الشارقة (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة بحضور الرئيس التشادي.. خالد بن محمد بن زايد يشهد افتتاح فعاليات منتدى الإمارات - تشاد للتجارة والاستثمار «ما هو الفن؟».. رحلة فكرية في جوهر الإبداع

تحت عنوان «المشهد الأول، الفصل الأول: ترجمة الرواية إلى الشاشة»، اجتمع الكاتب والسيناريست الأميركي مات ويتن، والروائي الآيسلندي رجنار يوناسون، في جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، للحديث عن فن تحويل الكلمة المكتوبة إلى صورة متحركة، وعن التوازن الدقيق بين الخيال والبنية الدرامية والواقع الإنتاجي.


وقال ويتن، صاحب التجربة الطويلة في كتابة الدراما التلفزيونية الأميركية، مثل مسلسل «هاوس» الشهير، إن العمل في هذا المجال ليس بريقاً كما يظنّ البعض، بل هو عمل شاق يتطلب صبراً ومرونة.
وأضاف: «في أحد مشاريعي بدأنا بمجرم متسلسل في الحلقة الأولى، لكن بحلول الحلقة الثالثة اختفت الفكرة تماماً، ثم توقّف العرض. القصة ببساطة لم تجد مسارها الصحيح».
وأوضح أن الفرق بين الرواية والسيناريو يكمن في عمق فهم الكاتب لشخصياته، قائلاً: «على الكاتب أن يعرف كل شيء عن بطله، من طعامه المفضل إلى الموسيقى التي يسمعها، لأن الشخصية في السيناريو تُبنى بالفعل لا بالوصف. اكتب كثيراً، شاهد الأفلام التي تحبّها، واقرأ نصوصاً لكتّاب تُلهمك، وكن محاطاً بكتّابٍ مثلك، فذلك ما يجعلك أفضل».
من جانبه، تحدّث يوناسون، صاحب الرواية الشهيرة «الظلام» التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني، عن تجربته مع الأدب المرئي قائلاً إن الطبيعة الآيسلندية هي «الشخصية الخفية» في كل أعماله.
وأضاف: «خلال التصوير كان البرد القارس جزءاً من المشهد، بدا حقيقياً وشعر به المشاهد فعلاً، وهذه الواقعية لا تصنعها المؤثرات بل البيئة نفسها».
وأوضح يوناسون أن الإعداد للعمل التلفزيوني يبدأ منذ الكتابة الأولى للرواية، قائلاً: «قبل أن أبدأ (الظلام) وضعت دراسة من صفحة واحدة أعرّف فيها كل شخصية ودورها، لأن الوضوح في البداية يمنحك الحرية لاحقاً. لا يمكن للكاتب أن يُعدّل بلا نهاية، إذ عليه -في لحظة ما- أن يترك النص يعيش».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: معرض الشارقة للكتاب السينما الروائية الأفلام الروائية معرض الشارقة الدولي للكتاب الرواية الشارقة معرض الشارقة السينما الإمارات

إقرأ أيضاً:

الكاتب السوري سومر شحادة: مصر ذاكرة حيّة للأدب العربي ومركز إشعاع ثقافي بالمنطقة

أكد الكاتب والروائي السوري سومر شحادة، الحاصل على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، أن تجربته الأدبية نشأت من رحم الواقع السوري، مشيراً إلى أن الهوية الاجتماعية في المنطقة تخضع لـ«معادلات متغيرة»، ومشدداً على أن الأدب الجيد ينبغي أن يستند إلى معيار الفن قبل أن يتكئ على الواقع.

وأرجع شحادة في حوار لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين، أسباب اختياره لنشر رواياته في مصر، الى أن السوق المصرية تمثل بالنسبة له أفقاً حقيقياً للكتابة والقراءة العربية، قائلاً: «في مصر، ثمة مجتمع قراءة حقيقي، قارئ يذهب إلى الكتاب بفضول وشغف، ويمنحه وقته وتأملاته، وهذا ما يجعلها من أهم البيئات الثقافية في العالم العربي».

وأكد أن مصر ليست فقط سوقاً للنشر، بل ذاكرة حيّة للأدب العربي ومختبراً دائماً للأفكار والتجارب الإبداعية، مشيراً إلى أن القاهرة ما زالت تُشكّل مركز إشعاع ثقافي وأدبي في المنطقة.

وأوضح أن تعاونه مع دار الكرمة للنشر في القاهرة جاء لوعيه بثراء التجربة المصرية في احتضان الأدباء العرب وإتاحة أعمالهم لجمهور واسع من القرّاء، مؤكداً أن المصريين «يقرأون بوعي نقدي، ويمتلكون حسّاً أدبياً راقياً يتيح للكاتب أن يختبر أثر كلماته في وجدان متنوع».

وأشار شحادة إلى أن كتبه متاحة في معظم معارض الكتب العربية، باستثناء سوريا حتى الآن، مضيفاً: «أشعر بالأمان حين تصدر أعمالي في مصر، لأنها بلد يقدّر الكلمة الحرة ويحتفي بصوت الكاتب، كما أن فيها بنية نشر وتوزيع راسخة، تتيح للكتاب أن يصل إلى قارئه الطبيعي في العالم العربي».

وأشاد شحادة بالتنظيم المتميز لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، واصفاً إياه بأنه واحد من أهم المنصات الثقافية في العالم العربي، لما يقدّمه من مساحة لقاء حقيقية بين الكتّاب والقراء والناشرين من مختلف أنحاء العالم.

وأعرب عن تقديره الكبير لرؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي جعلت من الشارقة عاصمة دائمة للثقافة العربية ومركزاً مضيئاً للحوار الفكري والأدبي، مؤكداً أن المعرض يشكل تجربة معرفية وإنسانية ثرية لكل من يشارك فيه أو يزوره.

وقال شحادة، إنه عاش الحرب ولم يرها من بعيد، مفضلاً تصويرها في أعماله عبر «التفاصيل» لا «العناوين الكبيرة»، معتبراً أن الأدب الحقيقي هو الذي يصوّر شخصيات إنسانية معقدة صنعتها الحرب ويصعب الحكم عليها بشكل مطلق.

وأضاف أنه اتخذ قرار احتراف الكتابة في سنته الجامعية الثالثة لدراسة هندسة الاتصالات والإلكترونيات، معتبراً أن الكتابة كانت خياره المصيري.

وتحدث شحادة عن بداياته الأدبية، موضحاً أنه كان قد أعدّ رواية رومانسية عام 2012، لكنه قرر تأجيل نشرها.. مؤكدا أن الجوائز التي حصدها زادت من إحساسه بـ«مسؤولية الكلمة»، قائلاً: «أبحث اليوم عن أثر أوسع، لكنه أثر أعمق».

وعن اختياره مدينة اللاذقية مسرحاً لأحداث أعماله، قال الكاتب: «الموضوعات هي التي تختارنا، ونحن لا نختارها»، مشيراً إلى أن روايته الجديدة «الهجران» ستصدر قريباً عن دار الكرمة في مصر لتكتمل بها ثلاثية اللاذقية، بعد روايتيه «الآن بدأت حياتي» و«بيوت الأمس». ومعربا عن إعجابه بالأدب العربي المعاصر.

وفي ختام حديثه، عبّر شحادة عن تحفظه تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الرواية، معتبراً أن الكتابة «صوت داخلي وصورة للعالم الإنساني العميق، لا يمكن للآلة أن تحاكيه».

سومر شحادة كاتب وروائي وصحفي سوري، وُلد في مدينة اللاذقية الساحلية عام 1989. بعد أن درس هندسة الإلكترونيات والاتصالات، حوّل شغفه نحو الصحافة، حيث قدّم مساهمات بارزة في المشهد الثقافي العربي. كتب في عدد من الصحف والمجلات والمواقع المرموقة.

