ألقى المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كلمة في اجتماع الدورة العادية (55) لمجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقد الآن بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.

وجاء نص الكلمة كالتالي:

"بسم الله الرحمن الرحيم

معالي السيد/ أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية.

معالي الدكتور/ حمزة المصطفى وزير الإعلام بالجمـهورية العـربية الســــورية رئيس الدورة (55) لمجلس وزراء الإعلام العرب، معالي السادة الوزراء.

الحضور الكريم، يُسعدني أنْ أُرَحِّبَ بِكم أصحابَ المعالي والحضور الكريم على أرضِ جمهورية مصر العربية، في اجتماعاتِ الدورةِ الخامسةِ والخمسين لمجلسِ وزراء الإعلام العرب، وأنْ أنقلَ إليكم تحيات وترحاب
فخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيسِ جمهورية مصر العربية.

كما أتوجَّه بخالصِ التهنئةِ لمعالي الدكتور/ حمزة المصطفى، وزير الإعلامِ بالجمـهورية العـربيةِ الســــورية، رئيسًا للدورةِ الحالية، وخالصَ الشكرِ والتقدير لمعالي السيد الدكتور/ رمزان عبد الله النعيمي وزير الإعلامِ بمملكةِ البحرين الشقيقة عن رئاستِهِ الدورةِ السابقة.

إنَّ مشاركتَنا اليوم تأتي في إطارِ مرحلةٍ دقيقةٍ وتحدياتٍ جِسام يَـمُـرُ بها العالمُ، والتحدِّي الأكبر هو وحدةُ أمتِنا العربيةِ والحرصُ على تعزيزِ سُبُلِ العملِ العربي المشترك في شتى المجالاتِ عامةً، وفي مجالِ الإعلامِ خاصةً، منْ خلالِ مَـدِّ جسورِ التعاونِ بِمَا يخدم مصالحَ شعوبِنا العربيةِ في مواجهةِ تلكَ التحديات.

وتَظلُّ توجيهاتُ فخامةَ الرئيس عبد الفتاح السيسي، واضحةً وصريحةً بضرورةِ تعميقِ التعاونِ الإعلامي مع الدولِ العربيةِ الشقيقة، وبِناءِ شراكاتٍ فعَّالة تُحققُ التكاملَ وتَدعُم الصورةَ الحقيقيةَ لمجتمعاِتنا في مواجهةِ الشائعاتِ وحملاتِ التضليلِ ومحاولاتِ التشويه.

إنَّ مصرَ تؤمنُ أنَّ الإعلامَ العربي يحملُ رسالةً مشتركة، وأنَّ التنسيقَ بين مؤسساِتنا الإعلامية لم يَعُد خيارًا بل ضرورةً تَفرِضها التطوراتُ السريعة في البيئةِ الاتصالية، ونتطلعُ خلالَ هذه الدورةِ إلى وضعِ آلياتٍ عمليةٍ تُعززُ من تبادلِ الخبراتِ، وتَطويرِ المحتوى، ودَعمِ المبادراتِ التي تَعملُ على ترسيخِ الهويةِ العربيةِ وحمايةِ الوعي الجَمْعِّي لأمتِنا.

وَمِنَ التَحَدِيَّات الراهنةِ، يَبرُزُ الذَّكاءُ الاصطناعي ومنصَّاتُ التواصلِ الاجتماعي كأحدِ أهمِ الملفاتِ التي تَسْتَوْجب منَّا وقفةً جادةً، لِمَا تَحملهُ من تأثيرٍ مباشرٍ على تشكيلِ الوَعْيِ وصناعةِ الرأيِ العام، ولِمَا تُتيحهُ مِنْ سرعةِ انتشارٍ غَيرِ مسبوقةٍ للرسائلِ والمضامين، لقد أصبح لِزامًا على إعلامِنا العربي أَنْ يُطوِّرَ مِنْ أدواتِه للتعاملِ مَعَ هذا الواقع الجديد، مِنْ خِلالِ تعزيزِ منظوماتِ التحققِ مِن المعلومات، ومواجهةِ المحتوى الزائف، وتَبَنِّي الاستخدامِ المسؤولِ للتقنياتِ الحديثة، بِمَا يَضمنُ تَوْظيفَ الذكاءِ الاصطناعي في خِدمةِ الحقيقة، لا في نَشْرِ الفوضى
أو التشويه.

