حذر الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ من أن إسرائيل تقف "على شفا الهاوية"، في رسالة تعكس عمق الانقسام والتوتر داخل إسرائيل، على خلفية تصاعد الخطاب التحريضي والعنف السياسي.

نتنياهو: إسرائيل بحاجة إلى جيش كبير وقوي الاحتلال الإسرائيلي يُسلم 45 جثمانًا لشهداء من قطاع غزة

وجاءت تصريحات هرتسوغ خلال مراسم إحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين في جبل هرتزل، حيث قال إن اغتيال رابين قبل ثلاثة عقود كان محاولة "لقيادة إسرائيل إلى الانهيار وضرب وحدة المجتمع"، محذرا من أن بوادر مشابهة تعود للظهور اليوم بصورة أكثر خطورة.

إلا أن ممثلي حزب الليكود، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الكنيست أمير أوحانا، لم يحضرا الحفل، رغم التوقعات بأن يشاركا في الفعالية التي تعد من أبرز المناسبات في إسرائيل.

وأضاف هرتسوغ: "بعد ثلاثين عاما، ما زلنا نرى نفس العلامات: لغة سامة ووقحة، اتهامات بالخيانة، تحريض وانتشار للكراهية والعنف في الشوارع وعلى المنصات الرقمية. هذا التآكل هو تهديد استراتيجي للدولة".

وأوضح: "إذا وقفنا هنا وقلنا إن العنف محرم وإنه ينخر فينا، فإننا لم نتعلم شيئا. من غير المعقول أنه بعد ثلاثين عاما من كلمات رابين اللاذعة (العنف ينخر في أساس الديمقراطية الإسرائيلية)، لا يزال هذا العنف الخطير قائما فينا كمجتمع. إنه تهديد استراتيجي من كل نوع".

وقال "أحذر وأحذر.. نحن مجددا على شفا الهاوية.. دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ليست ساحة معركة، بل هي وطن. وفي الوطن لا يطلق النار. لا بالسلاح، ولا بالكلمات، ولا بالتهديدات، ولا بالتعبيرات، ولا حتى بالتلميحات".

وتابع هرتصوغ: "تحذير صارخ .. بعد ثلاثين عاما، نرى ونسمع العنف بأشكاله المتعددة يطل برأسه .. نرى عنفًا ضد الموظفين العموميين، وكبار القادة في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وموظفي الخدمة المدنية، وقادة مختلف الأجهزة، بمن فيهم كبار المسؤولين والمحامين والقضاة. نرى عنفًا ضد المسؤولين المنتخبين، وأعضاء الكنيست من جميع أطياف المجلس، والوزراء في الحكومة، وتهديدات ضد رئيس وزراء منتخب في منصبه".

حديث هرتصوغ يأتي في ظل احتدام الانقسامات الحادة داخل إسرائيل، خاصة مع اقتراب الانتخابات وتصاعد الخلافات بين معسكرات اليمين المتطرف والأجهزة العسكرية والقضائية.

كما انتقد ظاهرة "شيطنة الخصوم السياسيين" واعتبارهم أعداء، محذرا من أن تجاهل دروس اغتيال رابين قد يدفع إسرائيل نحو "سقوط داخلي".

تصريحات هرتصوغ تسلط الضوء على أزمة عميقة يعيشها النظام السياسي الإسرائيلي، حيث يترافق العنف الداخلي والانقسامات الأيديولوجية مع تراجع الثقة بالمؤسسات، ما يعكس هشاشة البنية السياسية والاجتماعية في إسرائيل، بحسب مراقبين.

