مصدر سوري ينفي استضافة قوات أميركية بقاعدة في دمشق
تاريخ النشر: 7th, November 2025 GMT
نفى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) ما نشرته وكالة رويترز عن استعداد الولايات المتحدة لتأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية بالعاصمة السورية دمشق.
وقال المصدر لوكالة سانا، الخميس "تشهد المرحلة الراهنة تحولا في الموقف الأميركي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية، ودعم جهود توحيد البلاد ورفض أي دعوات للتقسيم".
وأضاف "يجري العمل على نقل الشراكات والتفاهمات التي كانت اضطرارية مع أجسام مؤقتة إلى دمشق، في إطار التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي المشترك".
وقد نقلت وكالة رويترز عن 6 مصادر قولها إن الولايات المتحدة تستعد لتأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية بدمشق للمساعدة في مراقبة اتفاق أمني محتمل بين سوريا وإسرائيل. لكنها أضافت أنه لم يتضح بعد موعد إرسال عسكريين أميركيين إلى القاعدة.
ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
واشنطن تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بقاعدة عسكرية داخل دمشق
في خطوة مثيرة للجدل، تستعد الولايات المتحدة لتعزيز خطواتها العسكرية على أرض سوريا عبر إقامة وجود في قاعدة جوية بالعاصمة دمشق، في تطور قد يحدث تحولا في موازين القوى الإقليمية، التقرير التالي يكشف تفاصيل هذا القرار الأميركي وكيفية تنفيذه وآثاره المحتملة على العلاقات بين سوريا وإسرائيل والولايات المتحدة.
تحركات أمريكية سرية لإقامة قاعدة عسكرية بدمشق ضمن صفقة أمنية مرتقبةالولايات المتحدة تستعد لتأسيس وجود عسكري لها في قاعدة جوية بدمشق، وذلك للمساعدة في إتاحة تنفيذ اتفاق أمني تتوسط فيه واشنطن بين سوريا وإسرائيل.
أفادت مصادر مطلعة إن الخطة تشمل نشر قوات وجزء من المعدات في القاعدة الجوية قرب جنوب سوريا، التي من المتوقع أن تشكل منطقة منزوعة السلاح ضمن الاتفاق.
هذا التوجه الأميركي لامتلاك موطئ قدم في العاصمة السورية ليس مسجلا في تقارير سابقة، ويعد مؤشرا على أن سوريا قد تعيد ترتيب علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر والصراع الإقليمي.
هذا التغير قد يفتح صفحة جديدة في تعامل دمشق مع واشنطن، وربما يعكس رغبة أميركية في لعب دور أكثر فاعلية في المنطقة.
واشنطن تمهد لوجود عسكري في دمشق تمهيدا لترتيب أمني مع تل أبيبوفق المصادر، فإن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) سرعت خططها خلال الشهرين الماضيين وأجرت مهام استطلاعية إلى القاعدة الجوية، وقد خلصت تلك المهام إلى أن المدرج الطويل في القاعدة جاهز للاستخدام.
كما أوضح مصدران عسكريان سوريان أن المحادثات التقنية ركزت على استخدام القاعدة للخدمات اللوجستية والمراقبة والتزود بالوقود والعمليات الإنسانية، مع تأكيد على أن سوريا تحتفظ بكامل سيادتها على المنشأة.
ووفق مسؤول دفاعي سوري، وصلت الولايات المتحدة إلى القاعدة بطائرات نقل عسكرية من طراز سي-130 لإجراء اختبارات صلاحية المدرج، حيث هبطت طائرات أميركية هناك في إطار "اختبارات" بحسب حارس أمن أحد مداخل القاعدة.
وردا على طلبات التعليق، لم تجب وزارة الدفاع الأميركية ولا وزارة الخارجية السورية حتى الآن، كما لم تصدر الرئاسة السورية ولا وزارة الإعلام ردا رسميا.
ويبدو أن الخطة الأميركية الجديدة تشبه وجودين عسكريين أميركيين آخرين في المنطقة يراقبان اتفاقين لوقف الأعمال القتالية، أحدهما في لبنان بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار عام بين حزب الله وإسرائيل، والآخر في قطاع غزة الذي توسط فيه دونالد ترامب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
وكان لدى الولايات المتحدة منذ نحو عشرة أعوام قوات متمركزة بشمال-شرق سوريا ضمن جهود لمحاربة الدولة الإسلامية، وقد أعلنت في أبريل نيسان أنها ستخفض عددها هناك إلى نحو ألف جندي.
من جانبه قال أحمد الشرع إن أي تواجد لقوات أميركية يجب أن يتم باتفاق مع الدولة السورية الجديدة، وأشار مسؤولون أميركيون وسوريون إلى أن سوريا ستنضم قريبا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية.