كما نُؤَكِّدُ أهميةَ تضافرِ الجهودِ العربيةِ لوَضْعِ أُطرٍ تنظيميةٍ مشتركة تُعَزِّزُ الأمنَ المعلوماتِّي، وتَدعَمُ حضورَ إعلامِنا العَرَبِّى على المِنَصَّاتِ الرقمية، وتُرسِّخُ قِيَمَ الوعي والتمييزِ بينَ المحتوى المِهْنِّي الرصين والدعايةِ المغرضة.

ونُؤَكِّدُ أنَّ المرحلةَ الراهنةَ تتطلبُ مِنَّا تطويرَ خطابٍ إعلاميٍ عربيٍ، قادرٍ على مُخاطبةِ الداخلِ والخارج، يعتمدُ على المِصداقيةِ والسرعةِ، ويواكبُ التَطَوُّرَ الهائلَ في أدواتِ الاتصالِ ومِنصَّاتِ النشرِ الرقمية.

وإنَّ تعزيزَ القدراتِ البشريةِ، وتحديثَ البنيةِ التكنولوجية، وتوسيعَ نِطاقِ التدريبِ والتأهيل، لَعَنَاصِرُ أساسيةٌ وضروريةٌ لبناءِ إعلامٍ قويٍّ فاعل، يليقُ بطموحاتِ شعوبِنا العربية.

ولا يفوتني التأكيدُ على أنَّ القضيةَ الفلسطينية ستظلُّ القضيةَ المركزية للأمةِ العربية، وأنَّ الإعلامَ العربي يتحمّلُ مسؤوليةً كبرى في دعمِ نضالِ الشعبِ الفلسطيني، وفضحِ الجرائمِ والانتهاكاتِ التي يتعرّضُ لها، ونقلِ الحقيقةَ إلى العالمِ بعيدًا عن التزييفِ ومحاولاتِ طمسِ الحقوقِ المشروعة.

وفي هذا الإطار، حرصت مصرُ - قيادةً وحكومةً - على القيامِ بدورِهَا التاريخي في وقفِ الحربِ على غزة، وبذلت جهودًا دبلوماسيةً وإنسانيةً مكثفة لتثبيتِ وقفِ إطلاقِ النَّار وتخفيفِ معاناةِ المدنيين، مِنْ خِلالِ فتحِ الممراتِ لتقديمِ المساعداتِ والإغاثة، والتواصلِ المستمر مع الأطرافِ الدوليةِ الفاعلة.

وقد جاءَ عَقْدُ «مؤتمر شرم الشيخِ للسلامِ» لِيُجَسِّدَ الدورَ المصري المحوري في حشدِ الدعمِ الدولي، وتوحيدِ المواقفِ الرامية إلى حمايةِ الشعبِ الفلسطيني، والعمل على تهيئةِ بيئةٍ تدفعُ نحو سلامٍ عادلٍ وشاملٍ يُنْهِي الاحتلالَ ويَصونُ الحقوقَ المشروعة".

طباعة شارك خالد عبد العزيز المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مجلس وزراء الإعلام العرب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الذكاء الاصطناعي وسائل التواصل الاجتماعي فلسطين الرئيس السيسي قمة شرم الشيخ للسلام جامعة الدول العربية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خالد عبد العزيز المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مجلس وزراء الإعلام العرب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الذكاء الاصطناعي وسائل التواصل الاجتماعي فلسطين الرئيس السيسي قمة شرم الشيخ للسلام جامعة الدول العربية وزراء الإعلام العرب الدول العربیة نا العربی رئیس ا

إقرأ أيضاً:

القاهرة.. سوريا تتسلم رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب

القاهرة - تسلم وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، من نظيره البحريني رمزان النعيمي، الأربعاء، رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب، وذلك في دورته الخامسة والخمسين، المنعقدة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.

