شارك الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،  في فعاليات منتدى الأعمال المصري القيرغيزي والمائدة المستديرة الاقتصادية المشتركة، الذي تستضيفه وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، خلال الزيارة الرسمية الحالية التي يقوم بها الرئيس صادير جباروف، رئيس الجمهورية القيرغيزية، إلى جمهورية مصر العربية؛ وذلك بمشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين من الجانبين، وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين والقيرغيزيين في قطاعات الزراعة، والطاقة، والتعدين، والصناعات الدوائية، والبنية التحتية، في إطار السعي لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

وخلال الجلسة الافتتاحية، قدّم المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، عرضًا تقديميًا شاملاً تناول فيه ملامح المسار الاقتصادي الجديد لمصر، وأبرز مكونات النموذج التنموي الذي تتبناه الدولة المصرية خلال العقد الحالي.

وأكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، أن مصر نجحت خلال العقد الماضي في تنفيذ أضخم برنامج للتنمية العمرانية والبنية التحتية في تاريخها الحديث، باستثمارات تجاوزت 550 مليار دولار، مكّنت الدولة من توفير قاعدة إنتاجية قوية وبنية متكاملة لجذب الاستثمارات.

وأوضح أن هذه الاستثمارات أسفرت عن قفزة نوعية في قطاعات النقل والطاقة والمدن الجديدة والمياه، مُشيرًا إلى أن المشروعات العمرانية الكبرى مثل العاصمة الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، ومدينة الجلالة أصبحت نماذج حية للتنمية المستدامة.

وأكد الوزير أن هذه المشروعات لم تقتصر على التوسع في البنية التحتية، بل شملت مشروعات كبرى في مجالات الطاقة والمياه، حيث تم تنفيذ محطات كهرباء ومياه وتحلية تعد من أكبر المشروعات في الشرق الأوسط، مما عزز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها التنموية وتحقيق فائض استراتيجي للطاقة.

وأشار "الخطيب" إلى أن الدولة نجحت في التحول من سياسة نقدية تقليدية إلى نظام استهداف التضخم الذي عزز استقرار الأسعار وثقة الأسواق، وقد أسفرت هذه السياسات عن انخفاض معدل التضخم من 33.3% في مارس 2024 إلى 11.6% في يونيو 2025، مع ارتفاع الاحتياطي النقدي من 40 مليار دولار إلى 49 مليار دولار في الفترة من مارس ٢٠٢٤ وحتى مايو ٢٠٢٥، مشيراً إلى أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفعت إلى 36.5 مليار دولار في عام 2024/2025 مقابل 21.9 مليار دولار في العام الأسبق، وهو ما يعكس قوة القطاع المالي وثقة المواطنين في الجهاز المصرفي.

وأكد الوزير أن الحكومة تنفذ سياسة مالية متوازنة ومستدامة تقوم على ضبط الإنفاق وتعظيم الإيرادات دون فرض أعباء جديدة على مجتمع الأعمال، حيث تشمل خطة الإصلاح المالي تنفيذ 20 إجراءً رئيسيًا لإصلاح النظام الضريبي، من أبرزها: توسيع القاعدة الضريبية العادلة، وتسوية المنازعات الضريبية، والتحول الكامل إلى النظام الرقمي في التحصيل والفحص.

وأوضح "الخطيب" أن الدولة تستهدف زيادة الإيرادات الضريبية بنسبة 35% سنويًا، مع معالجة الرسوم غير الضريبية من خلال إنشاء منصة موحدة للتحصيل، مضيفاً أن الإصلاحات تهدف إلى بناء نظام ضريبي أكثر عدالة وشفافية يمكن التنبؤ به، بما يعزز الثقة بين الحكومة والقطاع الخاص، ويسهم في تحفيز الاستثمارات.

وتطرق الوزير إلى جهود تطوير منظومة التجارة الخارجية، مُوضحًا أن مصر تستهدف أن تكون ضمن أفضل 50 دولة في مؤشرات التجارة العالمية خلال ثلاث سنوات، والوصول إلى المرتبة 20 بحلول 2030، كما تستهدف السياسة الجديدة رفع الصادرات إلى 145 مليار دولار بحلول عام 2030.

كما أوضح "الخطيب" أن وثيقة سياسة ملكية الدولة تمثل الإطار الاستراتيجي لتحديد دور الدولة في الاقتصاد، وتقوم على التحول من التشغيل المباشر إلى التنظيم والرقابة، مؤكداً أن الحكومة تعمل على تمكين القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسي للنمو، من خلال الصندوق السيادي المصري ووحدة الطروحات الحكومية اللذين يتوليان إدارة الأصول العامة وتعظيم العائد منها، بما يخفف أعباء الدين العام ويعزز الاستثمار في القطاعات الإنتاجية.

وأوضح الوزير أن التحول الرقمي يمثل حجر الزاوية في الإصلاحات المؤسسية، حيث تم إطلاق عدد من المنصات الوطنية منها: منصة التراخيص المؤقتة، ومنصة التجارة الخارجية، ومنصة الكيانات الاقتصادية للتكامل الكامل مع منظومة التراخيص، مما يسهل تأسيس الشركات ومتابعتها رقمياً.

