بوصلة العداء المفقودة والوعي المخطوف.. لماذا يخشى الاستكبار العالمي شعار”الصرخة” ؟!
تاريخ النشر: 10th, November 2025 GMT
يمانيون|تحليل: محسن علي
معركة الوعي.. حيث يبدأ السقوط أو النصر، لم تعد المعركة التي تخوضها الأمة الإسلامية مع قوى الاستكبار العالمي، في طليعتهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى واذيالهم في المنطقة، معركة حدود أو جيوش فحسب، بل تحولت إلى حرب ناعمة تستهدف العقل والوجدان.
إن أخطر ما يواجه الأمة اليوم هو محاولة العدو الممنهجة لـ “تغييب الوعي”، و “مسح السخط” المقدس على الظالمين، و “قتل الاهتمام” بالقضايا المصيرية، وصولاً إلى “تجزئة الساحات” وتحويل الأمة إلى كيانات متناحرة.
الرؤية القرآنية والحل العملي وفق ثقافة المشروع القرآني
يضيء المشروع القرآني على الدور المحوري لشعار “الصرخة في وجه المستكبرين”، الذي أطلقه الشهيد القائد المؤسس السيد حسين بدر الدين الحوثي، وواصل رفع الراية والشعار من بعده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، كآلية فعالة لتوليد السخط وتناميه، وتثبيت بوصلة العداء، وتوحيد الأمة في مواجهة أعدائها الحقيقيين, ولذا فإن العدو يدرك أن الأمة الواعية هي الأمة المقاومة والمجاهدة والمستبصرة والمنتصرة والموعودة بالغلبة من الله تعالى.
حديث نبوي يوصف واقع الأمة
تتنوع أساليب العدو وتتكامل لتحقيق هدف واحد ألا وهو تحويل الأمة من أمة واعية مجاهدة إلى كيان مستسلم ومجزأ ومبعثر ومتناثر كما هو الحال القائم في اوساط الأمة الإسلامية والعربية في ظل تكالب الأمم الأخرى عليها حيث تحولت إلى فريسة للدول الغربية, وقبلها الحملات الصليبية والتتار, وبالعودة إلى استشراف النبي المصطفى لمستقبل الأمة نجد أن واقع اليوم يجسد مصاديق قول رسول الله صلوات الله عليه وآله « ستتكالب عليكم الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها… قالو أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله..! قال بلى.. أنتم كثيرون ولكنكم كغثاء السيل», ولذلك فإن أولى خطوات أساليب الهيمنة الخبيثة للأعداء هو إفراغ الوعي من محتواه الجهادي، وتحويل السخط من العدو الحقيقي إلى صراعات داخلية هامشية.
تغييب الوعي وتزييف الحقائق
يعتمد العدو على استراتيجية الوسوسة التدريجية وسياسة الترويض التي تبدأ بتغيير خفي في المفاهيم والقيم، على غرار اسلوب الاستدراج بزعامة الشيطان الرجيم ومن قبل أولياءه.
الغزو الفكري والثقافي
يتمثل في السيطرة على منابر التعليم والإعلام والثقافة، وإعادة تشكيل عقول الأجيال وفق النموذج الغربي المادي، ومن أخطر مظاهره “محاربة اللغة العربية لصالح اللغة الإنجليزية” وتغيير ثقافة الأمة وبناء جيل يتولى الأعداء وينبهر بحضارتهم القائمة على الدماء والجرائم والانتهاكات.
التشكيك في المبادئ الإسلامية
يتم تصوير المبادئ والأوامر الإلهية على أنها قيود تعيق التطور والحرية، بينما تُروّج المعاصي والانحرافات تحت عناوين براقة مثل “حقوق الإنسان” و “الحرية الشخصية” و “حقوق المرأة”، مما يؤدي إلى سلخ الأمة عن دينها وقيمها وفطرتها ومسؤولياتها.
مسح السخط وقتل الاهتمام وفرض الاستسلام
ولضمان عدم وجود أي مقاومة او تحرك اسلامي يواجه مخططات العدو, يسعى إلى تخدير الأمة نفسياً وعملياً بالترغيب مرة والترهيب تارة أخرى، وفرض الهزيمة النفسية والصمت، والعمل على تكميم الأفواه وصولا للاستحكام الكامل بشبكة الانترنت العنكبوتية ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي في زمن طفرة ثورة التكنولوجيا العالمية اليوم، ومنع أي صوت حر يناهض الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ويفضح مخططاتها ويكشف قذارة وابعاد تحركاتها، وفرض حالة من الذل والخوف تصل إلى حد الجبن، بحيث يفقد الناس الجرأة على التعبير عن موقفهم او أن ينبسوا ببنت شفه، وما حصل بعد احداث الـ١١ من سبتمبر للأمة خير دليل وشاهد.
صرف بوصلة العداء
يتم توجيه حالة السخط الشعبي بعيداً عن العدو الحقيقي (أمريكا وإسرائيل) الذي وصفهم الله في محكم كتابه نحو أعداء وهميين أو داخليين او خارجيين، أو نحو أحرار الأمة، في حرب تضليلية تهدف إلى تشتيت الجهود، بواسطة الإعلام وعلماء السوء وصحفيين ونخب ثقافية وسياسية مأجورة باعت ضمائرها في سوق النخاسة السياسي.
سياسة التطويع
تتمثل في تقديم الأعداء لأنفسهم كـ “محررين” وصناعة المبررات لتدخلهم، بهدف إبقاء الأمة في حالة جمود واستسلام، حيث أن المطلوب هو “الصمت والإستسلام والسكوت” لتبقى الساحة مفتوحة أمام الأعداء ويشجعهم على الطمع فيها, وفي هذا السياق كانت ردود الشهيد القائد على التهديدات التي كانت توجه لطلائع المجاهدين بقوله ” مهما حاولوا أن نصمت.. لا.. لن نصمت.. مهما كانت الوعود”.
تجزئة الساحات وتفتيت الوحدة
إن تجزئة الأمة على أسس قومية أو مذهبية أو جغرافية هي استراتيجية قديمة متجددة تهدف إلى إضعافها من خلال عدة أساليب وبرامج عمل تتركز على أربعة مسارات رئيسية, في مقدمتها أولا “تغييب الوعي” وتزييف الحقائق لتحقيق هدف رئيسي يسعى له وهو إعادة تشكيل عقول الأجيال وفق النموذج الغربي المادي, فيما يواصل مساراه الثاني في “طمس وقتل الاهتمام بالقضايا المركزية على رأسها فلسطين والمسجد الأقصى” بهدف تخدير الأمة نفسيا وعمليا لضمان عدم التحرك والجهاد والمقاومة, فيما جوهر المسار الثالث يدور حول استمرار “تجزئة الساحات” وتفتيت الوحدة, ما أدى إلى إضعاف الأمة وإغراقها في صراعات داخلية وخلافات هامشية , بينما المسار الرابع هو “تمزيق الدول وعزل الشريعة الإسلامية” من خلال العمل على تفتيت وحدة المسلمين وتمزيق الدول الإسلامية إلى أقاليم وكنتونات صغيرة ليسهل هضمها وابتلاعها, وإحلال قوانين لا تمت للدين الإسلامي وقيمه وتشريعاته السمحة بأية صلة أو مبدأ مما يضمن للأعداء حرية الحركة دون تحرك موحد لأمة الملياري ونصف المليار مسلم..!
شعار الصرخة سلاح لتوليد السخط وتثبيت الوعي
في مواجهة هذه الأساليب التدميرية وأمام واقع كهذا، جاء المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي منذ العام ٢٠٠٠م، رافعا شعار “الصرخة في وجه المستكبرين” و” ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية” كأداة عملية وفعالة وأرضية صلبة وراسخة لتشكيل وإعادة بناء الوعي وتوليد السخط وتناميه على الأعداء، وسلاح استراتيجي أثبت جدوائيته وفاعليته الكبيرة في الميدان, تدرك أمريكا وإسرائيل أبعاده وأهميته وآثاره في صون الأمة وحفظ كرامة أبنائها وأوطانها وبسط سيادتها ونيل استقرارها، ولذا تحركت أمريكا منذ اول يوم على محاولة القضاء على هذا الشعار وعلى المسيرة القرآنية واستخدمت السلطة الظالمة أداة طيعة لشن ٦ حروب ظالمة على صعدة نتج عنها في الحرب الأولى استشهاد الشهيد القائد رضوان الله عليه.
الصرخة من منظور الشهيد القائد السيد حسين الحوثي
منذ أطلقت امريكا سهام الشر والإجرام لمشروعها التدميري لقتل أبناء الأمة واحتلال بلدانها ونهب ثرواتها تحت مزاعم الحرب على «الإرهاب» ودشنت تحركها العسكري بالعدوان على أفغانستان وبعدها غزو واحتلال العراق٢٠٠٣م وسط إذعان رؤساء وملوك وقادة أنظمة الدول العربية لخطاب الرئيس الأمريكي آنذاك “بوش” وإبداء طاعتهم المطلقة له، برز صوت واحد في العالم الإسلامي والعربي من أعالي جبال مران الشامخة والشاهقة في محافظة صعدة شمال اليمن، يزأر ويزمجر بهتاف الشعار ” الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام ” كموقف عملي يناهض المشروع التوحشي القادم من دول الغرب الكافر لالتهام المنطقة, محطما بذلك جدار الصمت ويحصن اليمن من مخطط الاستباحة، وأطلق الشهيد القائد الصرخة لتكون أكثر من مجرد شعار، بل “موقف أراد أن يثبته في وعي أبناء الأمة الإسلامية والعربية وفي مقدمتهم الشعب اليمني وقد أكد على أن الصرخة هي:”صرخة حقّ لا يُهزم، وعزم لا يلين، وكرامة لا تُهان، ورؤية لا تضلّ، ومسار لا ينحرف” كما شدد على أن “معرفة العدو أول طريق التحرير” وأن الصرخة هي الآلية التي تعيد “تثبيت هوية الأمة، مشخصاً من خلاله العدو والمسار لبلوغ النصر” وتذكير دائم بأن العدو يسعى إلى “تغيير ثقافة الأمة وبناء جيل يتولاهم”، وأن المواجهة تبدأ بالوعي.
