النادي السعودي في بورنموث.. عامٌ من الإنجاز وصناعة الأثر
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
يواصل النادي السعودي في بورنموث خلال الدورة الرابعة والأربعين أداء رسالته تجاه الطلبة السعوديين المبتعثين في المملكة المتحدة، مجسدًا حضورًا ثقافيًا واجتماعيًا ووطنيًا يليق بصورة المملكة وأبنائها. وقد تميز هذا العام بزخم استثنائي في الأنشطة وتنوعها وشمولها لكل شرائح المجتمع الطلابي، في تأكيدٍ على أن النادي ليس مجرد كيان تنظيمي، بل هو بيت يجمع السعوديين ويصنع لحياتهم معنى أعمق في المهجر.
المجتمع… مساحة دفء في قلب الغربة
منذ انطلاق الدورة، حافظ النادي على روح اللقاء والتقارب بين الطلبة، حيث شكّلت اللقاءات الرجالية واللقاءت النسائية حاضنة إنسانية تسمح للجميع بالتعارف وتكوين صداقات تمتد سنوات طويلة. وفي كل لقاء، كان النادي يعمل على تخفيف آثار الغربة وبناء شبكة دعم حقيقية تتشكل من تجارب مشتركة وطموحات متشابهة مصحوبة بألعاب ترفيهية تقرّب القلوب وتروّح عن الأنفس. حيث نجح النادي في جعل كل مبتعث يشعر أنه جزء من نسيج اجتماعي لا يتفكك أبدًا مهما طال البعد عن الوطن.
الرياضة… شغف متجدّد ولقاء يجمع القلوب
أعطى النادي الجانب الرياضي مساحة واسعة من الاهتمام، إدراكًا منه لأهمية الرياضة في تعزيز الصحة النفسية وبناء العلاقات. انتظمت تدريبات كرة القدم وكرة الطائرة طوال العام، فكانت الملاعب متنفسًا للطلاب وساحة تجمعهم في روح تنافسية راقية وأجواء من المرح والطاقة. ومع كل تمرين كان الحضور يتزايد، وكأن الرياضة أصبحت موعدًا أسبوعيًا لا يُستغنى عنه. ولم يقتصر النشاط الرياضي على الممارسة فقط، بل امتد إلى متابعة المباريات الكبرى حول العالم، في أجواء يختلط فيها الفخر الوطني بالحماسة الرياضية. كانت لحظات الالتفاف حول الشاشة في نهائيات آسيا وأبطال أوروبا، والدوري السعودي، وغيرها، لحظات تكرّس معنى أن يكون للانتماء وطن يحمله القلب أينما حل صاحبه.
الثقافة والهوية… ذاكرة الوطن لا تغيب
كان النادي حريصًا على أن تبقى المملكة حاضرة بقيمها وتاريخها ورموزها في وعي كل مبتعث بل وتمتد للمجتمع الخارجي. لذلك جاءت الفعاليات الوطنية حاضرة بقوة، بدءًا من احتفالات يوم التأسيس، مرورًا باحتفالَي عيد الفطر وعيد الأضحى بما حملاه من روحانية وتلاحم مجتمعي، وصولًا إلى احتفالين كبيرين باليوم الوطني جسّدا في تفاصيلهما مشاعر الاعتزاز والفخر بالوطن وقيادته ومنجزاته.
وبرز حضور النادي على المستوى الجامعي من خلال مشاركته في "يوم العالم" بجامعة بورنموث، حيث قدم الركن السعودي صورة حضارية متكاملة عن المملكة، تعكس تطورها وتنوع ثقافتها وثراء تاريخها وتطورها. كما دعم النادي الطلبة معرفيًا عبر لقاءات وورش عمل تساعدهم في طريقهم الأكاديمي وتفتح لهم آفاق الفرص والنجاح في رحلتهم العلمية. واللقاءات الحوارية التي تناولت التوازن النفسي في الابتعاث مثالاً على اهتمام النادي العميق بأن تكون التجربة التعليمية متكاملة، فيها الرفقة التي تُعين، والمجتمع الذي يحتضن، والصوت الذي يسمع.