واستعرض "الخطيب" الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين ترتيب مصر في تقرير "جاهزية الأعمال" الصادر عن البنك الدولي، موضحًا أن اللجنة الوطنية المعنية بالتقرير أنجزت 209 إصلاحات خلال 9 أشهر فقط، شملت تحديثات تشريعية وتنظيمية ورقمية.

وأوضح الوزير أن هذه الإصلاحات تتماشى مع احتياجات مجتمع الأعمال المصري، وتهدف إلى إدخال مصر ضمن أفضل 50 دولة في سهولة ممارسة الأعمال بحلول عام 2026.

وأكد "الخطيب" أن رؤية مصر تتمثل في بناء اقتصاد تنافسي منفتح على العالم يجذب الاستثمارات الدولية ويحقق نمواً مستداماً، مرحباً بجميع الشركاء الدوليين للانضمام إلى هذه المسيرة والاستفادة من المزايا التنافسية الفريدة التي تقدمها مصر من موقع استراتيجي وقوى عاملة شابة وماهرة تبلغ أكثر من 31 مليون عامل، مع أجور تنافسية وبنية تحتية عالمية واتفاقيات تجارة حرة مع أكثر من 70 دولة وسوق استهلاكية تتجاوز 110 ملايين نسمة.

وأشار "الخطيب" إلى أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًا بعدد من القطاعات المحورية تشمل: الزراعة، والصناعات الدوائية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات اللوجستية، والتعدين، مُوضحاً أن هذه القطاعات تمثل ركائز للنمو المستدام، وتسهم في تعميق المكون المحلي ورفع القيمة المضافة للصادرات.

طباعة شارك مدبولي البنية التحتية رئيس الوزراء التنمية العمرانية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مدبولي البنية التحتية رئيس الوزراء التنمية العمرانية ملیار دولار الوزیر أن أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

ميكروسوفت تستثمر 7.9 مليار دولار في الإمارات

أنقرة (زمان التركية) – أعلن عملاق التكنولوجيا الأمريكي ميكروسوفت عن استثمار بقيمة 7.9 مليار دولار في الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة بين عامي 2026 و2029.

وكشف رئيس الشركة ونائب رئيس مجلس إدارة ميكروسوفت، براد سميث، عن تفاصيل الاستثمارات المتواصلة والمخطط لها في الإمارات خلال مدونة له بشأن الأمر.

وأشار سميث إلى انطلاق مبادرة الذكاء الاصطناعي الجديد بدعم وتشجيع من حكومتي الإمارات والولايات المتحدة قبل نحو عامين ونصف مفيدا أن الشركة تخطط لاستثمارات بقيمة 15.2 مليار دولار في الإمارات خلال سبع سنوات في إطار هذه المبادرة التي انطلقت عام 2023.

وأضاف سميث أنه منذ عام 2023 وحتى نهاية العام الجاري سيكون إجمالي النفقات والاستثمارات في الإمارات أكثر من 7.3 مليار دولار وأن هذا الرقم يتضمن 1.5 مليار دولار استثمار في شركة الذكاء الاصطناعي G42 و4.6 مليار دولار نفقات رؤوس المال في مراكز البيانات السحابية والذكاء الاصطناعي المتطور بالبلاد و1.2 مليار دولار نفقات التشغيل المحلي والسلع المشتراة.

وأكد سميث أنه اعتبارا من مطلع العام القادم وحتى نهاية عام 2029 سيصل إجمالي النفقات في الإمارات إلى أكثر من 7.9 مليار دولار قائلا: “هذا المبلغ سيشمل أكثر من 5.5 مليار دولار من النفقات الرأسمالية للتوسع الجاري والمخطط له في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بما في ذلك الخطوات الجديدة التي سنعلن عنها في أبو ظبي هذا الأسبوع. وسيتضمن الرقم أيضا نحو 2.4 مليار دولار تكلفة السلع المشتراة ونفقات التشغيل المحلي”.

Tags: الإماراتالاستثمارات التكنولوجية في الإماراتالذكاء الاصطناعيميكروسوفت

مقالات مشابهة

  • قنوات الحياة وCBC تطرحان برومو برنامج «دولة التلاوة».. أضخم مشروع لاكتشاف مواهب ترتيل القرآن في مصر
  • «أدنوك» ترسي عقوداً بقيمة 54 مليار درهم خلال النصف الثاني
  • وزير الاستثمار يستعرض أبرز التطورات الاقتصادية في منتدى الأعمال المصري القيرغيزي
  • بـ550 مليار دولار استثمارات.. الخطيب: مصر نفذت أضخم برنامج تنمية وبنية تحتية في تاريخها
  • باستثمارات 29.7 مليار دولار.. «الديار القطرية» تطور مشروع على البحر الأحمر في مصر
  • محافظ أسيوط: استرداد 3374 فدانًا خلال تنفيذ 44 قرار إزالة
  • ميكروسوفت تستثمر 7.9 مليار دولار في الإمارات
  • خلال عامين.. إسرائيل أنفقت 76.3 مليار دولار على الحرب
  • محافظ المنوفية يتفقد إنشاءات مدرسة بركة السبع للغات باستثمارات 29 مليون جنيه