إرهاب «الدعم السريع» فى السودان يطارد الصحفيين ويلاحق الأمواتالفاشر مقابر جماعية وساحة إعدامات.. وقصف مجلس عزاء فى الأبيض
واصلت ميليشيا الدعم السريع جرائم الحرب الموسعة فى السودان وحولت شوارع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تحولت إلى مشهد مأساوى مع مخاوف من تفشى الاوبئة مع انتشار جثث المدنيين على الطرقات.
وارتكبت المليشيا الارهابية مجازر مروعة من خلال إعدامات جماعية وحرق الضحايا فى وحشية غير مسبوقة فيما وثقت عناصر الدعم السريع قيامها بعمليات دهس بحق مدنيين أحياء كما أجبرت المليشيا الدكتور عباس، الأستاذ بجامعة الفاشر، على تسجيل فيديو موجه لزميله يطالبه فيه بدفع مبلغ مالى خلال 10 دقائق مقابل حياته. وأكدت مصادر محلية ان الدكتورعباس بعيد تماما عن أى نشاط سياسى، ويعمل مساء كسائق تاكسى لتأمين معيشته.
كما نقلت الميليشيا الارهابية معركتها الى ولاية الابيض وهاجمت مجلس عزاء مما اسفر عن استشهاد واصابة العشرات واعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، استشهاد 40 شخصا على الأقل وأصيب آخرون فى هجوم على تجمع عزاء فى الأبيض عاصمة شمال كردفان بالسودان
ولم يحدد المكتب الجهة التى تقف وراء الهجوم فيما تشتد المعارك بين الجيش السودانى والدعم السريع فى مدن كردفان. وحذر من أن الوضع الأمنى فى منطقة كردفان مستمر فى التدهور.
يأتى الهجوم فى الوقت الذى رفض فيه الجيش السودانى مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار، وقال إنه سيحشد الدعم الشعبى لقتال المتمردين. جاء القرار بعدما ترأس قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان اجتماعا طارئا لمجلس الدفاع السودانى لمناقشة الوضع الأمنى.
وتعيش مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غرب السودان أياما عصيبة مع تصاعد وتيرة القصف والاشتباكات فى محيطها خلال الأيام الماضية وتزامن ذلك مع تطورات ميدانية فى مدينتى الفاشر وبارا ما دفع مئات الأسر إلى النزوح فى اتجاهات متعددة بحثا عن الأمان.
وأعلنت نقابة الصحفيين السودانيين فقدان الاتصال بـ7 صحفيين بينهم صحفيتان فى الفاشر. وكشفت فى تقرير أولى حول أوضاع الصحفيين فى مدينة الفاشر ومعسكر أبو شوك بولاية شمال دارفور، عن انتهاكات خطيرة طالت الصحفيين أثناء وبعد اندلاع المواجهات الأخيرة بين الجيش السودانى والدعم السريع.
ووفقا للتقرير كان داخل المدينة ومعسكر أبو شوك قبيل اندلاع القتال نحو 20 صحفيًا وصحفية، تمكن 12 منهم من النجاة والوصول إلى مدينة طويلة فيما لا تزال أوضاع البقية مجهولة أو مقلقة.
وأشار التقرير إلى أن 5 صحفيين تعرضوا للاعتقال والاختفاء القسرى على يد قوات الدعم السريع، من بينهم الصحفى معمر إبراهيم الذى اعتقل عقب سيطرة القوات على المدينة، بينما تم اعتقال الصحفيين الأربعة الآخرين فى وقت سابق.
وأعربت النقابة عن قلقها العميق إزاء سلامة الصحفيين فى مناطق النزاع، مطالبة بضرورة الكشف الفورى عن مصير المعتقلين والمفقودين، وضمان حماية الصحفيين وتمكينهم من أداء مهامهم دون خوف أو تضييق.
واكد باحثون فى جامعة ييل إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى احتمال استمرار عمليات القتل الجماعى فى مدينة الفاشر السودانية وما حولها. وأضافت أن الأدلة تشير إلى حجم قتل لا يقارن إلا بالإبادة فى رواندا.
