اندونيسيا "وكالات ": يُثير احتمال هطول أمطار جديدة مخاوف دولية حول تفاقم الأضرار في" إندونيسيا وسريلانكا" اللتين تضررتا بشدة من فيضانات أودت بحياة أكثر من 1500 شخص في 4 دول.

وفي إندونيسيا التي تكبدت أكبر حصيلة من الضحايا، حذّرت هيئة الأرصاد الجوية من أن المقاطعات الثلاث الأكثر تضررا في سومطرة ستشهد هطول أمطار "متوسطة إلى غزيرة" خلال اليومين القادمين.

وحدّثت الوكالة الإندونيسية لإدارة الكوارث حصيلة القتلى اليوم، إذ ارتفع العدد إلى 836 شخصا، فيما لا يزال 518 في عداد المفقودين، إضافة إلى 839 ألف نازح، بينهم 817 ألفا في إقليم آتشيه الأكثر تضررا.

وفي سريلانكا، بلغ عدد القتلى 479 على الأقل، وطالت الأضرار أكثر من 1.5 مليون شخص، ما يجعل هذه الكارثة أسوأ كارثة طبيعية تضرب هذه الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا منذ تسونامي العام 2004.

وفي جزيرة سومطرة الكبيرة الواقعة في غرب أرخبيل اندونيسيا الشاسع، هطلت الأمطار مجددا ليل "الأربعاء الخميس"، ولكن بكثافة أقل من الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات مفاجئة وانزلاقات تربة الأسبوع الماضي. وتشهد مناطق واسعة من آسيا حاليا موسم الرياح الموسمية الذي يتسبب غالبا بفيضانات.

ويشرح خبراء أن التغير المناخي يتسبب في هطول أمطار أكثر غزارة لأن الغلاف الجوي الأكثر دفئا يحتفظ بقدر أكبر من الرطوبة، فضلا عن أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يمكن أن يزيد من شدة العواصف.

وفي إندونيسيا، لا يزال مئات الآلاف من السكان في ملاجئ موقتة مع انقطاع الاتصالات في أجزاء واسعة من سومطرة، وتغذية كهربائية غير منتظمة.

وقالت سابندي البالغة 54 عاما والتي انتقلت إلى ملجأ في باندان في شمال سومطرة "نحن خائفون". وأضافت المرأة التي تحمل اسما واحدا فقط على غرار كثير من الإندونيسيين "نخشى أن تعود الفيضانات إذا هطلت الأمطار"، وهي نجت بعدما انتظرت على سطح منزلها لمدة يومين، محاصرة من دون ماء أو طعام، لكنها تشعر بصدمة.

وقالت "منزلي امتلاء بالطين إلى حد أننا لم نتمكن من دخوله".

ومرت ماريدان هيني البالغة 50 عاما بتجربة مماثلة، وتخشى أيضا من هطول مزيد من الأمطار.

وقالت "نبقى متيقظين عند هطول الأمطار، تحسبا لعودة الفيضانات". وحجم الكارثة في سومطرة يُصعّب عمليات الإنقاذ.

وفي باندا آتشيه، امتد طابور انتظار للتزود بالوقود من محطة على مسافة 4 كيلومترات اليوم الخميس، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وفي أماكن أخرى، أبلغ ناجون عن نقص في المواد الغذائية وارتفاع في أسعارها.

ولم تتعرض مدينة سيبولغا الساحلية في شمال سومطرة لأضرار كبيرة لكنها عُزلت بالكامل تقريبا عن العالم بسبب أضرار لحقت بالطرق المؤدية إليها، و بسبب دمار في ضواحيها.

وتجمع مئات الأشخاص خارج مستودع قرب المدينة. وقالت نور أبسيا البالغة 28 عاما وهي تنتظر مع والديها بينما كان جنود بالزي العسكري يحافظون على النظام ويشرفون على توزيع الأرز "لم نشهد وضعا كهذا في سيبولغا من قبل". وأضافت في حديث لفريق فرانس برس "لم يعد هناك طعام، ونفدت الأموال، ولم يعد هناك عمل. كيف سنأكل؟".

ويلجأ السكان إلى مستودع تابع لشركة إمدادات غذائية حكومية يقع على أطراف المدينة، للتزود بالوقود والماء والغذاء. لكن الإمدادات تتناقص بشكل كبير.

وتحدثت نور عن حالة "طوارئ"، مؤكدة أن متاجر بقالة في المدينة تعرضت للنهب مؤخرا.

