صربيا تسرّع إزالة مبنى تاريخي لبناء فندق فخم بدعم من كوشنر
تاريخ النشر: 8th, November 2025 GMT
صدّق البرلمان الصربي أمس الجمعة على مشروع قانون يمهد الطريق أمام تسريع إجراءات هدم المقر السابق للجيش اليوغسلافي في وسط بلغراد، حيث من المتوقع أن يشيّد مكانه فندق فاخر تموله شركة استثمارية على صلة بجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم المعارضة العامة الواسعة والعقبات القانونية.
ويعود تاريخ بناء هذا المجمع العسكري -الذي دُمر جزئيا في قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي أنهى حرب كوسوفو عام 1999- إلى منتصف القرن الـ20.
وانقسم الرأي العام الصربي إزاء المشروع المرتبط بشركة "أفينيتي بارتنرز" التابعة لكوشنر ومقرها ميامي، والتي تسعى إلى تطوير الموقع وتحويله إلى فندق شاهق.
ووقّعت "أفينيتي بارتنرز" اتفاقا مع الحكومة الصربية لاستثمار الموقع لمدة 99 عاما، بعد وقت قصير من قرار الحكومة الصربية العام الماضي إلغاء وضع الحماية عنه وإزالة تصنيفه من "الأصول الثقافية" للبلاد.
وتعطل المشروع في مايو/أيار الماضي مع بروز اتهامات بأن مسؤولا حكوميا استخدم وثائق مزورة لرفع الحماية التراثية عن المبنى، ولا تزال التحقيقات جارية.
لكن قانونا خاصا صدّق عليه البرلمان الصربي أمس ونشره على موقعه الإلكتروني يعطي صفة الاستعجال لإعادة تطوير الموقع، مما يفرض على مؤسسات الدولة إصدار التصاريح والموافقات اللازمة من دون تأخير.
معارضة واسعةوبعد أيام من النقاش المحتدم ومظاهرات في الشوارع من جانب معارضي خطة تطوير الموقع نال مشروع القانون موافقة 130 صوتا مقابل اعتراض 40 صوتا في البرلمان المؤلف من 250 صوتا.
ويسمح القانون الخاص المسمى باللغة اللاتينية "ليكس سبيتشاليس" للسلطات بالدفع بالعمل في الموقع، بما في ذلك هدم ما هو متبق من مبنيين متراميي الأطراف يعتبران أمثلة رئيسية للهندسة المعمارية في منتصف القرن الـ20 في يوغسلافيا السابقة.
وفي حين أن الحكومة الشعبوية الصربية الموالية لترامب تقول إن المشروع سوف يعزز الاقتصاد والعلاقات مع الإدارة الأميركية الحالية قوبلت الخطة بمعارضة شرسة من الخبراء بسبب الأهمية المعمارية للمبنى، ولأنه رمز للمقاومة ضد القصف الذي شنته قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة، والذي اعتُبر على نطاق واسع في صربيا "عدوانا" ظالما.
إعلانوقال ميليان سالاتا المهندس المعماري عضو جمعية المهندسين المعماريين في صربيا في مؤتمر صحفي عُقد خارج المبنى في وقت سابق من هذا الأسبوع "تقف أمامنا تحفة معمارية وحضرية فريدة"، مؤكدا أن المبنى آمن ويمكن ترميمه والمحافظة عليه للاستخدام العام وجعله نصبا تذكاريا لضحايا قصف الناتو.
في المقابل، أعرب الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش -الذي استضاف كوشنر مرات عدة في بلغراد- عن دعمه الشخصي للمشروع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً: