كيف يتحول الذكاء الاصطناعي إلى خطر عند استخدامه من الطلبة؟
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الضوء على المخاطر الكامنة وراء استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدا عند استخدامه من طلبة الجامعات والمدارس.
وأشارت الصحيفة إلى أن أستاذة الفلسفة بجامعة كاليفورنيا أناستاسيا بيرغ، تقول إنها اكتشفت في الفصل الماضي، أن أكثر من نصف طلابها استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة امتحاناتهم النهائية، رغم تحذيراتها الصريحة.
وتضيف بيرغ أنّ "التجربة جعلتها تشعر برعب يصعب وصفه"، قبل أن تصوغ زميلةٌ لها المشكلة بدقة بعبارة: "طلابنا على وشك أن يصبحوا دون قدرة على التفكير".
وترى بيرغ أن الخطر لا يقتصر على فقدان المهارات الأكاديمية، بل يمتد إلى تآكل القدرات الذهنية الأساسية، موضحة أن "اعتماد الطلاب على أدوات الذكاء الاصطناعي يحرمهم من فرص تطوير لغتهم، وبالتالي من بناء قدرتهم على الفهم والحكم والتفكير النقدي".
وتؤكد أن "اللغة ليست مهارة مثل غيرها، بل هي الأداة التي نفكر من خلالها"، وأن الإنسان "لا يُولد بلغته بل يكتسبها عبر تفاعل حي مع الآخرين"، وهو ما لا يمكن أن توفره الآلات.
وتشير الكاتبة إلى أن بعض الأساتذة يميزون بين الاستخدام "غير المشروع" للذكاء الاصطناعي (كتابة نصوص كاملة) والاستخدام "البريء" كالتلخيص أو المساعدة في الأفكار، لكنها تحذّر من أن هذه الوظائف البسيطة هي الأخطر على عقول الناشئة لأنها تفرّغ عملية الفهم من مضمونها.
وتحذّر بيرغ من أن جيلاً لا يطوّر هذه القدرات "لن يستطيع فهم الأخبار أو الوثائق الطبية أو الحجج السياسية"، وسيفقد بالتدريج قدرته على المشاركة الواعية في الديمقراطية.
وتنتقد الكاتبة في ختام مقالها الأصوات التي ترى أن تعليم القراءة والكتابة لم يعد ضرورياً في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن مهمة التعليم العالي هي تكوين عقول ناضجة قادرة على التفكير الذاتي، وأن تحقيق ذلك "لا يتطلب موارد جديدة، بل إرادة حقيقية من المعلمين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا المخاطر الذكاء الاصطناعي الجامعات الطلبة الجامعات مخاطر الامتحانات الذكاء الاصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل بدأ الذكاء الاصطناعي فعلا في القضاء على الوظائف؟
في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف العالمية من اتساع نفوذ الذكاء الاصطناعي داخل سوق العمل، وتزايد الجدل حول مستقبل الوظائف البشرية أمام موجة الأتمتة المتسارعة، أثار إعلان شركة "أمازون" هذا الأسبوع عن تسريح نحو 14 ألف موظف من عناصرها الإدارية حالة واسعة من النقاش داخل الأوساط الاقتصادية والتقنية.
فقد أعاد القرار -بحسب هيئة البث البريطانية "بي بي سي"- إشعال المخاوف من أن تكون هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة في علاقة الشركات الكبرى بالذكاء الاصطناعي، مرحلة يُعاد فيها رسم ملامح التوظيف، ويُستبدل فيها الإنسان ليتمّ استعمال الخوارزميات في عدد متزايد من القطاعات الحيوية.
الذكاء الاصطناعي في قفص الاتهاموانضمت أمازون إلى قائمة متنامية من الشركات الأميركية التي عزت قراراتها بخفض العمالة إلى "فرص الكفاءة" التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، فشركات مثل "تشِغ" المتخصصة في التعليم الإلكتروني أعلنت مؤخرًا عن تخفيض 45% من قوتها العاملة بسبب "الواقع الجديد الذي فرضه الذكاء الاصطناعي"، في حين بررت شركة "سيلزفورس" تسريح 4 آلاف موظف بأن "وكلاء الذكاء الاصطناعي" أصبحوا يؤدون المهام بكفاءة كبرى.
كما كشفت شركة "يو بي إس" عن خفض 48 ألف وظيفة منذ العام الماضي، وربطت مديرة الشركة القرار بتطور خوارزميات "التعلم الآلي"، غير أن محللين حذّروا من المبالغة في تحميل الذكاء الاصطناعي كامل المسؤولية عن موجة التسريحات الأخيرة.
جدل بين الاقتصاديين حول الأسبابوتقول مارتا غِمبل المديرة التنفيذية في "مختبر الميزانية" بجامعة ييل، إن "الاستناد إلى تصريحات الشركات لتحديد تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف هو ربما أسوأ طريقة للفهم".
وأضافت أن كثيرًا من هذه القرارات تعكس "ديناميكيات خاصة بكل شركة أكثر من كونها نتيجة مباشرة للتقنية".
إعلانوأشارت دراسة أجراها بنك الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس إلى وجود علاقة بين انتشار وظائف معرّضة للذكاء الاصطناعي وارتفاع معدلات البطالة منذ عام 2022.
لكنّ أبحاثا موازية للأستاذ مورغان فرانك من جامعة بيتسبرغ وجدت أن "التأثير الحقيقي اقتصر على الوظائف المكتبية والإدارية"، إذ شهدت تلك الفئات ارتفاعًا في احتمالات طلب إعانات البطالة بعد إطلاق "تشات جي بي تي" في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ومع ذلك، أكد فرانك أن "سوق العمل أصبح أصعب لكلٍّ من موظفي التقنية والإدارة، لكن لا يمكن الجزم بأن الذكاء الاصطناعي هو السبب الوحيد".
دور الدورة الاقتصادية في الظاهرةوتوضح غِمبل أن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "أمازون" و"مايكروسوفت"، كانت قد وسّعت توظيفها بشكل مفرط خلال جائحة كورونا عندما خفّض الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة إلى الصفر تقريبًا، مما جعل هذه الشركات الآن في مرحلة "تصحيح هيكلي" أكثر منه استجابة لموجة الذكاء الاصطناعي.
وأضافت الباحثة أن كثيرًا مما يحدث "ليس جديدًا، بل يشبه الأنماط التقليدية لتوسع الشركات وانكماشها تبعًا لدورة الاقتصاد"، لكنها لفتت إلى أن التحدي المستقبلي يكمن في "التمييز بين الخسائر الدورية والخسائر الناتجة عن الأتمتة والذكاء الاصطناعي".
أمازون في مقدمة التحولوأعلنت أمازون أنها تسعى لأن تكون "أكثر رشاقة تنظيمية" للاستفادة من الفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، ووفقا لـ"بي بي سي"، حققت الشركة أداءً ماليا قويا في يوليو/تموز الماضي، إذ ارتفعت مبيعاتها السنوية بنسبة 13% إلى 167.7 مليار دولار، متجاوزة توقعات "وول ستريت".
ويرى إنريكو مورِتّي، أستاذ الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا/بيركلي، أن الشركات الكبرى مثل أمازون "تقع في صدارة عمليات خفض الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لأنها في الوقت نفسه منتجة ومستفيدة من هذه التكنولوجيا"، لكنه أضاف أن "جزءًا من عمليات التسريح الحالية قد يكون مجرد تصحيح بعد التوسع المفرط في التوظيف خلال الجائحة".
أما لورانس شميت أستاذ التمويل في معهد "إم آي تي سلون"، فقال إن "أمازون تملك القدرة على أتمتة الوظائف بسرعة تفوق منافسيها بسبب حجمها الهائل"، مضيفًا أن الشركة قد تختار "التوقف عن توظيف مزيد من العاملين في بعض الأقسام التي يمكن أتمتتها".
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن مستقبل العمل في قطاع التكنولوجيا الأميركي بات محكومًا بـ"إعادة توزيع الوظائف" أكثر من إلغائها الكلي، وأن الذكاء الاصطناعي -رغم تأثيره الواضح- لا يزال جزءًا من مشهد اقتصادي أوسع تشكّله السياسات النقدية والدورات الاقتصادية العالمية.