بدوره، قال يوناتان بن أرتزي، حفيد رابين: "قبل ثلاثين عاما بالضبط قتل جدي.. في أقل من دقيقة، بثلاث رصاصات جبانة في الظهر... قتل على يد يهودي آخر، متطرف، متعصب، عنيف، وحقير. أحد أبناء شعبنا.. لقد غيرت صدمة القتل مجرى حياتي، وغيرت إسرائيل منذ ذلك الحين وحتى اليوم".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هرتسوغ إسرائيل الرئيس الإسرائيلي اغتيال رئيس الوزراء الأسبق ثلاثین عاما

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء السوداني يدعو إلى محاكمة مرتكبي أعمال العنف في الفاشر

دعا رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى ملاحقات قضائية دولية عقب أعمال العنف الدامية في مدينة الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع قبل أسبوع، ولكنه عارض نشر قوات أجنبية، بحسب مقابلة نُشرت يوم الأحد.
وقال إدريس لصحيفة "بليك" السويسرية: "المجتمع الدولي لا يفعل الكثير، نحتاج إلى أفعال لا مجرد أقوال، يجب ملاحقة مرتكبي جميع الجرائم أمام القضاء، بما في ذلك على المستوى الدولي".
أخبار متعلقة بعد انسحاب الجيش من الفاشر.. البرهان يتوعد "الدعم السريع" بالقصاص"فظائع بدوافع عرقية".. سكان الفاشر لا يزالون يواجهون خطر الموتالاتحاد الإفريقي: مرتكبو جرائم الفاشر سيمثلون أمام العدالةوفي 26 أكتوبر، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد حصار 18 شهرًا، وكانت آخر مدينة رئيسية في دارفور خارج سيطرتها، ما دفع آلاف المدنيين إلى الفرار وسط تقارير متزايدة عن مجازر وانتهاكات.الدعم السريع منظمة إرهابيةودعا رئيس الوزراء السوداني جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية ومكافحتها بناء على ذلك".
لكنه أشار إلى أن إرسال بعثات لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، ضمن الإطار التاريخي لميثاق الأمم المتحدة، غير مرغوب فيه في السودان.
وأوضح إدريس أن وجود قوات دولية من شأنه أن ينتهك سيادة السودان ووحدة أراضيه، هذا غير قانوني، ولن يؤدي إلا إلى زيادة الاضطراب، وستكون له نتائج عكسية، فالجيش والشعب السودانيين عازمان على إنقاذ الفاشر وتحريرها".مقتل عشرات الآلافاندلعت هذه الحرب في أبريل 2023 نتيجة صراع على السلطة بين حليفين سابقين هما قائد الجيش والزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب 2021 عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق محمد حمدان دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع.
وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في الوقت الراهن، وفقًا للأمم المتحدة.
ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر أن تمنحها تحكمًا كاملًا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، ما يعني تقسيم السودان فعليًا إلى محور شرقي-غربي، مقابل سيطرة الجيش على شمال البلاد وشرقها ووسطها.

مقالات مشابهة

  • مفتي عمُان: غدر الكيان الصهيوني على غزة يتطلب تحركًا عاجلًا من العالم الإسلامي
  • مفتي عُمان يستنكر غدر الكيان الصهيوني واستمرار عدوانه ويدعو لنصرة غزة
  • بقائي: التهديد الرئيسي في المنطقة يأتي من الكيان الصهيوني
  • رئيس الوزراء السوداني يدعو إلى محاكمة مرتكبي أعمال العنف في الفاشر
  • رابين في تسجيلات سرية: السلام مجرد تكتيك ودون المساعدة الأمريكية لا تستطيع إسرائيل الحفاظ على قوتها
  • رئيس الوزراء السوداني يدعو إلى ملاحقة دولية لمرتكبي أعمال العنف في الفاشر
  • حماس في ذكرى وعد بلفور: القضية الفلسطينية تتقدم عالميًا وسقوط الكيان الصهيوني حتمي
  • الاحتلال الإسرائيلي ينفذ سلسلة من الاعتقالات في الخليل وقلقيلية واريحا
  • مفتاح: القوات المسلحة إذلّت الأساطيل الأمريكية وضربت عمق الكيان الصهيوني