في سريلانكا، توقعت هيئة الأرصاد الجوية هطول أمطار موسمية في شمال شرق البلاد ابتداء من ظهر اليوم الخميس وتستمر لليوم وربما غدا السبت.

وتجددت التحذيرات من انزلاقات تربة في بعض المناطق الجبلية الأكثر تضررا في وسط البلاد، وحضت السلطات السكان على عدم العودة إلى منازلهم خشية أن تنهار منحدرات مشبعة بالمياه تحت وطأة مزيد من الأمطار.

وأُعيد فتح الطريق الرئيسية التي تربط كولومبو بكاندي، على مسافة 115 كيلومترا، لمدة 15 ساعة يوميا إذ أزال عمال أكواما من التراب والصخور.

وعلى طريق بديل، لاحظ مراسل فرانس برس أن حركة المرور بطيئة جدا بسبب أضرار جسيمة لحقت بالطريق. ولا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين في سريلانكا. وناشد الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي المجتمع الدولي تقديم مساعدات.

وقدّرت الحكومة اليوم تكلفة إعادة الإعمار بـ 7 مليارات دولار، فيما تشهد سريلانكا مرحلة انتعاش هش منذ بدء الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2022.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هطول أمطار

إقرأ أيضاً:

الدول الآسيوية المنكوبة بـالفيضانات تستعجل المساعدات لسكان المناطق المعزولة

اندونيسيا"أ.ف.ب": استمر ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات وانهيارات التربة الناجمة عن غزارة أمطار غير مسبوقة منذ 2012 في جنوب شرق آسيا وسريلانكا، إذ تجاوز عدد القتلى 1200، فيما بات إيصال المواد الغذائية إلى المنكوبين في الكثير من المناطق المعزولة أولوية ملحّة في إندونيسيا، حيث أودى سوء الأحوال جوية بحياة أكثر من 700 شخصا وتسبّبَ بتشريد مليون.

وأدت الأمطار الموسمية الغزيرة، إلى جانب إعصارين استوائيين منفصلين الأسبوع الفائت، إلى هطول كمية كبيرة من المتساقطات في أنحاء سريلانكا وأجزاء واسعة من جزيرة سومطرة الإندونيسية، وجنوب تايلاند، وشمال ماليزيا.

وبلغت غزارة الأمطار في عدد من المناطق التي شهدت هذه الفيضانات حدّا لم يسبق له مثيل منذ عشر سنوات خلال شهر نوفمبر، وفقا لتحليل أجرته وكالة فرانس برس لبيانات الطقس الأمريكية، وأظهرت السجلات الشهرية للهيئة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أن إجمالي الأمطار في نوفمبر الفائت هو الأعلى منذ 2012 في مناطق واسعة من إندونيسيا والفيليبين وماليزيا وفيتنام وتايلاند وبورما، بالإضافة إلى أجزاء من كمبوديا ولاوس. كذلك شهدت معظم أنحاء سريلانكا أمطارا قياسية.

وارتفع عدد القتلى في إندونيسيا اليوم الثلاثاء إلى 712، فيما لا يزال أكثر من 500 في عداد المفقودين، وشملت عمليات الإجلاء مليون شخص، وفقا للهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.

وفي سريلانكا، لقي 410 أشخاص حتفهم ولا يزال 336 مفقودين، بحسب إحصاء جديد أصدرته هيئة إدارة الكوارث السريلانكية اليوم الثلاثاء، بينما طالت الأضرار مليونا ونصف مليون من السكان.

ويشرح الخبراء أن التغير المناخي يتسبب في هطول أمطار أكثر غزارة لأن الغلاف الجوي الأكثر دفئا يحتفظ بقدر أكبر من الرطوبة، فضلا عن أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات يمكن أن يزيد من شدة العواصف.

ورغم توقف الأمطار الذي أتاح انحسار مياه الفيضانات جزئيا، خلّفت الكارثة دمارا كبيرا، فيما يواجه الناجون راهنا صعوبات بالغة في تأمين الطعام ومياه الشرب.

وأفاد عدد من سكان منطقة آتشيه، الواقعة في الطرف الغربي من سومطرة والتي سبق أن عانت آثار موجات المدّ البحريّ المدمرة عام 2004، بأن المقتدرين يخزّنون المؤن تحسبا لإمكان حصول نقص في المواد الحيوية.