الصرخة تحرير من حالة الذل
يؤكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الدور العملي للصرخة في كسر الحواجز النفسية والعملية التي فرضها العدو, وهي كسر حاجز الخوف والصمت, ويرى أن الشعار كان “كاسرًا لحاجز الخوف” و “محرّراً من حالة الذلة”، وقد “كسرت الصرخة حاجز الصمت، ومساعي الأعداء لتكميم الأفواه” كما إنها منحت الأمة الجرأة على التعبير عن موقفها ورفض حالة الاستسلام والاستعباد لغير الله جل وعز في الوقت الذي تفرض واشنطن نفسها على أنها آلهة تعبد من دون الله.
تثبيت بوصلة العداء
يوضح السيد القائد أن الشعار نجح في “تثبيت بوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة”، ومواجهة الحرب الأمريكية التضليلية التي سعت لصرف حالة السخط في وعي الشعوب العربية والاسلامية عن الشيطان الأكبر باتجاه دول إسلامية ومن بينها إيران على أنها العدو، فيما تقدم امريكا نفسها على انها راعية السلام والمنقذ الوحيد والحمل الوديع.
رفض الاستسلام والتدجين
يؤكد السيد القائد أن الصرخة كسر “حالة الاستسلام والتدجين والصمت” التي يُراد فرضها على الشعوب، مشيراً إلى أن المشروع القرآني أتى “بالشعار، بالصرخة في وجه المستكبرين، بالتثقيف القرآني” كبرنامج عمل متكامل يشق طريقه مهما كانت الصعاب، ولقد مثّل شعار الصرخة في وجه المستكبرين، سلاح فعال يصرخ به اليوم الشعب اليمني في مسيراته المليونية الداعمة لفلسطين، وتحول في زمن السيد القائد من كلمات إلى صواريخ ومسيرات وغواصات وقناصات وقاذفات تقض مضاجع الأعداء .
رسالة لا تفوت
تعد معركة الوعي هي المعركة المصيرية والأولى، وأساليب الأعداء في تغييب الوعي ومسح السخط وتجزئة الساحات مشروع عنوان لا يتوقف وحملة ممنهجة ومدروسة أعدت بإحكام ودهاء, بينما قوة الأمة تمكن في يقظتها ووعيها، وفي قدرتها على تحديد عدوها الحقيقي ورفض حالة الاستسلام القائمة, وإن التمسك بهذا الشعار، إلى جانب التثقيف القرآني، هو الطريق الوحيد لتوحيد الساحات، وقتل الاهتمام بالصغائر، وإحياء الاهتمام بالقضايا الكبرى، والتحرر من الهيمنة الأمريكية، كما تنبأ بهذا الشهيد القائد بقوله لثلاثة من المجاهدين الذين كانوا معه” وستجدون من يصرخ معكم إن شاء الله بهذا الشعار ليس في هذا المكان وحده بل وفي مناطق كثيرة”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الصرخة فی وجه المستکبرین بدر الدین الحوثی المشروع القرآنی الشهید القائد السید القائد على أن
إقرأ أيضاً:
"العالمي للفتوي" يؤكد: المرأة شريك القيادة وصانعة الوعي
نظم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالتعاون مع جامعة طنطا ندوة توعوية موسعة تحت عنوان: «التاء المربوطة في موقع القيادة»، وذلك في مقر كلية التربية بجامعة طنطا، بحضورٍ كبير من أعضاء هيئة التدريس والطلاب وعدد من الشخصيات الأكاديمية والعلمية.
جاء ذلك في ضوء توجيهات الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وضمن فعاليات برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية الذي أطلقه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بهدف دعم الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع.
جاءت الندوة تأكيدًا على النهج الوسطي للأزهر الشريف في معالجة القضايا الفكرية والاجتماعية المعاصرة، وإبراز الدور الحقيقي للمرأة في بناء الأسرة ونهضة المجتمع، في ظل ما تواجهه من تحديات فكرية ومجتمعية في العصر الحديث.
