بوابة الوفد:
2025-11-28@10:25:03 GMT

هل يعذر الانسان بجهله من حساب الله

تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT

قاعدة الجهل هل ينتهض عذرا أم لا؟

ذكر القرافي :أن الجاهل لا يعذر بجهله في أصول الدين ومسائل العقيدة بحيث لو بذل الإنسان جهده واستفرغ وسعه في رفع الجهل عنه في صفة من صفات الله تعالى أو في شيء يجب اعتقاده ولم يرتفع جهله فإنه يكون آثم بترك ذلك

وأما الفروع دون الأصول فقد عفا الله عن المجتهد فيها فمن بذل جهده في الفروع فأخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران.

وما ذكره القرافي في أصول الدين ليس مسلم له به فقد ردوا عليه بأن هذا من التكليف بما لايطاق ومن التكليف بالحرج الذي رفعه الله عن هذه الأمة وما يدل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة (في الرجل الذي قال لبنيه:إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر فوالله لئن قدر على ربي ليعذبني عذابا ما عذب به أحد قال: ففعلوا ذلك به، فقال للارض أدى ما أخدت فإذا هو قائم فقال له : ما حملك على ما صنعت فقال : خشيتك يا رب أو قال:مخافتك فغفرله بذلك) والحديث بإسناد صحيح

فالرجل شك في قدرة الله واعتقد أن الله لا يقدر على إعادته إذا ذري، وهذا كفر لاشك فيه، لكن كان جاهلا باعتقاده المصحوب بالخوف من الله فغفر له.

وقد قالت الجارية بين يدي رسول الله (وفينا نبي يعلم ما في غدٍ فقال النبي لا تقول هكذا وقولي ما كنت تقولين) فنهاها عن قولها وعلمها، ولم يكفرها وعذرها بالجهل،

(وذكر رجل قول الناس للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاءالله وشاءمحمد

فما كفره بل عذره بالجهل وعلمه أن يقول ماشاء الله ثم ماشاءمحمد).

وكل مسلم مطالب في كل مسألة تقع له ألا يقدم عليها حتى يعلم حكم الله فيها وقد حكى الشافعي الإجماع على ذلك فمن باع وجب عليه أن يتعلم الأحكام التي شرعها الله للبيع وهذا هو الفرض المتعين في العلم في قول النبي (طلب العلم فريضة).

ولما كان العلم بما يعرض للإنسان من أحكام الفروع واجبا كان الجاهل في الصلاة عاصيا عند مالك فهو فيها كالمتعمد وليس كالناسي ولا يعذر بجهله في فروع الدين المشهورة المعروفة، ويعذر في الأمور الخافية إذا شق عليه العلم بها مشقة فادحة أو كانت تخفي عن مثله

وقد ذكر ابن رشد لذلك ضابطا، وهو أن كل ما يتعلق به حق للغير لايعذر الجاهل فيه بجهله وما لا يتعلق به حق للغير يعذر فيه إن كان مما يسعه ترك تعلمه وإن كان لا يسعه ترك تعلمه لم يعذر فيه بجهله

 

الجاهل في باب العبادات يلحق بالعامد وهو قول مالك بناء على أنه لايعذر بجهله أو يلحق بالناسي بناء على العذر

والصحيح إلحاقه بالعامد في باب العبادات لأن النسيان يهجم على العبد قهرا لا حيلة له في دفعه والجهل يمكن دفعه بالتعلم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القرافي التكليف الإنسان اعتقاده

إقرأ أيضاً:

الإمام محمد الشنوانى.. شيخ الأزهر المتواضع

ولد الإمام محمد بن علي بن منصور الشنواني في قرية شنوان الغرب بمحافظة المنوفية، فنسب إليها اسمًا وشهرة، في هذه القرية المتواضعة حفظ القرآن في صغره، وتهيأت له البيئة الروحية التي دفعت شغفه نحو طلب العلم، فانتقل إلى القاهرة ليبدأ رحلته في الأزهر الشريف.

 

رحلته العلمية 

 

في الأزهر انغمس الشنواني في تعلم مختلف العلوم، فتلقى العلم على يد كبار مشايخ عصره مثل الصعيدي والدرديري، وغيرهم. 

 

لم يكتفِ بالتلقي؛ بل بدأ التدريس أيضًا، وأدار حلقة علمية في مسجد «الفكهاني» بالعقادين، قريبًا من منزله، حيث توافد الطلاب من مختلف الأقطار لاستفادة من علمه وأخلاقه.

 

توليه مشيخة الأزهر

 

اختير الشيخ الشنواني شيخًا للأزهر عام 1227 هـ (1812م)، بعد وفاة الشيخ الشرقاوي، رغم أنه رفض المنصب في البداية، وقد أصر والي مصر آنذاك على توليه المشيخة لما عرف فيه من علم وتواضع.

 

رغم المنصب الكبير، ظل الشيخ بعيدًا عن المظاهر السياسية والدنياوية، محافظًا على بساطة حياته، وعند فراغه من الدروس، كان يغير ثيابه بنفسه، يكنس الجامع، ينظف القناديل، ويملؤها بالزيت، كأنه خادم للمكان لا شيخ للمراتب.

 

وعندما حاول بعض الحاكمين الاستيلاء على أراضي الأوقاف لصالح الدولة، وقف الشنواني ضدهم، مطالبًا بالإفراج عن الأوقاف المحبوسة لصالح طلبة العلم.

 

 

الوفاة 

 

 تُوفي يوم 14 محرم 1233 هـ (حوالي 1817–1818م)، وصلي عليه في الأزهر قبل أن يُشيَّع إلى مثواه في مقابر المجاورين بالقاهرة.

مقالات مشابهة

  • الإمام محمد الشنوانى.. شيخ الأزهر المتواضع
  • «في مقدمتهم رئيس الوطني للإعلام».. وفد إماراتي في منزل عادل إمام للاطمئنان عليه
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • علي جمعة: العلم محراب الإيمان.. وأمتنا لا تنهض إلا باحترام الأستاذ
  • دشين دورة تدريبية بتعز خاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
  • الإفتاء: العنف الأسري يتناقض مع جوهر السكينة والأخلاق
  • علي جمعة: نحن أمة نكره الجهل ونحب العلم وسيلة الإيمان
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش مواقف الصديق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم غدا
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم