كبير الأثريين: المصريون شعب واحد عبر العصور.. ولقب فرعون لا يخص ملوك مصر
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
في الوقت الذي تستعد فيه مصر للافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، ذلك الحدث الذي يعيد إلى الأذهان عظمة الحضارة المصرية القديمة ويجذب أنظار العالم نحو الأهرامات وهضبة الجيزة، يؤكد الخبير الأثري مجدي شاكر أن المصريين المعاصرين هم الامتداد الحقيقي لأجدادهم، وأن الحضارة المصرية لم تكن يومًا فصلًا منقطعًا عن حاضر هذا الشعب.
أكد كبير الآثريين مجدي شاكر أن المصريين هم شعب واحد منذ القدم، ولا يوجد ما يسمى بـ”المصريين القدماء”، موضحًا أن «نحن مصريون فقط، ولسنا فرعًا من أحد، بل نحن أبناء أجدادنا، امتداد طبيعي لحضارة متواصلة الجذور عبر التاريخ».
وأوضح شاكر أن كلمة فرعون لم تكن في الأصل لقبًا خاصًا بملوك مصر، بل ظهرت في الدولة الحديثة كأحد الألقاب الملكية، مشيرًا إلى أن البعض يفسرها بأنها مشتقة من كلمة بر- عا وتعني “البيت العظيم”، فيما يرى آخرون أنها كانت تطلق على أحد ملوك الهكسوس.
وقال الخبير الأثري إن «الحضارة المصرية هي حضارة المصريين، وليست حضارة الفراعنة»، موضحًا أن لقب فرعون لم يكن موجودًا في البدايات، وإنما ظهر متأخرًا نسبيًا.
وأضاف شاكر أن الحضارة المصرية القديمة مليئة بالأسرار، بدءًا من التحنيط، وسر البناء، ونقل الأحجار، وحتى المحافظة على الأجساد بعد آلاف السنين.
وأكد أن كل موقع أثري في مصر يحمل لغزًا جديدًا، سواء في طريقة الدفن، أو بناء المقابر، أو رفع الأحجار الضخمة، أو نحت التماثيل، أو صناعة الذهب، متسائلًا بإعجاب: «إزاي عرفوا خواص الدهب وطرق تصنيعه بدقة مذهلة؟».
وأشار إلى أن المصريين القدماء بلغوا القمة في كل مجالات المعرفة، خاصة في الفلك والطب والصيدلة والهندسة، واستطاعوا تحديد اتجاهات المقابر والمعابد على خطوط طول وعرض دقيقة للغاية، مما يعكس عمق علمهم وإتقانهم.
وقال شاكر: «كل ما يتعلق بالمصريين القدماء مليء بالألغاز، وحتى الآن لم نصل إلى رأي قاطع في كثير من أسرارهم، ما زالت هناك نظريات متعددة، وكل باحث له تفسيره، دون أن يوجد اتفاق نهائي، وده في حد ذاته دليل على عبقرية المصري القديم».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحضارة المصرية القديمة الآثار الفراعنة المتحف المصري القديم الهكسوس الحضارة المصریة شاکر أن
إقرأ أيضاً:
سلمان إسماعيل: حقوق الإنسان متجذرة في الحضارة المصرية وليست مستوردة من الغرب
قال الكاتب الصحفي المتخصص في حقوق الإنسان والعلاقات الدولية، سلمان إسماعيل، إن قرار اللجنة الفرعية المعنية بالاعتماد التابعة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (SCA – GANHRI) بالإبقاء على تصنيف المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري في الفئة "A" يُعد إنقاذًا حقيقيًا لسمعة المجلس على المستوى الدولي ويعكس جهودًا استثنائية بذلتها الدولة خلال عام واحد فقط.
وأضاف إسماعيل، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة "إكسترا لايف"، أن خفض التصنيف كان سيحرم المجلس من المشاركة الفاعلة في المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ودوراته الثلاثة السنوية، إلى جانب اجتماعات اللجان التعاقدية في مفوضية الأمم المتحدة، حيث لا يُسمح للمؤسسات المصنفة أقل من "A" بالمشاركة الرسمية أو تقديم أوراق ومداخلات شفاهية.
وأوضح أن الحفاظ على التصنيف الأعلى رغم التوصية السابقة يُعد إنجازًا كبيرًا، ويؤكد وجود جهود جبارة من عدة جهات، أبرزها المجلس القومي نفسه، ووزارة الخارجية، وبعثة مصر لدى الأمم المتحدة في جنيف، مما ساهم في تغيير موقف اللجنة واعتماد التصنيف دون خفض.
وتابع بقوله، إن المجلس القومي لحقوق الإنسان يؤدي دورًا مهمًا وحيويًا، ويجب أن يمارسه باستقلالية تامة، من خلال تسليط الضوء على المشكلات والانتهاكات قبل الإشادة بالإنجازات، مؤكدًا أن النقد البنّاء من داخل المؤسسة الوطنية هو السبيل الأفضل لحماية سمعة مصر الحقوقية دوليًا.
وأشار إسماعيل، إلى أن الانتقادات الخارجية غالبًا ما تكون مصحوبة بنوايا غير طيبة تستهدف تشويه صورة مصر، ولهذا يجب أن يكون المجلس القومي هو من يبادر بالنقد الداخلي الموضوعي، ويكون داعمًا للدولة ليس فقط بالإشادة، بل أيضًا بالانتقاد الشديد عند وجود مشكلات واضحة.
وأشار إلى أن المجلس يضم مجموعة من الكفاءات والخبراء الدوليين في مجال حقوق الإنسان، ويجب الاستفادة منهم بشكل كامل، خاصة أن لا توجد دولة في العالم تخلو من التحديات الحقوقية، ولا توجد دولة تحترم حقوق الإنسان بنسبة 100%.
وأوضح أن النجاح في تعزيز وصون كرامة المواطن المصري يبدأ من الاعتراف بالمشكلات والعمل على حلها بشجاعة، وهو ما يمنح المجلس احترامًا دوليًا ويعزز مكانته كمؤسسة وطنية مستقلة.
وأكد أن المجلس القومي لحقوق الإنسان مؤسسة عريقة عمرها يقارب 20 عامًا، ترأسها شخصيات بارزة مثل الوزير بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والوزير محمد فائق، أحد رواد الحركة الحقوقية العربية، ما يعكس الثقل التاريخي والمهني للمجلس.
وأكد أن حقوق الإنسان في مصر شأن وطني، يجب أن ينبع من إرادة سياسية ومجتمعية حقيقية، تضع المواطن المصري وكرامته في صدارة الأولويات، مع الحفاظ على السمعة الدولية للدولة كدولة تحترم الحقوق وتصون الكرامة.
https://www.youtube.com/watch?v=IdR_FVcc95E&t=125s