الدويري: الاحتلال يقضم مناطق جديدة بغزة حتى يفاوض عليها بالمرحلة الثانية
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
خلافا لما تقوله الحكومة الإسرائيلية، تعكس العمليات التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة خرقا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث يجري العمل على إخلاء عدة مناطق من سكانها والسيطرة عليها، كما يقول الخبير العسكري اللواء فايز الدويري.
وفي تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، أكد الدويري أن عمليات النسف التي ينفذها جيش الاحتلال تستهدف السيطرة على مساحات أوسع من الأرض، لكي تصبح جزءا من التفاوض خلال المرحلة الثانية.
ولا يتماشى السلوك الإسرائيلي مع بنود الاتفاق، وفق الدويري، الذي أكد أن وقف إطلاق النار يعني وقفا تاما لعمليات القتال من الجانبين، مشيرا إلى إمكانية شن هجمات على قوات الاحتلال من مليشيات تابعة لها في غزة حتى يبرر توسيع وجوده.
وتحاول إسرائيل تحقيق مكتسبات آنية تحت مظلة الاتفاق بإجبار عائلات كاملة على الخروج من الشجاعية مثلا بسبب وقوع عملية هنا أو هناك، حتى تقايض على هذه المناطق في المرحلة الثانية بدلا من مغادرة الخط الأصفر، حسب الدويري.
مئات الخروقاتورصد مكتب الإعلام الحكومي في غزة 400 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في العاشر من الشهر الماضي، مما أدى لسقوط 300 شهيد ومئات الجرحى.
في المقابل، قال جيش الاحتلال إن لواء كفير يعمل في منطقة الخط الأصفر لتدمير بنى تحتية تستخدم في هجمات عسكرية، وقال إنه عثر على عديد من البنادق والقنابل.
ويعمل جيش الاحتلال على توسيع المنطقة الصفراء التي يسيطر عليها وفق الاتفاق، والتي تمثل 53% من مساحة قطاع غزة. ووقعت عديد من الاستهدافات ونسف البيوت في الشجاعية وبيت حانون شمالا وخان يونس جنوبا، بزعم وجود تهديدات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي بغزة وحماس تتهم نتنياهو بالسعي لاستئناف الإبادة
جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على قطاع غزة اليوم الخميس وذلك بعد يوم من استشهاد 28 فلسطينيا على الأقل في سلسلة غارات زعم الاحتلال أنها استهدفت قيادات في كتائب القسام، وهو ما نفته حركة حماس التي اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لاستئناف الإبادة الجماعية في غزة.
وأكد الدفاع المدني في غزة استشهاد 3 فلسطينيين اليوم إثر قصف طائرات إسرائيلية منزلا بمنطقة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوب القطاع.
كما استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون في قصف مدفعي استهدف منازل في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
يأتي ذلك بعد ساعات من شن الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على أحياء في مدينتي غزة وخان يونس، وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع أن الغارات أسفرت عن استشهاد 28 فلسطينيا وإصابة 77 منذ صباح أمس الأربعاء.
وأفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال في غارة إسرائيلية على مبنى يؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وأضاف أن إصابات عدد منهم خطيرة.
كما أكدت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي استشهاد 3 وإصابة آخرين في قصف من مسيرات إسرائيلية على خيام نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس.
وفي مدينة غزة أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد فلسطينييْن وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح متفاوتة بعضها خطيرة إثر غارات جوية وقصف مدفعي على مناطق خارج الخط الأصفر في حي الشجاعية شرقي المدينة.
كما أصيبت امرأة برصاص جيش الاحتلال في شارع يافا بحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
"بدأ الموت مجددا"وقال أشرف أبو سلطان من مدينة غزة لوكالة الصحافة الفرنسية "لا أعرف ماذا تريد منا إسرائيل والعالم، القتل والقصف لا يتوقف، عدت لغزة يوم الأحد مع عائلتي بعد عام من النزوح في الجنوب، بالكاد أصلحنا غرفة في منزلنا المدمر لنحاول أن نستقر منذ يومين فقط، بدأ القصف والموت مجددا، لا يتركون لنا مجال لأخذ نفسنا".
من جهتها، روت نيفين أحمد وهي نازحة من مدينة غزة في منطقة المواصي، ما شاهدته وقالت "إسرائيل تقلب الدنيا في ثانية، فجأة بدأ القصف، كنت أتحدث مع جارتي حين سمعنا صوت القصف وشاهدنا الدخان يتصاعد، الناس كانت تركض وأصوات الإسعاف تنتشل الشهداء".
إعلانوقالت نهى فتحي، وهي نازحة من شمال قطاع غزة إلى المواصي، إنه في "اليومين الماضين كان الحديث عن قوات دولية في غزة، اليوم عشرات الشهداء تقتل في القطاع بدون مقدمات، العالم لا يترك لنا أملا لنحلم بل يجعلونا نتمنى الموت كل لحظة".
وأضافت "لا يمكننا الاحتمال، نريد انتهاء الحرب تماما، أو فتح المعابر، نحن في سجن للموت. لا يمكن أن نستمر بالعيش بهذا الشكل، قصف، موت، حصار، نزوح".
تبرير وإدانةوبرر جيش الاحتلال تصعيده للهجمات على غزة أمس بأنه هاجم أهدافا تابعة لحركة حماس ردا على ما قال إنه استهداف لقواته في منطقة خان يونس.
في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر أمني أنّ سلاح الجو استهدف اجتماعا لقيادات في حركة حماس بحي الزيتون شرق غزة، وقل المصدر الأمني الإسرائيلي إن من بين القيادات التي تم استهدافها قائد كتيبة الزيتون، ونائب قائد المنطقة، ورئيس الوِحدة البحرية في كتائب عز الدين القسام.
في المقابل دانت حركة حماس "المجزرة مروعة في مدينتي غزة وخان يونس"، وأكدت في بيان أنها ترفض ادعاءات إسرائيل حول تعرّض قواتها لإطلاق نار، وقالت إن ذلك "محاولة واهية ومكشوفة لتبرير جرائم المحتل وانتهاكاته التي لم تتوقف".
وأضافت الحركة أن الغارات الإسرائيلية تعدّ تصعيدا خطيرا يسعى من خلاله نتنياهو، الذي وصفته بمجرم حرب، إلى استئناف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن التصعيد الإسرائيلي خلف منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار -في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي- أكثر من 300 شهيد، مع استمرار سياسة هدم ونسف البيوت، وإغلاق معبر رفح البري.
وطالبت الحركة الإدارة الأميركية بالوفاء بتعهداتها المعلنة، والضغط الفوري والجاد للجم الاحتلال الإسرائيلي، وإجباره على احترام وقف إطلاق النار ووقف الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني.
كما طالبت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، بصفتهم جهات ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بالوفاء بتعهداتهم وإلزام الاحتلال بوضع حدّ فوري لخروقاته التي تهدّد مسار وقف إطلاق النار.
وبدأت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتوقفت بعد عامين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بعد أن خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.