صدى البلد:
2025-11-28@10:21:42 GMT

كيف نستعين على الصبر عند وقوع البلاء؟

تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثير من الناس عندما يحدث له شيء من الكَدَر، من الهموم، من المصائب، من الكوارث، من الأزمات فإنه يظن أن الله قد غضب عليه، ولكن هذه هي طبيعة الدنيا التي خلقها الله سبحانه وتعالى.

أوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك:«الله خلق الأشياء، وقدَّر لها أقدارها، خلق النار وجعلها مُحْرِقة، وجعل الإنسان يطلب منها الدفء، جعلنا إذا وضعنا فيها اللحم يحدث شوي للحم، جعلها عندها طاقة وحرارة، خلق الله سبحانه وتعالى الشمس وهي مضيئة، وهذه الإضاءة تسبب النهار».

أدعية للحماية من الحوادث وموت الفجأة .. رددها دائما يحفظك اللهدعاء الصباح لتيسير الأمور.. كلمات مأثورة رددها قبل الخروج من المنزل

وتابع:«خلق سبحانه وتعالى البحر، وأوجد فيه ماءً، وهذا الماء يُحْدِث البَلل، يعني لو الواحد ألقى نفسه في البحر يبتل، فلا يتعجب إذا ما ألقى نفسه في البحر فابتل، ولا يقول: لماذا قدَّر الله عليَّ البلل؟ وهل هذا غضبٌ من عنده؟ وهل أنا فعلت شيئًا؟ ويبدأ أولًا: في التبرّم. ثانيًا: في الحَيْرة والتردد. ثالثًا: في عدم الثقة لا بالنفس، ولا بالله».

وأكمل علي جمعة أنه لإزالة هذا التوهّم، فإن أصل الدنيا فيها الكدَر. فلا تستغرب الدنيا إذًا ما دامت دنيا، وهذه صفتها؛ فإن الأكدار جزء لا يتجزأ من حقيقتها، هى الدنيا ولأنها دنيئة، ومن الدنو، ومن الدناءة، الدنيا أبرزت الأكدار، وأبرزت المصائب، والشواغل، والهموم، والأزمات، والكوارث، والأمراض، ما هو هذا مستحق وصفها، كيف تكون إذًا من الدناءة؟ وهل يجوز أن تنعتها بهذه النعوت القبيحة، ولأنها كذلك فهي لا يُسْتَغرب أبدًا منها أن تُبرز، وأن تُظهر الأكدار، هذه الحقيقة تجعل معك ميزان للتعامل، ولقياس التعامل مع الدنيا، عندما تأتي المصائب تعرف حقيقتها هكذا الدنيا.

وتساءل: ما الذي يُفيده لك هذا الشعور؟، موضحًا أنه المساعدة على الصبر؛ لأن الصبر مُرْ، والصبر صعب، والصبر فيه معالجة للنفس، وكَبْح هذه النفس، فكيف تستعين على الصبر؟ تستعين على الصبر بأنك مهيأ، وفاهم أن هذا أمر عادي، لو أنك فَهِمت إنه هذا أمر يعني أصابك أنت وحدك، وأن هذا الأمر فريد في نوعه، وأنه كيف يحدث هذا؛ تُصاب بالحيرة، ولكن فوق هذا تُصاب بالجزع، ولذلك لما رأى النبي ﷺ هذه المرأة التي مات لها ابنها، وهي تبكي، وتَلْطِم، وكذا؛ فقال لها: «اصبري»، قالت: «عليك عني» ولم تكن تعرف أن الذي يُكلمها هو رسول الله ﷺ من شدة حزنها، واستغراقها في الحزن، وانشغالها في هذا الجزع، وأخبروها هذا رسول الله فقامت تجري وراءه، وقالت: «يا رسول الله» -يعني لم أعرفك-، فقال لها: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» كيف يأتي الصبر عند الصدمة الأولى؟ بالمعرفة المُسَبَّقة، بالتربية، بالفَهْم، بأن نتحقق بهذه الحكمة «لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار» هذه كلمة جميلة نحفَظها «لاَ تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ مَا دُمْتَ في هَذِهِ الدَّار» فعندما تأتيني الواقعة، والحادثة، والنازلة، تجدني وأنا مستحضر هذه الحقيقة تساعدني على الصبر، وعدم الجزع، تساعدني بذلك ما دمت هصبر.

واختتم علي جمعة قائلا: ما الذي يحدث بعد الصبر؟ ما نتيجة الصبر؟ التسليم والرضا بقضاء الله، ويقول النبي ﷺ: «إِنَّ الْعَيْنَ لتَدْمَعُ، وَ إِنَّ الْقَلْبَ ليَحْزَنُ، وَإِنَّا على ِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ، ولا نقول ما يُغْضِبُ الله» لأنه في تربية سابقة، وفي مفاهيم سابقة مستقرة في النفس البشرية؛ ولذلك إذا ما تحققنا بهذه الحكمة؛ فإنها تساعدنا كثيرًا على إنشاء هذه النفس المُتخَلِّقة بالأخلاق النبوية المصطفوية عليه الصلاة والسلام.