برز شحادة كأحد أبرز الأصوات الشابة في الأدب السوري المعاصر، حيث يتناول في كتاباته تعقيدات الواقعين السوري والعربي، الماضي والحاضر، بعيون دقيقة وحسّ إنساني عميق تجاه معاناة البشر. وقد حظيت أعماله بإشادة نقدية واسعة وإعجاب جماهيري كبير.

بدأت مسيرته الأدبية بروايته الأولى حقول الذرة، التي صدرت عام 2016. وبعد عام، نال جائزة الطيب صالح جابر للإبداع الأدبي في مجال الكتابة الإبداعية، مما عزز مكانته كأحد النجوم الصاعدين في المشهد الأدبي العربي. واصل تألقه بروايته الثانية الهجران، الصادرة عام 2019، والتي عززت حضوره الأدبي أكثر، ليحصد بعدها جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 2021، وهي أعلى وسام يمنحه المجلس الأعلى للثقافة في مصر.

في عام 2023، أضاف شحادة إلى مسيرته رواية بيوت الأمس، الصادرة عن دار الكرمة في القاهرة، تلتها رواية الآن بدأت حياتي عام 2024 عن الدار نفسها. وقد رشحته أعماله الأخيرة للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع المؤلفين الشباب (2024- 2025).

من خلال أعماله، يغوص شحادة بعمق في التجربة الإنسانية، متناولاً القضايا التي تعكس التحولات الاجتماعية والثقافية في المجتمعين السوري والعربي. تمتد كتاباته عبر الحدود الجغرافية والزمنية، موثقة آلام وأحلام وطموحات مجتمع يعيش في خضمّ الأزمات. وبأسلوب يمزج الواقعي بالشعري، يقدّم سرداً يلامس القارئ ويثير وعيه ومشاعره. لا توثق أعماله معاناة عصره فحسب، بل تفتح أيضاً باباً لتأمل الهوية والفقدان والمرونة، ما يجعل منه صوتاً أدبياً مؤثراً في المشهد الأدبي العربي المعاصر.

اقرأ أيضاًمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تختتم مشاركتها الفعّالة في فرانكفورت الدولي للكتاب وتُعزز حضورها الدولي على الساحة الفكرية

50 ألف جنيه للفائز.. بدء استقبال المشاركات في جوائز معرض القاهرة للكتاب 2026

أسعار تبدأ من 5 جنيهات.. 75 دار نشر تُشارك في الدورة العاشرة من معرض الإسكندرية للكتاب

مقالات مشابهة

  • مؤلف مسلسل "هاوس" وكاتب رواية "الظلام" يكشفان أسرار تحويل الرواية إلى شاشة السينما والتلفزيون
  • الليلة.. عمرو الليثي يكشف أسرار زكي رستم وشكوكو وسيد زيان في "واحد من الناس"
  • الكاتب السوري سومر شحادة: مصر ذاكرة حيّة للأدب العربي ومركز إشعاع ثقافي بالمنطقة
  • زاهي حواس يستعرض أسرار الحضارة المصرية القديمة في «الشارقة للكتاب»
  • جلسة أدبية تناقش الرواية كمساحة للتمرد والبحث عن المعنى في الشارقة للكتاب
  • د. زاهي حواس: وجدنا ممراً في هرم خوفو ينتهي بباب وفي 2026 سنكشفُ للعالم كشفاً عظيماً
  • ​من "الكسالة" إلى "اللغة النوبية".. أسرار الإلهاء والتمويه التي شلّت القيادة الإسرائيلية قبل العبور
  • روائيون: المكان يشكّل الهوية ويعكس تحولات المجتمع في الرواية الإماراتية
  • توقيع أعمال الكاتب محمد سلماوي بجناح هيئة الكتاب بمعرض الشارقة- (صور)