ملتقى الطفل بالجامع الأزهر يناقش أهمية العمل وإتقانه
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم السبت، النسخة الثانية والأربعين من ملتقي الطفل، والذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات تحت عنوان "الطفل الخلوق - النظيف - الفصيح".
دار موضوع حلقة اليوم حول "أهمية العمل وأهمية إتقان العمل"، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبمتابعة د.
أكد الدكتور عبدالرحمن أبو شنب، الباحث بوحدة شؤون الأروقة بالجامع الأزهر، أن العمل وسيلة لإصلاح الحياة، والإسلام دعا إلى العمل وحث عليه وبين أن عمل الإنسان ينتقل معه إلى الدار الآخرة ليُجزى هناك على حسب عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، قال الله تعالى﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨) ﴾ وعن سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَمْسَى كالًّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ أَمْسَى مَغْفُورًا لَهُ».
وشدد أبو شنب، على أن العمل في الإسلام هو أمر مطلوب من المسلم أن يقوم به على الوجه الأحسن والأفضل لأن هذا العمل سوف يعرض على الله ورسوله والمؤمنين ، قال تعالى"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ".
وأضاف د. عبد الرحمن: ليس معنى هذا أن العمل في الإسلام هو مجرد العمل للآخرة بل إن الإنسان مسؤول عن عمارة الدنيا، فالإسلام لا يعرف حياة التواكل بل إن الإسلام لا يرى في المسلم إلا كادحا عاملا مؤديا دوره في الحياة آخذا منها معطيا لها، ورد عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ , فَرَأَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ , فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ , وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى تَفَاخُرًا وَتَكَاثُرًا فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ».
وذكر الباحث بإدارة شئون الأروقة، بعض ثمرات الإتقان في العمل؛ كالفوز برضوان الله عز وجل، والمساهمة في بناء صرح الوطن وتقوية كِيانه، فيعيش الناس في رغد ووفرة ومنعة، واكتساب ثقة الناس، ومضاعفة الإنتاج وزيادة الأرباح ، وأخيرا توثيق عُرَى المحبة بين أفراد المجتمع، مستشهدا بقول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ ".
وتابع: وبالعودة إلى السيرة النبوية نراه عليه الصلاة والسلام القدوة الصالحة في مجال العمل وإتقان العمل، فاقتدى به الصحابة رضوان الله عليهم، وعلينا نحن أن نقتدي به صلوات ربي وسلامه عليه في الإلتزام بإتقان العمل.
وحول تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى النشء، تناول أحمد عبدالعزيز، الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالأروقة الخارجية، "الفعل المضارع وعلاماته"؛ موضحاً أن الفعل المضارع هو الفعل الذي يدل على معنى في نفسه مقترنا بزمان يحتمل الحال أو المستقبل، ومعنى ذلك عند قولنا: "يدرسُ الطّالب"؛ يتبيَّن لنا أن الفعل "يدرس" هو فعلٌ مضارعٌ دلَّ على معنى في نفسه وهو فعل "الدِّراسة"، وهذا المعنى مقرون في الزمن الحاليّ ويحتمل المستقبل، وعلامة الفعل المضارع أن يقبل دخول "لم" أو "لن" أو "سوف" أو "السين"، وهو فعل مُعرَب؛ أي تتغيَّر حركة آخره بتغيُّر ما يسبقه أو يلحق به من حروف، إلّا أنّه مرفوعٌ في أصله، فما هي علامات رفعه؟.
وبين الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالأروقة الخارجية، أن من علامات رفع الفعل المضارع الضمَّة الظّاهرة، وذلك إن كان الفعل صحيح الآخر، مُجرَّدًا من أدوات النَّصب والجزم، ومثال ذلك قولنا: يقرأُ الطالبُ الدَّرسَ؛ فالفعل "يقرأ" صحيح الآخر غير مسبوق بأداة نصب أو جزم؛ لذلك يكون إعرابه فعلاً مضارعًا مرفوعًا وعلامة رفعه الضمَّة الظّاهرة على آخره.
وفي نهاية الملتقى، اختتم الباحثان حديثهما بالإجابة عن بعض الأسئلة حول الموضوع، وأثناء الشرح استخدم الباحثان بعض الشرائح التوضيحية، معتمدَيْن على أسلوب المناقشة والتحاور مع الأطفال، تشجيعاً لهم على المشاركة.
