كشفت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان (PHRI) في تقرير لها، أن "عدد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا في المعتقلات الإسرائيلية ارتفع إلى ما يقارب 100 منذ بَدْء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وتضيف المنظمة أن "العنف الممنهج" و"الحرمان من الرعاية الطبية" في السجون ومراكز الاحتجاز ساهما في زيادة عدد الأسرى القتلى، بدورها أكدت وكالة أسوشيتد برس نتائج التقرير، قائلةً إن "النتائج تتوافق مع ما توصلنا إليه من مقابلات مع أكثر من اثني عشر شخصًا حول إساءة معاملة الأسرى والإهمال الطبي والوفاة".



كما قالت الوكالة أن استنتاجها نابع من "تحليل المعلومات المتاحة ومراجعة التقارير الطبية"، مشيرةً إلى أنها تحدثت مع "حارس سجن وممرض سابق في سجن "سديه تيمان "، وطبيب إسرائيلي عالج أسرى نُقلوا إلى المستشفى الذي كان يعمل فيه يعانون من سوء التغذية، وأسرى سابقين مع عائلاتهم ومحاميهم، ومنظمات حقوق الإنسان".

بن غفير حول سجن إلى "مقبرة"
ووفقا للوكالة، فأن حارس السجن السابق وافق على إجراء مقابلة معه على أمل التوعية بشأن العنف في السجون الإسرائيلية، وأكد الحارس الذي كان متمركزًا في القاعدة العسكرية التي حولها الوزير بن غفير إلى معتقل سيء السمعة، و"سجنٍ معروف بمعاملته الوحشية للفلسطينيين"، أن "السجناء كانوا يُكبَّلون ويُقيَّدون بالسلاسل ويُضربون بالهراوات بانتظام، وأن المنشأة التي كان يعمل فيها كانت تُلقَّب بـ"المقبرة" نظرًا لكثرة عدد الأسرى الذين قضوا داخلها".

وبحسب تقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، فإن من بين 98 حالة وفاة وثقتها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقعت 27 حالة وفاة في عام 2023، و50 حالة وفاة في عام 2024، و21 حالة وفاة هذا العام، مع وقوع آخر حالة وفاة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، كما كشفت المنظمة أن "عدد القتلى في هذا الإطار الزمني من المرجح أن يكون أعلى بكثير"، مشيرة إلى أن إسرائيل رفضت تقديم معلومات عن "مئات الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم خلال الحرب".

وبحسب المنظمة، فإن أقل من 30 فلسطينياً استشهدوا في السجون الإسرائيلية خلال العقد الذي سبق حرب غزة، ولكن بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، "تضاعف عدد الأسرى إلى أكثر من 11 ألف شخص محتجزين في غزة والضفة الغربية، كما ارتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا بمعدل أكبر خلال هذه الفترة"، كما أفادت منظمة أطباء لحقوق الإنسان بأنها تحققت من الوفيات من خلال مقابلات مع أسرى مُفرج عنهم وطاقم طبي في السجون، ومن خلال مراجعة تقارير أعدها أطباء "أشرفوا على تشريح الجثث بناءً على طلب عائلات السجناء المتوفين".

نظام فقد كل القيم الأخلاقية
كما كشفت المنظمة أنها أكدت عشرات الوفيات من خلال طلبات حرية المعلومات، وقال ناجي عباس، المسؤول الكبير في المنظمة، أن "المعدل المُقلق الذي يُقتل به الناس في السجون الإسرائيلية يكشف عن نظام فقد كل القيم الأخلاقية وضبط النفس المهني".

بدورها، أكدت مصلحة السجون الاسرائيلية، ردًا على وكالة أسوشيتد برس، أن المنظمة تعمل وفقًا للقانون، ورفضت مناقشة عدد الوفيات في إسرائيل، وأفاد جيش الاحتلال بأنه على علم بقتل أسرى فلسطينيين بعد اعتقالهم، بمن فيهم أولئك الذين كانوا يعانون من أمراض وإصابات في المعارك، فيما رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، الادعاءات الواردة في تقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، مؤكدًا أن عدد الوفيات "مُضخّم"، كما ذُكر أنه "يتم التحقيق في مزاعم سوء المعاملة أو الظروف غير الملائمة.

الموت كان عملاً كالمعتاد
وبحسب شهادة السجان، الذي كان متمركزًا في معتقل سديه تيمان لعدة أشهر، لوكالة أسوشيتد برس إنه شارك في ضرب الأسرى المحتجزين هناك، ووُصف الأمر بأنه "في صباح أحد الأيام، في بداية الحرب، جاء الحارس إلى العمل ورأى سجينًا مستلقيًا على جانبه في الفَنَاء، بلا حراك، لكن لم يلتفت أي حارس ليتحقق مما حدث للرجل - الذي كان ميتًا"، وقال الحارس ان "الأمر كان بمثابة "عمل روتيني" مع الرجل الميت"، وأشار إلى أنه لا يعرف سبب وفاة السجين.