طباعة شارك الهموم كيف نستعين على الصبر عند وقوع البلاء الصبر البلاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهموم الصبر البلاء على الصبر الصبر عند علی جمعة

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: نحن أمة نكره الجهل ونحب العلم وسيلة الإيمان

العلم.. قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن نحن أمةُ علمٍ، نكره الجهلَ ونحبُّ العلم، ولم يقل أحدٌ من الناس إلى يومنا هذا ما قاله رسولُ الله ﷺ، حيث يقول: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا يسَّر اللهُ له به طريقًا إلى الجنة»، ولا قال أحدٌ مثلَ ما قاله القرآن، حيث يقول سبحانه وتعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

فضل العلم

وأضاف فضيلته أن العلماء يقولون إنَّ الله لم يقيِّد هذا العلم؛ يعني لم يقل: قل هل يستوي الذين يعلمون بالشرع أو الذين لا يعلمون، أو بالطب أو بالكون، أبدًا، بل أطلقها؛ فإذا أُطلِقت كان كلُّ علمٍ في مقابله الجهلُ يعلوه ويزيله ويقضي عليه، فالعلم هو المُبتغى، ونحن أمةُ علمٍ.

وأوضح أن هناك أممٌ كثيرةٌ جدًّا نحَّتِ العلم جانبًا، وأمرت بعدم التعلُّم والبقاء في الجهل؛ لأن الجهل والإيمان عندهم سيّان، أمّا عندنا فالإيمان هو العلم، والعلم هو الموصل إلى الإيمان، والعلم هو محراب الإيمان، والإيمان هو محراب العلم، وليس هناك أيُّ اختلافٍ بين العلم والإيمان مطلقًا.

ولذلك فالعلاقة بين العالم والجاهل هي علاقةُ احترام؛ «ليس منَّا من لم يوقِّر كبيرَنا ويرحمْ صغيرَنا»، وهذه الكلمة تنطبع على تلك العلاقة التي بين العالمِ المسمَّى بالأستاذ، والجاهلِ المسمَّى بالتلميذ؛ فالتلميذ جاهل، ولكن عرف طريقه، وأراد إزالة هذه الجهالة، فذهب يتعلم عند ذلك الأستاذ، فينبغي أن تكون هذه الأستاذية وهذه التلمذة على وضعها الحقيقي.

العلم والجهل

يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: «من علَّمني حرفًا صرتُ له عبدًا». هذه يسمِّيها أهلُ اللغة صيرورةً مجازية، يعني أنه مجازًا سيكون له كالعبد؛ العبد ما شأنه مع سيده؟ الاحترام، والتوقير، والنُّصرة، والحب.

وأوضح الدكتور علي جمعة أن كي نفهم هذه المقولة في ظلِّ الأستاذية والتلمذة التي نحن نتكلم عنها الآن: هي علاقةُ حبٍّ، وعلاقةُ احترام، وعلاقةُ تَلَقٍّ. الآن بعض الطلبة لا يريد أن يتلقَّى من الأستاذ، ويناقشه مناقشةً خارجَ الأدب؛ نحن نريد أن يناقشه، ولكن مناقشةً داخلَ الأدب، مناقشةَ السؤال والبحث عن الحقيقة، لكنه يحاول أن يناقشه مناقشةَ المتعالي عليه؛ التلميذ أصبح يتعالى على الأستاذ، إفرازاتٌ غربية شاعت بين الناس، وهذه إفرازاتٌ بعيدة عن الإيمان بالله.

 

مقالات مشابهة

  • هل يجازى العبد على أعماله في الدنيا أم يحاسب عليها في الآخرة
  • فتاوى| النيابة في العمرة.. الإفتاء توضح ضوابطها الشرعية.. أجد نفسي في تكرار العمرة فهل آثم على عدم الحج؟.. كيف نستعين على الصبر عند وقوع البلاء؟
  • حكمة الله فى امتحان عباده بابتلاء .. الأزهر للفتوى يوضح
  • أجد نفسي في تكرار العمرة فهل آثم على عدم الحج؟.. علي جمعة يجيب
  • 12 كلمة تكفيك هم الدنيا.. داوم عليها كل صباح
  • علي جمعة: صحيح البخاري أصحُّ كتابٍ بعد كتاب الله تعالى
  • علي جمعة: الحوقلة أساس العلاقة بيننا وبين الله
  • إيران تطالب “حزب الله” بمراجعة “الصبر الاستراتيجي”
  • علي جمعة: نحن أمة نكره الجهل ونحب العلم وسيلة الإيمان