مساعد البرهان يكشف عن مخطط رئيس الإمارات في السودان
تاريخ النشر: 26th, November 2025 GMT
ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني، قال إن صمت العالم تجاه ما فعلته الدعم السريع تم شراؤه بقوة المال الإماراتي.
التغيير: وكالات
اتهم عضو مجلس السيادة، مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا، رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد بالموافقة على تنفيذ خطة لتطهير السودان من القبائل الأفريقية عبر دعم قوات الدعم السريع.
وقال خلال لقاء صحفي بمدينة أم درمان، إن رئيس الإمارات يشن حرب عنصرية ضد الشعب السوداني عبر دعم هذه القوات التي ارتكبت مجازر وفظائع في جميع أنحاء السودان على مدار العامين والنصف الماضيين من الحرب، وكان آخرها في مدينة الفاشر.
واضاف أن مصدرًا في دبي حذّره قبل عام من بدء الحرب من أن محمد بن زايد كان كثيراً ما يصف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بأمير السودان، واعتبر ذلك مؤشرًا على نوايا تتجاوز حدود الدعم التقليدي.
وكشف العطا، أن المشروع المزعوم ينطوي على برنامج ضخم من التهجير والتطهير العرقي، مع تهجير سكان شمال السودان والقبائل النوبية إلى مصر، ويتضمن أيضاً طرد قبائل النوبة الجنوبية وقبائل أخرى من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى جنوب السودان.
وقال إنه وفقًا للمخابرات السودانية، أنشأت الإمارات سلسلة قيادة في أبوظبي لإدارة الشؤون اللوجستية والإعلامية وتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودان.
وأضاف العطا أن العالم صامت تجاه كل ما فعلته قوات الدعم السريع في السودان على الرغم من وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات التكنولوجية التي مكّنت من كشف جرائم هذه القوات وفهمها، واعتبر أن السبب هو أن هذا الصمت قد تم شراؤه بقوة المال الإماراتي.
وقال العطا إن أحد تفسيرات التدخل الإماراتي قد يكون أن الإمارات تريد الذهب، أو أرضاً للزراعة، أو أرضاً للمعادن، لكنه قال إن السودان كان دائماً منفتحاً على الاستثمار، ووصف قوات الدعم السريع بأنها مجرد أداة في يد الإمارات.
وجدد العطا التزام الجيش السوداني بخبار السلام العادل، وقال: “لسنا دعاة حرب. نريد حلًا قائمًا على العدل والإنصاف”. وشدد على رفض أي عملية سلام تسمح بامتداد الدور الإماراتي في المشهد السوداني، وطالب سلطات أبوظبي بالعمل على نقل من أسماهم المرتزقة -المقاتلين الأجانب- الذين جرى استقدامهم خلال الحرب وإعادتهم إلى دولهم.
الوسومأبوظبي الإمارات الجيش السوداني السلام السودان الفاشر دارفور قوات الدعم السريع كردفان مجلس السيادة ياسر العطاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبوظبي الإمارات الجيش السوداني السلام السودان الفاشر دارفور قوات الدعم السريع كردفان مجلس السيادة ياسر العطا قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع السودانية تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد لثلاثة أشهر
الخرطوم- أعلنت قوات الدعم السريع السودانية الاثنين هدنة إنسانية من طرف واحد تستمر ثلاثة أشهر، غداة إعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان رفضه مقترحا دوليا بالهدنة قدمته الرباعية الدولية ولم يتم إعلان تفاصيله.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في كلمة مسجلة "انطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية واستجابة للجهود الدولية المبذولة وعلى رأسها مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومساعي دول الرباعية... نعلن هدنة إنسانية تشمل وقف الأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر" والموافقة على تشكيل آلية مراقبة دولية.
وطوال العامين الماضيين، قام طرفا الحرب في السودان بخرق كل اتفاقات الهدنة ما أدى إلى فشل جهود التفاوض.
وكان عبد الفتاح البرهان أعلن الأحد رفضه لمقترح الهدنة معتبرا أنه "الأسوأ حتى الآن.. باعتبار أنها تلغي وجود القوات المسلحة وتطالب بحل جميع الأجهزة الأمنية وتبقي الميليشيا المتمردة في مناطقها".