"الأصفاد أدت إلى بتر أطراف الأسرى"
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، "قال الحارس أيضًا إن الأسرى كانوا يُكبَّلون بالأصفاد ويُضربون بانتظام إذا تحركوا أو تكلموا، وأضاف أن جميعهم تقريبًا فضَّلوا التبول والتبرز على أنفسهم بدلًا من طلب الذهاب إلى الحمام"، وصرحت الممرضة التي عملت سابقًا في المعتقل سالف الذكر أن "الأصفاد تسببت في إصابات بالغة للأسرى أدت إلى بتر أطرافهم".

وأشار التقرير إلى أنها لم تشهد أي حالة وفاة خلال الأسابيع التي عملت فيها هناك في أوائل عام 2024، لكنها تركت عملها "لأنها لم تُعجبها المعاملة المسيئة للسجناء"، وقال السجان السابق أن "القادة - الذين شاركوا في ضرب السجناء بأنفسهم - أصدروا تعليمات للحراس بتقليل عدد الوفيات، وفي النهاية، تم تركيب كاميرات ساعدت في التخفيف من حدة الانتهاكات".

وقالت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" في تقرير قدمته أن 29 حالة وفاة من أصل 98 حالة وفاة وقعت في معتقل سديه تيمان، كما وقالت وكالة أسوشيتد برس أن تقارير الأطباء الذين شاركوا في تشريح جثث ثمانية أسرى توفوا في السجون "أظهرت نمطًا من الإيذاء البدني والإهمال الطبي".


في إحدى الحالات، ظهرت على محمد حسين علي (45 عامًا)، الذي توفي في مركز احتجاز الجلمة بعد حوالي أسبوع من اعتقاله، بعض علامات الاعتداء الجسدي التي يُحتمل أنها تسببت في نزيف دماغي، كما لوحظ احتمال تعرضه لتكبيل مفرط. وقالت عائلته إنه كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله في منزله بالضفة الغربية، وبحسب تقرير منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان أن "سوء التغذية ساهم في وفاة واحدة على الأقل، مما أدى إلى وفاة سجين يبلغ من العمر 17 عامًا جوعًا".

المحامي المسجون يزعم: "رأيت السجين ميتاً"
تحدثت وكالة أسوشيتد برس مع محامٍ "إسرائيلي فلسطيني" قال إنه خلال فترة قصيرة قضاها في سجن مجدو، رأى اسيرا يموت بعد "ضرب متكرر"، وقال المحامي، سري حرية إنه سُجن في بداية الحرب بعد اتهامه بالتحريض على العنف على وسائل التواصل الاجتماعي، وبحسب وكالة الأنباء، قال وهو يبكي إنه أبٌ لأربعة أطفال من الضفة الغربية كان يُضرب يوميًا تقريبًا، وفي الليلة التي سبقت وفاته، صرخ من الألم لساعات أثناء احتجازه في الحبس الانفرادي. وطلب طبيبًا لساعات، لكن لم يأتِ أحد.

وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أن الأسير الذي أشار إليه حرية كان "على صلة وثيقة بحماس"، وفقًا لمصدر أمني فلسطيني وشخص يعرف عائلته، وقالت وكالة الأنباء أن التقرير الذي كتب بشأن تشريح جثة السجين لم يحدد سبب الوفاة بشكل قاطع، لكنها أشارت إلى وجود علامات على "إصابات قديمة وجديدة، بما في ذلك كسور في الضلوع، وربما يكون العنف قد ساهم في وفاته".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات سديه تيمان سجون الاحتلال سديه تيمان المعتقلون الفلسطينيون مقتل المعتقلين المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وکالة أسوشیتد برس عدد الأسرى حالة وفاة فی السجون الذی کان إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقارير تكشف وفاة 98 أسيرا بالتعذيب والإهمال في سجون الاحتلال

كشفت معطيات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية عن وفاة 98 فلسطينيًا أثناء احتجازهم في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في رقم وصفته منظمات حقوق الإنسان بأنه غير مسبوق ويعكس انهيارًا واسعًا في معايير الاحتجاز وغيابًا شبه تام للرقابة القانونية والطبية.

وبحسب البيانات التي حصلت عليها منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل"، ونشرتها مجلة (972+) الإسرائيلية اليوم الاثنين، فإن جزءًا كبيرًا من الضحايا كانوا مدنيين لم يُشتبه بتورطهم في أعمال قتالية.

وتَعتبر المنظمة أن الأعداد المُعلنة لا تمثل الحقيقة كاملة بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على الوصول إلى المعلومات، خصوصًا المتعلقة بالمعتقلين القادمين من قطاع غزة.

