نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا سلطت خلاله الضوء على  تنسيق جهود لإجلاء سكان غزة إلى الخارج من قبل جهات غامضة وذات صلة محتملة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي في سياق سياسات تشجيع الهجرة الطوعية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه خلال الأسابيع الأخيرة وصل عشرات من سكان قطاع غزة المدمّر بفعل الحرب إلى بريتوريا على متن رحلات جوية، تقف وراءها جهة ذات طبيعة تنظيمية مبهمة، تُتهم بأنها تعمل على نقل الفلسطينيين إلى الخارج.




وتضيف الصحيفة  أن جنوب أفريقيا اتهمت إسرائيل بالتخطيط لتهجير الفلسطينيين إلى دول مختلفة من العالم، وذلك بعد وصول 153 غزّيًا عبر طائرة مستأجرة من دون وجود أختام خروج إسرائيلية على جوازات سفرهم، وقد تعهّد الرئيس سيريل رامافوزا بحل هذا اللغز.

????"من معبر كرم أبو سالم إلى مطار جوهانسبرغ.. القصة الكاملة للرحلة الغامضة التي نقلت فلسطينيين من غـ ـزة إلى جنوب أفريقيا#عربي21 pic.twitter.com/IKOxib3EZh — عربي21 (@Arabi21News) November 17, 2025
وقد بقي الركاب محتجزين داخل الطائرة لمدة اثنتي عشرة ساعة قبل السماح لهم بالنزول، عقب التزام منظمة "هبة الواقفين" بتوفير الرعاية لهم، ووفقًا للمنظمة، دفع الفلسطينيون 2000 دولار لمنظمة "المجد أوروبا" مقابل مغادرة قطاع غزة، الذي أنهكته حرب دامت حوالي سنتين، من جانبها، نقلت  وكالة فرانس برس عن سارة أوستويزن وهي عضوة في منظمة "هبة الواقفين": "قيل لنا إنهم وُعِدوا بالحصول على شكل من أشكال الأمان في بلد سيستقبلهم". وأوضحت أن الركاب لم يكونوا على علم بأن وجهتهم النهائية ستكون جنوب أفريقيا.

جنوب أفريقيا، التي قدّمت دعوى إبادة جماعية ضد “إسرائيل”، لا تستقبل اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من الحرب.

هذا هو الشعار الذي يروّجه الإعلام العبري وحلفاؤه، مرفقاً بمقاطع لفلسطينيين من غزة محتجزين داخل طائرة في مطار جوهانسبرغ، حيث منعتهم السلطات من النزول، والسبب وراء ذلك أكثر… pic.twitter.com/zvyuVNpkPF — Tamer | تامر (@tamerqdh) November 13, 2025

وبحسب ما أعلنته الحكومة الجنوب أفريقية، فقد غادر هؤلاء الغزّيون القطاع في حافلة، قبل أن يخضعوا لإجراءات تفتيش أمني عند معبر كرم أبو سالم، ثم نُقلوا إلى مطار إيلات جنوب دولة الاحتلال، ومن هناك أقلّتهم رحلة أولى إلى عاصمة كينيا نيروبي، قبل أن يستقلّوا رحلة مواصلة إلى جوهانسبرغ، وأفادت منظمة "هبة الواقفين" بأن هذه ليست المرة الأولى التي تُنقل فيها مجموعة مماثلة، إذ وصل 176 غزّيًا في الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر  الماضي.

وذكرت الصحيفة أن المعلومات المتوفرة عن المنظمة الغامضة "المجد أوروبا" شحيحة، ووفقًا لموقعها الإلكتروني، تأسست في ألمانيا سنة 2010، وتتخصص في تقديم جهود المساعدة والإنقاذ للمجتمعات المسلمة في مناطق النزاع والحرب، وتؤكد المنظمة أن مقرها الرئيسي يقع في حي الشيخ جراح بالقدس المحتل.

ومع ذلك، فإن أرقام الهواتف المتاحة لا تستجيب، ويظهر على الموقع اسم شخصان فقط، عدنان ومؤيد، بوصفهما المسؤولين الرئيسيين، ورغم البحث المكثف في المصادر المفتوحة، لم يُعثر على أي أثر لهما، ويشير الموقع إلى أنه سيتم الإعلان عن المنظمات التي يتعاون معها قريبًا.

ووفق تحقيق مطوّل أجرته صحيفة هآرتس العبرية، قد تكون منظمة "المجد أوروبا"، مجرد واجهة إسرائيلية، فقد كلّفت مديرية  الهجرة الطوعية - التابعة لوزارة الحرب والمختصة بتهجير الفلسطينيين - المنظمة تحضير هذه الرحلات بالتنسيق مع منسق الأنشطة الحكومية في الأراضي المحتلة، ويُذكر أن هذا المكتب أُنشئ في آذار/ مارس 2025 لتسهيل تهجير الفلسطينيين، بعد أشهر من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن استعداده للسيطرة على قطاع غزة ورغبته في  نقل سكانه مؤقتًا خلال فترة إعادة الإعمار، وهو ما قوبل برفض شديد من الدول العربية، لا سيما الأردن ومصر.