الترفيه والرحلات… حياة تتسع للفرح والاستكشاف
لم تغب التجارب الترفيهية عن جدول النادي، بل كانت حاضرة كجزء أصيل من الحياة في الابتعاث. أتاحت الرحلات إلى مواقع ساحرة مثل لولورث كوف وSidmouth Sea Front ورحلة التزلج فرصًا للمغامرة والاستكشاف، وتكوين ذكريات تبقى راسخة في الذاكرة بعد سنوات طويلة من العودة للوطن. كما شكّلت جلسات الشاطئ وحفلات الشواء متنفسًا اجتماعيًا يُعيد للطلبة توازنهم بعيدًا عن ضغوط الدراسة وحياة المدن. حيث كان الترفيه هنا مقصودًا لذاته ومقصودًا لغيره، لأنه يصنع البهجة ويعيد الشغف، ويمنح الطالب قدرة أكبر على مواصلة رحلته الأكاديمية بروح مطمئنة.
الظهور الإعلامي… حضور يمتد خارج حدود بورنموث
لم يقتصر دور النادي على الأنشطة الداخلية فحسب، بل امتد أثره إلى فضاءات إعلامية أوسع، عكست حجم العمل وقوة تأثيره. فقد برز النادي من خلال محتوى تفاعلي غني عبر حسابه في منصة X، الذي أصبح نافذة تُعرّف المجتمع السعودي والخارجي بما يتحقق من منجزات وبما يعيشه الطلبة من تجربة وطنية مشرّفة.
وإلى جانب النشاط الرقمي، سجل النادي ظهورًا إعلاميًا مميزًا على مستوى القنوات والصحف، شملت ثلاث مشاركات تلفزيونية عبر قنوات مختلفة، إضافة إلى نشر تقارير صحفية رحبت بتسليط الضوء على هذا الحراك الطلابي الحيوي. وقد أسهم هذا الحضور الإعلامي في إبراز صورة المملكة من خلال أبنائها المبتعثين، وتأكيد أن صوت النادي يتجاوز جغرافيا المدينة ليصل إلى جمهور أوسع يرى في هذا العمل نموذجًا للتمثيل الراقي والمسؤول للوطن في الخارج.
هنا السعودية بحضورها وقيمها
لم يكن نجاح النادي السعودي في بورنموث خلال الدورة الـ44 وليد الصدفة، بل نتيجة جهد كبير امتد عبر عام كامل من العمل التطوعي المنظم، وروح الفريق التي جمعت إدارة النادي وأعضاءه ومتطوعيه لخدمة مجتمع المبتعثين. ومع كل فعالية، وكل لقاء، وكل لحظة، كانت المملكة حاضرة في القلوب والسلوك والصورة الجميلة التي يتركها أبناؤها في الخارج.
فهذه الدورة لم تكن مجرد أرقام، بل حكاية نجاح مكتملة الأركان، تنبض فخرًا وثقة بما يقدمه شباب الوطن في كل مكان. وحيث يكون السعودي… تكون الريادة، ويكون التأثير، وتكون الحكاية دائمًا أجمل.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: أخبار السعودية آخر أخبار السعودية من خلال
إقرأ أيضاً:
الزيارة الناجحة التي شغلت العالم بنتائجها المبهرة : شراكة استراتيجية بملامح المستقبل... دلالات نتائج زيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن
الرياض - على مدى 48 ساعة مكثفة، كانت العاصمة الأميركية واشنطن مسرحاً لإطلاق مرحلة جديدة من التحالف الاستراتيجي بين السعودية والولايات المتحدة الذي سوف يربط مصالح البلدين لعقود مقبلة، وذلك تزامناً مع زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، واستكمالاً للأسس التي تم وضعها خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرياض في شهر مايو (أيار) الماضي، وفقاللشرق الاوسط.
