لجريدة عمان:
2025-12-03@19:52:16 GMT

قمة المنامة.. أي «درع» يحتاجه الخليج اليوم؟

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

قمة المنامة.. أي «درع» يحتاجه الخليج اليوم؟

تنعقد القمة الخليجية السادسة والأربعون في المنامة اليوم في لحظة تاريخية لا يُسمح فيها بترحيل الملفات إلى اللجان أو القمم القادمة. المنطقة بأسرها تعيش على وقع الحروب المفتوحة والتوترات المتنقلة، وحدود الخليج باتت مكشوفة أكثر من أي وقت مضى أمام صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، وأمام ضغوط اقتصادية تتحرك من أسعار النفط إلى أسواق المال والتكنولوجيا الخضراء.

في هذا السياق، يبدو منطقيا ومفهوما أن يتصدر ملف الدفاع المشترك أعمال القمة، وأن تُطرح فكرة «قبة صاروخية» خليجية بمعناها التقني المباشر؛ ومنظومة إنذار مبكر وربط رادارات وتنسيق دفاع جوي. كما كشف الأمين العام للمجلس اليوم في تصريح صحفي استبق أعمال القمة.

لكن السؤال الأهم في هذه اللحظة التاريخية المحورية يتجاوز الجانب التقني في نقاش المنظومة الصاروخية إلى سؤال حول ماهية المشروع السياسي والأمني الذي ستخدمه هذه المنظومة؟ هل المطلوب تحصين المنشآت والحدود، أم بناء فهم مشترك لمعنى الأمن الخليجي بوصفه أمنا لشعوب تعيش في محيط مشتعل، من غزة إلى اليمن، وتتأثر يوميًا بنتائج تلك الحروب على اقتصادها واستقرارها؟ من الواضح جدا الآن أنه يصعب الحديث عن أمن خليجي معزول عن المأساة في فلسطين أو التوتر مع الجوار الإقليمي، أو عن مسارات التسويات المؤجلة التي ما زالت تُدار من بعيد. لكن يبقى أن طرح هذا المشروع الكبير في غاية الأهمية بعد أن تأجل سنوات طويلة. كما أن الطرح يبعث رسائل سياسية للدول التي تقيم معها دول الخليج شراكات عسكرية وأمنية وتوقع معها اتفاقيات حماية.

أمام القادة اليوم في قمة البحرين أيضا ملف التكامل الاقتصادي؛ سكة الحديد الخليجية التي يُراد لها أن تربط العواصم والأسواق، واستكمال السوق الخليجية المشتركة، والحديث المتجدد عن «مواطنة خليجية» تسمح بحرية أكبر في التنقل والعمل والاستثمار.. وكل هذه المشاريع ليست جديدة لكنها مطروحة أمام قمة البحرين بمصاحبة السؤال الخليجي الدائم وهو هل يتحول الربط الحديدي والاقتصادي إلى واقع ملموس، أم يبقى في خانة الوعود التي تتكرر في البيانات الختامية ثم تقف أمامها الكثير من التعقيدات التي لا تنتهي؟

قطعت اقتصادات دول المجلس شوطا في التخطيط لمرحلة ما بعد النفط، عبر الاستثمار في السياحة، والتقنية، والطاقة المتجددة، والصناعات اللوجستية، لكن هذه الرؤى، على طموحها، ما زالت تسير بكثير من البطء وينقصها الأثر الاجتماعي على الشعوب الخليجية التي ما زالت تناقش قضايا الباحثين عن عمل والتعليم الحكومي المتطور الذي يواكب المرحلة، والخدمات الصحية السريعة، والسياسات الضريبية والمالية.

المنظومة الدفاعية المشتركة يمكن أن تكون خطوة ضرورية في بيئة إقليمية خطرة، لكنها لا تكفي وحدها لصناعة «درع» حقيقي. الدرع المتين هو ذلك الذي يجمع بين قدرة عسكرية منسّقة، وسياسة خارجية متزنة تستثمر الثقل الخليجي للضغط نحو تسويات عادلة في المنطقة، وبين إصلاحات داخلية تعمّق الثقة بين المجتمع ومؤسساته، وتجعل من التنمية مشروعا مشتركا.

