نتنياهو: إسرائيل ستحدد من هي القوات غير المقبولة عليها في غزة
  • تصعيد التهديدات الإسرائيلية وفتح جبهات النار