مسام ينقّذ مأزقًا مميتًا بنزع أكثر من 50 لغم حوثي في ميدي
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
تمكنت الفرق الهندسية التابعة لمشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن من إحباط كارثة محققة كانت تهدد حياة مئات السكان في مديرية ميدي بمحافظة حجة، بعد نجاحها في تفكيك وإزالة عشرات الألغام المزروعة عشوائيًا في محيط المناطق السكنية والحقول الزراعية. وتأتي هذه الجهود في ظل الانتشار الواسع لمخلفات الحرب التي خلّفتها الميليشيات، والتي حولت القرى والمزارع إلى حقول موت قابلة للانفجار في أي لحظة.
تمكّن الفريق رقم 40 من مشروع مسام من نزع أكثر من 50 لغماً مضادًا للدبابات وذخائر غير منفجرة في منطقة غرب قرية المخازن بمديرية ميدي، خلال عملية ميدانية مكثفة نفذها الفريق خلال الأيام الماضية.
وقال قائد الفريق، البرّاء الروحاني، إن المنطقة تشهد انتشارًا واسعًا للألغام، ليس فقط في المناطق الصحراوية أو البعيدة، وإنما في الأراضي الزراعية وحتى داخل المحاذاة السكنية، مما يجعل حياة السكان عرضة لخطر دائم. وأوضح أن الفريق نجح في إزالة 30 لغماً خلال الأسبوع الماضي، تلاها تفكيك نحو 20 لغماً في الأسبوع الجاري، ما يكشف عن حجم التهديد الذي يعيشه الناس يوميًا.
وأضاف الروحاني أن "جهود المسح والتطهير لا تتوقف"، مؤكدًا أن عملهم يهدف إلى "إزالة مخلفات الحرب وتقديم بيئة آمنة للسكان"، وأنهم لن يتوقفوا "حتى تعود الحياة أفضل مما كانت" في المناطق التي عانت من الألغام.
انتشار الألغام في ميدي لا يقتصر على الأراضي غير المستخدمة، بل يمتد إلى محاصيل المزارعين والمزروعات، وهذا الخطر ليس نظريًا، بل واقعيًا ويؤثر بشكل كبير على قدرة الناس على العودة إلى زراعة أراضيهم، وعلى شعورهم بالأمان في منازلهم.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
هارتس: رسائل واشنطن المربكة تدفع بيروت إلى مأزق بين إسرائيل وحزب الله
قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية إن الرسائل المتضاربة الصادرة من واشنطن تبقي بيروت في وضع معقد، إذ تجد القيادة اللبنانية نفسها محاصرة بين مطالب إسرائيل من جهة، وضغوط حزب الله من جهة أخرى.
ويبرز هذا الارتباك في قرار إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة، بعد خفض مستوى اللقاءات الرسمية ثم إلغاء اجتماعات الكونغرس، في خطوة قالت واشنطن إنها جاءت ردا على تصريحات هيكل المنتقدة للضربات الإسرائيلية على لبنان.
وتنقل "هارتس" عن مصادر أمريكية قولها إن واشنطن ألغت الزيارة عقب تصريحات هيكل المنتقدة للضربات الإسرائيلية على لبنان، كما أن السيناتور ليندسي غراهام قاد موجة الانتقاد.
وكتب على منصة X: "من الواضح أن رئيس الأركان اللبناني بسبب إشارته إلى إسرائيل كعدو، وجهوده الضعيفة، والتي تكاد تكون معدومة، لنزع سلاح حزب الله يمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لدفع لبنان إلى الأمام، هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية استثمارا غير مربح لأمريكا".
It is clear that the Lebanese Chief Head of Defense -- because of a reference to Israel as the enemy and his weak almost non-existent effort to disarm Hezbollah -- is a giant setback for efforts to move Lebanon forward.
This combination makes the Lebanese Armed Forces not a very… https://t.co/qLl8alCiCj — Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) November 17, 2025
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الرؤية تكاد تتطابق مع ما يقال في إسرائيل، وأن ضباطا كبارا في جيش الاحتلال الإسرائيلي عبروا عن الموقف نفسه في إحاطات داخلية.
كما عبر الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد، رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان، ، قبل ثلاثة أسابيع، عن تقديره للجيش اللبناني، حيث قال: "إن احترافية الجيش اللبناني والتزامه جديران بالملاحظة، ويعكس أداؤهم قوة الجيش اللبناني وعزمه على ضمان مستقبل وطنه".
ولاحقا، قدم قائد القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر تقييما مماثلا، مؤكدا أن الشركاء اللبنانيين "يقودون الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله اللبناني"، مضيفا أن الجيش اللبناني أزال "ما يقرب من 10,000 صاروخ، وحوالي 400 قذيفة، وأكثر من 205,000 قطعة ذخيرة غير منفجرة".