اللقاءات هناك لم تكن مجرد استعراض للعلاقات القائمة، بل كانت منصة لإطلاق وثيقة للشراكة الاقتصادية الاستراتيجية التي تم إرساء دعائمها خلال زيارة ترمب للرياض، دافعةً إياها إلى مستويات غير مسبوقة من التكامل التقني والمالي. وقد أبدى ولي العهد ثقته بأن تشهد هذه الشراكة مع الولايات المتحدة نمواً غير مسبوق خلال السنوات المقبلة، داعياً إلى اغتنام الفرص الجذابة التي توفرها هذه الشراكة القائمة على النمو والتنويع الاقتصادي والابتكار.
وقال ولي العهد إن توقيع اتفاقيات ومشاريع استثمارية تشمل قطاعات مثل الدفاع والطاقة والذكاء الاصطناعي والمعادن النادرة والتمويل، ستسهم في توفير فرص عمل هائلة في البلدين.
أطول الشراكات الاقتصادية
لقد بلغ إجمالي الاستثمارات والاتفاقيات بين الشركات الأميركية والسعودية 575 مليار دولار، وفق ما أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح؛ ما يعزز الشراكة التي «تعدّ من أطول الشراكات الاقتصادية وأكثرها ديناميكية في العالم». وشمل ذلك 307 مليارات دولار تم الإعلان عنها خلال زيارة ترمب للرياض في مايو، إضافة إلى التزامات ثنائية لاحقة، وصفقات جديدة بقيمة 267 مليار دولار، تم الكشف عنها في منتدى الاستثمار الأميركي - السعودي 2025.
ولم يقتصر الأمر على توقيع حزمة اتفاقيات ضخمة تجاوزت قيمتها الإجمالية 575 مليار دولار، بل ارتكزت الدلالة الأقوى على تعهد ولي العهد رفع خطط الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة إلى تريليون دولار.
هذا التعهد المالي، الذي وصفه الرئيس دونالد ترمب بأنه يعكس قوة التحالف الاستراتيجي، يرسخ العلاقة كشراكة متكافئة بين أكبر اقتصاد عالمي، وأكبر اقتصاد عربي، ويعكس تحولها الاستراتيجي إلى صفقات واستثمارات في قطاعات المستقبل.
محاور الزيارة
ثلاثة محاور رئيسية كانت حصيلة الزيارة التاريخية:
الأول: الذكاء الاصطناعي
يمثل توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي بين السعودية والولايات المتحدة إعلاناً عن تحول محوري في طبيعة العلاقات الثنائية. لم تعد هذه الشراكة مجرد تعاون تجاري، بل هي تأسيس لمرحلة جديدة من الأمن الاقتصادي الشامل وطويل الأمد.
كما أكد البيان المشترك الصادر عن وزيرَي خارجية البلدين، على أن هذا التفاهم يعكس التزاماً راسخاً بتعزيز الابتكار والتقدم التقني، موظفاً التقنيات المتقدمة والمستقبلية لتعميق الالتزامات الأمنية المشتركة.
هذا يضع الذكاء الاصطناعي في صميم المظلة الأمنية، حيث يصبح استقرار سلاسل إمداد البيانات والرقائق في المملكة جزءاً لا يتجزأ من المصلحة الأميركية الاستراتيجية. وأكد البيت الأبيض في بيان أن ما تم التوصل إليه في هذا المجال يهدف إلى منح المملكة وصولاً إلى «الأنظمة الأميركية الرائدة عالمياً» مع «حماية التكنولوجيا الأميركية من النفوذ الأجنبي».
كما أن هذه الوثيقة تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كقوة حوسبة عالمية بالاستفادة من التكنولوجيا الأميركية الرائدة:
- التمكين التقني: تدعم الشراكة في الذكاء الاصطناعي وصول المملكة إلى الأنظمة الأميركية المتقدمة، وهو ما ترجمته موافقة وزارة التجارة الأميركية على تصدير رقائق «إنفيديا بلاكويل» المتقدمة؛ ما يحل أكبر قيد على نمو هذا القطاع.
- بناء البنية التحتية: تعزز الشراكة خطط إنشاء مراكز الحوسبة الفائقة العملاقة في المملكة، حيث أعلن عمالقة مثل إيلون ماسك و«إنفيديا» عن مشاريع ضخمة وإنشاء مراكز حوسبة عملاقة (500 ميغاواط وأكثر)، مؤكدين أن السعودية تمتلك المزايا التنافسية (الطاقة والموقع) لتصبح مركزاً عالمياً للحوسبة السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي بفضل وفرة الأراضي ومصادر الطاقة والموقع الجغرافي الاستراتيجي.
