اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من شأنه أن يرفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي من المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين.

وينص مشروع القرار، بحسب وكالة رويترز ، على رفع العقوبات أيضا عن وزير الداخلية السوري أنس خطاب، فيما لم يتضح على الفور متى قد يُطرح للتصويت، ويحتاج إقراره إلى تسعة أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).



وأشارت رويترز إلى أن لجنة العقوبات في المجلس منحت الشرع عدة إعفاءات سفر خلال العام الحالي، ما يعني أنه قادر غالبًا على زيارة الولايات المتحدة حتى لو لم يُعتمد القرار قبل موعد لقائه بترامب، ووفق الوكالة، تأتي هذه التحركات بعد أشهر من ضغوط أمريكية داخل المجلس لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.

متى فرضت العقوبات؟
وبالعودة إلى نص العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الشرع، تبين أنه أدرج على لائحة العقوبات في تموز 2013 وفق الرقم (QDI.317)، وفرض مجلس الأمن على الشرع سابقًا عقوبات لارتباطه بتنظيم "القاعدة"، كما أدرج تنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام" بالقائمة في 14 من أيار/مايو 2014، عملًا بالفقرتين 2 و3 من القرار 2083 (2012) ككيان مرتبط بتنظيم "القاعدة"، بسبب المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها التنظيم المصنف وفق الرقم (QDe.004) وتنظيم القاعدة في العراق (QDe.115) أو التخطيط لهذه الأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، أو المشاركة في ذلك معهما أو باسمهما أو بالنيابة عنهما أو دعمًا لهما والتجنيد لحسابهما أو تقديم أي أشكال أخرى من الدعم للأعمال أو الأنشطة التي يقومان بها.

وفي كانون الثاني/يناير 2017، وبحسب اللجنة الخاصة بالعقوبات المتعلقة بـ"القاعدة"، قامت "جبهة النصرة" بإنشاء "هيئة تحرير الشام"، كـ"وسيلة لتعزيز موقعها بين فصائل الثورة السورية والمضي قدمًا في تحقيق أهدافها"، وعلى الرغم من أن ظهور "هيئة تحرير الشام" وُصف بطرق عدّة (أنه اندماج بجبهة النصرة أو تغيير لاسمها، على سبيل المثال)، واصلت بسط هيمنتها وفق بيان الأمم المتحدة المرفق بقائمة العقوبات، وبحسب القائمة التي تضم أسماء 254 شخصًا و89 كيانًا، من بينهم الشرع، فإن المخول برفع اسم من هذه الأسماء عن قائمة العقوبات وفق النص القانوني هم الدول الأعضاء في مجلس الأمن

ومنذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته الرياض في أيار/مايو الماضي، ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، فقد اكتسب قرار ترامب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق منذ سنوات، استحسانا سوريا وعربيا وحتى دوليا واسع النطاق.

ففي 23 حزيران/يونيو نشر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وثيقة رسمية على الانترنت، تلغي تصنيف هيئة تحرير الشام في سوريا، منظمة إرهابية أجنبية. ودخلت الوثيقة حيز التنفيذ يوم 8 تموز/يوليو، وفي 30 حزيران/يونيو، وقع الرئيس ترامب أمرا تنفيذيا ألغى بموجبه برنامج العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وبذلك انتهت عزلة سوريا عن النظام المالي العالمي وفُتحت أمامها أبواب التعاون الدولي لإعادة الإعمار وبناء الاقتصاد من جديد، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره التنفيذي هذا بأنه "خطوة تدعم أهداف الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية"، مؤكدا على دعم بلاده لسوريا موحدة ومستقرة تعيش في سلام مع جيرانها.

القرار الأمريكي أكثر من هدف
وبهذا القرار تتبين ملامح استراتيجية الرئيس ترامب في المنطقة العربية، التي أمنت انتقال سوريا إلى مجال النفوذ الغربي، وقطعت الحبل السري الذي كان يربط دمشق بكل من موسكو وطهران، وقطعت أيضا بذلك الفضاء الحيوي الذي طالما تحالف ضد المصالح الغربية، لتتفرد الولايات المتحدة اليوم باحتكار قطبية أحادية تقود بها العالم، بحسب تقرير للـ"بي بي سي"، كما تهدف واشنطن أيضا، من خلال انفتاحها على الرئيس السوري أحمد الشرع وحكومته، إلى استقرار البلاد سياسيا واقتصاديا، وقطع الطريق على كل احتمالات عودة الفوضى إليها، استجابة لمصالح شركاء وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.


