كشفت صحيفة لبنانية مقربة من النظام السوري نص المبادرة الأردنية التي تم على أساسها الانفتاح العربي على النظام السوري والتي توجت بحضور رئيس النظام بشار الأسد مؤتمر القمة العربية في جدة 19 أيار/ مايو الماضي.

وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية تنطلق المبادرة الأردنية من 5 مبادئ رئيسة هي:

‎- لا حلّ عسكريّاً للأزمة السورية.


 ‎
- تغيير النظام ليس هدفاً فعّالاً.

‎- القرار الدولي 2254 هو أفضل سبيل للحلّ. ‎

- الوضع الراهن يتسبّب بتفاقم معاناة السوريين، ويقوّي الخصوم. ‎

- عدم التدخّل أو تأخيره سيؤدي إلى نتائج قد يتعذّر تغييرها لاحقاً.

‎وتسعى المبادرة إلى تفنيد الهواجس العربية عموماً، والأردنية خصوصاً، وأبرزها: تهريب المخدّرات عبر الحدود الجنوبية، وعودة التنظيمات الإرهابية، وتزايد النفوذ الإيراني، وعدم عودة اللاجئين إلى سوريا خصوصا بعد تراجع الدعم الدولي للاجئين والدول المضيفة.


‎وتحدّد المبادرة 3 مستويات للتسوية الشاملة للأزمة، وهي:

‎سياسياً: الوصول إلى حل سياسي يحفظ وحدة وسلامة وسيادة سوريا، وفق مقاربة تدريجية.

‎أمنياً وعسكرياً: وقف إطلاق نار شامل، ومعالجة مسألة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، ومعالجة المخاوف الأمنية للدول المجاورة في ما يتعلّق بأمن الحدود، بالإضافة إلى تفكيك شبكات تهريب المخدّرات.

وكذلك معالجة الوجود الإيراني، عبر إخراج قادة الحرس الثوري الإيراني وقواته، وانسحاب جميع العناصر العسكريين والأمنيين غير السوريين من المناطق الحدودية مع الدول المجاورة، ومنع الميليشيات الموالية لإيران من استخدام سوريا مركزاً لإطلاق هجمات عبر طائرات من دون طيار أو هجمات عابرة للحدود، وتخفيض العتاد العسكري الإيراني في سوريا من حيث المواقع الجغرافية ونوعية الأسلحة.

‎إنسانياً: إحداث تبدّل تدريجي في سلوك الحكومة مقابل حوافز تُحدّد بتأنٍّ لمصلحة الشعب السوري، وتمكين بيئة مناسبة لعودة اللاجئين، فيما تكون الأمم المتحدة هي المسؤولة عن إيصال كل الدعم الإنساني إلى كل المناطق. ‎

ولتنفيذ هذه الخطة، تحدّد المبادرة 3 مديات زمنية، من دون تحديد تواريخ أو مهل، هي:

‎المدى القريب: خطوات لبناء الثقة بما يتوافق مع القرار 2254، ومعالجة الأمور الخاصة بالمستوى الإنساني بشكل خاص.

‎المدى المتوسّط: الشروع في البعدين الأمني والعسكري، من خلال تطبيق وقف إطلاق نار شامل، وتجميد التجنيد العسكري لمدة عام على الأقل، وتخفيض الحضور العسكري الإيراني، وزيادة مكافحة تهريب المخدّرات.

‎المدى البعيد: انسحاب جميع القوات الإيرانية من سوريا.

‎وفي المرحلة النهائية، وبعد تحقّق كل ما سبق، تعمل الدول العربية على إعادة إدماج سوريا سياسياً، في المنطقة والعالم. ‎وفي مقابل كل خطوة تقوم بها الحكومة السورية وفق البرنامج المذكور، تحصل على خطوة تحفيزية من مثل الاستثمار في مشاريع التعافي المبكر، وزيادة المساعدات الإنسانية لسوريا، واستحداث قناة آمنة تسمح للهيئات الإنسانية والمدنيين بتحويل الأموال إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية لتسهيل المساعدات الإنسانية ومعاملات التحويلات، وابتكار آلية إنسانية محددة تسمح بتصدير أشياء إلى سوريا للاستخدام المدني كأدوية معينة ومعدات للمستشفيات وإمدادات زراعية ولوازم صيدلانية.