قال مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة، فى تحليل لصور الأقمار الاصطناعية، إن عمليات التخلص من الجثث جارية فى مدينة الفاشر التى تسيطر عليها الدعم السريع، مع استمرار الأدلة على القتل الجماعى.
وأوضح المختبر فى تقرير له أن الأدلة تتضمن أنشطة للتخلص من الجثث، مشيرا إلى وجود اضطرابين ترابيين على الأقل يتوافقان مع مقابر جماعية فى مسجد ومستشفى الأطفال السابق.
وأشار التقرير إلى إزالة جثث من موقع شمال الحاجز الترابى الذى شيدته قوات الدعم السريع، مبينًا أن هذا النشاط يتسق مع قيام القوات بتنظيف موقع الفظائع الجماعية المزعومة.
واشار التحليل إلى مؤشرات إضافية على احتمال استمرار القتل الجماعى فى مستشفى الأطفال السابق، الذى أصبح الآن موقع احتجاز تابعًا لقوات الدعم السريع.
واكد وجود مركبات نقل كبيرة فى حى الدرجة الأولى بشمال غرب الفاشر وجنوبها، وتوقّع أن يكون نشاط تلك المركبات مرتبطًا بحركة أشخاص (أحياء أو أموات)، أو بعمليات نهب، أو بنقل مواد أخرى.
وحدد التقرير نقطة تفتيشٍ محتملة تسيطر عليها الدعم السريع، مع مجموعة من الأشخاص المرئيين على الطريق الرئيسى (A-5) بين الفاشر (عبر زمزم) وطويلة فى صور الأقمار الاصطناعية التى جمعت فى 1 نوفمبر 2025. ومع ذلك، لم يرصد التقرير أى مؤشراتٍ تتوافق مع نزوحٍ جماعى من الفاشر.
ورصد المختبر 34 مجموعة من الأجسام التى تتسق مع الجثث الظاهرة فى صور الأقمار الاصطناعية منذ 26 أكتوبر الماضى تاريخ استيلاء الدعم السريع على المدينة.
وأشار التقرير إلى أن نشاط الدفن والمقابر الجماعية الحالى يختلف عن نشاط الدفن الذى تم تحديده سابقًا فى الفاشر قبل أن تستولى قوات الدعم السريع على المدينة.
وأوضح أن المقابر القديمة كانت فردية فى مواقع معروفة، بينما تشير البيانات الحالية إلى وجود مقابر جماعية جديدة خارج مستشفى الفاشر للأطفال، على بعد 30 مترًا شرق المستشفى الذى تسيطر عليه الدعم السريع، وذلك فى صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة فى 1 و2 و3 نوفمبر الجارى.
وأشار التقرير إلى وجود مؤشراتٍ على القتل الجماعى فى هذا الموقع، استنادًا إلى صور الأقمار الاصطناعية التى جُمعت فى 28 أكتوبر 2025، حيث تظهر خطوطٌ كبيرة ومجموعةٌ من الأجسام المتسقة مع أشخاص واقفين، فى صور التُقطت فى اليوم السابق.
وتم تحديد الموقع أولا بواسطة مجموعة «بيلنكات»، استنادا إلى مقاطع فيديو نشرتها الدعم السريع، تتضمن لقطات لقائد محلى فى الدعم السريع يدعى «أبو لولو» وهو ينفذ عمليات قتلٍ جماعى مزعومة.
اعتبر التقرير وجود مركبات نقلٍ كبيرة مسطحة أمرا مقلقا، إذ يمكن استخدامها لنقل الأشخاص (أحياء أو أمواتا) أو للنهب أو نقل المعدات العسكرية. وأشار إلى وجود هذه المركبات فى حى الدرجة الأولى، وهو الموقع الذى شهد وفق التحليل عمليات قتل جماعى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ت ميليشيا الدعم السريع صور الأقمار الاصطناعیة وأشار التقریر إلى الدعم السریع مدینة الفاشر إلى وجود فى صور
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع السوداني: الجيش سيواصل القتال بعد مقترح الهدنة الأميركي
الخرطوم- أعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة قوات الدعم السريع، بعدما ناقش مجلس الأمن والدفاع مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار.
