لا يمكن قراءة صعود منتخب ناشئي اليد إلى نهائي كأس العالم بمعزل عن حجم الدعم المؤسسي الذي توفره الدولة المصرية للرياضات الجماعية خلال السنوات الأخيرة، وهو عامل أكد عليه خالد فتحي رئيس اتحاد اليد، الذي أوضح أن ما حدث لم يكن مجهود اتحاد أو جهاز فني أو جيل موهوب فقط، لكنه نتيجة منظومة متكاملة شاركت فيها مؤسسات الدولة، بدءًا من وزارة الشباب والرياضة، مرورًا باللجنة الأولمبية المصرية، وصولًا إلى حالة التفهم العام داخل الأجهزة العليا بأن الرياضة أصبحت أحد أهم أذرع القوة الناعمة التي ترفع اسم مصر في المحافل الدولية.

مدحت العدل: فرحة المصريين بافتتاح المتحف الكبير تعبير أصيل عن الهوية الوطنية

فمنذ بداية الإعداد للبطولة، كان هناك دعم واضح من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الذي تابع الملف عن قرب وحرص على تهيئة الظروف التي يحتاجها الفريق، سواء في المعسكرات الخارجية أو في تنظيم المباريات الودية أو تجهيز اللاعبين نفسيًا وفنيًا. 

كما لعب المهندس ياسر إدريس رئيس اللجنة الأولمبية دورًا مهمًا في توفير مظلة حماية للمنظومة من أي عراقيل إدارية أو بيروقراطية قد تعرقل طريق المنتخب قبل البطولة.

مثل هذه التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق أحيانًا بين الفرق التي تصل إلى العالمية وتلك التي تظل تدور في دائرة المحاولات ، فالدعم لم يكن موسميًا ولا رد فعل لفوز أو ظهور لحظي، بل كان امتدادًا لرؤية متراكمة تعتبر أن كرة اليد المصرية صارت علامة ثابتة عالميًا، وبالتالي من الطبيعي أن تتعامل الدولة مع هذا الملف باعتباره ملفًا استراتيجيا وليس رياضيا فقط.

هذا المناخ هو ما أعطى اللاعبين الثقة وشعور القوة والانتماء الوطني الحقيقي. عندما يشعر الناشئ بأن وطنه يحمي حلمه ويقف خلفه بكل ثقله، يتحول كل لاعب داخل الملعب إلى مشروع بطل، وتصبح دوافع الفوز داخله أضعاف مضاعفة. 

وهذا ما يحاول الجيل الحالي تقديمه في النهائي أمام ألمانيا، حيث لا يلعب اللاعبون من أجل لقب يضاف إلى سجل إنجازات اليد فقط، بل من أجل صورة مصر التي تصنع أمام العالم في لحظة حساسة يتزامن فيها التاريخ مع الرياضة في نفس الليلة.

وفي حالة تتويج المنتخب، سيكون هذا الإنجاز شهادة واقعية على أن مشروع الرياضة المصرية نجح في صناعة بيئة تنجب أبطالًا، وتدعمهم، وتحميهم، وتمنحهم القدرة على تحويل الموهبة إلى بطولة وراية مرفوعة على منصات العالم. وهذا ما يجعل النهائي هذه المرة ليس مباراة فحسب، بل مشروع دولة كاملة قررت أن تضع الرياضة في قلب قوتها الناعمة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنتخب وزير الشباب والرياضة خالد فتحي اتحاد اليد منتخب ناشئي اليد

إقرأ أيضاً:

استقبال رسمي في القاهرة لبعثة ناشئي اليد بعد فضية المونديال

تعود بعثة منتخب مصر للناشئين لكرة اليد مواليد 2008 إلى القاهرة مساء اليوم الأحد، قادمة من المغرب بعد المشاركة التاريخية في بطولة العالم الأولى للناشئين، والتي نجح خلالها الفراعنة الصغار في تحقيق إنجاز عالمي كبير بالتتويج بالميدالية الفضية، في أول نسخة رسمية للبطولة المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة اليد، وهو ما يعكس قيمة هذا الجيل ومستوى التطور الفني الكبير في كرة اليد المصرية، التي أصبحت واحدة من أبرز مدارس اللعبة على مستوى العالم خلال السنوات الأخيرة.