- السيادة الرقمية: تضمنت الترتيبات المتعلقة بالشراكة في الأسواق المالية، مذكرة تفاهم في مجال التعليم والتدريب؛ ما يعكس حرص المملكة على توطين المعرفة والقدرات البشرية اللازمة لضمان «السيادة الحسابية» وقيادة تطبيقات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.
- «هيوماين» في قلب الحدث: تجسد التحول بشكل ملموس في الدور المحوري لشركة «هيوماين» السعودية للذكاء الاصطناعي والتابعة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي كانت في قلب الكثير من الإعلانات المشتركة. فإلى جانب إعلان غيلوم ماسك عن المشروع المشترك بين شركته «إكس إيه آي» و«إنفيديا» و«هيوماين» لتطوير مركز بيانات بقدرة 500 ميغاواط في المملكة، أشاد الرئيس التنفيذي لـ «إنفيديا»، جنسن هوانغ، بتوسع «هيوماين» الـ«هائل» في الأشهر الستة التي تلت تأسيسها، مؤكداً عمله مع السعودية لتدريب الروبوتات المتقدمة وبناء أجهزة الكمبيوتر العملاقة.
ولم يقتصر الأمر على «إنفيديا»، بل تتعاون «هيوماين» أيضاً مع شركتي الرقائق الأميركيتين «إيه أم دي» و«سيسكو» لتطوير مراكز بيانات في الشرق الأوسط، تبدأ بمنشأة بقدرة 100 ميغاواط في المملكة لتلبية احتياجات شركة «أوما إيه آي» (مُصنّع الفيديو التوليدي ومقرها كاليفورنيا). وقادت «هيوماين» جولة تمويلية بقيمة 900 مليون دولار لشركة «لوما إيه آي»؛ ما يعزز جهود المملكة لبناء ما يوصف بـ«هوليوود الذكاء الاصطناعي».
وكشفت «هيوماين» عن تعاونها مع «أدوبي» و«كوالكوم» لإنتاج ذكاء اصطناعي باللغة العربية، كما أعلنت عن شراكة مع شركة «غلوبا إيه آي» الأميركية لبناء حرم جامعي لمركز بيانات في الولايات المتحدة نفسها، مؤكدة بذلك طموحها في التوسع الدولي المتبادل.
من جهتها، أعلنت شركة «أمازون ويب سيرفيسز» و«هيوماين» توسيع شراكتهما الاستراتيجية لنشر ما يصل إلى 150 ألف مسرّع للذكاء الاصطناعي داخل منشأة متقدمة في الرياض تُعرف باسم «منطقة الذكاء الاصطناعي».
الثاني: الطاقة والمعادن
لم تقتصر الأهمية الاستراتيجية لزيارة واشنطن على قطاع الذكاء الاصطناعي فحسب، بل حققت اختراقات نوعية في قطاعي الطاقة والمعادن، حيث هدفت الاتفاقيات الموقعة إلى تحصين سلاسل الإمداد الحيوية وتأمين مصادر الطاقة للمستقبل:
- التعاون النووي المدني: شكَّل إعلان اكتمال المفاوضات بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية المدنية (اتفاقية 123) أهم إنجاز في هذا المحور. هذا الاتفاق يضع الأساس القانوني لـ«شراكة نووية بمليارات الدولارات تمتد لعقود»، وفق البيت الأبيض، ويحقق للمملكة هدفاً استراتيجياً في تنويع مصادر الطاقة النظيفة. وأكد بيان البيت الأبيض أن الاتفاق يضمن أن الشركات الأميركية ستكون «الشريك المفضل» للمملكة في هذا المجال.
- المعادن الحرجة: تم التوقيع على «الإطار الاستراتيجي للتعاون في تأمين سلاسل إمدادات اليورانيوم والمعادن والمغانط الدائمة والمعادن الحرجة. هذا الاتفاق يرسخ الشراكة في مجال الأمن الاقتصادي، حيث يربط المصالح الأميركية مباشرة بالموارد السعودية الجيولوجية، ويهدف إلى تحصين سلاسل الإمداد العالمية لهذه المواد الأساسية عبر مشاريع مثل إنشاء مصفاة للمعادن النادرة بالتعاون مع MP Materials الأميركية ووزارة الدفاع الأميركية و«معادن» السعودية.
وذكر البيت الأبيض صراحة أن توقيع إطار عمل المعادن الحرجة يهدف إلى «تعميق التعاون ومواءمة استراتيجياتنا لتنويع سلاسل إمداد المعادن الحرجة». كما أشار إلى أن الاتفاق «يبني على صفقات مماثلة أمّنها الرئيس ترمب مع شركاء تجاريين آخرين لضمان مرونة سلسلة الإمداد الأميركية للمعادن الأساسية».
- استثمارات «أرامكو»: أعلنت «أرامكو» عن 17 اتفاقية جديدة بقيمة 30 مليار دولار، لتصل قيمة التعاون الإجمالية مع الشركات الأميركية إلى 120 مليار دولار، مع التوسع نحو الغاز الطبيعي المسال والخدمات المتقدمة.
الثالث: الاستثمار والأسواق المالية
كان الشق الاقتصادي والمالي حاسماً في تأكيد عمق الشراكة، مدعوماً بتعهد ولي العهد برفع الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة إلى ما يقارب تريليون دولار:
- تسهيل الاستثمارات: تم التوقيع على «إطار العمل الاستراتيجي بشأن تسهيل الإجراءات لتسريع الاستثمارات السعودية» و«ترتيبات الشراكة المالية والاقتصادية». هذه الترتيبات تضمن أن التزامات الاستثمار تتدفق بسلاسة إلى قطاعات النمو الأميركية، بما في ذلك البنية التحتية والتقنية؛ ما يخلق وظائف ذات أجر مرتفع ويدعم الازدهار الأميركي المتبادل.
وقد وقَّعت وزارة الخزانة الأميركية ووزارة المالية السعودية اتفاقيات لتعزيز التعاون بشأن الأسواق المالية ومعاييرها ولوائحها التنظيمية، وهي الخطوة تهدف إلى دمج وتسهيل تدفق رأس المال؛ ما يعزز قوة النظام المالي العالمي. كما اتفق الجانبان على تكثيف الجهود بشأن القضايا التجارية، بما في ذلك خفض الحواجز التجارية والاعتراف بالمعايير الفيدرالية الأميركية لسلامة المركبات؛ ما يمثل فوزاً مباشراً للمصنعين والمصدرين الأميركيين ويدعم جهود المملكة في تحديث قطاعاتها في آن.
- تكامل الأسواق المالية والتجارة: شملت النتائج توقيع «الترتيبات المتعلقة بالتعاون في قطاع الأسواق المالية» لتعزيز الحوكمة والمعايير التنظيمية.
يقول الدكتور عبد الله الجسار، عضو جمعية الاقتصاد السعودية عضو جمعية اقتصاديات الطاقة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاقيات التي رافقت زيارة ولي العهد لواشنطن تمثل انتقالاً جديداً في شكل العلاقة الاقتصادية بين البلدين، خصوصاً في مجالات الطاقة والاستثمار والتقنيات المتقدمة. وأوضح أن هذه الاتفاقيات تفتح الباب أمام استثمارات نوعية ورفع مهارات الكوادر الوطنية في تخصصات متقدمة؛ ما يعزز التنويع الاقتصادي ويرسخ موقع المملكة في أسواق الطاقة العالمية. وقال: «نحن أمام شراكات طويلة الأثر تُسهم في بناء اقتصاد أكثر توازناً واستدامة».
في المحصلة، فإن الأجندة المكثفة للزيارة في واشنطن لم تكن مجرد جولة دبلوماسية ناجحة، بل كانت تدشيناً رسمياً لشراكة الرهانات الكبرى في العصر الجديد. لقد وضعت هذه الاتفاقيات، المملكة والولايات المتحدة على مسار التكامل الاستراتيجي العميق.