وقال في خطاب بثه التلفزيون الرسمي إن"التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".
وأضاف عقب اجتماع المجلس في الخرطوم "نشكر إدارة ترامب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام"، متابعا: "تجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع".
ولم تُعلن أي تفاصيل عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء أن الحكومة الأميركية "ملتزمة تماما" بإيجاد حل سلمي للصراع الدائر في السودان، لكنّها أقرّت بأن "الوضع الميداني معقد جدا في الوقت الراهن".
امتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر.
وبعد وساطة في نزاعات أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد قوات الدعم السريع المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.
وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني إذ تستعد قوات الدعم السريع لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب.
وروى عدد من الناس الذين فروا من الفاشر لوكالة فرانس برس مشاهد الخوف والعنف الذي مارسته قوات الدعم السريع.
وقال محمد عبدالله (56 عاما) لفرانس برس إن مقاتلي الدعم السريع أوقفوه أثناء فراره من الفاشر السبت، بعد ساعات على سقوطها.
وأكد أن عناصر الدعم السريع "طلبوا منا هواتفنا وأموالنا وكل شيء. قاموا بتفتيشنا بشكل دقيق".
وأثناء توجهه إلى طويلة، على مسافة 70 كيلومتر غربا شاهد "جثة في الطريق يبدو وكأن كلبا نهشها".
- خارج السيطرة -
أجرى الموفد الأميركي الخاص لإفريقيا مسعد بولس اجتماعات في القاهرة الأحد مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والإثنين مع جامعة الدول العربية.
وخلال المحادثات شدد عبد العاطي "على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد" وفق بيان للخارجية.
والتقى بولس الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وقدم له "شرحا مفصلا (...) حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات بشكل سريع والبدء في عملية سياسية سودانية داخلية"، وفقا لبيان صادر عن جامعة الدول العربية مساء الاثنين.
وانخرطت "المجموعة الرباعية"، التي تضم الولايات المتحدة ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، منذ أشهر في جهود دبلوماسية بهدف التوصل لهدنة في الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من 30 شهرا.
وفي أيلول/سبتمبر اقترحت "الرباعية" هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقالية مدتها تسعة أشهر بعد إنهاء النزاع، لكن السلطات المتحالفة مع الجيش رفضت الخطة فورا آنذاك.
وعقب هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الاستراتيجية، برزت تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي واعتداءات على عمال الإغاثة ونهب واختطاف خلال الهجوم.
وعبرت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين عن "قلقها البالغ وانزعاجها الشديد" إزاء هذه التقارير، محذرة من أن هذه الأعمال "قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وفي كلمة ألقاها في منتدى في قطر الثلاثاء دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء الأطراف المتحاربة إلى "الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لكابوس العنف هذا - الآن".
وأضاف أن "الأزمة المروعة في السودان... تخرج عن السيطرة".
- لا لقتل الأطفال -
في تظاهرة في الخرطوم الخاضعة لسيطرة الجيش، شارك أطفال الاثنين في احتجاج مناهض لقوات الدعم السريع.
ورفع أحد التلاميذ لافتة كُتب عليها بخط اليد "لا لقتل الأطفال، لا لقتل النساء".
وكتب على لافتة أخرى "الميليشيا تقتل نساء الفاشر دون رحمة".
ورغم نداءات دولية متكررة، تجاهل طرفا النزاع، وكلاهما متهم بارتكاب فظائع، الدعوات لوقف إطلاق النار حتى الآن.
وتتهم الأمم المتحدة الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، وهي اتهامات لطالما نفتها الإمارات.
في المقابل، يتلقى الجيش السوداني دعماً من مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، وفقا لمراقبين.
ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر أن تمنحها تحكما كاملا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليا، إذ يسيطر الجيش على شمال البلاد وشرقها ووسطها على امتداد نهر النيل والبحر الأحمر، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على الغرب وأجزاء من الجنوب.
Your browser does not support the video tag.