وفي كلمة خلال الاجتماع، أشار المصطفى، إلى "عودة سوريا إلى مقعدها الطبيعي بين أشقائها واستعدادها للمساهمة الفاعلة في صناعة المستقبل الإعلامي العربي المشترك، وتعزيز الإعلام الحر"، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".

وقال الوزير موجها حديثه للحضور: "أتيتكم اليوم من دمشق التي نفضت عنها غبار السنوات، حاملا أجمل تحية من شعب أعاد صوته وقراره، ليعلن عودة سوريا إلى مقعدها الطبيعي بين أشقائها".

وأضاف: "آمل بأن يكون ترؤس هذه الدورة استئنافا لمسيرة العمل العربي المشترك، وتأكيدا على أن سوريا الجديدة تتطلع إلى المستقبل بلغة البناء، طاوية صفحة الغياب الفعلي الذي بدأ عام 2011، والغياب الرمزي الذي استمر عقودا".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، قررت جامعة الدول العربية تجميد عضوية سوريا، إثر لجوء نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى الخيار العسكري لإخماد ثورة شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن بعد 12 عاما من الغياب حضر الأسد قمة الرياض في مايو/ أيار 2023.

وتمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).

وفي 29 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع، رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، والذي مثل سوريا في القمة العربية التي عقدت بالقاهرة في مارس/آذار 2025 كأول قمة يحضرها.

ولفت المصطفى، إلى أن سوريا "تطمح بأن تكون مشاركا فاعلا في صناعة المستقبل الإعلامي العربي المشترك بالتعاون مع وزراء الإعلام العرب".

وأوضح أن "الإعلام الذي تسعى سوريا الجديدة إلى بنائه هو إعلام حر ومسؤول، يحترم التعددية ويؤمن بالحوار، ويطمح بأن يكون صوتاً للناس وجسراً للتواصل بين مكونات المجتمع السوري المتنوع".

وتبلغ مدة رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب عاما واحدا، وتكون بالتناوب بين الدول الأعضاء.

وهذا المجلس؛ واحد من المجالس الوزارية المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية، ويضم وزراء الإعلام في الدول الأعضاء.

ويُعدّ أعلى هيئة عربية تُعنى بوضع السياسات الإعلامية المشتركة، ويُشكل الإطار الرسمي للتنسيق بين الدول العربية في المجال الإعلامي.

وفي تدوينات لاحقة عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، قال المصطفى، إن مجلس وزراء الإعلام العرب، أعلن اختيار دمشق "عاصمة الإعلام العربي" لعام 2028 في خطوة تعكس الاحتضان العربي الحقيقي لسوريا الجديدة قولا وفعلا.

ومن المقرر أن يناقش جدول أعمال الدورة الـ55 لمجلس وزراء الإعلام العرب، العديد من القضايا، منها ميثاق الشرف الإعلامي العربي، ومتابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، إضافة إلى القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • القاهرة.. سوريا تتسلم رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب
  • الأردن يحصد جائزتين في التميز الإعلامي العربي خلال دورة وزراء الإعلام بالقاهرة
  • مجلس وزراء الإعلام العرب يمنح «الإيسيسكو» والأكاديمية العربية عضوية «مراقب»
  • وزراء الإعلام العرب يمنحون الإيسيسكو والأكاديمية العربية صفة مراقب
  • خالد عبد العزيز: السوشيال ميديا أصبحت جزءً أصيلا من نقل الواقع
  • وزير الإعلام السوري: الكلمة مسؤولية والتعاون العربي ضرورة لمواجهة التحديات الرقمية
  • وزير الإعلام الكويتي: ثورة التكنولوجيا تفرض علينا تعزيز الشراكة لتطوير الإعلام العربي
  • برئاسة سوريا.. انطلاق أعمال الدورة الـ55 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية
  • بحضور الأمين العام.. انطلاق أعمال الدورة العادية لمجلس وزراء الاعلام العرب