في الدقيقة 74 من المباراة التي جمعت ليڤربول الإنجليزي وأينتراخت فرانكفورت الألماني في دوري أبطال أوروبا الأربعاء الماضي كشفت إحدى كاميرات النقل التلفزيوني لاعبنا الكبير محمد صلاح وهو يلقي بتيشيرت التدريب الذي كان يرتديه بعنف في اتجاه دكة البدلاء ليرتدي تيشيرت اللعب استعدادا للتبديل ثم اتجه إلى الخط وقد تشكل على وجهه "البوز المصري الأصيل".
كانت هذه المباراة هي الثانية على التوالي منذ 2017 التي يغيب فيها صلاح عن تشكيلة فريقه الأساسية من أصل ثلاث جولات لعبت حتى الآن في دوري الأبطال.…
للأمانة يمر صلاح بفترة انعدام وزن وانخفاض في المستوى منذ عدة أشهر حتى أنه لم يسجل في البريميرليج سوى ثلاثة أهداف في تسع جولات وهو أقل معدلاته التهديفية ....على الرغم من أنه قدم خلال الموسم الماضي أفضل مستوياته مسجلا 34 هدف فضلاً عن صناعة 23 وحصد مع فريقه لقب الدوري والعديد من الجوائز والألقاب الفردية والأرقام القياسية.…
ربما تأثر مستوى صلاح بعدد من العوامل مثل انتقال زميليه دياز وأرنولد إلى البايرن والريال ووفاة صديقه المهاجم البرتغالي جوتا إلى جانب تعاقد ناديه مع عدد كبير من اللاعبين الذين لم ينصهروا في بوتقة الفريق حتى الآن.…
ظني أن أقوى أسباب انخفاض مستوى نجمنا الكبير كان خروج فريقه من دوري الأبطال على يد باريس سان جيرمان في مارس الماضي في دورال 16....حيث أن صلاح خلال ما سبق هذه المباراة كان يسير بقوة نحو تحقيق جائزة البالون دور....وكان بالفعل يقدم أعلى مستوياته ويقود ليڤربول بثبات وثقة نحو تحقيق اللقب المحلي ولا ينقصه إلا تحقيق لقب دوري الأبطال الذي كان فريقه أقوى المرشحين لتحقيقه ....كان صلاح أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلمه المنتظر....لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن.
لا يستطيع أحد التشكيك في قيمة صلاح واجتهاده الشخصي وتأثيره الكبير سواء مع فريقه أو مع منتخبنا الوطني....لكن في نفس الوقت فإن صلاح ليس بمنأى عن النقد ....وليس شرطاً أن من ينتقد صلاح على مستواه المنخفض أن يكون قد خرج عن الثوابت الوطنية لأن أي لاعب معرض لما يتعرض له صلاح في أي وقت ....وكما نال المدح والإشادة في فترات كثيرة فعليه أن يتقبل النقد في أوقات أخرى…
أتذكر أن صلاح خلال إحدى اللقاءات التلفزيونية منذ عدة أعوام صرح بأن عقلية اللاعب لابد أن تساعده على النجاح ....استخدم صلاح اللفظ الإنجليزي "mentality " للتدليل على كلامه وانتشرت الكلمة على ألسن المادحين والمنتقدين لصلاح حسب سياق الحديث....لكن ما يعتقده صلاح ويؤمن به لا ينفذه على الدوام بمعنى آخر لا تسعفه المينتاليتي أحياناً ....ففي ابريل 2024 وأثناء مباراة ليڤربول أمام ويستهام وقبل رحيل يورجن كلوب بحوالي شهر وأثناء استعداد صلاح للدخول كبديل دخل الطرفان في مشاجرة على الخط وكلوب في حالة ذهول ولولا تدخل اللاعب داروين نونيز لتطورت الأمور بشكل سئ....بعد المباراة سئل صلاح عما حدث وكانت إجابته أنه لو تكلم فستشتعل النيران....سبق هذه الواقعة بفترة وجيزة إصابة صلاح في ثاني مبارايات المنتخب الوطني في كأس الأمم الأفريقية أمام غانا وتأكد غيابه عن باقي المباريات وبدلاً من أن يستكمل كابتن المنتخب علاجه رفقة زملائه بالمعسكر تشجيعا وتحفيزا لهم فوجئ الجميع بسفره إلى انجلترا والأدهى من ذلك أن الإعلان جاء من خلال يورجن كلوب قبل أن يعلن الخبر رسمياً من قبل الاتحاد المصري لكرة القدم وهو ما أدى لتصاعد موجة من الغضب الشعبي ضد كابتن المنتخب .…
لابد أن يراجع صلاح نفسه كثيرا وهو يقترب من ال34 عاما لأن القادم أقل بكثير مما مضى أما محبي صلاح فلابد أن يتأكدوا أنه ليس فوق النقد وأن نجوم الكرة في العالم ينتقدهم الجمهور بشكل طبيعي وأنه ليس معنى انتقاد النجم هو طمسا لتاريخه أو انتقاصا من قدره ....كما أن الإفراط في المدح والثناء لا يقل ضرراً عن الشطط في النقد والهجاء....فخير الأمور الوسط وأتمنى أن يستعيد صلاح عقليته التي ساعدته على الاستمرار في القمة لسنوات طويلة خصوصاً أنه مدعوم دائما بشعبية كاسحة لدى جماهير ناديه وكذلك مواطنيه .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد صلاح ليفربول صلاح
إقرأ أيضاً: