كشف الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن إسرائيل تستهدف منذ سنوات السيطرة على 5 مناطق حدودية تُعد من أهم النقاط الإستراتيجية في جنوب لبنان، وهي بلاط وجل الدير والدواوير والحمامص والبونة.

وأوضح حنا -في تحليل عسكري للجزيرة- أن هذه المناطق المرتفعة تشكل ما يشبه "الحزام العسكري" الذي يسمح للجيش الإسرائيلي بالسيطرة النارية على القرى اللبنانية المحيطة حتى حدود نهر الليطاني.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أي استقلال نحتفل به في لبنان تحت سماء المسيّرات؟list 2 of 4غارات إسرائيلية على لبنان بالذكرى الأولى لوقف إطلاق النارlist 3 of 4سلام: لبنان يواجه حرب استنزاف وسلاح حزب الله لم يردع إسرائيلlist 4 of 4محللون: هذه أهداف إسرائيل الحقيقية لتصعيد عملياتها شمالي الضفةend of list

وأشار إلى أن أهمية هذه المناطق تكمن في أنها تشكل خط الحماية الأول للمستوطنات الإسرائيلية في الجليل الأعلى والأوسط، ومنها دوفيف وأفيفيم وحانيتا وزرعيت والمالكية وحتى المطلة وكريات شمونة.

ولفت حنا إلى أن هذه المستوطنات عانت خلال حرب الإسناد، وهو ما دفع القيادة الإسرائيلية في السنوات الماضية إلى الوعد بالتوغل داخل الأراضي اللبنانية لتأمينها.

ووفق الخبير العسكري، فإن إسرائيل نفذت أكثر من 10 آلاف خرق للحدود اللبنانية، بينها 7500 غارة جوية و2500 عملية برية و1200 توغل داخل الأراضي اللبنانية، في مؤشر على اتساع العمل العسكري وتجاوز القرار 1701 بشكل منهجي.

وأكد أن أي إطلاق لصاروخ واحد من طراز "كاتيوشا" جنوب الليطاني كفيل بجعل هذه المستوطنات غير آمنة، وهو ما يجعل إسرائيل أكثر تمسكا بالسيطرة على المناطق الخمس في جنوب لبنان.

وأوضح الخبير العسكري أن اختيار تل أبيب هذه المناطق ليس اعتباطيا، إذ تقع على مسافات متقاربة تسمح بالسيطرة عليها كـ"كتلة واحدة"، كما أن طبيعتها الطبوغرافية المرتفعة تمنح الجيش الإسرائيلي أفضلية نارية كبيرة، وتخلق ما وصفه بـ"الردع العقابي" لمنع حزب الله من التحرك فيها.

وأضاف أن المناطق الواقعة بين هذه النقاط حتى حدود الليطاني تُعد تاريخيا مناطق مدمرة يُمنع فيها إعادة البناء، مما جعلها عرضة لعمليات عسكرية متكررة منذ العام 1978 وحتى اليوم.

إعلان

وفي سياق متصل، اعتبر حنا أن التصعيد المحتمل لا يقتصر على الحدود اللبنانية، بل يمتد إلى الجبهة السورية، حيث تسجل خروقات واسعة في منطقة فك الاشتباك، مما يمثل اعتداء مستمرا على السيادة السورية، وقد يفتح الباب لمعادلات أمنية جديدة في المنطقة.

مهلة غير واقعية

وانتقل الخبير بعدها إلى الملف السياسي، معتبرا أن المهلة المعلنة لنزع سلاح حزب الله بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل غير عملية ولا واقعية.

وشدد على أن أي خطوة في هذا الاتجاه تستوجب أولا وقفا شاملا لإطلاق النار، وانسحابا إسرائيليا كاملا من المناطق التي تقدمت إليها، وتسليمها إلى الجيش اللبناني أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).

وأشار حنا إلى تغير في الموقف الأميركي من لبنان، إذ كانت واشنطن تشيد سابقا بأداء الجيش اللبناني في استلام نحو 85-90% من المراكز جنوب الليطاني، قبل أن تتحول فجأة إلى وصف لبنان بـ"الدولة الفاشلة"، وهو ما اعتبره مؤشرا على منح إسرائيل مساحة أوسع للتحرك.

كما رأى أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن يعكس ضغطا إضافيا على بيروت ويمهد لاحتمالات تصعيد عسكري في المرحلة المقبلة.

وختم حنا بالتأكيد على أن أي تحرك أحادي الجانب قد يقود إلى تصعيد متدرج، وأن المرحلة المقبلة ستكون حساسة، خصوصا بعد انتهاء الزيارات الدولية المهمة مثل زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

خبير دولي: إسرائيل تستعد لضرب الحشد الشعبي داخل العراق الفترة المقبلة

أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الفترة المقبلة قد تشهد تحركًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا داخل الأراضي العراقية يستهدف الميليشيات الموالية لإيران، وعلى رأسها ميليشيا الحشد الشعبي، وذلك عقب سلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في الحرس الثوري خلال الأشهر الأخيرة.

الضربات الإسرائيلية السابقة

وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ما يُتداول ليس مجرد تكهنات، بل هو سيناريو مطروح بقوة في ضوء الضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت الحوثيين في اليمن وميليشيا حزب الله في لبنان، معتبرًا أن هذه العمليات تمثل نهجًا ثابتًا لتقليص نفوذ طهران في المنطقة.

الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في قرية العشّة بريف القنيطرة جنوبي سوريامنسق غرفة العمليات الحكومية بغزة: الاحتلال يواصل ممارساته الرامية لتجويع الفلسطينيين


وأشار الخبير الدولي إلى أن ما تبقى من الميليشيات المرتبطة بإيران في الإقليم هي ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وهو ما يجعلها الهدف التالي المحتمل ضمن استراتيجية إسرائيلية تستهدف تطويق النفوذ الإيراني وإضعاف شبكته العسكرية خارج الحدود.

 اعتداءً صارخًا على سيادة دول عربية

ولفت العزبي إلى أن تلك التحركات تمثل في جوهرها اعتداءً صارخًا على سيادة دول عربية، تمامًا كما جرى في لبنان، الذي يشهد في الوقت الحالي قصفًا إسرائيليًا مكثفًا يستهدف مناطق الجنوب بشكل يومي. وتساءل عن غياب الموقف العربي الموحد تجاه التصعيد العسكري المتكرر على الأراضي اللبنانية.


كما تناول العزبي التحركات الإسرائيلية الأخيرة تجاه سوريا، مؤكدًا أن زيارة نتنياهو إلى المنطقة الحدودية قرب دمشق، وما أعقبها من ضربات جوية، تعكس توسعًا إسرائيليًا في اختراق الأجواء السورية في ظل غياب ردع إقليمي قادر على كبح التصعيد.


وختم الخبير الدولي بالقول إن استمرار هذه العمليات يُمكن إسرائيل من ترسيخ نفوذها وتعزيز حضورها العسكري في الإقليم، فيما تحتاج الدول العربية إلى مراجعة شاملة لسياساتها تجاه الانتهاكات المتلاحقة التي تستهدف أمن وسيادة دول المنطقة.
 

طباعة شارك الأراضي العراقية إيران الحرس الثوري الضربات الإسرائيلية إسرائيل ميليشيا الحشد الشعبي

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: توغل إسرائيل بريف دمشق ليس عابرا وهذه أهدافها وخرائط نفوذها
  • خبير دولي: إسرائيل تستعد لضرب الحشد الشعبي داخل العراق الفترة المقبلة
  • رئيس الحكومة اللبنانية: سلاح حزب الله لم يردع إسرائيل ولم يحمِ قادة الحزب ولا لبنان
  • خبير علاقات دولية: مصر تسعى لحشد الدعم الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة
  • محللون: إسرائيل تسعى لتقسيم غزة وتقطيع الضفة لكانتونات
  • انطلاق أعمال تنظيف مجرى نهر الليطاني في الحوض الأعلى
  • أحمد عساف: إسرائيل تسعى لشطب تاريخ فلسطين وخلق وتزييف الوقائع
  • محامٍ دولي: “إسرائيل” تسعى لتهجير الغزيين عبر “خدعة إنسانية” مرتبطة بمشروع سياسي دولي
  • الأمم المتحدة وFEMALE تطلقان حملة لفرض أول قانون لمكافحة العنف الرقمي في لبنان