سواليف:
2025-11-01@21:30:13 GMT

التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة الأكاديمية

تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT

#التوازن بين #الذكاء_الاصطناعي و #النزاهة_الأكاديمية… من السياسات التفاعلية إلى الحوكمة الاستباقية

الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم

يشهد العالم الأكاديمي في المنطقة العربية تحولاً نوعياً عميقاً مع تسارع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مجالات البحث والنشر والتعليم، وهو تحول يفرض على الجامعات والمراكز البحثية إعادة النظر في أدواتها ومنهجياتها ومعاييرها الأخلاقية.

وقد شكّلت حلقة النقاش “التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة في منظومة البحث العلمي المعاصرة”، التي عُقدت ضمن فعاليات منتدى QS العربي 2025 في مسقط – سلطنة عُمان، محطة فكرية مهمة لتبادل الرؤى حول كيفية توظيف هذه التقنيات في خدمة جودة البحث العلمي دون الإخلال بمبادئ النزاهة الأكاديمية التي تُعد أساس الثقة في المعرفة.

يُعدّ الذكاء الاصطناعي اليوم أحد أبرز المحركات التي تعيد رسم خريطة البحث العلمي العالمي. فهو يسرّع التحليل، ويرفع دقة النتائج، ويتيح الوصول إلى كمّ هائل من البيانات في وقت قياسي. غير أن هذه القوة التحليلية غير المسبوقة تثير في المقابل تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة، تتعلق بالأصالة الفكرية وحقوق الملكية، ومدى موثوقية المخرجات البحثية التي تنتجها الأدوات التوليدية. فغياب الحوكمة المؤسسية يجعل قرارات الاستخدام فردية ومتفاوتة بين جامعة وأخرى، ويزيد من خطر الاعتماد المفرط على التقنيات دون تحقق نقدي أو إشراف علمي دقيق.

مقالات ذات صلة ترمب والوساطة العربية والإسلامية في الميزان ! 2025/10/31

وتبرز هنا مجموعة من التحديات التي تستدعي معالجة جادة، في مقدمتها ضعف التشريعات الداخلية في الجامعات، ما يؤدي إلى تضارب الممارسات البحثية وتفاوت معايير الجودة. يضاف إلى ذلك قصور الوعي البحثي والتقني لدى بعض الأكاديميين والطلبة، مما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين المساعدة التحليلية المشروعة والاستخدام غير الأخلاقي للأدوات الذكية. كما يشكّل غياب الشفافية في الإفصاح عن دور الذكاء الاصطناعي في إعداد الأبحاث تحدياً آخر، إلى جانب تأخر تبنّي أنظمة حوكمة رقمية متكاملة تضمن الموازنة بين التقنية والقيم الأكاديمية الأصيلة. هذه التحديات، إن لم تُواجه برؤية مؤسسية واضحة، قد تُضعف ثقة المجتمع العلمي بالمخرجات العربية وتحدّ من قدرتها على المنافسة الدولية.

ومن بين الحلول المقترحة، تبرز أهمية وضع سياسات مؤسسية محددة وواضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والنشر، وإنشاء وحدات متخصصة داخل الجامعات تُعنى بحوكمة هذه التقنيات ومتابعة تطبيقها. كما يُوصى بدمج مساقات “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” في برامج الدراسات العليا، وتشجيع الباحثين على الإفصاح الصريح عن استخدامهم للأدوات الذكية في جميع مراحل العمل البحثي. ومن الضروري كذلك الاستفادة من التجارب العالمية في مجال “الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي”، مع تكييف هذه المعايير لتلائم البيئة الثقافية والقيمية للمجتمعات العربية.

إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً للنزاهة الأكاديمية، بل فرصة لإعادة تعريفها. الجامعات التي تمتلك أنظمة شفافة وتتبنّى ثقافة مؤسسية استباقية قادرة على تحويل هذه التقنيات إلى قوة داعمة للإبداع العلمي. أما الاكتفاء بالتحذير دون تنظيم فسيُبقي الذكاء الاصطناعي منطقة رمادية بين الابتكار والمخاطرة. الطريق نحو التوازن الحقيقي بين الابتكار والنزاهة يبدأ من الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي غيّر طبيعة البحث ذاته، وأن استيعاب هذا التحول بوعي وشفافية سيجعل من الذكاء الاصطناعي رافعةً عربيةً للبحث العلمي، تدفعه نحو مزيد من الأصالة، والمساءلة، والتنافسية العالمية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي النزاهة الأكاديمية الذکاء الاصطناعی التی ت

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي محور «كتارا تك» 26

أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، صباح أمس ملتقى “كتارا تك” – النسخة 26 تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي كأسلوب حياة»، وذلك في القاعة رقم (15) بكتارا، بحضور عدد من المسؤولين والخبراء والمختصين في مجال التقنية.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد المهندس ثامر القاضي، مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات في كتارا، أن ملتقى «كتارا تك» يمثل منصة معرفية مهمة تجمع المختصين والمهتمين بمجالات التقنية الحديثة لتبادل الخبرات والرؤى حول أثر الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية.
وقال القاضي: «لقد أصبحت التطبيقات الذكية اليوم جزءًا من تفاصيل حياتنا اليومية، من التعليم إلى الصحة والإدارة والفنون، مما يحتم علينا تعزيز الوعي بالتقنيات الناشئة وتوجيهها لخدمة الإنسان والمجتمع».
ويأتي إطلاق ملتقى «كتارا تك» واستمراره عبر ستٍ وعشرين نسخة، تأكيدًا على حرص (كتارا) على تعزيز الوعي التقني والمعرفي بين موظفيها والمجتمع المحلي، وترسيخ مكانتها كمنصة رائدة تجمع بين الثقافة والابتكار والتكنولوجيا. 
من جهة أخرى، اجتمع في ملتقى كتارا تك الـ26 نخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، حيث قدم المتحدثون رؤى متنوعة تسلط الضوء على آفاق الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف القطاعات.
وشارك في الجلسة كلٌّ من: « آمنة الكعبي رئيس قسم التقنيات الناشئة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التي تناولت في كلمتها جهود الوزارة في تطوير الاستراتيجيات الوطنية للذكاء الاصطناعي، فيما تحدثت شيخة المري من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن مختبر سمّو للابتكار ودوره في دعم المشاريع الريادية المبتكرة.
أما سلمى سليمان، مدير منتجات الذكاء الاصطناعي في شركة Scale AI، فاستعرضت أحدث التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في العالم، فيما قام أ.د. محمد الشريدة، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة لوسيل، بتسليط الضوء على الجانب الآخر للذكاء الاصطناعي من منظور أكاديمي وأخلاقي. كما قام د. فيصل فايز عليان، الأستاذ المساعد في جامعة لوسيل، بتقديم عرض حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في صناعة النفط والغاز في قطر. تخلل الملتقى، تكريم الشركات والجهات التي شاركت في ملتقى كتارا تك خلال العام الجاري.

قطر كتارا تك الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في المراقبة بالفيديو
  • كيف قاد الذكاء الاصطناعي شركة صغيرة إلى إيرادات تفوق المليون دولار
  • تيم كوك : آبل تخطط لزيادة شراكاتها في مجال الذكاء الاصطناعي
  • حتى في أبسط أشكاله.. خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي على الطلاب
  • الذكاء الاصطناعي محور «كتارا تك» 26
  • كيف غيّر الذكاء الاصطناعي نظرتنا للهوية والانتماء؟
  • مختصة: يوجد تطبيقات قادرة على التمييز بين البحوث الطلابية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي
  • هل بدأ الذكاء الاصطناعي فعلا في القضاء على الوظائف؟
  • مختص يكشف أبرز الفرص التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للاقتصاد السعودي