تتحضر إسرائيل لتحرك عسكري واسع يبدو وشيكا في لبنان، في ظل تكثيف هجماتها خلال الأسابيع الماضية على ما تقول إنه بنى تحتية لحزب الله.

وحسبما أكدت مصادر عسكرية للقناة 12 الإسرائيلية، فإن إسرائيل تضع خيارين أمام لبنان، إما التوصل إلى اتفاق تحت المظلة الأميركية، أو العودة للقتال.

وفي مواجهة التصعيد المحتمل، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن حزب الله سيحاول الرد عبر مهاجمة المواقع الخمسة التي تسيطر عليها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، ثم إطلاق النار على إسرائيل.

ويصف تقرير صادر عن مدير الأبحاث في مركز "ألما" لدراسة التحديات الأمنية في شمال إسرائيل تال باري، مساعي حزب الله لإعادة بناء هيكله العسكري، عبر "إنتاج وإصلاح الأسلحة وتجنيد وتدريب مقاتلين جدد، وتحديث الخطط العملياتية، وترميم البنى التحتية".

ووفقا للتقرير، يجمع حزب الله بين "الإنتاج الضخم للأسلحة البسيطة، مثل الصواريخ قصيرة المدى والأسلحة الخفيفة، وإنتاج الأسلحة الدقيقة والمتطورة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للدبابات والوسائل الإلكترونية المتقدمة".

ويظهر التقرير أيضا أن الحزب "يركز جهود إعادة الإعمار على المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني، التي أصبحت مركز الثقل الجديد له، حيث تتركز مواقع التخزين وأنظمة إطلاق النار والبنى التحتية الدفاعية".

وحتى الآن لم تفلح على ما يبدو مساعي الحكومة اللبنانية لحصر السلاح في يد الدولة، مما يعني نزعه من حزب الله، استجابة لمطالب أميركية إسرائيلية، وهو ما يرجح، وفق تقارير إخبارية، اقتراب إسرائيل من تنفيذ هجمات كبيرة على معاقل الحزب المدعوم من إيران.

والجمعة أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون التزام بلاده باتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، الذي تم التوصل إليه قبل عام برعاية الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال عون: "لكن للأسف، ووفقا لهذا الاتفاق، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل كليا وبشكل كامل من الجنوب بعد مرور 60 يوما من بدئه، إلا أنها لا تزال تحتل 5 تلال، وتضاعف من اعتداءاتها على لبنان في ظل المزيد من التهديدات اليومية ضده وضد أبنائه".

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، لكن إسرائيل لم تلتزم به، ولا تزال قواتها تشن بشكل شبه يومي غارات جنوبي لبنان، كما لا تزال قواتها متواجدة في 5 نقاط داخل الأراضي اللبنانية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل لبنان حزب الله نهر الليطاني إيران عون إسرائيل لبنان حزب الله إسرائيل لبنان حزب الله نهر الليطاني إيران عون أخبار إسرائيل حزب الله

إقرأ أيضاً:

خياران أحلاهما مر


‏مهند أبو فلاح

‏خيارات صعبة جدا تواجه الحكومة اللبنانية في ملف التعاطي مع سلاح حزب الله فقد نجح الصهاينة على ما يبدو ظاهرا في حشر حكام بيروت في زاوية صعبة حرجة تتمثل أما في الصدام المباشر مع المجاميع المسلحة التابعة لهذا الحزب و المنتشرة في العديد من مناطق البلاد كسهل البقاع شرقا و جبل عامل جنوبا و الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت نفسها غربا ، أو مواجهة عدوان صهيوني شامل واسع النطاق يطال المرافق الحيوية في بلاد الارز و البنى التحتية بما يذكر العديد من المواطنين اللبنانيين في حرب تموز عام 2006 .

‏في خضم الجدال السائد المتصاعد حول سلاح حزب الله و التجييش الطائفي المتصاعد يبدو أن حكام تل أبيب يدفعون بقوة نحو تفجير الأوضاع الأمنية في لبنان وصولاً إلى إشعال نيران الفتنة و الحرب الأهلية بين مكونات هذا القطر العربي الاصيل الاجتماعية الذي يعاني بمرارة و على مدار عدة عقود خلت من ضعف جبهته الداخلية التي تعرضت لهزات عنيفة سابقا جعلته على فوهة بركان قابلٍ للانفجار في أية لحظة .

‏حكام تل أبيب بالمقابل يصعدون من وتيرة اعتداءاتهم على بلاد الارز و التي تأخذ طابع الاستنزاف اليومي لحزب الله و هو أمر يطرح العديد من التساؤلات حول السيناريو المفضل لدى حكومة اليمين الفاشي المتطرف بزعامة بنيامين نتنياهو فيما يخص التعاطي مع الملف اللبناني هل هو المضي قدما في غاراتهم الجوية اليومية على عناصر الحزب و أفراده هنا و هناك تمهيدا لشن حرب شاملة واسعة النطاق قد لا يكون هذا الأمر أو هو الخيارتعاكبة المحبذ لدى زعماء و قادة الإرهاب في الدويلة العبرية المسخ على ضوء تجربتهم القاسية في قطاع غزة الصامد المجاهد رغم أنهم يقتاتون على الحروب و يستمدون شرعيتهم لدى جحافل المستوطنين منها أو دفع الحكومة اللبنانية و قواتها المسلحة ممثلة بالجيش النظامي إلى معركة مفتوحة مع عناصر حزب الله المدججة بالسلاح يكون الخاسر الأوحد فيها هو الشعب اللبناني الشقيق .

‏إن المعطيات المتوافرة حتى هذه اللحظة تؤكد أن حكام تل أبيب لا يضعون بيضهم في سلة واحدة و أنهم يشتغلون على عدة خيارات بالتزامن مع بعضها بعضاً و كلها بدائل متاحة يتم تطبيقها فعليا على أرض الواقع و هو الأمر الذي يجب أن يدفع حكومة القاضي نوّاف سلام إلى التعاطي الحذر جدا مع ملف سلاح حزب الله خشية انفلات الوضع إلى ما لا تحمد عقباه و تدهوره على نحو كارثي يطيح بأبسط مقومات السلم الأهلي اللبناني ، فرغم الصعوبات اللوجستية الجمة التي يواجهه هذا الحزب في أعقاب الإطاحة بنظام ال الاسد الحاكم في دمشق سابقا و الذي كان يعد حليفا استراتيجيا لحزب الله إلا أن هذا الأخير مازال قادرا على تحشيد شريحةٍ لا يستهان بها من اللبنانيين من ورائه مما يعقد كثيرا و إلى أبعد الحدود من مهمة الدولة اللبنانية في نزع سلاحه .

مقالات مشابهة

  • موقف إسرائيل من لبنان يترنح بين خيارين.. تقرير يكشف التفاصيل
  • خياران أحلاهما مر
  • المبادرة المصرية بين تفهّم موقف حزب الله ورهانه على إشراك إيران في المفاوضات
  • رئيس لبنان: ملتزمون بالاتفاق مع إسرائيل لكنها تضاعف اعتداءاتها
  • رئيس الحكومة اللبنانية يردّ على حزب الله: قرار الحرب والسلم تُحدّده الدولة وحدها
  • إيران تتوعد إسرائيل بعد غارات الجنوب: دعم مطلق للمقاومة اللبنانية
  • حزب اللهينهي التفاوض؟
  • نواب لجنة التربية يستمعون لرئيس الجامعة اللبنانية حول أوضاع الكليات
  • هل تعود عقارب الساعة اللبنانية سنة إلى الوراء؟