وقد أشير إلى أن خطوة الانتشار الأميركية في القاعدة الجوية نوقشت خلال زيارة براد كوبر قائد القيادة المركزية الأميركية إلى دمشق في 12 سبتمبر أيلول، حيث التقى الشرع والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك، وشكرا جهود دمشق في مكافحة الدولة الإسلامية، مؤكين أنها قد تسهم في تحقيق رؤية ترامب لشرق أوسط مزدهر وسوريا مستقرة.
تعمل الولايات المتحدة منذ شهور على التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، وهما خصمان منذ زمن طويل، وكانت تأمل في إعلانه خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول، لكن المحادثات تعثرت في اللحظة الأخيرة.
وأشار مصدر سوري مطلع إلى أن واشنطن تمارس ضغوطا على سوريا للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام وربما قبل رحلة الشرع إلى واشنطن.
يشكل الوجود الأميركي العسكري في سورية تحولا استراتيجيا يتجاوز مرحلة الدعم اللوجستي إلى مبادرات محتملة لتثبيت النفوذ الأميركي مباشرة داخل العاصمة دمشق.
أما الحوار بين الأطراف الثلاثة فقد أضحى ركنا رئيسيا في محاولة الوساطة الأميركية بين دمشق وتل-أبيب، مع بروز الملف السوري كمنطقة محورية ضمن التوازنات الإقليمية الأميركية.
ومع تزايد تعقيدات العلاقات بين دمشق وطهران وتل-أبيب، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بوتيرة تصعيدية محسوبة في تحركاتها، ما يجعل من إقامة قاعدة جوية في دمشق خطوة قد تحمل دلالات أوسع على خارطة النفوذ المستجد في الشرق الأوسط.
واشنطن تمهد لوجود عسكري في دمشق تمهيدا لترتيب أمني مع تل أبيبالقاعدة الجوية التي تنوي واشنطن إقامة وجودها فيها تقع بالقرب من أرجاء جنوب سورية من المتوقع أن تشكل منطقة منزوعة السلاح ضمن الاتفاقية الأمنية المنتظرة مع إسرائيل، وبهذا تصبح القاعدة جزءا من منطقة استراتيجية في لعبة النفوذ التي تعيد ترتيب نفسها في الشرق الأوسط.
إذن فإن كلمة السر في هذه الخطوة هي الوساطة الأميركية في اتفاق أمني بين سورية وإسرائيل، وقد صممت هذه الخطوة لتسهل تنفيذ هذا الاتفاق من خلال التواجد العسكري الأميركي على الأرض السورية.
وصفت المصادر أن هذا التواجد “مساعدة في إتاحة تنفيذ الاتفاق الأمني” بين دمشق وتل أبيب، وهو ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تستعد لأن تلعب دورا مباشرأ في أمن العاصمة السورية.
واشنطن تخطو نحو دمشق بخطة عسكرية تكشف تحولات كبرى في الشرق الأوسط
إن الخطط الأميركية التي بدأت تجاه تأسيس وجود في دمشق لم تكن مبثوثة في الإعلام مسبقا، مما يشير إلى تحول جاد في السياسة الأميركية نحو سورية وهذا التحول يظهر في ضوء سقوط نظام الأسد وإعادة فتح قناة استراتيجية بين واشنطن ودمشق.
وبحسب المصادر فإن هذا التغيير قد يعكس رغبة أميركية في أن يكون لها موطئ قدم في سورية الجديدة التي تتشكل بعد تغيير موازين القوى.
الوجود الأميركي المقترح في دمشق لا يعد فقط خطوة عسكرية بل أيضا سياسية ورمزية إذ انقلابه نحو العاصمة يلقي بظلاله على موقع الولايات المتحدة في المعادλάت الإقليمية.
فهذا الحضور يعكس تحول السياسات الأميركية لأنها بدت تسعى إلى تنفيذ دور وساطة بين دمشق وتل أبيب بدلا من دور مباشر في الصراع السوري.
إن كلمة السر في هذا التحرك هي الوجود العسكري الأميركي في دمشق، حيث يعمل كأداة لتمكين الصفقة الأمنية بين سورية وإسرائيل وضمان تنفيذ بنودها عبر قاعدة جوية في العاصمة.
وقد بات من الواضح أن الولايات المتحدة تراهن على إعادة بناء علاقتها مع دمشق عبر هذه الخطوة الاستراتيجية، وفي ضوء ذلك، فإن تأسيس وجود عسكري أميركي في دمشق يمثل مرحلة جديدة في خريطة النفوذ في الشرق الأوسط.