كما يُفترض أن يقوم المانحون وهيئات الأمم المتحدة المعنية، بالتنسيق مع الحكومة السورية، بالاستثمار في المناطق التي يُتوقّع أن يعود إليها اللاجئون، وتصميم مشروع تجريبي لعودة اللاجئين والنازحين بدءاً من الجنوب السوري.

‎كذلك، تدعم الدول العربية الحكومة السورية في المحافظة على المرافق والخدمات العامة، وتقترح آليات لصيانة هذه المرافق، وعلى رأسها محطات الكهرباء والسدود التي تقع راهناً تحت العقوبات الغربية.

كما تتعهّد بدعوة جميع الأطراف السورية، بمن فيها تلك المسيطرة على الشمال الشرقي، إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وبالعمل على إعادة إحياء المنظمات العامة السورية ومنظمات الخدمة المدنية شمالي سوريا، على أن تتّبع المدارس في تلك المناطق المناهج السورية.

وبحسب المبادرة، فإن الحوافز تتضمّن أيضاً تطبيق تخفيف تدريجي للعقوبات على سوريا، بدءاً بتسهيل تجارة السلع عبر أطراف ثالثة، ورفع العقوبات عن المرافق العامة السورية بما فيها المصرف المركزي والهيئات الحكومية والمسؤولين. ‎

أمّا على المستوى الأمني، فتنص المبادرة على إلغاء التجنيد الإجباري أو تجميده لفترة محدّدة، وإعادة هيكلة القوات المسلحة، والبحث في مصير "الفرقة الرابعة" من الجيش السوري، وفي مرحلة لاحقة، إعداد مشروع لدمج المعارضة المسلّحة بالقوات النظامية، وفتح النقاش حول التعيينات في المناصب العسكرية العليا. وفي المرحلة الأخيرة، يجري إخراج القوات الإيرانية وحزب الله وحلفائهما، من سوريا.
 ‎
وفي ما يتعلق بالملف الإنساني، تدعو المبادرة إلى إنجاز "عفو عام"، وتحسين ظروف الاعتقال وإدارة السجون. كما تشدّد على أهمية إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، لما لها من انعكاس على المستوى الإنساني. ‎

وكشفت الصحيفة المقربة من النظام السوري عن نص المبادرة في سياق تقرير لها ينتقد بشدة التباطؤ العربي تجاه سوريا.


ووفق الصحيفة فإن وزير الخارجية الأردني كان قد طلب من السوريين أثناء لقائه بالأسد في دمشق في 3 تموز/ يوليو الماضي تجهيز ورقة مفصلة تحتوي برنامجاً زمنياً واضحاً لإجراءات ستّتخذها الحكومة السورية تطبيقاً لمقرّرات عمّان (المبادرة الأردنية)، لتُعرض في اجتماع اللجنة الخماسية الذي سيُعقد في القاهرة في 16 آب/ أغسطس الماضي.

إلا أنه، ووفقا للصحيفة، فقد التئم الاجتماع المقرر في القاهرة في وقته المحدد، لكن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لم يقدم أي ورقة تفصيلية، وبدلا من ذلك طالب وزراء الخارجية الحاضرين (الأردن ومصر والسعودية والعراق ولبنان) بأن يطالبوا الغرب برفع الحصار عن سوريا، بدل أن يطالبوا سوريا بتقديم تنازلات تُرضي الغرب، ما أثار حفيظة وزير الخارجية المصري.