وأكد دقلو في كلمته "التزامنا بمسار سياسي يشارك فيه الجميع ما عدا الحركة الإسلامية الإرهابية والإخوان المسلمين والمؤتمر الوطني لأنهم يتحملون كل المأساة التي يعيشها شعبنا طيلة ثلاثة عقود".
وكان الموفد الأميركي مسعد بولس قدم المقترح نيابة عن الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر.
وفي كلمته الأحد خلال اجتماع مع ضباط القوات المسلحة قال البرهان، بحسب مقطع مصور نشرته حكومته عن اللقاء، إن "السودان يرى أن هذه الرباعية ليست مبرئة للذمة خاصة أن كل العالم شهد بأن دولة الإمارات هي التي تدعم المتمردين ضد الدولة السودانية".
وتابع أن الوساطة التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر والسعودية، "إذا واصلت السير بهذا المنحى، فهي وساطة غير محايدة".
وتُتهم دولة الإمارات على نطاق واسع بتسليح قوات الدعم السريع السودانية التي تخوض حربا ضد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان. لكن أبوظبي تنفي هذه الاتهامات
وانتقدت أبوظبي الإثنين رفض البرهان لمقترح الهدنة واتهمته بعرقلته.
وقالت وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي "مرة أخرى يرفض الفريق البرهان مبادرات السلام. برفضه الخطة الأميركية للسلام في السودان، ورفضه المتكرر لوقف إطلاق النار، يُظهر بشكل مستمر سلوكا معرقلا. ويجب قول ذلك بوضوح".
واعتبر البرهان في تصريحاته الأحد أن بولس "يتحدث بلسان الإمارات" ويقوم بترداد مواقفها.
ونفى سيطرة الإخوان المسلمين على الجيش السوداني، وقال "نحن نسمع ذلك الكلام في الوسائط الإعلامية، إن الجيش والدولة يسيطر عليهما الإخوان المسلمون.. هذا الكلام لا وجود له سوى في رؤوسهم".
ودعا البرهان "كل شخص قادر على الدفاع عن هذه الدولة وحمل السلاح الى أن ينضم فورا إلى جبهات القتال".
في الوقت نفسه، رحّب البرهان بمبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإنهاء الحرب في السودان أثناء لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معربا عن أمله بأن "تستمع هذه المبادرة إلى أصوات السودانيين.. وأن تجنبنا دمار بلدنا".
- عنف مستمر -
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر موافقتها على مقترح الهدنة الإنسانية، غير أنها قامت في اليوم التالي بقصف الخرطوم وعطبرة الواقعتين تحت سيطرة الجيش.
وأعقب ذلك إعلانها وصول "حشود ضخمة" من مقاتليها إلى مدينة بابنوسة في غرب كردفان، في محاولة للسيطرة على مقر الجيش هناك فيما يستمر حصارها لمدينتي كادوغلي والدلنغ بجنوب كردفان.
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر استهدفت قوات الدعم السريع سد مروي الرئيسي في شمال السودان بضربات عدة بواسطة مسيّرات، كما قصفت مقر الجيش في المدينة.
وخسر الجيش في 26 تشرين الأول/أكتوبر مدينة الفاشر بعد حصار طويل من جانب قوات الدعم السريع التي باتت تسيطر على كل غرب السودان.
وامتدت المعارك من إقليم دارفور إلى منطقة كردفان المجاورة الغنية بالنفط والتي تربط العاصمة الخرطوم بغرب السودان.
ومنذ سقوط الفاشر تتوالى تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف عرقي وخطف واعتداءات جنسية، فيما أشارت منظمات حقوقية إلى وقوع عمليات قتل على أساس عرقي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
والثلاثاء، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في السودان ولا سيما في الفاشر، معتبرة أن دعم دولة الإمارات لقوات الدعم السريع "يؤجج العنف المتواصل" في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فرّ منذ نهاية الشهر الماضي أكثر من 100 ألف مدني من الفاشر إلى مدن مجاورة، إضافة إلى نحو 40 ألف نازح من شمال كردفان.
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن عزمه على إنهاء "الفظائع" الدائرة في السودان بناء على طلب من ولي العهد السعودي.
ورحّبت قوات الدعم السريع والإمارات بإعلان الرئيس الأميركي، كما أكد البرهان استعداده للتعاون مع واشنطن والرياض لإنهاء الحرب.
وأدّت الحرب المستمرة في السودان منذ أكثر من عامين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليون شخص، وتسببت في أزمة جوع حادّة تهدد ملايين المدنيين.