وتوضح "هارتس" أن التناقض بين مواقف العسكريين الأمريكيين والسياسيين يترك القيادة اللبنانية أمام حالة قلق شديد من استئناف الحرب إذا لم ينفذ الجيش ما تطلبه إسرائيل، بينما يصر الرئيس جوزيف عون على ضرورة التفاهم مع حزب الله لتجنب الانفجار الداخلي.
ويشير التقرير إلى أن عون اتخذ في الأيام الأخيرة موقفا علنيا موجها لواشنطن وتل أبيب، عارضا رؤيته في مقابلة واسعة مع موقع "أساس ميديا"، شرح فيها وجهة نظره بشأن عمليات الجيش ضد حزب الله.
وقال: "نعمل بصبر وحكمة واعتدال، وننظر إلى المدى البعيد لكن لا شيءَ من هذا يمنعنا من التوصل إلى النتيجة النهائية الحدُ من سلاح حزب الله واتخاذ القرارات، ففي النهاية، هذه هي أبجديات بناء الوطن".
وتقول الصحيفة إن هذا الموقف ليس جديدا، إذ طرحه عون في خطاب تنصيبه في كانون الثاني/يناير، ثم عاد ليعززه في آب/أغسطس عندما أجبر حكومته، تحت ضغط مبعوث واشنطن الخاص توم باراك، على إقرار قرار يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وتقديم خطة بهذا الخصوص قبل نهاية العام.
وفي المقابل، رفع لبنان مطالب تشمل انسحاب دولة الاحتلال من المواقع اللبنانية الخمسة التي تحتفظ بها، ووقف غاراتها الجوية، وإعادة المعتقلين اللبنانيين.
وتوضح الصحيفة أنه حتى ستة أسابيع مضت كانت هذه المطالب مقبولة بالنسبة لباراك، الذي طرح خطة لوقف الهجمات الإسرائيلية شهرين والتفاوض على الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود وتحديد حدود المنطقة منزوعة السلاح وسحب إسرائيل تدريجيًا من المواقع الخمسة.
لكن إسرائيل، كما يقول باراك، رفضت الاقتراح وزادت من غاراتها، التي استهدف بعضها عناصر من حماس. وتزعم تل أبيب أن الجيش اللبناني يتعاون مع حزب الله، وأنه يرفض تفتيش منازل في الجنوب يخزن فيها الحزب أسلحة وذخائر وفق معلومات استخباراتية إسرائيلية.
وتنقل الصحيفة عن محلل لبناني قوله: "ليس واضحا ما تريده إسرائيل، فلماذا إذن تحتاج إلى الاستمرار في السيطرة على تلك المواقع الخمسة؟".
ويتساءل المحلل عن جدوى الاستمرار في الهجمات مع الدعم الأمريكي الكامل، وعن سبب عدم استخدام الحكومة اللبنانية هذه النقاط كورقة تفاوض ضد حزب الله.
وترى الصحيفة أن هذه الأسئلة تتقاطع مع موقف عون، الذي قال في المقابلة إن "انتهى الجانب العسكري لنشاط حزب الله"، وإن مقربين من الحزب تحدثوا إليه عن ضرورة "نهاية كريمة"، إلا أن التقرير يشير إلى أنه ليس واضحا على أي أساس يستند عون، خصوصا أن نعيم قاسم أعلن صراحة أن الحزب لا يعتزم نزع سلاحه.
وبحسب التقرير، يلفت الوضع الحالي إلى أن حزب الله اكتفى حتى الآن بالانتقادات السياسية والإعلامية للهجمات الإسرائيلية، موجها سهامه نحو الحكومة اللبنانية لضعفها العسكري والدبلوماسي في مواجهة انتهاكات وقف إطلاق النار، بينما تجد القيادة الرسمية نفسها محاصرة داخل معادلة سياسية معقدة.
وتلفت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال تواجه بدورها تساؤلات حول جدوى التصعيد وأسباب تمسكها بالمواقع الخمسة، مشيرة إلى أن تجارب الحروب في لبنان وغزة أظهرت أن الغارات الجوية غير كافية لنزع سلاح التنظيمات، وأن العمليات البرية الواسعة لم تتمكن من القضاء على ترسانات حماس أو حزب الله.
وتوضح الصحيفة أن دولة الاحتلال وجدت نفسها في غزة مضطرة للحديث عن إشراك قوة دولية لم تتشكل حتى الآن، وربما لا تشكّل أصلا، بينما يواصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه ميدانيا ويحرز نتائج ملموسة، رغم أن ما تحقق ما يزال أقل من الوصول إلى الهدف النهائي.