وتشير المنظمة إلى أن عدداً كبيراً من الوفيات وقع نتيجة التعذيب، والضرب المبرح، وسوء المعاملة، والإهمال الطبي المتعمد، وحرمان المحتجزين من الطعام والنوم والرعاية الصحية الأساسية.

وتستند هذه الخلاصات إلى شهادات معتقلين سابقين زاروا المنظمة بعد إطلاق سراحهم، وإلى تقارير طبية جمعتها طواقم حقوقية حاولت الوصول إلى أماكن الاحتجاز.

بؤرة الانتهاكات

وتحتل منشأة سديه تيمان العسكرية، القريبة من الحدود مع غزة، موقعًا مركزيًا في شهادات المعتقلين بسبب ما وصفوه بـ"العنف المنهجي" داخلها. ويقول محتجزون سابقون إنهم تعرضوا لعمليات ضرب متواصلة، وتقييد لفترات طويلة، وحرمان من العلاج رغم إصابات خطرة، إضافة إلى ظروف احتجاز قاسية شملت الاكتظاظ وقلة الطعام.

وتعكس شهادات المحتجزين صورةً لما تصفه المنظمات الحقوقية بـ"نظام اعتقال مواز" أنشأه الجيش الإسرائيلي بعد الحرب على غزة، يعمل خارج الأطر القانونية التقليدية ودون إشراف قضائي فعّال.

تضارب وغياب للشفافية

وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي قدم بيانات متقطعة ومجزأة حول أعداد الوفيات وأسبابها، دون نشر تقارير طبية أو السماح لجهات مستقلة بزيارة مراكز الاعتقال. كما تبقى مصائر مئات المعتقلين من غزة مجهولة لعائلاتهم منذ شهور، وهو ما ترى فيه المنظمات الحقوقية انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.

إعلان

ويقول حقوقيون إن انعدام المعلومات ترك العائلات في حالة ترقّب دائمة، حيث لا تعلم كثير من الأسر ما إذا كان أبناؤها على قيد الحياة أو توفوا في السجون، أو ما إن كان سيتم السماح بدفن الجثث وإعادتها للعائلات.

ورغم حجم الوفيات وتعدد الاتهامات، لم تفتح السلطات الإسرائيلية سوى تحقيق رسمي واحد أسفر عن توجيه اتهامات لجندي واحد فقط، في حين وُجهت عشرات الشكاوى بشأن التعذيب وسوء المعاملة دون أن تؤدي إلى إجراءات جنائية ملموسة.

بيئة خطرة

وترى منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" أن هذا النمط يشير إلى غياب الإرادة السياسية والمؤسسية لفتح تحقيقات جادة في الوفيات أو محاسبة المسؤولين الأمنيين والعسكريين، الأمر الذي يعزز ثقافة الإفلات من العقاب داخل منظومة السجون الإسرائيلية.

وتقول المنظمات الحقوقية إن هذه الوفيات لا يمكن فصلها عن سياق أوسع يشمل ممارسات الاحتجاز خارج القانون، ومنع الزيارات العائلية، وتهديد المحامين، ونقل المعتقلين إلى منشآت عسكرية لا تخضع للقوانين المدنية.

كما تشير إلى أن تدهور الظروف الصحية داخل السجون تزامن مع تقييد إضافي للرعاية الطبية ومنع دخول منظمات مراقبة مستقلة.

ويعتبر حقوقيون أن استمرار هذه السياسات أدى إلى "بيئة خطرة" داخل مراكز الاعتقال، حيث تصبح الوفيات نتيجة شبه حتمية لسوء المعاملة القائم، وسط إنكار رسمي لأي انتهاكات.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال ومطالب بتحقيق دولي
  • إعلام الأسرى يدعو لتحقيق فوري باستشهاد أسرى بسجون الاحتلال
  • مركز فلسطين: الأسرى في سجون الجنوب الإسرائيلي تجمدت أطرافهم بلا أي تدفئة
  • حماس تحذر من الوضع الصحي لـ مروان البرغوثي وتؤكد: يحاولون إعدامه ببطء
  • "حماس" تحذر من محاولة إعدام بطيء للأسرى القادة في سجون الاحتلال
  • حماس تحذر من محاولة إعدام بطيء للأسرى القادة في سجون الاحتلال
  • تحقيق يكشف استشهاد 98 فلسطينيا جراء التعذيب بسجون الاحتلال منذ أكتوبر 2023
  • نادي الأسير: عدد الشهداء الأسرى داخل السجون الإسرائيلية أعلى من المُعلن
  • تقارير تكشف وفاة 98 أسيرا بالتعذيب والإهمال في سجون الاحتلال