تراجع جهود المكافحة.. ارتفاع حاد في ضحايا الألغام الأرضية في 2024
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
كشف مرصد الألغام الأرضية في تقريره السنوي الصادر الاثنين عن ارتفاع كبير في أعداد القتلى والجرحى جراء الألغام ومخلفات الحروب القابلة للانفجار في العالم خلال عام 2024، وسط تحذيرات من "تحديات غير مسبوقة" تواجه الحظر الدولي المفروض على استخدام الألغام.
وبحسب التقرير، فقد سُجلت 6279 إصابة بين قتيل وجريح في 52 دولة ومنطقة، بزيادة تقارب 500 ضحية عن العام السابق، في أعلى حصيلة سنوية منذ عام 2020، وشكّل المدنيون 90% من إجمالي الضحايا، نصفهم تقريبًا من الأطفال.
وقالت الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية إن الأرقام الجديدة "تكشف عن حقيقة صارخة: المدنيون يدفعون الثمن الأكبر"، مشيرة إلى تراجع عمليات التطهير وانخفاض التمويل المخصص لها.
انسحابات من معاهدة الحظرحذر التقرير من تهديد مباشر يواجه معاهدة حظر الألغام بعد إعلان 5 دول في حلف شمال الأطلسي"إستونيا، فنلندا، لاتفيا، ليتوانيا، وبولندا" نيتها الانسحاب من المعاهدة وفق المادة 20، بذريعة "الخشية من عدوان روسي".
كما وجهت الحملة انتقادات لمحاولة أوكرانيا تعليق امتثالها للمعاهدة بسبب الحرب المستمرة، مؤكدة أن هذا الإجراء غير مسموح به وفق بنودها.
وقالت رئيسة الحملة تامار جابيلنيك: “التراجع ليس خيارًا، التكلفة البشرية باهظة للغاية".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الألغام الأرضية تقتل وتجرح الآلاف مع تراخي الحظر الدولي - The New York Times
أوضح التقرير أن الزيادة في عدد الضحايا ترتبط باستخدام الألغام في دول غير ملتزمة بالمعاهدة، مثل بورما وسوريا وروسيا، بالإضافة إلى استخدامات أوكرانية لم يُحدد نطاقها بدقة.
بورما سجلت أكبر عدد ضحايا عالميا للعام الثاني على التوالي: 2029 قتيلًا وجريحًا.
سوريا جاءت في المرتبة الثانية بـ 1015 ضحية، في ظل عودة المدنيين إلى مناطقهم بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
في أوكرانيا، وثق التقرير نحو 300 إصابة جراء الألغام خلال عام 2024.
وأكد التقرير أن روسيا استخدمت الألغام المضادة للأفراد على نطاق واسع منذ بدء غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
تراجع كبير في التمويلسجل عام 2024 انخفاضا واضحا في المساحات التي تم تطهيرها من الألغام، نتيجة تراجع التمويل الدولي وتدهور الوضع الأمني في مناطق النزاعات.
وأشار التقرير إلى أن التمويل المخصص لمساعدة الضحايا، والذي لا يتخطى 5% من إجمالي التمويل، تراجع بنحو 25% خلال العام نفسه.
وتفاقمت الأزمة في 2025 بسبب انخفاض حاد في المساعدات الأمريكية عقب عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ خفضت الولايات المتحدة دعمها الخارجي، رغم أنها كانت أكبر ممول عالمي لبرامج إزالة الألغام، رغم عدم توقيعها على المعاهدة نفسها.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: جنيف الألغام الأرضية الألغام مخلفات الحروب الحظر الدولي الألغام الأرضیة
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية تحذر: ارتفاع وفيات الملاريا العام الماضي وخفض التمويل يهدد بعودة التفشي
يُعد المرض المنقول عبر البعوض واحدا من أكبر تحديات الصحة العامة على مستوى العالم، لما يسببه من مخاطر وانتشار واسع في دول عدة.
حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقرير جديد من ارتفاع الإصابات والوفيات الناجمة عن الملاريا عالمياً العام الماضي، في ظل خفض التمويل و"تنامي خطر" مقاومة الأدوية.
سُجِّل تقديرياً 282 مليون حالة ملاريا و610.000 وفاة في عام 2024، أي بزيادة تُقدَّر بنحو تسعة ملايين حالة و12.000 وفاة مقارنة بالعام السابق.
وتتحمّل 11 دولة أفريقية نحو ثلثي حالات ووفيات الملاريا، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن التقدم في الحد من معدل الوفيات "ما يزال بعيداً جداً عن المسار الصحيح".
وقال غاريث جينكينز، المدير العام لمنظمة "Malaria No More UK" غير الربحية، في بيان إن الزيادة في الحالات في عام 2024 "مقلقة على نحو أكبر لأنها لا تعكس بعد أثر خفض التمويل هذا العام".
وقد خفضت التمويل دولٌ ثرية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا لبرامج الصحة العالمية، بما في ذلك المخصصة لمكافحة الملاريا.
Related علاج جديد للملاريا قد يواجه تهديد مقاومة الأدوية المتزايدوقالت منظمة الصحة العالمية إن خفض المساعدات الدولية يزيد خطر حدوث تفشيات وعودة الملاريا إلى الانتشار، لكن مستويات التمويل كانت أصلاً دون المستوى المطلوب.
وأظهر التقرير أنه في عام 2024، قُدِّر التمويل العالمي لمكافحة الملاريا بنحو 3.9 مليار دولار (3.4 مليار يورو). وهذا انخفاض طفيف عن العام السابق، ويبقى بعيداً جداً عن 9.3 مليار دولار (8.1 مليار يورو) التي تقول السلطات الصحية إنها مطلوبة.
تُعد الملاريا من أكبر تحديات الصحة العامة في العالم. وهي تنتقل إلى البشر عبر بعوض مصاب بطفيلي، ما يجعل القضاء عليها أصعب من الأمراض التي تنتقل بين الناس.
كما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن القضاء على الملاريا يزداد صعوبة مع تطور الطفيلي الناقل للمرض، ما يقلل من فعالية العلاجات والتدابير الوقائية القائمة، مثل الناموسيات المعالجة بالمبيدات.
Related علماء يحلمون بالقضاء على الملاريا بتعديل الحمض النووي للبعوض الناقل للمرض.. هل ينجح المشروع؟وأبلغت ثمانية بلدان أفريقية على الأقل عن مقاومة جزئية لدواء "الأرتيميسينين"، الذي قالت منظمة الصحة العالمية إنه كان "العمود الفقري" لعلاجات الملاريا منذ أن تعلّم الطفيلي الإفلات من "الكلوروكين"، وهو دواء أساسي حتى مطلع الثمانينيات.
ودعا جينكينز إلى زيادة التمويل العالمي لمكافحة الملاريا، بما يشمل علاجات جديدة، وناموسيات "الجيل القادم"، وحملات التطعيم.
قال جينكينز: "نحتاج إلى قادة لا يكتفون بفهم حجم احتمال عودة تفشي الملاريا، بل يرون أيضاً إمكانات علم الملاريا في مساعدة الدول على التصدي".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة