يقال إن المخرج الأميركي الشهير ألفريد هيتشكوك الذي أخرج فيلم الجريمة الأسطوري "سايكو" (Psycho) صرح بأن "33% من المؤثرات في هذا الفيلم تعود إلى الموسيقى"، وكان من المقرر في البداية أن يجري عرض مشهد القتل الشهير في العمل من دون موسيقى تصويرية. لكن الموسيقار بيرنارد هيرمان ابتدع المقطوعة الشهيرة التي أطلق عليها اسم "القتل"، والتي امتزجت فيها صرخات الضحية مع ألحان آلة الكمان، وأحدث حالة من التصاعد الدرامي جمعت بين الترقب والفزع، وتركت لدى المتفرج أثرا لا يندمل حتى بعد عشرات السنين من عرض الفيلم.

وقد أثبتت الدراسات أن موسيقى أفلام الرعب تنشط نظام الاستجابة للخطر في مخ الإنسان، ووجد خبراء علم النفس الصوتي أن بعض السمات الصوتية التي تتكرر في أفلام الرعب تبعث على الفزع في حد ذاتها، مثل صوت الصراخ على سبيل المثال سواء إن كان صراخا بشريا أو بواسطة آلة موسيقية واحدة أو أكثر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيندريك لامار يتصدر ترشيحات "غرامي" 2026.. وليدي غاغا حاضرة بقوةlist 2 of 2اتفاق تاريخي بين "يونيفرسال ميوزيك" ومنصة ذكاء اصطناعي لتوليد الأغانيend of list

وتقول كاثلين تريفور الباحثة في مجال الإدراك الموسيقي بجامعة زيوريخ في سويسرا إنها وجدت بعد دراسة الموسيقى التصويرية لكثير من أفلام الرعب العالمية أن العديد من الإشارات الموسيقية في هذه الأعمال مشتقة في حقيقة الأمر من أصوات الصراخ البشري.

وخلال دراسة أجريت في وقت سابق هذا العام، توصل فريق بحثي إلى أن الأصوات الخشنة تنفذ مباشرة إلى المخ من دون حواجز تعطل عملية الإدراك، فالاستماع إلى صوت صراخ، حتى لو كان صادرا من مسافة بعيدة، يقوم بتحفيز استجابة معينة في المخ حتى لو كان الشخص متعمقا في النوم.

فصوت الصراخ ينشط اللوزة الدماغية، وهي الجزء المسؤول عن التفاعل مع المواقف الخطرة لدى الإنسان، مما يؤدي إلى تفعيل سلسلة من الاستجابات التحذيرية في الجهاز العصبي بالجسم. فالاستماع إلى صوت دوي قصير يجعل الشخص في العادة ينتفض، إذ تتخطى الإشارة العصبية مراكز القرار العليا في المخ وتعطي توجيها مباشرا إلى الجسم للتحرك من أجل تفادي الخطر.

إعلان

وفي تصريحات لموقع "ساينتفيك أميركان" المتخصص في الأبحاث العلمية، تقول تريفور إن موسيقى أفلام الرعب لا تهدف إلى استثارة الشعور بالفزع بشكل مباشر، بل إن ذروة الحدث في مشهد الرعب عادة ما يسبقها تحضير موسيقى يثير لدى المشاهد شعورا بالتوتر والترقب.

وشاركت تريفور في دراسة عام 2023 للمقارنة بين أنماط الموسيقى المختلفة في أفلام الرعب، ووجدت اختلافا واضحا بين الموسيقى المرعبة والموسيقى التي تبعث على القلق والترقب، وتوضح أن الموسيقى المرعبة عادة ما تكون صاخبة وخشنة ومكثفة، في حين أن الموسيقى التي تثير إحساسا بالترقب عادة ما تكون متنوعة ومتدرجة في إيقاعها حيث تؤثر من الناحية البيولوجية على الجهاز العصبي للمستمع وتجعله جالسا على حافة مقعده من شدة القلق.

وترى سوزان روجرز الباحثة في مجال الإدراك الموسيقى بجامعة بيركلي الأميركية أن "بعض الأصوات الموسيقية (في أفلام الرعب) تتشابه مع أصوات الخطر في العالم الفعلي".

وتوضح أن "مجرد الاستماع إلى صوت قعقعة منخفض يجعلنا نشعر بالفطرة بالتحفز لأنه ربما يكون إشارة إلى عاصفة أو زلزال أو تدافع أو أي حدث آخر ينذر بالخطر".

وأضافت لموقع "ساينتفيك أميركان" أن الاستماع إلى الإيقاعات السريعة، لا سيما تلك التي تشبه نبضات القلب، تجعل المشاهد في حالة ترقب، فقد اعتمد المخرج جون كاربنتر في فيلمه الشهير "هالوين" (Halloween) على "تيمة" موسيقية منخفضة تشبه نبض القلب، ويستمر هذا الإيقاع المتكرر مع التصاعد الموسيقى خلال أحداث العنف في العمل.

وتقول تريفور إن "الإيقاعات الموسيقية التي يمكن التنبؤ بها تعطي شعورا بأن الأحداث تسير في اتجاه متوقع"، ولكن موسيقى أفلام الرعب تضفي شعورا بالترقب لأنه لا يمكن التنبؤ بإيقاعها، وهو ما يجعل المشاهد في حالة قلق مستمر، حيث كثيرا ما ينتفض عندما يستمع إلى إيقاع أو دوي مفاجئ.

وتضيف أن المؤلفين الموسيقيين يستخدمون أحيانا نغمات غير متوازنة أو منخفضة حتى لا يعتاد المتفرج موسيقى الفيلم، ومن ثم يفقد الشعور بالخوف.

وتعتقد روجرز أن مخ الإنسان هو جهاز للتنبؤ، وأنه يدخل في حالة من الهدوء إذا ما استمع إلى صوت رتيب أو متكرر، فالإنسان بطبيعته يفقد اهتمامه عند الاستماع إلى أصوات متكررة مثل محرك السيارة أو قطرات المطر.

وعندما ينصت الإنسان إلى صوت خطوات تصعد درجات السلم على سبيل المثال، فإن المخ يتنبأ بأن الخطوات سوف تستمر في الصعود حتى تصل إلى الطابق العلوي، ولكن إذا توقفت في منتصف الطريق فإن المخ يتحول تلقائيا إلى حالة من الترقب.

وتعرف هذه الظاهرة باسم "أخطاء التنبؤ" وهي التي تقوم بتنشيط اللوزة الدماغية والجزء المسؤول عن تكوين الذاكرة في المخ الذي يعرف باسم الحصين. ويلجأ بعض مخرجي أفلام الرعب إلى تسجيلات قديمة بجودة سيئة قد تبدو غريبة على أذن المتفرج العصري، إذ تترك لديه شعورا يعرف باسم تأثير "الوادي الغريب" (Uncanny Valley Effect) وهي حالة شعورية يمتزج فيها الشعور بالغضب مع الاشمئزاز عند التعرض لمؤثرات خارجية معينة تخرج عن شكلها المألوف في الذهن.

إعلان

وتختم تريفور بالقول إن الفكرة من هذه الموسيقى هي أن يشعر المشاهد أن شيئا ما ليس على ما يرام، وهذا في الحقيقة هو أمر مزعج على مستوى عميق داخل النفس البشرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إلى صوت

إقرأ أيضاً:

Predator: Badlands يحقق افتتاحية قياسية ويتفوق على سلسلة المفترس

تمكن فيلم الرعب Predator: Badlands من تجاوز حاجز 39 مليون دولار في افتتاحيته داخل الولايات المتحدة الأمريكية، محققًا أرقامًا قياسية جديدة وحاصلًا على تقييم A- على موقع CinemaScore.

أحمد سعد يهتف لغزة ويرفع علم فلسطين في حفله بألمانيا.. صور أول رد فعل من دينا الشربيني على دعم مي عمر لـ آن الرفاعي بسمة وهبة تدعم آن الرفاعي: "اتفرجي على نهايتهم علشان ظلموكي" بعد الجدل الواسع.. ياسر جلال يكشف حقيقة تصريحاته عن الجزائر أنغام تشعل المسارح بباريس ولندن وحفل ضخم في الأهرامات هبة يسري تدافع عن دينا الشربيني بعد شائعة ارتباطها بكريم محمود عبدالعزيز شريهان ترد على إشادة أحمد مراد: تشرفت بمعرفة عبقرية مصرية نقل محمد صبحي للمستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة موعد حفل علي الحجار في ساقية الصاوي درة وحسن الرداد يواسون محمد رمضان في عزاء والده

وكشفت صحيفة فاريتي أن الفيلم للمخرج دان تراختنبرج يُعد الظهور الجديد لسلسلة أفلام المفترس التي بدأت قبل 38 عامًا عبر إنتاج شركة “20th Century Studios”، وحقق الفيلم يوم السبت 14 مليون دولار، بانخفاض طفيف بنسبة 10% عن إيرادات الجمعة الأولى التي بلغت 15.6 مليون دولار.

ويقترب الإنتاج الجديد من تسجيل افتتاحية قياسية للسلسلة بعد أن حقق 15.6 مليون دولار في أيام الجمعة الأولى، علمًا أن أعلى تقييم سابق كان للجزء الأصلي عام 1987 والجزء الثاني عام 1990، وحصلا على تقييم B+.

وعلى صعيد آخر، سجل فيلم الرعب The Conjuring: Last Rites إيرادات بلغت 491 مليون و70 ألف دولار منذ طرحه يوم 5 سبتمبر الماضي، ومدة الفيلم ساعتين و15 دقيقة، من إنتاج شركة Warner Bros.

وتوزعت الإيرادات بين 177 مليون و470 ألف دولار في شباك التذاكر الأمريكي، و313 مليون و600 ألف دولار على المستوى العالمي، مؤكدًا استمرار قوة الأفلام الرعب في جذب الجماهير.

مقالات مشابهة

  • بوصلة العداء المفقودة والوعي المخطوف.. لماذا يخشى الاستكبار العالمي شعار”الصرخة” ؟!
  • مؤتمر يستعرض أبرز المستجدات في طب المخ والأعصاب
  • Predator: Badlands يحقق افتتاحية قياسية ويتفوق على سلسلة المفترس
  • مهرجان القاهرة السينمائي يعلن أفلام دورته الـ46
  • تكريم عميد قصر العيني من قسم المخ والأعصاب بطب المنصورة
  • هذه معالم سيناريو الرعب لو انضم حزب الله إلى حماس في 7 أكتوبر
  • يُتابعها الكثيرون .. دراسة تكشف مفاجأة غير مُتوقعة عن مشاهدة أفلام الرعب
  • بيت من الديناميت.. حين يتحوّل الرعب السياسي إلى دراما إنسانية
  • أسبوعان تحت الملاحظة وأجهزة تنفس | أستاذ مخ وأعصاب يعلق على تطورات حالة إسماعيل الليثي