رفع عقوبات قانون قيصر 
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، دعمها إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب "قانون قيصر" من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يناقشه المشرعون الأمريكيون حاليا ضمن جدول أعمال الكونغرس، وفق ما أكدته وكالة رويترز.

وقال متحدث باسم الخارجية إن: "الولايات المتحدة على تواصل منتظم مع شركائها في المنطقة، وترحب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا بما يدعم إتاحة الفرصة لجميع السوريين في بناء دولة يسودها السلام والازدهار".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية قانون قيصر قانون قيصر عقوبات سوريا الشرع وترامب عقوبات احمد الشرع المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على أحمد الشرع

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن تخفيف بعض عقوباتها على بيلاروسيا

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم الثلاثاء، عن تخفيف بعض العقوبات المفروضة على بيلاروسيا، حيث تم رفع القيود عن شركة الطيران الوطنية "بيلافيا"، والسماح بإجراء معاملات تتعلق بالطائرة الرئاسية التي يستخدمها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو.


وقالت الوزارة إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) رفع رسميًا العقوبات عن شركة "بيلافيا" وطائرة كانت تستخدم من قبل كبار المسؤولين وأفراد عائلة لوكاشينكو، كما أصدر ترخيصًا عامًا يسمح ببعض المعاملات الخاصة باستخدام ثلاث طائرات كانت مدرجة سابقًا على قوائم العقوبات.


وتشمل الطائرات المسموح باستخدامها بموجب الترخيص الجديد طائرة بوينغ 737 مملوكة لحكومة بيلاروسيا وتستخدم كطائرة رئاسية، وأخرى ضمن أسطول الطائرات الرئاسية، إضافة إلى مروحية فاخرة مملوكة لشركة "سلافكالي" المرتبطة بالحكومة، والتي كانت تُستخدم لنقل لوكاشينكو بين مقر إقامته بضواحي العاصمة مينسك ومكتبه الرسمي.


يأتي القرار الأمريكي في إطار ما وصفه مراقبون بـ"انفراجة تدريجية" في العلاقات بين واشنطن ومينسك، بعد سنوات من العزلة والعقوبات المفروضة على النظام البيلاروسي، على خلفية ما اعتبرته الولايات المتحدة انتخابات رئاسية "مزورة" في عام 2020، ودعم بيلاروسيا لموسكو في حربها ضد أوكرانيا.


كانت بيلاروسيا قد أفرجت، في سبتمبر الماضي، عن 52 سجينًا سياسيًا استجابةً لطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مقابل وعد بتخفيف العقوبات، بما في ذلك السماح لشركة "بيلافيا" بشراء قطع غيار وصيانة طائراتها.


ومنذ عودة ترامب إلى السلطة هذا العام، كثف البيت الأبيض انخراطه الدبلوماسي مع مينسك، حيث أرسل عدة وفود رسمية، في وقت يسعى فيه ترامب إلى لعب دور في إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، رغم اعترافه بصعوبة تحقيق ذلك.


وبحسب تقارير أخبارية بيلاروسية، فقد التقى دبلوماسي بيلاروسي رفيع المستوى في الأسابيع الماضية مع نظراء أوروبيين في مسعى لتخفيف عزلة بلاده السياسية والاقتصادية.
 

طباعة شارك وزارة الخزانة الأمريكية بيلاروسيا شركة الطيران الوطنية بيلافيا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية OFAC

مقالات مشابهة

  • قبل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة.. واشنطن تسعى لرفع العقوبات الأممية عن الشرع
  • أمريكا تكشف موعد زيارة الشرع.. وزير الخارجية الألماني يثير جدلاً حول سوريا
  • أمريكا تطلب من الأمم المتحدة رفع العقوبات عن الرئيس السوري
  • الولايات المتحدة تقترح رفع العقوبات عن الشرع قبل زيارته البيت الأبيض
  • مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الشرع ووزير داخليته
  • خطوة غير مسبوقة منذ عقود .. ترامب يلتقي أحمد الشرع في البيت الأبيض
  • الولايات المتحدة تعلن تخفيف بعض عقوباتها على بيلاروسيا
  • زيارته لواشنطن تمهد لمرحلة جديدة.. ترمب: الشرع يقوم بعمل ممتاز
  • ترامب: رفعنا العقوبات عن سوريا ومنحناها فرصة للبقاء.. والشرع سيأتي للبيت الأبيض