إذا نجحت قمة المنامة في دفع مسار الدفاع المشترك إلى الأمام، فهذا مكسب كبير، لكن المكسب الأكبر أن تربط بين الأمن والتكامل الاقتصادي وحقوق الإنسان، وأن تنظر إلى «القبة الصاروخية» بوصفها جزءا من منظومة أوسع هدفها إعادة بناء التصورات السياسية والأمنية والعسكرية في الخليج وبناء منظومة العلاقات والتحالفات مع مختلف القوى القائمة والصاعدة في العالم ويبحث عن موقعه الحقيقي في النظام العالمي الذي يتشكل. عندها هذا فقط يمكن القول إن الخليج يبني درعا حقيقيا تصنع الصواريخ من جهة ويصنعه الإيمان بأهمية المعرفة والعلم في مسار المستقبل بكل تجلياته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يشارك غدًا في قمة المنامة.. وتوجه لبناء القبة الخليجية الصاروخية

يشارك غدًا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، في أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التّعاون لدول الخليج العربية التي تعقد في مملكة البحرين.

واهتمت الصحافة البحرينية والخليجية بمشاركة جلالة السلطان في أعمال القمة، واعتبر صحفيون خليجيون الحضور الشخصي لجلالته أحد أهم مفاجآت القمة السارة حتى قبل انعقادها معتبرين أن حضوره يزيد من قيمة القمة وثقلها السياسي.

وافتتح معالي جاسم بن محمد البديوي أمين عام مجلس التعاون عصر اليوم المركز الإعلامي المصاحب للقمة. وقال في رده على سؤال لجريدة عمان حول إن كان ثمة سياسة خليجية جديدة فيما يخص اتفاقات الدفاع المشترك بين دول المجلس: إن المجلس يسعى بشكل حثيث وجاد نحو بناء "القبة الخليجية المشتركة" في إشارة إلى منظومة دفاع صاروخي مشترك بين دول المجلس. إلا أن البديوي تحدث عن تعقيدات فنية تؤخر المشروع مؤكدا أن السعي الخليجي جاد نحو بناء هذه القبة خلال المرحلة القادمة، وأن هناك تواصل مع الحلفاء في العالم لبناء هذه المنظومة الصاروخية. واعتبر البديوي القمة مهمة لأنهاء تأتي بعد اعتداءين على دولة قطر ما سينعكس على البيان الختامي للقمة وما يسبقه من حوارات سياسية.

ومن المتوقع أن يصدر عن القمة غدًا اتفاق خليجي على إنشاء الهيئة الخليجية للطيران المدني واعتماد الاتفاقية العامة لربط دول المجلس بمشروع خط سكة الحديد.

وتؤكد التحركات الدبلوماسية التي تسبق القمة أن الملف الفلسطيني سيكون أحد أهم الملفات المركزية السياسية في القمة التي سينبثق عنها حوار حول مسارات بناء المنظومة الأمنية والدفاعية في دول المجلس وبناء الشراكات الاستراتيجية مع الدول والمجموعات الإقليمية والدولية الأخرى.

مقالات مشابهة

  • ملك البحرين بالقمة الخليجية: أمن دول الخليج كل لا يتجزأ
  • ملك البحرين: أمن الخليج نسيج واحد.. ودول المجلس نجحت في بناء نموذج تنموي متكامل
  • ملك البحرين: تمكنا من صياغة نموذج تنمية متكامل في دول الخليج
  • انطلاق أعمال القمة الخليجية الـ 46 في البحرين
  • عاجل انطلاق أعمال القمة الخليجية الـ 46 في البحرين
  • صور| قادة الدول الخليجية يتوافدون على المنامة لحضور القمة 46
  • جلالة السلطان يشارك غدًا في قمة المنامة.. وتوجه لبناء القبة الخليجية الصاروخية
  • حديث عن قمة المنامة وما بعدها ..الخليج في لحظة إعادة تشكيل دولي وإقليمي ودورة حضارية جديدة
  • بمشاركة جلالة السلطان.. تعرّف على أبرز ملفات القمة الخليجية في المنامة