إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تقاسيم…)
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
هشام،
لما سمعتُ بموتك في السويد، ذهبتُ إلى المقابر لأبكي هناك… إلى المقابر لأنها هي أقرب بوّابة إليك…
تذكرتُ حديثك وحكايات الرقّة…
حكيتَ لي عن فصلٍ مدرسيٍّ يُصاب بالتسمّم، وحُجزوا في عنبر بالمستشفى في الطابق الأول… احتياطًا، لأنه لم تكن هناك إصابة حقيقية. وكعادة الأطفال في الحديث، واحد منهم يظل يفخر بأن أباه ثريٌّ أنيق وله عربة جديدة.
وفي اليوم الثاني كان واحد من الأطفال ينظر من النافذة ويرى رجلًا أنيقًا يهبط من عربة فخمة ويتجه إلى العنبر، والطفل يصيح:
“هاشم… أبوك جا!”
في اللحظة ذاتها كان هاشم يرى أباه العجوز في جلبابٍ مسكينٍ يعبر ساحة المستشفى متجهًا إليهم.
والرجل الفخم يدخل، والأطفال يحيطون به ويصرخون مرحّبين وهم يشيرون إلى هشام:
“أنت والد هاشم… لقد كان يُحدثنا عنك… كنا ننتظرك و…”
وهشام الذي يقف في زاوية يظل ينظر إلى الباب.
كان يوقن أن أباه العجوز عند الباب، وأنه قد رأى وسمع كل شيء.
ويبدو أن الرجل الفخم قد فهم كل شيء في لحظة، وهشام يُفاجأ بالرجل الفخم يحتضنه ويسأله عن حاله ويحدثه بأخبار البيت.
وهشام المصدوم ينظر إلى الباب وينتظر دخول أبيه العجوز، وينتظر صاعقة الفضيحة…
قلتَ لي يا هشام إن الطفل هاشم يلتفت، ومن النافذة يرى ظهر أبيه العجوز يمشي منحنِيًا متجهًا إلى باب المستشفى…
هشام، دموعك انفجرت وأنت تكمل الحكاية لتقول لي إن الطفل هاشم دفع بجسمه خارج النافذة وهو يصيح خلف العجوز:
“أبّووووي…”
هشام، كان الطفل هو أنت…
تذكرتُ الحكاية وأنا جالس وسط المقابر، أمام قبر لا أعرفه، وأنا أبكي عليك وأبكي…
وقالوا:
أتَبكي كلَّ قبرٍ رأيتَهُ
ثوى بين اللوى والدكادكِ؟
فقلت لهم:
إن الجَوَى يبعث الجَوَى، دعوني،
فهذا كله قبرُ مالكِ…
أستاذ عمران
في بلدٍ عربيٍّ يُعرض الآن فيلم يشتم الإسلام، والمحكمة ترفض دعاوى منعه، وترفض بحجّة أنها لا تمنع “الإبداع”.
والحجّة هذه تعني أن من يشتم كل شخص في الدنيا بصوت جميل وشكل جميل فلا شيء يمنعه!
قال المعترضون:
ترى لو كان المبدع هذا يشتم الرئيس، أكان القاضي هذا يسمح له بحجّة الإبداع؟
الآن… العالم ما يسوقه هو:
لذائذ الحواس الخمس، ثم لذة هي الأقوى:
لذّة إطلاق الحقد… والأنياب التي هي نسخة من أنياب الحيّة…
والحجّة والمنطق هما صرخات الضحية وهي في فم الأسد.
إسحق أحمد فضل الله
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/11/27 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إبراهيم شقلاوي يكتب: أحمد رجب وصناعة الوعي2025/11/27 المملكة وسعيها لإحلال السلام في السودان2025/11/27 مقال البرهان في صحيفة وول ستريت جورنال2025/11/27 معركة الفاشر برهنت حقيقة قاسية للمليشيا2025/11/27 العميل سلك وآخرين2025/11/27 تبيّن في النهاية إنّه السَنبلة والقحتنة، مثلها مثل الكوزنة2025/11/27شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات القحاتة دايما شغالين مدافع قشاش قدام حراسة مرمي الدعم السريع 2025/11/27الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عنالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجنرال العطا… أول من سمى الأشياء بأسمائها
الجنرال العطا… أول من سمى الأشياء بأسمائها .
• الجنرال ياسر العطا كان أول من قدم تعريفاً واضحا وصريحا للحرب على السودان، وأول من سمى سلطة ابو ظبي بوصفها الطرف الذي يقود حربا عرقية ضد السودانيين بعد ان اشترى محمد بن زايد صمت العواصم الغربية والعربية .
• في تلك اللحظة كان الخونة والعملاء يسخرون من حديثه، لكن الأحداث أثبتت بوضوح أن العطا امتلك البوصلة الصحيحة منذ البداية.
• العطا ليس فقط قائدا ماهرا في الميدان؛ بل قائدا ماهر في تشخيص المعركة وتقديم السردية الدقيقة بلا تردد.
• كان أول من صاغ الحقيقة كما هي… واليوم تتكشف للجميع .
✍️ بشير يعقوب
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/11/27 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة سودان مابعد الحرب.. رؤية استشرافية2025/11/26 خالد سلك يفقد ثباته الانفعالي وينفعل ويقول: نحن كلنا كم نفر !2025/11/26 إستجداء الخارج2025/11/26 البرهان يكتب: حقيقة الحرب في السودان2025/11/26 إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أيام الحمر…)2025/11/26 إبراهيم شقلاوي يكتب: الكهرباء وفرص العودة إلى الخرطوم2025/11/26شاهد أيضاً إغلاق رأي ومقالات سلك … الكذب حين يرتدي بدلة فاخرة 2025/11/26الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن