لا شك أن الإنسان مهما تقدم في السن يظل مرتبطا بماضيه سلبا أو ايجابا، وكذلك الجماعات والأنظمة والدول، ولذلك تهتم أجهز الأمن والمخابرات ومراكز الأبحاث والدراسات بتاريخ الفرد والجماعة والنظام والدولة لتتنبأ بسلوكه في الحاضر والمستقبل، ومن خلال البحث في تاريخ النظام السعودي سنجد أن خيانته للأمة وجرائمه في المنطقة نتيجة منطقية لنشأته السياسية والفكرية والاجتماعية، فبيئته البدوية القاسية تمنعه من التفكير بطريقة إيجابية عقلانية في كافة الملفات الداخلية والخارجية، فهو النظام الوحيد في العالم الذي تقوم سياسته على مبدأ العداوة الدائمة أو الصداقة الدائمة، وهو النظام الوحيد الذي يلاحق خصومه ومعارضيه إلى اطراف الأرض، وينتقم منهم بطريقة وحشية، كما حصل في قضية خاشقجي وناصر السعيد وغيرهم، فالحقد والانتقام هو المبدأ الأول الذي يقوم عليه النظام السعودي، المبدأ الثاني الذي يقوم عليه النظام السعودي هو الفكر الوهابي التكفيري المتطرف، هذا الفكر الذي تبناه النظام السعودي يمنعه من قبول الآخر، أو الاستماع إليه، أو التحاور معه.

ولذلك يمارس النظام السعودي التكفير السياسي لكافة الأنظمة والجماعات والأحزاب العربية والإسلامية التي تختلف معه في أي قضية تهم الأمة، فالحركات الإسلامية المقاومة كحركة حماس وحزب الله وانصار الله وغيرها مصنفة لدى النظام السعودي حركات إرهابية يجب القضاء عليها، وينفق اموالا طائلة لمحاربتها في المنطقة. المبدأ الثالث لدى النظام السعودي في سياسته الخارجية وعلاقته بكافة الدول والشعوب والأنظمة في المنطقة وهو الأهم والأبرز هو مواقف هذه الدول والشعوب والأنظمة من الكيان الصهيوني، فمنذ وجود النظام السعودي في الجزيرة العربية إلى اليوم لم نجد النظام السعودي اختلف مع أي نظام او دولة مطبعة مع الكيان الصهيوني، أو اتفق مع أي دولة أو نظام معاد للكيان الصهيوني، اختلف النظام السعودي مع مصر في عهد عبدالناصر واتفق معها في عهد السادات، واختلف مع سوريا في عهد بشار واتفق معها في عهد الجولاني، واتفق مع ايران في عهد الشاه واختلف معها في عهد الخميني، سياسية النظام السعودي ثابتة في كافة الملفات الإقليمية والدولية إلا في هذه المسألة، لأنها مسألة حساسة جدا بالنسبة له، فهي تتعلق بوجوده ومصيره في المنطقة، ولذلك لا نجد نظاما عربيا او اسلاميا طبّع علاقته مع الكيان الصهيوني إلا كان الفضل في ذلك للنظام السعودي، بل إن النظام السعودي يدرء الأخطار المحتملة على الكيان الصهيوني قبل حدوثها بعقود وسنوات طويلة، ولذلك يمكن أن يرضى النظام السعودي عن الحكام والأنظمة الموالية له في الدول العربية الكبيرة والعريقة لكنه لا يمكن أن يرضى عن شعوبها، أو يسمح لها بالتقدم والازدهار، لأن هذه الشعوب لو تقدمت وتمكنت من وجهة نظر النظام السعودي سوف تشكل مستقبلا خطرا على الكيان الصهيوني، ولذلك يعاني الشعب اليمني والمصري والعراقي والسوري والسوداني والليبي باستمرار من التدخلات السعودية في شؤونهم، بل إن ذنب الشعب اليمني الذي دفع النظام السعودي للعدوان عليه عشر سنوات، انفق خلالها مئات المليارات من الدولارات هو أن الشعب اليمني رفع شعار(الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، منذ عام 2003م والنظام السعودي يحارب هذا الشعار في اليمن حتى الآن، ما فعله النظام السعودي في اليمن أكثر مما فعلته أمريكا وإسرائيل في اليمن، ومع ذلك لا زال الشعار كما هو لم يتغير ولم يتبدل، ولم يصنف النظام السعودي عدوا للشعب اليمني حتى اليوم، فعدوه الوحيد هو الكيان الصهيوني، وبوصلته ثابتة نحو فلسطين، لا تفسير لموقف النظام السعودي من هذا الشعار وعدوانه المستمر على الشعب اليمني سوى انه يعلم علم اليقين أن مصيره مرتبط بمصير الكيان الصهيوني، فهما توأم لا يستطيع أحدهما أن يعيش بدون الآخر، فأمهما التي حملت بهما وأنجبتهما واحدة وهي بريطانيا، وأبوهما الذي يحميهما ويدافع عنهما اليوم بعد وفاة أمهما واحد وهو أمريكا، فمهما حاولت فصائل وشعوب وحركات المقاومة الفصل بينهما لن تفلح في ذلك، هذه الحقيقة التي يجب أن تستوعبها المقاومة في المنطقة، وأن تدرك أن صراعها مع الكيان الصهيوني سيظل مفتوحا إلى ما لانهاية إن لم تبدأ من حيث بدأ الله( الأعراب اشد كفرا ونفاقا)، وتقوم بقطع الحبل السري الذي ينقل النفط والغاز للكيان الصهيوني من الجزيرة العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى فلسطين المحتلة.

لا شك أن النظام السعودي سوف يفاوض ويراوغ ويوافق على هدنة جديدة مع اليمن، لكنه لن يدخل في سلام دائم وشامل وعادل، هو يريد هدنة مؤقتة تنقذه من الصواريخ والمسيرات اليمنية، إلى أن يحصل النظام السعودي من أمريكا أو باكستان أو روسيا على أسلحة نووية، أو تتحقق له معجزة أمريكية أو صهيونية، تغير المعادلة في اليمن والمنطقة، الضرر الذي يجب أن يجبره النظام السعودي في اليمن يدخل فيه الضرر الذي سببه للشعب اليمني منذ بداية القرن الماضي حتى الأن مالم فالقرار قرار الشعب، فهو صاحب الحق في المسألة .

أمين عام مجلس الشورى

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في عدن وصنعاء

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

شهدت أسواق الصرف المحلية اليوم الاثنين تباين في أسعار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي

في صنعاء 534 ريال للشراء و536 ريال للبيع، بينما سجّل في عدن 1617 ريال للشراء و1629 ريال للبيع، مسجلاً انخفاضًا طفيفًا مقارنة باليوم السابق.


وفيما يخص الريال السعودي، سجل في صنعاء 139.8 ريال للشراء و140.2 ريال للبيع، فيما بلغ في عدن 425 ريال للشراء و427 ريال للبيع، مسجلاً تراجعًا بسيطًا.

وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الصرف غير ثابتة وقابلة للتغيير بحسب حركة السوق المحلية والعالمية.

مقالات مشابهة

  • اليمن يجبر “الكيان” على نقل ميناء أم الرشراش إلى منطقة جديدة
  • حماس: الكيان الصهيوني يستكمل عملية إبادة كل مظاهر العمران في غزة
  • خطاب قائد الثورة و الخيار الإستراتيجي لجولة جديدة من المواجهة مع الكيان الصهيوني
  • مفتي عمُان: غدر الكيان الصهيوني على غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من العالم الإسلامي
  • مفتي عُمان يستنكر غدر الكيان الصهيوني واستمرار عدوانه ويدعو لنصرة غزة
  • رئيس الكيان الصهيوني: إسرائيل تقف على شفا الهاوية
  • أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في عدن وصنعاء
  • بقائي: التهديد الرئيسي في المنطقة يأتي من الكيان الصهيوني
  • نائب وزير الخارجية: اليمن على أتم الجهوزية لاستئناف العمليات العسكرية ضد الكيان