ويشير تقرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية إلى أن النظام السوري لم يجن أي فوائد من الانفتاح العربي عليه، وختمت بالقول: "يظهر جلياً أن ثمة من العرب من هو غير قادر بعد على الاعتراف بأن الحكومة السورية وحلفاءها قد حسموا المعركة العسكرية لصالحهم، ومنعوا إحداث تغييرات جوهرية في شكل الحكم. وعلى هذا الأساس، وبما أن الأسد باقٍ على رأس الجمهورية، فإن البحث لدى هؤلاء هو عن سبيل واحد فقط: كيف يُجوَّف انتصار سوريا؟" ‎

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية العربي سوريا سوريا العرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة السوریة النظام السوری

إقرأ أيضاً:

فرق الدفاع المدني السوري تواصل عمليات إخماد الحرائق بالقرب من مدينة كسب على الحدود السورية التركية

2025-07-10hadeilسابق فرق الإطفاء والدفاع المدني تواصل جهودها للسيطرة على بؤرتي حرائق خطيرتين في ريف اللاذقية الشمالي انظر ايضاً فرق الإطفاء والدفاع المدني تواصل جهودها للسيطرة على بؤرتي حرائق خطيرتين في ريف اللاذقية الشمالي



آخر الأخبار 2025-07-10وزير الإعلام يبحث في برلين تعزيز التعاون بين سوريا وألمانيا 2025-07-10الرقابة والتفتيش والأوقاف تبحثان سبل تعزيز كفاءة الأداء 2025-07-10الصحة السورية تبحث مع الاتحاد الأوروبي تعزيز التعاون 2025-07-10محافظ حلب يبحث مع أهالي منبج القضايا الخدمية والمعيشية 2025-07-10الأمم المتحدة تخصص 625 ألف دولار لدعم الاستجابة العاجلة للحرائق في سوريا 2025-07-10الفنان مكسيم خليل من موقع الحرائق: هذه فرصتنا لنكون يداً واحدة مع أبطال الدفاع المدني 2025-07-10ملصقات تحكي آلام السوريين والأمل بالعدالة الانتقالية ضمن معرض بكلية الفنون 2025-07-10التربية السورية تبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي تعزيز التعاون 2025-07-10اللاذقية.. خطة لمواجهة تمدد النيران داخل وادٍ شاهق في منطقة قسطل معاف 2025-07-10تقييم جسر القساطل على طريق أريحا – اللاذقية بهدف إعادة تأهيله

صور من سورية منوعات لأول مرة منذ آلاف السنين: وجه كاهنة مصرية يرى النور من جديد 2025-07-10 محرك طائرة “يبتلع” رجلاً في أحد مطارات إيطاليا 2025-07-09
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • أردوغان: سنواصل التنسيق مع الحكومة السورية والشركاء الدوليين
  • ماذا حدث بين الحكومة السورية وقسد؟ ولماذا فشل الاتفاق؟
  • سوريا .. النيران تتمدد في 16 ألف هكتار وإشادة بفرق الإطفاء الأردنية والدولية
  • كاترين شكدم .. جاسوسة إسرائيلية اخترقت قلب النظام الإيراني
  • توماس باراك: لن ندعم أي جهود انفصالية في سوريا.. لسنا ملزمين تجاه قسد بشيء
  • صحيفة تكشف كيف أطال نتنياهو الحرب في غزة ليبقى في السلطة
  • تصعيد من دمشق تجاه لبنان.. تلفزيون سوريا يتحدّث عن ملف حساس
  • صحيفة “سيمافور”: ترامب لم يغير نهجه تجاه النزاع في أوكرانيا بل تلك “استراتيجية تفاوضية”
  • فرق الدفاع المدني السوري تواصل عمليات إخماد الحرائق بالقرب من مدينة كسب على الحدود السورية التركية
  • معهد أمريكي يرى ضرورة تغيير النظام الإيراني: الأمر مختلف عن العراق