وقال إرنا ماردياه (29 عاما) وهو ينتظر بسيارته في طابور طويل أمام محطة وقود في باندا آتشيه إن "الطرق بمعظمها مقطوعة في المناطق التي غمرتها السيول".

وأضاف بعد ساعتين من الانتظار أن "الناس يخشون نفاد الوقود".

وأدت ندرة المواد الغذائية إلى ارتفاع كبير في أسعارها. ولاحظ مادرياه أن "معظم السلع باتت باهظة الثمن (...) وهذا ربما ما دفع الناس إلى الإقبال على الشراء بهلع"، مشيرا مثلا إلى أن "سعر الفلفل الحار وحده بات يصل إلى 300 ألف روبية للكيلوغرام (18 دولارا)".

وأعلنت الحكومة الإندونيسية امس أنها أرسلت 34 ألف طن من الأرزّ و6.8 مليون لتر من زيت الطهو إلى المقاطعات الثلاث الأكثر تضررا وهي آتشيه وشمال سومطرة وغرب سومطرة.

وشدّد وزير الزراعة أندي عمران سليمان على أنْ "لا مجال لأي تأخير"، في حين دعا كثر الرئيس برابوو سوبيانتو إلى إعلان حالة الطوارئ لتسريع إرسال المساعدات وتنسيقه.

وأفادت المنظمات الإنسانية بأنها تعمل على إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة، محذرة في الوقت نفسه من نفاد الضروريات الأساسية في الأسواق المحلية، ومن ارتفاع أسعار السلع المتاحة ثلاثة أضعاف.

ونبّهت منظمة "الإغاثة الإسلامية" إلى أن "السكان في مختلف أنحاء مقاطعة آتشيه مُعرّضون لخطر نقص الغذاء والمجاعة في حال لم تعد سلاسل الإمداد إلى طبيعتها خلال الأيام السبعة المقبلة".

وفي مختلف مقاطعات سومطرة، حيث يُحتمل أن يرتفع عدد القتلى نظرا إلى استمرار وجود نحو 500 مفقود وإصابة 2600 بجروح، يروي السكان مشاهد مرعبة تسبب بها الارتفاع المفاجئ في منسوب المياه.

وقال زمزمي، أحد سكان شرق آتشيه، إن "مقاومة الفيضان لم تكن ممكنة، كموجة تسونامي".

واضاف الرجل البالغ 33 عاما الذي يحمل اسما واحدا فحسب ككثر من الإندونيسيين: "لا نستطيع التعبير عن مدى ضخامة الفيضان".

وتسببت عاصفة أخرى في هطول أمطار غزيرة على سريلانكا، مما أدى إلى فيضانات مفاجئة وانهيارات تربة أودت بحياة 410 أشخاص على الأقل، مما يجعلها أسوأ كارثة طبيعية تضرب هذه الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا منذ تسونامي عام 2004.

وتعهد الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي الذي أعلن حالة الطوارئ إعادة إعمار المناطق المدمرة بعد ما وصفه السبت بـ"أسوأ كارثة في تاريخ" بلده.

وعملت القوات الجوية السريلانكية، بدعم من نظيرتيها الهندية والباكستانية، على إجلاء السكان العالقين وتوزيع المساعدات الغذائية.

وأكد مسؤولون أن الأمطار انحسرت في مختلف أنحاء سريلانكا، لكن التحذيرات من الانهيارات الأرضية لا تزال سارية في معظم أنحاء المنطقة الوسطى الأكثر تضررا.

مقالات مشابهة

  • مع بدء نوة قاسم.. 6 محافظات الأكثر ضرراً وأماكن سقوط الأمطار
  • قلق من هطول أمطار جديدة في إندونيسيا وسريلانكا بعد الفيضانات
  • عدلي: إعلان القاهرة الوزاري بـ COP24 يضع التعاون المتوسطي في صدارة مواجهة التغير المناخي
  • خبراء: هذه الفواكه والخضراوات الأكثر تلوثا بالمبيدات
  • الأرصاد تتوقع هطول أمطار غزيرة بمناطق الشمال
  • الدول الآسيوية المنكوبة بالفيضانات تستعجل المساعدات
  • الدول الآسيوية المنكوبة بـالفيضانات تستعجل المساعدات لسكان المناطق المعزولة
  • "الأرصاد": أمطار وتساقط للبرد على مكة وحائل حتى العاشرة مساءً
  • بدأت نوة قاسم.. هطول أمطار خفيفة بمختلف أنحاء الإسكندرية