ترحيب رسمي ودعوة للوعي والتكامل بين المؤسساتاستُهلت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية للأستاذ الدكتور أحمد محمد الحسيني هلال، عميد كلية التربية بجامعة طنطا، الذي عبّر عن اعتزازه باستضافة نخبة من علماء الأزهر الشريف، مؤكدًا أن التعاون بين المؤسسات التعليمية والدينية يمثل ركيزة أساسية في بناء الإنسان الواعي والمثقف، القادر على التمييز بين المفاهيم الصحيحة والدخيلة.
وقال الدكتور هلال في كلمته إن جامعة طنطا تسعى دائمًا إلى فتح آفاق الفكر والحوار أمام الشباب، بالتنسيق مع الأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللقاءات تسهم في تحصين العقول ضد الأفكار الهدامة وتعزيز القيم الدينية والوطنية.
مشاركة علمية موسعة.. حضور نسائي بارز وأطروحات رصينةشارك في الندوة نخبة من العلماء والأكاديميين المتخصصين من الأزهر وجامعة طنطا، وهم:
الدكتورة أمل محمد عبد الستار، الأستاذ بكلية الطب والمدير التنفيذي للمركز الرئيسي للخدمات العامة المجتمعية بجامعة طنطا.
الدكتورة أميرة رسلان، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
الدكتور بلال خضر، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
الدكتور إبراهيم كمال، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
وقد تناولت المحاضرات أبعادًا متعددة لقضية المرأة ودورها القيادي والتنموي، مستعرضةً الرؤية الإسلامية الأصيلة التي وضعت المرأة في موقع التكريم والتقدير، لا التهميش أو الإقصاء.
المرأة في القرآن والسنة.. نماذج خالدة تلهم الأجيالركزت الندوة على استعراض النماذج النسائية الرائدة في القرآن الكريم، التي تحملت المسؤولية وأثبتت قدرتها على مواجهة التحديات، مثل السيدة مريم ابنة عمران التي خلد الله ذكرها بالإيمان والثبات، وامرأة فرعون التي أصبحت رمزًا للمقاومة والإيمان رغم الظلم والطغيان.
كما تطرقت الندوة إلى نماذج مؤثرة من السنة النبوية، منها مشورة أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، والتي كانت سببًا في انفراج موقفٍ صعبٍ للأمة الإسلامية، وكذلك دور السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها في حادثة الهجرة النبوية حين تحملت مسؤولية عظيمة في سبيل نصرة الدين.
وأكد المتحدثون أن هذه النماذج تمثل قدوة للمرأة المسلمة المعاصرة، فهي ليست فقط نصف المجتمع، بل شريكٌ كامل في بناء الأسرة ونهضة الأوطان، ولها دورٌ في التربية والتعليم والقيادة والعمل الخيري والاجتماعي.
الإسلام ودفاعه عن كرامة المرأة وحقوقهاأوضحت الدكتورة أميرة رسلان في كلمتها أن الإسلام جاء ليكرم المرأة ويصون مكانتها، بعد أن كانت مهانة في الجاهلية، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية رفعت شأنها كأم وزوجة وابنة وقائدة، ومنحتها حق التعليم والمشاركة في القرار والعمل الشريف.
كما بيّن الدكتور بلال خضر أن القرآن والسنة أقرّا العدالة بين الجنسين في الكرامة والتكليف والمسؤولية، لا المساواة المطلقة في الأدوار، مشددًا على أن المرأة في الإسلام عنصر بناء لا تابع، وأن نجاح الأسرة والمجتمع مرهون بوعيها وثقافتها.
بينما تناول الدكتور إبراهيم كمال دور الأزهر الشريف في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي حول حقوق المرأة، مؤكدًا أن كثيرًا من الأفكار المتطرفة تحاول تشويه صورة الإسلام وتزييف الحقائق حول علاقة الرجل بالمرأة.
قيم أخلاقية وسلوكية.. ضوابط لنجاح الدور النسائيلفتت الندوة إلى ضرورة تمسك المرأة بالأخلاق الإسلامية والقيم المجتمعية في تعاملها داخل الأسرة وفي مجال العمل العام، خاصة في زمن الانفتاح الإلكتروني، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ساحةً للتأثير والتوجيه.
وأكدت المحاضِرات أن وعي المرأة بقيم دينها وحسن تمثيلها لأخلاق الإسلام يجعلها قدوة إيجابية لبنات جيلها، ويحصّن الأسرة من الانحرافات الفكرية والسلوكية. كما شددت الندوة على أن النجاح المجتمعي يبدأ من الأسرة الواعية، التي تقودها أمٌ حكيمة تدرك دورها في غرس القيم الدينية والوطنية في أبنائها.