ملتقى " الطفل الخلوق والنظيف والفصيح" يعقد يوم السبت من كل أسبوع بالجامع الأزهر، ويتم تنفيذه في بعض المحافظات ، وذلك لتربية النشء على أسس صحيحة، وفهم عميق لأخلاقيات ديننا الحنيف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بالجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
موقف الرئيس بري يُعَّول عليه
بين ما حمله الموفد الأميركي الجديد إلى لبنان توماس برّاك إلى المسؤولين اللبنانيين، الذين أجمعوا على أن إدخال لبنان في حرب جديدة سيكون كارثيًا هذه المرّة، وبين موقف الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي أعلن عدم وقوفه على الحياد في الصراع الدائر بين مَن مدّ المقاومة الإسلامية بالمال والسلاح وبين عدّو لم يترك شيئًا إلا ودمرّه في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت، يقف اللبنانيون محتارين أمام سيناريوهات تُرسم هنا وهناك عن إمكانية دخول "حزب الله" في "حرب الكبار"، وهي حرب قد تعني هذه المرّة إذا ما قرّرت القيادتان السياسية والعسكرية في "الحزب" الانجرار إليها أن قيامة لبنان ستصبح مستحيلة بعدما بدأت تلوح في الأفق بوادر الخروج من الحلقة الجهنمية. فهذا السؤال عمّا إذا كان "حزب الله" سيُدخل لبنان من جديد في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل يطرحه كل لبناني على نفسه، حتى ولو كانت إسرائيل طرفًا فيها، وهي العدو الذي عانى منه اللبنانيون ما عانوه على مدى عقود طويلة. وهذا السؤال الباقي من دون جواب حتى الساعة بفعل الموقف الملتبس للشيخ نعيم قاسم، يقلق الجميع، مسؤولين ومواطنين، حتى "الأخ الأكبر"، الذي بدا موقفه الواضح والجلي برفض الدخول في هذه الحرب الكبرى متناقضًا مع موقف الأمين العام. وعلى رغم أن لا أحد لديه الجواب الشافي عن هذا السؤال المقلق فإن لبنان والمنطقة والعالم بأسره لا يزالون ينتظرون نتائج هذه المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، بعد الضربة الاميركية القاسية ليل امس لايران، وسط خشية من أن تتحّول هذه الحرب إلى حرب كونية قد تكون أسوأ أنواع الحروب، التي شهدتا الكرة الأرضية على الاطلاق. وأمام هذه المشهدية الرهيبة تبدو مشاكل لبنان الداخلية، على أهميتها، صغيرة قياسًا إلى ما هو آتٍ في حال فّرضت عليه حرب لا يزال ينظر خلفه لما أسفرت عنه الحرب التي شنّتها عليه إسرائيل، التي اتخذت من "حرب مساندة غزة" ذريعة لصبّ جام حقدها على هذا البلد، الذي يناقضها في كل شيء وبالأخص في ميزة عيش أبنائه بين بعضهم البعض في تعددية دينية وثقافية هي مصدر غنىً.فالملفات الأساسية التي كانت مطروحة على بساط البحث قبل بدء إسرائيل بحربها على إيران قد وُضعت على رفّ الانتظار في الوقت الراهن، من سلاح "حزب الله" الى السلاح الفلسطيني وقضايا داخلية أخرى، وذلك حتى انقشاع صورة المشهد الإيراني – الإسرائيلي.
من الطبيعي أن يكون موقف كل من الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام معارضًا لزجّ لبنان في حرب لا هوادة فيها، ولكن ما هو فوق الطبيعي أن يأتي موقف الرئيس نبيه بري متناقضًا، أقله في العلن، مع موقف الشيخ نعيم قاسم. وهذا التناقض أطلق العنان للكثير من التفسيرات على رغم أن الطرفين حاولا التقليل مما أعطي لموقفهما من تفسيرات وتأويلات.
إلاّ أن هذا الموقف المتقدّم للرئيس بري اعتبرته أوساط سياسية مراقبة أكثر واقعية من أي موقف آخر على رغم أهمية موقف رئيس الجمهورية، الذي أوحى بكلامه الأخير بأن قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية، وليس في يد أي طرف آخر، حتى ولو كان قرار هذا الطرف مغايرًا للتوجّه العام. واللافت أن موقف الرئيس بري تزامن مع زيارة الموفد الأميركي، الذي يُقال إنه تمنّى على رئيس مجلس النواب بصفته أقرب المقربين إلى "حزب الله" أن يقدّم النصح إلى "حزب الله" بأن يفكّر ألف مرّة هذه المرّة قبل أن يقدم على أي عمل لا يعود ينفع معه الندم.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة أسامة سعد للمتطوعين في الانتخابات البلدية: أنتم أمل نعول عليه لاستكمال مسيرة النضال Lebanon 24 أسامة سعد للمتطوعين في الانتخابات البلدية: أنتم أمل نعول عليه لاستكمال مسيرة النضال