أستاذ تاريخ عن افتتاح المتحف المصري الكبير: مصر "تعولم" العالم دون صخب

وتغادر البعثة الأراضي المغربية في تمام الساعة الثانية ظهرًا على أن تصل إلى العاصمة القاهرة في الثامنة مساءً، وسط استعدادات رسمية من وزارة الشباب والرياضة لاستقبال الأبطال استقبالًا يليق بما قدموه، وذلك بعد أن خطف المنتخب المصري أنظار الجميع بفضل عروضه القوية وأدائه الشجاع طوال مشوار البطولة، ليواصل اتحاد كرة اليد المصري تقديم أجيال جديدة يمكن أن تنافس عالمياً في مختلف المراحل السنية وتضيف لسجل إنجازاته العالمية.

وأكد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، أن الإنجاز الذي حققه المنتخب يعكس قوة العمل داخل منظومة كرة اليد المصرية، مشددًا على أن هذا النجاح ليس وليد المصادفة، بل ثمرة استراتيجية واضحة تعتمد على صناعة جيل جديد قادر على المنافسة العالمية، مضيفًا أن الوزارة ستنظم استقبال رسمي واحتفالية خاصة فور وصول البعثة إلى القاهرة لتكريم اللاعبين والجهاز الفني تقديرًا للمجهود الكبير الذي بذلوه، مؤكداً أن اتحاد كرة اليد المصري هو اتحاد البطولات والإنجازات.

وكان المنتخب المصري قد قدم أداءً مبهرًا منذ انطلاق البطولة، حيث حقق انتصارات مميزة على منتخبات البرازيل والولايات المتحدة والمغرب، قبل أن يسجل انتصارًا تاريخيًا على إسبانيا في الدور نصف النهائي، في مباراة وصفت بأنها واحدة من أقوى مواجهات البطولة بأكملها، بعدما ظهر الفراعنة الصغار بثبات وشخصية قوية داخل الملعب وثقة كبيرة في الإمكانيات والطموح.

ورغم خسارة المباراة النهائية أمام المنتخب الألماني بفارق هدف واحد فقط بنتيجة 44-43، إلا أن المنتخب المصري خرج مرفوع الرأس وحظي باحترام الجميع، بعدما أثبت للعالم قدرة هذا الجيل على استكمال مسيرة مدرسة اليد المصرية التي صنعت تاريخًا مشرفًا في مختلف الأعمار، بداية من إنجازات منتخبات الشباب والناشئين السابقة وحتى المنتخب الأول الذي رسخ وجوده وسط كبار اللعبة في السنوات الأخيرة.

ويُعد تتويج مصر بالميدالية الفضية في النسخة الأولى للبطولة رسالة قوية بأن كرة اليد المصرية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن أبناء هذا الجيل قادرون على مواصلة كتابة التاريخ، في ظل دعم الدولة واتحاد اللعبة، مما يعزز حلم مواصلة السيطرة العالمية وتحقيق المزيد من الإنجازات على مستوى بطولات العالم والأولمبياد مستقبلًا.

مقالات مشابهة

  • استقبال رسمي في القاهرة لبعثة ناشئي اليد بعد فضية المونديال
  • إنجاز مشرف رغم الهزيمة.. وزير الرياضة يشيد بمنتخب ناشئي اليد بعد التتويج بالمركز الثاني عالميًا
  • جيل لا يعترف بالمستحيل.. كيف تحولت أحلام ناشئي اليد إلى مشروع واقعي نحو لقب العالم؟
  • وزير الرياضة يطمئن على استعدادات منتخب ناشئي اليد قبل نهائي بطولة العالم
  • تاريخ جديد .. شباب البرلمان تهنئ منتخب ناشئين اليد بالصعود لنهائي كأس العالم
  • ياسر إدريس: تأهل منتخب الناشئين لنهائي مونديال اليد يؤكد قوة الرياضة المصرية
  • مصر تتأهل لنهائي كأس العالم لكرة اليد للناشئين بعد فوز مثير على إسبانيا
  • مصر تتأهل لنهائي كأس العالم لكرة اليد للناشئين بالفوز على إسبانيا
  • بعد الفوز على إسبانيا| منتخب مصر لكرة اليد يتأهل لنهائي بطولة العالم للناشئين