وبحسب موقعها، تقدم "المجد أوروبا" خدمة الإخلاء فقط "لسكان غزة الموجودين داخل القطاع"، وذلك عبر شركة مسجلة في إستونيا باسم "تالينت غلوبوس"، وبحسب هآرتس، يترأس الشركة تومر جانار ليند، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والإستونية، ولم يرغب في الإدلاء بأي تعليق، لكنه لم ينفِ تورطه في تنظيم مغادرة الغزّيّين.


وعلى الرغم من عدم إمكانية تأكيد ارتباط المنظمة بالحكومة الإسرائيلية، فإن الأخيرة لم تخفِ أبدًا رغبتها في تشجيع ما تروج له تحت مسمى "الهجرة الطوعية للفلسطينيين"، ففي كانون الثاني/ يناير 2024، صرّح رئيس حزب "الصهيونية الدينية" ووزير المالية  بتسلئيل سموتريتش، قائلاً: "إذا تصرفنا بشكل إستراتيجي وشجعنا الهجرة، فإن وجود 100 ألف أو 200 ألف عربي في غزة بدلًا من 2 مليون سيغير تمامًا الخطاب بعد الحرب".

كما دعا زعيم حركة "القوة اليهودية" ووزير الأمن إيتمار بن غفير،  في نهاية كانون الثاني/ يناير من نفس العام إلى تشجيع ما وصفها "الهجرة الطوعية"، وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة بأن استطلاعًا نشرته هآرتس في أيار/مايو الماضي يشير إلى أن 82 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون طرد سكان غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية مطار جوهانسبرغ تهجير الفلسطينيين تهجير الفلسطينيين تهجير غزة المجد اوروبا مطار جوهانسبرغ سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجرة الطوعیة جنوب أفریقیا المجد أوروبا

إقرأ أيضاً:

من هو منير المقدح الذي نجا من استهدافه بمجزرة عين الحلوة جنوب لبنان؟

نجا القيادي البارز في حركة "فتح"، وقائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان، اللواء منير المقدح من محاولة اغتيال إسرائيلية تعرض لها في مخيم عين الحلوة مساء الثلاثاء.

وقالت وسائل إعلام محلية، إن المقدح نجا فيما استشهد نحو 15 فلسطينيا، بينهم نجله وزوجته. وهذا هو الابن الثاني الذي يفقده، بعد استشهاد أحد أبنائه خلال الحرب على لبنان العام الماضي.

واللواء المقدح الذي يقود "شهداء الأقصى" الجناح العسكري لحركة "فتح"، يُتهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي بأنه مسؤول عن "ساحة لبنان"، ومسؤول عن تسليح وتنظيم المقاومين داخل المخيمات الفلسطينية.

ودائما ما كان المقدح يصرح خلال المحافل الوطنية بمخيمات لبنان، بأن "الخيار المسلح" هو السبيل الوحيد للكفاح، بخلاف الموقف المعلن للسلطة الفلسطينية، وحركة "فتح".


وخلال الحرب على لبنان العام الماضي، تعرض المقدح لمحاولة اغتيال نجا منها، فيما استشهد شقيقه خليل، ونجله حسن.

ومساء الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان، استشهاد 13 شخصا وإصابة آخرين جراء غارة إسرائيلية استهدفت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي البلاد، في "مجزرة جديدة" ضمن سلسلة خروقات لوقف إطلاق النار في لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الغارة "استهدفت مركز خالد بن الوليد التابع لجامع خالد بن الوليد في المخيم بثلاثة صواريخ". من جانبه، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أنه أغار على أفراد من حركة حماس "عملوا داخل مجمع تدريبات في منطقة عين الحلوة في جنوب لبنان".

وسبق قصف مخيم عين الحلوة، غارتان شنتهما مسيرتان إسرائيليتان على سيارتين في مدينة بنت جبيل وبلدة بليدا جنوبي لبنان، ما أدى إلى استشهاد شخصين.

وتخرق تل أبيب يوميا اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين ثاني/ نوفمبر 2024، ما خلف مئات الشهداء والجرحى.

مقالات مشابهة

  • (ستو).. وما بخوفنا من السلام!
  • قرار حاسم في غزة.. أوروبا تعلن تدريب آلاف الفلسطينيين
  • المجد أوروبا.. تذكرة لـ اللاعودة
  • منظمة حقوقية: مئات الأسرى الفلسطينيين قضوا في سجون الاحتلال تحت التعذيب
  • السفير عاطف سالم: تزايد معدلات الهجرة العكسية في إسرائيل بعد حرب غزة
  • من هو منير المقدح الذي نجا من استهدافه بمجزرة عين الحلوة جنوب لبنان؟
  • العاصفة المثالية وراء تهديد متنامي لعدوى مقاومة للأدوية في أوروبا مسؤولو الصحة يحذرون
  • رحلات غامضة من غزة إلى جنوب أفريقيا.. حكايات هروب فاجأ الجميع
  • جنوب أفريقيا تتهم جهات غير محددة بـأجندة تطهير ممنهجة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة